الرئيسية / أخبار مميزة / المكاري يرعى تظاهرة إعلامية على جبل الميرادور – تربل: نعلن تجذرنا في هذه الأرض ونحفر على الصخر شهادتنا للحياة بأننا ننتمي إلى وطن واحد
المكاري يرعى تظاهرة إعلامية على جبل الميرادور – تربل

المكاري يرعى تظاهرة إعلامية على جبل الميرادور – تربل: نعلن تجذرنا في هذه الأرض ونحفر على الصخر شهادتنا للحياة بأننا ننتمي إلى وطن واحد

أحيت وزارة الإعلام، برعاية الوزير المهندس زياد المكاري وبالتعاون مع إدارة منتجع ومشروع “الميرادور”، “اليوم الوطني للإعلام اللبناني” على سفح جبل “الميرادور” –  تربل في  قضاء زغرتا، تضمن زرع أشجار باسم الإعلاميين على تلة تطل على مناطق محافظتي الشمال من جهة وعكار من جهة أخرى.

بدأ النهار صباحا بلقاء وتجمع للاعلاميين المشاركين في استراحة على فنجان قهوة وترويقة، تخللتها أحاديث وتعارف بين المجموعات الإعلامية التي حضرت من كل أنحاء لبنان للمشاركة في هذا اليوم المميز. ثم توجهوا الى موقع التلة التي اختيرت، حيث قام الإعلاميون بزراعة الأشجار التي حملت أسماءهم.

بعد ذلك كان غداء للإعلاميين، شارك فيه المكاري والنواب طوني فرنجيه وجميل عبود وإيهاب مطر وأحمد الخير وممثل جامعة الدول العربية في لبنان يوسف السبعاوي ونقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي ووفد رايطة خريجي الاعلام والرئيس السابق لبلدية الميناء عبدالقادر علم الدين وحشد واسع من ممثلي وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية العاملة في لبنان.

بعد النشيد الوطني، عرفت بالاحتفال المهندسة سالي كنعان من إدارة “الميرادور”، وقالت: “قدم الاستاذ احمد علم الدين الدوري هذه الارض واختارها لأن تكون غابة الصحافة اللبنانية لأنها قمة جبل تربل الميرادور، التي تتوسط أقضية الشمال كلها، لتحولها الى معلم ثقافي وإعلامي فريد سيحول المكان الى مقصد لجميع اللبنانيين، والهدف أن يعكس صورة الشمال على انه نموذج للعيش الوطني الواحد والعيش المشترك”.

وختمت: “ولأن مشروع الميرادور هو أضخم مشروع سكني سياحي في الشمال ويهدف الى التنمية والحفاظ على البيئة ويقدر الفكر والثقافة والصحافة، كانت لفتة التكريم لتخليد الصحافة والصحافيين”.

فتاح

ثم كانت كلمة اللجنة المنظمة لليوم الوطني ألقتها الدكتورة مهدية فتاح قالت فيها: “عشرة أيام بلا نوم وعمل متواصلين لإنجاز هذا المشروع الرائد. عشرة أيام تاريخية أسست لمعلم سيشهد علی وطنیة الشمال. وأمام هذا المشهد الرائع الذي جسد كل معاني الوطنية، تحقق الحلم وانتهى التعب. هذه الأشجار سوف تنمو وتكبر، وجذورها ستتشابك ببعضها وتقوى في الأرض وعلى السطح أسماء أصحابها مخلدة”.

وختمت: ” أحمد علم الدين، رجل أعلى من المناصب والألقاب زعنوان لكرم الفلاح، وكلنا نعرف ان أغلى شيء على الفلاح هي أرضه. فهو أعطى أجمل وأعلى نقطة من أرض الميرادور، المطلة على كل أقضية الشمال. ما بخل بأي تفصيل وكانت همه الوحيد صورة الشمال وتخليد يليق بالصحافيين والإعلاميين”.

الدوري

ثم ألقى علم الدين كلمة صاحب مشروع “الميرادور” قال فيها: “عندما طلب مني ابن العم أحمد علم الدين الدوري تمثيله اليوم في هذا الصرح، لا أخفي عليكم أني لم أتردد أبدا لعلمي بأني سألتقي هذه الوجوه النيرة والمشرقة، وليقيني ان الدوري كما دوما يجمع الأحباب في الميرادور ويعيد شبكة التواصل بين الجميع. فشكرا للدوري وللصديق مصباح العلي الذي عمل على إنجاح هذا اللقاء الكبير، برعاية معالي الوزير”.

أضاف: “أمثل الدوري اليوم، صاحب الرؤية والهمة والمبادرات النوعية أبرزها إنشاء هذا الجبل، الذي استثمر فيه ليحوله من صخر الى حياة، فهو الذي حول جبلا مهجورا الى كتلة حياة سياحية، ثقافية، وبيئية، ووصل ليلها بنهارها، ليعود الشمال الى تألقه من على هذا الجبل. واليوم نشهد على احتضان غابة الصحافة اللبنانية. هذه الغابة ستخلد أسماء كبار الصحافيين اللبنانيين، وسيبقى لهؤلاء الصحافيين مرقد شجرة في الميرادور ليزوروها مع محبينهم وذويهم الى الأبد. هذه الغابة ستتضمن ايضا صخرة الشمال الوطنية. هذه الصخرة التي لطالما تكسرت عليها الفتن والمؤامرات وخصوصا أن الشمال وبشهادة اعلاميينا الكبار “يلي أكيد بيتذكروا أنا وياهم عشنا تاريخ حلو ومر بعز الحرب الاهلية”، بقيت رمز الوحدة الوطنية وحافظت على التآلف والانسجام والهدوء”.

وتابع: “لم يسبق لوزير إعلام أن فكر بهكذا مشروع، ولكن ليس غريبا على ابن زغرتا الذي شرب من مياه نبع مار سركيس وترعرع في أحراج محمية اهدن، أن يبادر إلى مد الجسور الخضراء لتصل الى الميرادور ويعيد التواصل من الميدان الى الشمال وكل لبنان مرورا بمدينة الميناء وينصف الصحافة اللبنانية بإقامة هذه الغابة. وهنا لا بد من أن نذكر فريق عمل الوزير من إعلاميين تدرجوا في الأرض وعرفوا تماما معاناة ويوميات الصحافيين ومصاعب هذه المهنة ودقتها. اليوم نحتفل مع إعلاميين وصحافيين مخضرمين، يزرعون مجددا الخير كما زرعوه دائما ولكن بطريقة مختلفة ليبقى الميرادور جامعا للإعلاميين وكل اللبنانيين، ونقطة تلاق تبدأ اليوم بعد زرع أكثر من ١٥٠ غرسة أرز وسنديان مقدمة من محمية حرج اهدن مشكورة. يزرعون اليوم ليحصد أبناؤنا بيئة نظيفة خضراء، علها تخفف القليل من التلوث الذي أصاب الحجر والبشر وتعيد الحياة والأمل الى نفوسنا وحياتنا”.

وقال: “وهنا لا بد من أن نستغل وجود الإعلاميين، بعد انتهاء جولتهم اليوم، ليعكسوا الصورة الحقيقية للشمال ويبرزوها فتعود سياحية بيئية متألقة بأهلها وناسها وضيوفها. عليكم واجب كبير، وطني، بالضغط على أصحاب القرار والمسؤولية المتقاعسين الذين ينتهي لبنان الإنماء عندهم بعد حاجز المدفون أو في أحسن الأحوال نفق شكا”.

وختم: “ليتعظوا من الدوري الذي جعل من هذا الجبل حياة ووصل ليله بنهاره لإيمانه بأن من لديه إرادة لا يستطيع أحد إيقافه. من هنا نطالب، الدوري وأنا وأنتم، باستكمال الاوتوستراد العربي وتفعيل مصفاة النفط وافتتاح مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض وإعادة الحياة الى كل مؤسسات الشمال”.

الصلح

وألقى السبعاوي كلمة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن الصلح قال فيها: “مسألتان نعتز بهما في جامعة الدول العربية، الأولى هذا المشهد الجامع من كل أنحاء لبنان، وهذه رسالة اجتماعية لجمع أطياف الشعب من الصحافيين نعتز بها في جامعة الدول العربية. والثانية هي المبادرة التي أطلقتها وزارة الإعلام عبر زراعة الأشجار وهي رسالة إنسانية للحفاظ على البيئة. نتمنى لكم التوفيق في هذه المبادرات”.

المكاري

ختاما قال وزير الإعلام في كلمة: “منذ صغري، تستهويني الحجارة المرصوفة فوق البساتين والكروم، وكنت استمتع بمشاهد رصف الأشجار في بلدتي الحبيبة اهدن، واليوم أشعر بفرح عظيم أني أغرس أشجار غابة الصحافة وأرصف الصخر والحجارة لغابة الصحافة. أرحب بكم في ربوع الشمال بين أهلي وناسي ووسط الرفاق الصادقين الأوفياء، أدشن معكم معلما إعلاميا وثقافيا رائدا فوق تلة الميرادور – تربل. هذا المشروع الذي استغرق تنفيذه أقل من أسبوعين فقط بجهود جبارة وإمكانات متواضعة جدا، وهو ثمرة تشبيك وتعاون بين القطاعين الرسمي والخاص ونتاج حملة تطوعية ضمت عددا من الكيانات الإعلامية والجهات الأهلية  التي جمعت الأسرة الإعلامية. فأهلا وسهلا برجال الفكر والصحافة والثقافة في ربوع الشمال، نموذج العيش الوطني الواحد”.

أضاف: “اليوم نعلن تجذرنا في هذه الأرض ونحفر على الصخر شهادتنا للحياة بأننا مواطنون ننتمي إلى وطن واحد. روعة المكان أنه يجمع أقضية الشمال من عكار مرورا بزغرتا والضنية والمنية وصولا إلى المدينة الحبيبة طرابلس”.

وتابع: “عظمة الصحافة أننا سنتنفس هواء الحرية في المستقبل، بعد أن غرستم أشجارا تحمل أسماءكم لتكون شهادة حق وحياة، والدعوة مفتوحة للجميع لكي تتسع هذه الغابة لجميع الأقلام الصحافية في المستقبل”.

وقال: “أنوه بمشاركة جامعة الدول العربية معنا اليوم، علما بأني لمست عمق احتضان الأخوة العرب خلال مشاركتي في اجتماع وزراء الإعلام العرب في القاهرة، وتنظيم اليوم الوطني للصحافة اللبنانية ليس سوى توطئة لتنظيم فعاليات بيروت عاصمة الإعلام العربي 2023 ، إذ سنحرص على تنظيم فعاليات تليق بلبنان وتاريخ صحافته العريقة، وأشعر بالغبطة والسرور العميقين أنني أدشن اليوم هذا المعلم الإعلامي الفريد في الشمال، وهناك المزيد من الأفكار المبتكرة سنسعى جاهدين لتنفيذها خلال فعاليات بيروت 2023”.

أضاف: “أشعر بالحيرة الممزوجة بشعور من الامتنان والفخر، وقررت أن أتوجه بالشكر لجميع الطاقات التي تضافرت اليوم لإنجاح اليوم الوطني للصحافة، وما دام الهم الواحد يجمعنا سنسعى إلى تحقيق الهدف الأسمى الذي يتجلى بالانتماء الوطني الصادق، فمن محمية حرج اهدن التي لبت النداء منذ الاتصال الأول، الى موظفي الوزارة الذين عملوا بلا كلل، إلى المتطوعين الذين هبوا من مختلف مناطق الشمال للدعم والمساندة، لكن صراحة، اتوجه بالشكر إلى أحمد علم الدين الدوري على رأس مشروع الميرادور والذي لم يتردد بتقديم كل شيء وحقق الحلم بغابة للصحافة وصخرة الوطنية وسارية علم ضخمة لكي يرفف علم لبنان عاليا، وأنا المدرك أصالة أهل المنية كما سائر مناطق الشمال وأعلم جيدا نخوتهم خلال تجربتي السياسية منذ سنوات”.

وختم المكاري: “أخيرا، أتوجه إلى الجميع بالدعوة إلى الأمل والجهد لتجاوز الظروف العصبية. دعونا نجدد الرجاء بوطن اختارنا وأردناه مسكنا آمنا لأبنائنا. دعونا نعمل بنفس وطني أصيل ونجتمع ونلتقي ونتحاور لكونها السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات”.

العلم واللوحة التذكارية

بعد الكلمات توجه الجميع مجددا الى موقع التلة حيث رفع العلم اللبناني بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي وحشد من الشخصيات، ثم أزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية التي حملت عبارة “حرية التعبير .. صخرة هذا الوطن”. وافتتحت الطريق المؤدية الى الغابة والباحة وازيحت الستارة عن لوحة تحمل اسم ” شارع الصحافة اللبنانية”. وأعلنت لوحة هي قيد الإنجاز تحمل أسماء الصحافيين الذين غابوا عن هذه الدنيا من أجل تخليد أسمائهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *