الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق الأوسط: لبنان يقترع لبرلمانه الجديد بـ«مئات المخالفات» واتهام ‏الرئيس بـخرق الصمت الانتخابي‎
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط: لبنان يقترع لبرلمانه الجديد بـ«مئات المخالفات» واتهام ‏الرئيس بـخرق الصمت الانتخابي‎

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : خالفت وقائع العملية الانتخابية التي أجريت في لبنان أمس (الأحد)، توقعات ‏اللبنانيين بتغيير جذري يطيح بنفوذ القوى السياسية في ظل أسوأ أزمة اقتصادية ‏ومالية ومعيشية تعيشها البلاد، حيث تضاءل الصوت التغييري خارج ‏الاصطفافات السياسية الى حد كبير في معظم الدوائر الانتخابية، في مقابل احتدام ‏سياسي تركز بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله” لم يخلُ من العنف والتوتر ‏وخروقات كثيرة. فاليوم الانتخابي الطويل في لبنان بمئات المخالفات التي قام بها ‏المرشحون والمسؤولون على حدٍ سواء وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال ‏عون، حسبما قالت الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات “لادي”، وذلك عبر ‏إدلائهم بتصريحات إعلامية، مما اعتبر خرقاً للصمت الانتخابي الذي كان ‏يفترض أن يستمر حتى إقفال صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة ‏مساء.واستدعت المخالفات مناشدات من قبل هيئة الإشراف على الانتخابات كما ‏من قبل الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات “لادي” التي تحدثت عن “خرق ‏للصمت الانتخابي من مرشحين وسياسيين من بينهم رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون‎”.

وقالت الجمعية في بيان لها إنه “نتيجة رصدها المباشر لمجريات العملية ‏الانتخابية لاحظت من خلال التقارير التي تردها من غرفة العمليات التابعة لها، ‏حصول مخالفات بالمئات ناتجة عن خرق الصمت الانتخابي من مختلف وسائل ‏الإعلام والمرشحين والجهات السياسية، وهي تعكف على دراسة التقارير ‏المتعلقة بهذه المخالفات واتخاذ الإجراءات الفورية بشأنها، ومنها الإحالة إلى ‏المراجع القضائية المختصة”، مع تأكيدها على الاستمرار “بمواكبة العملية ‏الانتخابية حتى إقفال صناديق الاقتراع، والطلب من وسائل الإعلام كافة ‏والمرشحين والجهات السياسية الالتزام الفوري بالصمت الانتخابي، وفقاً ‏للأحكام المنصوص عليها في قانون الانتخاب‎”.

وفي رد منه على سؤال حول خرق رئيس الجمهورية الصمت الانتخابي، ردّ ‏مستشاره وزير العدل السابق سليم جريصاتي بالقول: “الجهل عذر مخفف، ومن ‏يقول إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خرق الصمت الانتخابي، قد يكون ‏فاته قانون الانتخاب وتحديداً مادة الإعلام والإعلان والدعاية الانتخابية‎”.

واعتبر جريصاتي أن “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات” أخطأت ‏عندما اعتبرت أن رئيس الجمهورية خرق الصمت الانتخابي، مضيفاً: “رئيس ‏البلاد يستطيع في أي حين أن يوجه كلمة إلى اللبنانيين بمثابة توجيهات لحثهم ‏على كثافة الاقتراع، بهدف حسن التمثيل وفاعليته، بحسب ما ورد في اتفاق ‏الطائف، واستكمال مسيرة الإصلاح‎”.

وفي إطار المخالفات أيضاً، لفتت “لادي” إلى خرق سرية الاقتراع عبر مرافقة ‏مندوبين لناخبين إلى خلف العازل في العديد من الأقلام، كما حذّرت من تصوير ‏قسيمة الاقتراع الرسمية، مذكرة بتعميم وزارة الداخلية بإلغاء صوت كل من يقوم ‏بالتصوير على غرار ما فعلت ابنة رئيس الجمهورية، كلودين عون قبل أن تعود ‏وتحذف الصورة‎.

كما لفتت عبر حسابها في “تويتر” إلى أن التعرض لمراقبيها يتكرر في بعض ‏المناطق، وجددت مطالبتها وزارة الداخلية “بحماية المراقبين والمراقبات ‏وتسهيل عملهم‎”.

وظللت الإشكالات بين مناصري “حزب الله” و”القوات اللبنانية” اليوم ‏الانتخابي الطويل، فيما أُوقف شاب تعرض بالشتائم لرئيس الجمهورية ميشال ‏عون في أثناء وجوده في مركز اقتراع في حارة حريك في جبل لبنان‎.

وعرضت وسائل إعلام لبنانية مشاهد لتعرض الشاب، قيل إن اسمه شربل ‏طحومي، للضرب قبل توقيفه، بعد توجهه بكلام نابٍ إلى رئيس الجمهورية خلال ‏إدلائه بصوته في حارة حريك. وتداول ناشطون في مواقع التواصل مقطع فيديو ‏لتوقيفه من عناصر الحماية التابعة للرئاسة اللبنانية. هذا المشهد كان واحداً من ‏مشاهد العنف التي أحاطت بالعملية الانتخابية، وكان الأبرز فيها تكرر ‏الإشكالات في أكثر من دائرة بين مناصري “القوات اللبنانية” و”حزب الله‎”.‎

ووقعت ثلاثة إشكالات في زحلة (شرق لبنان)، تركزت أمام مدرسة القلبين الأقدسين في البربارة، ومستشفى ‏المعلقة الحكومي، وأمام مستشفى الهراوي الحكومي، وفي بلدة كفر زبد، حسبما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” ‏الرسمية. أما في الجنوب فقد أفاد مناصرون لحزب “القوات” بحصول اعتداء على مندوبي “القوات” في ‏كفرحونة في جزين، وتم تكسير الخيام الخاصة بهم، وأدى الإشكال إلى وقوع إصابات عدة بين مناصري ‏‏”القوات‎”.

أما في جبيل، فقد تحدث “القوات” عن منع مندوبيه من الدخول إلى أقلام الاقتراع في بلدة مزرعة السياد الشيعية، ‏وتعرّض المرشح محمود عوّاد، عن المقعد الشيعي في جبيل على لائحة “القوّات اللبنانية”، للاعتداء وتحطيم ‏سيارته في أثناء توجّهه للإدلاء بصوته‎.

في دائرة “بعلبك – الهرمل”، كانت الإشكالات أكثر رمزية وعنفاً، إذ تعرض بعض مندوبي لائحة “بناء الدولة” ‏المدعومة من “القوات” ويرأسها عباس الجوهري، للطرد، فيما انشق بعض المندوبين في بلدة يونين لصالح ‏اللائحة المدعومة من “حزب الله‎”.

وتوجه رئيس “حزب القوات” سمير جعجع إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي وقيادة ‏الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بالقول: “تتواصل الاعتداءات على مندوبي لائحة (بناء ‏الدولة) في معظم أقلام الهرمل ومن دون أن تحرِّك عناصر قوى الأمن الداخلي الموجودة في الأقلام أي ساكن”. ‏وتابع جعجع، في بيان: “في الوقت نفسه عندما يقوم الجيش اللبناني بإعادة بعض المندوبين إلى أقلام الاقتراع التي ‏كانوا قد أُخرجوا منها بالقوة، يرفض رؤساء الأقلام المعنيين تسجيل اعتراضاتهم أو أخذهم على محمل الجد، أو ‏إفساح المجال أمامهم للقيام بعملهم المنوط بهم قانوناً. إن ما يجري في معظم أقلام الهرمل وبعض أقلام بعلبك ‏يضرب جوهر العملية الانتخابية، ومن مسؤولية رئيس الحكومة ووزير الداخلية التدخل فوراً. أولاً لوقف ‏الاعتداءات على المندوبين وإعادتهم إلى أقلام الاقتراع، وبالأخص تأمين وجودهم عند بدء الفرز، وثانياً الطلب من ‏رؤساء الأقلام المعنيين في بريتال وبدنايل والكنيسة وريحا وغيرها تحمل مسؤولياتهم وترك المندوبين يقومون ‏بما هو منوط بهم”. وأضاف: “كل ذلك يحصل تحت طائلة الطعن الدستوري بنتائج انتخابات هذه الدائرة في حال ‏استمرت المخالفات على هذا المنوال‎”.

وقال الجوهري بدوره: “نعترف بأن بعض ضعاف النفوس من الماكينة الانتخابية للائحة (بناء الدولة) قد تمت ‏استمالتهم بالفتات مما سرقه الثنائي الفاسد من قوت شعبنا المظلوم المقهور وهو اليوم لا يزال مستمراً بعمليات ‏الخداع والتضليل تحت شعارات آيديولوجية عفنة، رغم كل هذا التهويل لا نزال مستمرين بمتابعة عملية ‏الانتخابات ولن يثنينا عن مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية لا غدر ولا خيانات‎”.

في الضاحية الجنوبية لبيروت، أفادت جمعية مراقبة الانتخابات “لادي” بحصول “اعتداء مناصرين حزبيين ‏على المرشح واصف الحركة في مركز الاقتراع في برج البراجنة – المنشية، وسط شعارات (صهيوني، ‏صهيوني‎)”.

وشهدت بلدة فنيدق في عكار في الشمال “إشكالات وتضارباً وتدافعاً ومواجهات تحولت إلى عنفية” ما استدعى ‏التدخُّل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من أجل ضبط الأمور تجنباً لتطورها، وأسفرت عن إصابة ‏شخص نقله الصليب الأحمر إلى مستشفى في المنطقة، كما أفادت الوكالة الوطنية‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *