الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: غوتيريش عقد لقاءات سياسية وروحيـــة وتفقّد المرفأ وزار طرابلس
الشرق

الشرق: غوتيريش عقد لقاءات سياسية وروحيـــة وتفقّد المرفأ وزار طرابلس

واصل الأمين العام للأمم المّتحدة أنطونيو غوتيريش زيارته الى لبنان  والتي تستمر الى يوم غد الاربعاء ،وجال في  يومه الثاني أمس  على مسؤولين . واستهل لقاءاته باجتماع عقده مع بعض القادة الروحيين. وأكد المشاركون، وفق بيان عن مكتب الامم المتحدة في بيروت، “التزامهم قيم الانفتاح والتسامح والتعايش باعتبارهما جوهر هوية لبنان واستقراره”.
وشددوا على “أهمية الحفاظ على هذه القيم التي هي من صلب الإيمان، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد أزمة مالية واقتصادية واجتماعية متفاقمة تلقي بوطأتها الخانقة على عموم الناس”.
وأعربوا عن “عزمهم التركيز على ما يوحد لبنان ويجمع ابناءه”، وشجعوا “أبناء الديانات والمذاهب المختلفة على فعل الشيء عينه”، واعتماد “الحوار وسيلة لحل الخلافات بروح التوافق والعمل الجماعي”.
وأكدوا “الرغبة المشتركة بين أبناء الأديان والمذاهب لرؤية لبنان يتعافى ويزدهر”، والتزموا “القيام بكل ما في وسعهم لإعادة الأمل إلى شعبه”.
وجددوا “دعم الأمم المتحدة للبنان لوضع حد لأزماته وتجنيب الناس المزيد من المعاناة”.
إشارة إلى أن القادة الروحيين هم: البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، القاضي الشيخ مهدي اليحفوفي ممثلا  الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى وبطريرك الأرمن الأرثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان.
المرفأ: بعدها زار غوتيريش مرفأ بيروت للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار المرفأ. ووضع إكليلا من الزهر على ضريح الضحايا
عين التينة: وزار غوتيريش رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وقائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان ستيفانو دل كول والوفد المرافق.
وعقدت خلوة  بين بري وغوتيريش استمرت أكثر من 20 دقيقة تلاها لقاء موسع تم خلاله البحث في الاوضاع العامة، لاسيما موضوع ترسيم الحدود. وعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، ووصف الزائر الاممي الاجتماع بـ”البناء للغاية” تحدثنا خلاله عن أفضل السبل لإيجاد حلول للأوضاع المعقدة والصعبة التي يواجهها لبنان حاليا (…)”.
اضاف: “أعتقد أن اللبنانيين هم الوحيدون الذين يستطيعون إيجاد حل لأزمات بلادهم، ولكن أعتقد أيضا أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يعزز دعمه للبنان لتجاوز الظروف الصعبة الذي يمر بها حاليا. الأمم المتحدة متضامنة جدا مع اللبنانيين في هذه الأوقات (…).
وقال: “من جهة أخرى، سنحت لنا فرصة التداول بشأن وجود اليونيفيل في جنوب لبنان، وعن ضرورة وضع حد لكافة الانتهاكات، لوقف إطلاق النار، لا سيما أن الرئيس بري قد لفت نظري إلى الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي في لبنان، وإلى ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن احتراما كاملا. وناقشنا أيضا أهمية التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني وضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعما إضافيا للجيش”.
وأعلن ان “في سياق نشاطاتنا، سوف نفعل كل ما بوسعنا لتسهيل المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سريع لترسيم الحدود البحرية حتى يتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة فيه، وهو سيساهم في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد” (…)”.
بري:بدوره  وصف الرئيس بري الزيارة بـ” المثيرة والمهمة جدا”، وقال:” هذه الزيارة التي خص بها لبنان تعبر عن حبه وتقديره وفعلا تأثيره العظيم على الوضع القائم، بخاصة بالنسبة لموضوع الوحدة بين اللبنانيين والعمل سريعا لاستعادة لبنان عافيته من كل شر ومن كل اختلاف ومن كل تباين”.
أضاف: “على الصعيد العام طبعا الشكر موصول دائما لليونيفيل منذ العام 1978 لان اسرائيل لم تنفذ لا القرار 425 ولا القرار 1701 الذي لا يزال الان يتكلم عن وقف الانتهاكات الحربية ولا تقبل ان يقال أن هناك وقفا لإطلاق النار كذلك الامر لا يريدون أي دور للأمم المتحدة في أي مهمة تتعلق بالجنوب اللبناني ولبنان خصوصا في ما يتعلق بموضوع الحدود البحرية. هذه المواضيع كلها تكلمنا عنها علما انه في موضوع الحدود البحرية تكلمنا بأن تكون الامور بعهدة الامم المتحدة ورعايتها وتحت علم الامم المتحدة بمشاركة الاميركيين ومع ذلك لا يزال هناك حتى الان مماطلة في هذا الموضوع، الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد اللبناني والوضع العام، ومعلوم أن الشركات التي رسا عليها الالتزام تؤخر هذا الموضوع بحجج أمنية”.
وختم بري شاكرا الامم المتحدة “لما تقدمه  للجيش”، مؤكدا “ان اهلنا في الجنوب والجيش واليونيفيل يد واحدة في سبيل الامن في المنطقة، وان كان هناك من اضطراب في مكان، فالمسؤولية تقع على اسرائيل الموجودة على ارضنا، وليس علينا، فكل يوم هناك خرق اسرائيلي للاجواء اللبنانية حتى انهم يستعملون اجواءنا لضرب الشقيقة سوريا (…)”.
السراي: وزار غوتيريش مع الوفد المرافق، السراي والتقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعقدا مؤتمرا موسعا تم في خلاله عرض مشاريع التعاون ونشاطات الوكالات الاممية في لبنان والدعم الذي توفره للبنان في هذه المرحلة .
وجدد ميقاتي “تمسك لبنان بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701 والتشديد على أن لبنان يلتزم تطبيق هذا القرار ويحترم القرارات الدولية ويدعو الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيقه كاملا  ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجوا. كما نؤكد التزامنا المضي في المفاوضات الجارية برعاية القوات الدولية ووساطة الولايات المتحدة الأميركية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية (…)”.
كما جدد تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن اي خلاف بين  الدول العربية(…)” وقال: “يحتاج لبنان إلى مساعدات عاجلة مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام (…)”.
أما غوتيريش، فأشار الى الاعباء الناجمة عن أزمة النازحين السوريين، مقدرا للبنان كرمه في استضافتهم، ووصف الوضع بـ”المأسوي والصعب للغاية، وطبعا تعود مسؤولية هذا الوضع الى اللبنانيين بشكل جزئي، ولكن المسؤوليات ايضا ملقاة على عاتق جهات خارج لبنان نظرا للوضع المأسوي في المنطقة ومضاعفاته(…)”. وقال: “الحقيقة هي ان الشعب اللبناني اليوم يعاني الأمرين، وهذا يلقي طبعا مسؤولية كبيرة على عاتق القادة اللبنانيين لكي يوحدوا انفسهم ويجتمعوا، فهنا ليس الوقت لاستنباط الرؤى، بل لكي لا نألو جهدا ولكي نبذل قصارى جهدنا من اجل ايجاد الحلول لمشاكل البلاد، ولنكن واضحين ، هذه هي اللحظة الماثلة التي يستحق فيها لبنان التضامن بين القوى كما فعلنا ازاء اللاجئين، نحن هنا ايضا بحاجة الى ان نعزز ونعبىء جهودنا لكي ندعمكم وندعم لبنان (…)”.
طرابلس: وزار غوتيريش طرابلس وجال في مدرسة الاونروا ، وكان في استقباله وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي. والتقى طلابا، واستمع إلى شكاويهم ومعاناتهم بسبب الأزمة الراهنة، حيث اضطر الأهالي لمنع أولادهم من التوجه الى المدارس.
كما شكا الطلاب مسألة الافتقار الى الدعم الرياضي واشتكى بعضهم عدم قدرة أهاليهم على اطعامهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *