الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : أسبوع حكومي ديبلوماسي بإمتياز.. ‏وميقاتي يقود ورشة تحضيراً لخطوات ‏عملية
الجمهورية

الجمهورية : أسبوع حكومي ديبلوماسي بإمتياز.. ‏وميقاتي يقود ورشة تحضيراً لخطوات ‏عملية

ينطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذا الاسبوع في ورشة لقاءات ‏على كل المستويات تحضيراً لخطوات عملية ستخطوها حكومته ‏وشيكاً على طريق تفريج الازمات التي يرزح تحتها اللبنانيون في ‏مختلف المجالات، وهو في الوقت نفسه يعوّل كثيرا على الاتصالات ‏الخارجية لتأمين المساعدات المالية المطلوبة للبنان، لأن الإنقاذ لا ‏يمكن ان يتحقق سوى عن طريق المؤازرة الخارجية، خصوصا بعد ‏وصول الانهيار إلى مستويات مخيفة، ويعتمد ميقاتي على باريس ‏مدخلاً إلى العواصم الغربية والعربية، ومن الواضح ان الرئاسة ‏الفرنسية تسخِّر كل علاقاتها من أجل توفير اي مساعدة ممكنة. ‏ويسابق رئيس الحكومة الوقت سعيا إلى خطوات عملية، ولم ‏يصطدم حتى الآن برفض دولي، وقد يكون من المبكر ان يفتح الخارج ‏صناديقه للمساعدة او ان يعلن اعتذاره، والأسابيع القليلة المقبلة ‏ستكون كفيلة بتوضيح الصورة حيال الموقف الخارجي، ولكن الأساس ‏ان ميقاتي يقوم بدوره في محاولة “دقّ” كل الأبواب اللازمة، ومن ‏الظلم بمكان إطلاق النار على الحكومة من دون منحها فترة سماح ‏أقلها 90 يوماً، وبعد هذه الفترة يمكن بالتأكيد الحكم عليها بتصنيفها ‏إما حكومة فاشلة وغير قادرة على الفعل والإنجاز وتتلهى بالوعود ‏على غرار الحكومة السابقة الفاشلة، وإما انها على قدر مواجهة ‏تحديات المرحلة.‏
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انه إذا كان أحد أسباب الانهيار ‏هو الفشل في إدارة الدولة، إلا ان أحد أبرز أسباب عدم القدرة على ‏الخروج من هذا الانهيار يكمن في الموقف الخليجي الرافض مساعدة ‏لبنان بعد تحوّله، في رأي بعض دول الخليج، منصة لاستهداف هذه ‏الدول سياسياً، وتحوّل حدوده معابر مشرعة للمخدرات والممنوعات، ‏وبالتالي في حال لم تُظهِر حكومة ميقاتي موقفا سياديا وحرصا على ‏منع استمرار لبنان ممراً لاستهداف العواصم الخليجية، فإنّ أبواب ‏الخليج ستبقى موصدة لأن دوله لن تقبل مواصلة مساعدة دولة ‏تستخدم هذه المساعدات لاستهدافها، في رأي هذه الدول.‏‏ ‏
وأكدت المصادر منفسها “ان أبواب الخليج لن تفتح باتصال فرنسي – ‏سعودي مشكور، إنما المدخل الأساس يكمن في الخطوات التي يجب ‏على الحكومة ان تلجأ إليها من أجل تطمين هذه الدول الا انّ لبنان ‏الرسمي لن يقبل استمرار السياسة السابقة، وان المواقف التي ‏اطلقها ميقاتي على هذا المستوى كانت مشجعة بإعلانه في وضوح ‏رفض استهداف الخليج من لبنان، إلّا ان الأمور تبقى مرهونة ‏بالترجمات على أرض الواقع”.‏‏ ‏
وعلقت اوساط رئيس الحكومة على ما يُشاع حول تعاطيه ورهاناته ‏حول العلاقة مع الدول العربية، فقالت لـ”الجمهورية”: “ان كل ما يقال ‏لا يعتدّ به لأن رئيس الحكومة أعلن منذ اليوم الاول انه سيبذل كل ‏جهده لإعادة تصويب ما حصل من خَلل في علاقات لبنان بمحيطه ‏العربي وهو لن يألو جهداً في سبيل تحقيق هذا الهدف وكل ما يقال ‏خلاف ذلك هو من باب التشويش والذبذبة، فرئيس الحكومة موقفه ‏واضح في هذا المجال وهو انّ لبنان جزء من محيطه العربي، وسيعمل ‏لتصويب ما حصل من خلل في علاقات لبنان العربية من خلال ‏الاتصالات المتواصلة التي يجريها وتبقى الامور مرهونة بخواتيمها”.‏‏ ‏
وفي معلومات “الجمهورية” ان الاسبوع المقبل قد لا يشهد جلسة ‏للحكومة كون الوزراء في صدد التحضير لملفات وزاراتهم، ولم يتسنّ ‏لهم الوقت بعد لرفع بنودهم الى الامانة العامة لإدراجها على جدول ‏الاعمال، واليوم تشهد السرايا الحكومية اجتماعاً هاماً موسّعاً يتعلق ‏بمعالجة تداعيات الازمة المالية على سير عمل المرافق العامة، والذي ‏يبحث اعادة تشغيل وانتظام العمل في المؤسسات والادارات العامة ‏من كل جوانبها.‏‏ ‏
وعلمت “الجمهورية” ان هذا الاسبوع سيكون اسبوعا ديبلوماسيا ‏بامتياز، حيث سيعقد رئيس الحكومة الاربعاء اجتماعاً موسعاً مع سفراء ‏الاتحاد الاوروبي، وسيجتمع اليوم مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا، ‏على ان يلتقي تباعا بدءا من منتصف الاسبوع وزير خارجية ايران ‏حسين أمير عبد اللهيان وكذلك وزيري خارجية المانيا وقبرص الذين ‏سيزورون لبنان تباعاً.‏‏ ‏
ووصل الموفد الفرنسي بيار دوكان الى بيروت، لكن مواعيده لن تبدأ ‏قبل يومين بحسب معلومات “الجمهورية”، وأوضحت مصادر السرايا ‏الحكومية ان زيارة دوكان ليست لمتابعة لقاء ميقاتي ـ ماكرون، بل هي ‏زيارة محددة سابقاً ستبحث في المساعدات الدولية للبنان كَون دوكان ‏مسؤول عن هذه المساعدات الدولية، وعلم انه سيفتتح لقاءاته اليوم ‏بلقاء وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية (وهو احد الوزيرين ‏اللذين سماهما “حزب الله” في الحكومة)، ما يعكس اهتمام الجانب ‏الفرنسي بقضية مرفأ بيروت.‏‏ ‏
وفيما لم تعلن له اي مواعيد مع المسؤولين الكبار، علم ان دوكان ‏سيلتقي الوزراء المعنيين بالملفات التي تواكبها باريس، خصوصاً في ‏مجالات الطاقة والإصلاح المالي والإداري. كذلك سيلتقي اعضاء ‏اللجنة الوزارية المكلفة استئناف المفاوضات مع صندوق النقد ‏الدولي برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي للاطلاع على ‏التحضيرات الجارية لاستئناف هذه المفاوضات.‏‏ ‏
وتتجه الانظار هذا الاسبوع الى عمل لجنة التفاوض مع صندوق النقد ‏الدولي حيث استغربت مصادر حكومية استمرار الحديث عن خلافات ‏واخبار تتعلق بالوفد المفاوض مع الصندوق. وقالت لـ”الجمهورية” ان ‏‏”كل ما يشاع بهذا الخصوص هو اخبار غير صحيحة”، مؤكدة انه لم ‏يتم تسمية خبراء ولن يشاركوا الا عندما تدعو الحاجة. واكدت ان الخبراء ‏ليسوا اعضاء في اللجنة وكل ما يقال هو لِذرّ الرماد في العيون ‏ولاختلاق مشكلات في غير مكانها. واوضحت المصادر انّ الوفد مؤلف ‏فقط من نائب رئيس الحكومة ووزير المال ووزير الاقتصاد وحاكم ‏مصرف لبنان، وعند الحاجة تستعين بخبراء، لكنهم ليسوا في عداد ‏الوفد.‏‏ ‏
وكشفت المصادر ان اللجنة بدأت بعقد اجتماعات دورية غير معلنة ‏وقطعت شوطاً لجهة التحضير لورقة الحكومة واجتماعاتها التي ‏ستنطلق مع وفد الـIMF‏ هي اجتماعات تقنية مهنية بحتة غير ‏استعراضية ولن تعرض تفاصيلها على الاعلام لكي لا تتسبّب ‏بتعقيدات يمكن ان تؤثر سلباً في مسار التفاوض.‏
‏ ‏
ترقب لقاء لودريان – بن سلمان‏ ‏
وفي هذه الاجواء كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان لبنان ‏يترقب نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان للسعودية ‏التي بدأها امس بلقاءٍ عقده مع وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحان، ‏وهو يستعد للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في ‏مهمة ديبلوماسية دقيقة مهّد لها الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون بولي العهد قبل أيام، واستعرض معه العلاقات ‏الثنائية بين البلدين وسلسلة المشاريع الكبرى التي تنفذها فرنسا في ‏المملكة ومجموعة من الاتفاقيات الإضافية في أكثر من مجال، كما ‏بالنسبة الى ما تحقق على مستوى الاتصالات السعودية ـ الايرانية ‏الجارية عبر القناة العراقية، والتي كان ماكرون قد عايَنها في لقاء ‏القمة لمجموعة دول جوار العراق لذي عقد في بغداد في 28 آب ‏الماضي وخصّص جانب منه للوضع في لبنان مهّد للتسوية التي أدت ‏الى ولادة الحكومة في 10 ايلول المنصرم.‏‏ ‏
ومن المرتقب ان يتناول اللقاء بين لودريان وبن سلمان مختلف ‏التطورات في المنطقة والعالم، ومنها الملف الخاص بمصير المبادرة ‏الفرنسية في لبنان التي وضعت على جداول أعمال كل اللقاءات ‏والاتصالات الفرنسية والسعودية منذ ان أطلقها ماكرون قبل عام ‏وصولاً الى السعي الفرنسي لدعم الحكومة الجديدة في لبنان برئاسة ‏نجيب ميقاتي.‏‏ ‏
وفي انتظار ان تنجلي نتائج زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الى ‏الرياض، كان قد سجل سلسلة مواقف تتصل بالوضع في لبنان فشدّد ‏‏”على ضرورة مباشرة عمل الحكومة اللبنانية الجديدة فوراً لإجراء ‏إصلاحات في البلد الذي يغرق في الأزمات”، وتحدث عن “تفعيل ‏إجراءات جدية في مقدمها معافاة الخدمات العامة الاساسية بدءاً ‏بالكهرباء”.‏‏ ‏
وقال لودريان في تصريحات متلفزة عبر فضائية “الحدث” السعودية ‏عشية زيارته المملكة: “ان تشكيل الحكومة هو خطوة مهمة في ما ‏يخص التعافي”، واعتبر “أن التحدي الذي تواجهه هو المباشرة في ‏العمل بلا تأخير وأن يكون اهتمامها الوحيد هو الدفاع عن مصالح ‏الشعب الذي يعاني بشدة”.‏
‏ ‏
لودريان ـ بن فرحان‏ ‏
وكانت الرياض قد اعلنت عن استقبال وزير الخارجية السعودي لنظيره ‏الفرنسي امس، موضحة انه جرى خلال اللقاء “استعراض وجوه ‏العلاقات السعودية الفرنسية وسبل تعزيزها في شتى المجالات بما ‏يخدم مصالح البلدين الصديقين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر ‏حيال المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.‏
‏ ‏وبدوره، التقى لودريان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل ‏بن أحمد الجبير، و”بحث الجانبان في العلاقات الثنائية بين البلدين ‏وسبل تطويرها على الصعد كافة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر ‏حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.‏
‏ ‏
قرار استراتيجي
‏ ‏واستبعدت مصادر مطلعة ان ينجح ماكرون في اقناع السعودية بفتح ‏أبوابها امام ميقاتي، بعد الاتصال الذي تم بينه وبين ولي العهد ‏السعودي. وقالت لـ”الجمهورية” ان “الموقف السلبي للرياض من اي ‏حكومة لبنانية في المرحلة الحالية هو قرار استراتيجي ليس من السهل ‏تعديله او تغييره، وما دامت حرب اليمن مستمرة فإنّ الرياض ستبقى ‏على موقفها انطلاقا من اقتناعها بأن بيروت باتت تشكل قاعدة ‏متقدمة لإيران وان الدولة خاضعة لنفوذ طهران و”حزب الله”، علما ان ‏هناك في المملكة من يعتبر انه اذا كانت باريس متحمسة لمساعدة ‏الحكومة الجديدة فلتدفع لها بدل ان تطلب من الآخرين ذلك”.‏
‏ ‏واعتبرت المصادر “ان المسار الوحيد المفتوح أمام ميقاتي راهنا هو ‏التفاوض مع صندوق النقد الدولي”، مشيرة الى انه “سيكون أمام ‏تحدي المواءَمة بين ضرورات التوصل الى اتفاق مع الصندوق وبين ‏إقناع “حزب الله” بإبداء المرونة المطلوبة بعد معالجة اي هواجس ‏محتملة”.‏
‏ ‏
وزير ألماني‏ ‏
وتبدأ غداً زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني ميلز آنين ‏للبنان حيث يستهلها بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏قبل ان يجول على المسؤولين الكبار ونظيره اللبناني عبدالله بوحبيب. ‏وتأتي زيارات الديبلوماسيين الأوروبيين الى بيروت في هذه المرحلة ‏متزامنة مع ورشة عمل أطلقها الاتحاد الاوروبي لمواكبة الوضع بعد ‏تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما اشار إليه المفوض الأعلى للسياسة ‏الخارجية والأمن في الاتحاد السيد جوزيب بوريل، الذي اكد في ‏تصريحات متفرقة انه “ليس لدى الاتحاد الأوروبي اي أجندة خفية في ‏لبنان ونعمل على دعم الشعب اللبناني”، مؤكداً “أننا ندعم لبنان ‏والشعب اللبناني بمقدار كبير وقدمنا كثيراً من الأموال”. ولوحظ ان ‏هذه الحركة الديبلوماسية الغربية تأتي استباقاً لزيارة وزير الخارجية ‏الإيراني لبيروت في 6 و7 الجاري للقاء المسؤولين اللبنانيين الكبار.‏
‏ ‏
إقتراع المغتربين‏ ‏
وعلى صعيد استحقاق الانتخابات النيابية أوضحت اوساط قريبة َمن ‏عين التينة لـ”الجمهورية” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري منفتح ‏على اي قرار حيال اقتراع المغتربين، اذا كان هناك توافق واسع حوله. ‏ولفتت هذه الاوساط الى ان بري لا يمانع من حيث المبدأ في انتخاب ‏المقاعد الستة لقارات الاغتراب او في تأجيل الامر، تبعاً لما يمكن ‏التفاهم عليه، وكذلك لا يمانع في خيار مشاركة المغتربين في الاقتراع ‏على مستوى كل الدوائر او في تجميده.‏
‏ ‏
طيبة الشعب‏ ‏
وفي المواقف السياسية من التطورات الجارية، لاحظ البطريرك ‏الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي ان ‏‏”لبنان في حاجة إلى التحرر من المضللين والكذبة الذين يستغلون ‏طيبة الشعب بالكلام المعسول فيما هم يُمعنون في الفساد”. وقال: ‏‏”إن المرحلة الحالية تستلزم من الحكومة الجديدة الصراحة والإقدام ‏في المواقف حيال جميع القضايا التي يشكو منها الشعب، وأن توفّر ‏الأسباب الوجيهة لكي تحوز على تأييد الناس لها. أيّدنا جميعا هذه ‏الحكومة وتمنينا لها النجاح وما زلنا، ويبقى عليها أن تؤيد ذاتها بأداء ‏رائد وبإبراز قدرة وزرائها على الاضطلاع بمهامهم. لذا، ينغي عليها أن ‏تتخطى انتماءات أعضائها وتعلو فوق الأحزاب والطوائف، وتصد ‏القوى التي تسعى إلى الهيمنة على مسارها وقراراتها”.‏
‏ ‏
واضاف: “أصدقاء لبنان العرب والدوليين ينتظرون التزام سياسة ‏واضحة، وأداء مستقيما لكي يشاركوا في نهضته الاقتصادية والمالية، ‏بعيدا من الإزدواجية الممقوتة. فلا نستطيع أن ندعي الحفاظ على ‏السيادة وندع المعابر الحدودية مشرّعة، والمواقف الغريبة المسيئة ‏إلى السيادة من دون رد. لا نستطيع تأييد الشرعية والقبول بتعددية ‏السلاح وازدراء المؤسسات، وبإنشاء جيش تابع لدولة أجنبية على حد ‏اعتراف أحد كبار المسؤولين في تلك الدولة (…) لا نستطيع رفع شعار ‏النأي بالنفس ونبقى منحازين إلى محاور إقليمية تتنافى مع مصلحة ‏لبنان. لا نستطيع الوعد بمجيء المساعدات والاختلاف على أرقام ‏العجز وعلى كيفية التفاوض مع صندوق النقد الدولي. لا نستطيع ‏الإصرار على التحقيق في جريمة المرفأ، ونمتنع عن الدفاع عن المحقق ‏العدلي والقضاء، صحيح أنه لا يجوز للحكومة التدخل في شؤون ‏القضاء، لكن واجبها التدخل لوقف كل تدخل في شؤون القضاء”. ‏وبالنسبة الى القوى السياسية، قال: “عليها أن تخفف من الاحتقان، ‏وتلتقي في أطر وطنية وديموقراطية جدية وجامعة وذات صدقية، ‏وتتحاور في ما بينها مباشرة لإنقاذ لبنان”.‏
‏ ‏
تدخّل مكشوف‏ ‏
ودان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، في ‏تصريح، موقف نواب في الكونغرس الأميركي من التحقيقات في ‏انفجار مرفأ بيروت، “لما يشكّله من اعتداء سافر على سيادة لبنان، ‏وتدخل مكشوف في هذه التحقيقات، لفرض إملاءات على القرارات ‏القضائية، وهو ما يتطلب موقفا رسميا واضحا بالدفاع عن سيادة ‏لبنان، ورفض هذه الإملاءات وعدم السماح بأي استجابة لها”. وقال: ‏‏”إن الموقف الأميركي المعلن من مسار التحقيقات ودور المحقق ‏العدلي وموقعيته، يؤكد وجود تدخل أميركي مباشر في هذا الملف ‏لتوظيفه في إطار تصفية حسابات أميركية في الداخل اللبناني بعد ‏فشل الحروب والحصار لإخضاع لبنان”. ورأى ان “كل ذلك يستدعي ‏إعادة التحقيقات في انفجار المرفأ إلى مسارها الوطني الصحيح ‏دستوريا وقانونيا، بعيدا من أي إملاءات خارجية أو توظيف داخلي أو ‏تسييس، وليكن الهدف الوحيد كشف الحقائق وإحقاق العدالة ‏لمحاسبة المتورطين الحقيقيين، واعتبار ذلك قضية وطنية تعني ‏جميع اللبنانيين”.‏
‏ ‏
فياض الى القاهرة فعمان‏ ‏
من جهة ثانية غادر أمس وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض الى ‏مصر على رأس وفد ضم كلّاً من رئيس مجلس الادارة والمدير العام ‏لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك والمديرة العامة للنفط ‏المهندسة أورور فغالي وعددا من الخبراء والاختصاصيين. وسيعقد ‏فياض اليوم اجتماعات مكثفة مع كل من وزير البترول والثروة ‏المعدنية المصري طارق الملا، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة في ‏مصر الدكتور محمد شاكر تتركز على القضايا المشتركة بين البلدين، ‏خصوصا إمكان استعجال الخطوات الهادفة الى حصول لبنان على ‏الغاز المصري في أسرع وقت ممكن.‏
وينتقل فياض والوفد المرافق مساء غد من القاهرة الى عمان للقاء ‏نظيرته الاردنية هالة زواتي ونظيره السوري بسام طعمة الذي يوافيه ‏من دمشق ومسؤولين في قطاع الكهرباء، وذلك لاستكمال البحث في ‏بروتوكولات التعاون الخاصة بخط الغاز المصري واستيراد الطاقة ‏الكهربائية من الاردن عبر الاراضي السورية، على ان يعود مساء ‏الاربعاء الى لبنان.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *