الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : بايدن يعترف بفشل الحملة العسكرية لتغيير ‏العالم… و”المجتمع المدني” الأفغاني ‏يتعلق بدواليب الطائرات / تل أبيب ‏وواشنطن وباريس ولندن وبرلين تبكي ‏الهزيمة … وموسكو وطهران وبكين ‏وإسلام أباد تستعد / ّ نصرالله وفيروزنيا: ‏المحروقات قريبا‏‎‎‏ “تشاؤل حكومي‏‎}? ‏بيرنز وشيا لتطويق مبادرة حزب الله‎ /‎
flag-big

البناء : بايدن يعترف بفشل الحملة العسكرية لتغيير ‏العالم… و”المجتمع المدني” الأفغاني ‏يتعلق بدواليب الطائرات / تل أبيب ‏وواشنطن وباريس ولندن وبرلين تبكي ‏الهزيمة … وموسكو وطهران وبكين ‏وإسلام أباد تستعد / ّ نصرالله وفيروزنيا: ‏المحروقات قريبا‏‎‎‏ “تشاؤل حكومي‏‎}? ‏بيرنز وشيا لتطويق مبادرة حزب الله‎ /‎

استعاد مشهد مطار كابول، مشهد البوابات الحدودية عند انهيار جيش الاحتلال عام 2000 ‏سواء بهروب العملاء الذين توقع الاحتلال ان يصمدوا بالنيابة عنه وهو يهرب ويخذلهم أو ‏الذين قيل لهم إنّ دخول المقاومة سيجلب بحقهم المجازر، ومثله مشهد إخلاء السفارة ‏الأميركية في سايغون بعد الهزيمة في فييتنام عام 1975، وتعلق الهاربين من عملاء واشنطن ‏أو الذين خافوا من حكم الفيتكونغ، وكما في المرتين السابقتين، لكن بصورة أشدّ مأساوية، ‏ظهر آلاف الأفغان وهم يتراكضون في مدرّجات مطار كابول أملاً بالصعود الى إحدى ‏الطائرات الأميركية المغادرة، بينما تعلق بعضهم، وفي مقدمتهم قادة المجتمع المدني ‏الأفغاني بدواليب الطائرات، وسقط بعضهم من ارتفاعات شاهقة على سطوح المنازل في ‏كابول مضرجاً بدمائه، ليكتب النهاية الدرامية لمشروع العبث الأميركي في صناعة الإرهاب ‏واستخدامه وإعادة توظيفه، ومزاعم قتاله، بصورة أضافت بلداً من أربعين مليون نسمة الى ‏لائحة الضحايا للحملات العسكرية الأميركية التي توهّمت إخضاع العالم وإفتااح عهد الزعامة ‏على العالم، في قرن جديد قال الأميركيون إنه نهاية التاريخ مع تعميم النموذج الأميركي ‏بالقوة العسكرية، وهو ما خرج الرئيس الأميركي جو بايدن يعترف بفشله، داعياً لترسيم حدود ‏اللجوء الى القوة العسكرية عند خط الدفاع في مواجهة التعرّض لاعتداءات إرهابية، وليس ‏لتعميم النموذج الأميركي، وإلا تورّطت واشنطن بحرب لا طائل منها ولن تنتهي، رغم إنفاق ‏ثلاثة تريليون دولار، وخسارة قرابة ثلاثة آلاف جندي‎.‎

الهلع والحزن والشعور بالمهانة، كانت هي المشاعر التي عبّرت عنها المواقف السياسية ‏والإعلامية الصادرة من تل أبيب وواشنطن وبرلين وباريس ولندن، حيث لا ثقة بالمستقبل ‏بالنسبة لمن يربطون مصيرهم بالسياسات والحروب الأميركية، وحيث الخشية من تكرار ‏المشهد الأفغاني في العراق وسورية، وغيرها من دول العالم، خصوصاً بالنسبة لتل أبيب ‏التي خرج بعض محلليها يتحدثون عن تكرار مشهد العراق بإهداء أفغانستان لإيران، التي ‏اتهمها قادة في الكيان برعاية طالبان والإتفاق معها وتمويلها، بينما في أفغانستان خيّمت ‏على الأجواء احتفالات حركة طالبان بنصرها، مع حذر وقلق يخيّمان على الشرائح التي لا ‏تشارك طالبان مواقفها ونظرتها وتساؤلات عما إذا كان هناك نسخة جديدة من طالبان، ‏ستظهر في المرحلة الجديدة من الحكم، أم تكرار للمشهد القديم، فيما ركزت طالبان حملتها ‏الإعلامية على التأكيد على رغبتها وعزمها على فتح صفحة جديدة تقوم على التشاركية في ‏الحكم واحترام الحريات وحقوق المعارضة، والسعي للانخراط مع المجتمع الدولي بعلاقات ‏قائمة على الاحترام وحفظ السلم والأمن الدوليين ومحاربة الإرهاب‎.‎

في بكين وموسكو وإسلام أباد وطهران، وهي عواصم جوار أفغانستان، تعامل مع فرصة ‏يوفرها الانسحاب الأميركي والغربي، يفتح الباب لتعاون اقتصادي وأمني مع حكومة أفغانية ‏جديدة تمثل المكونات الرئيسية للمجتمع الأفغاني وتحترم الحقوق الأساسية للمواطنين ‏الأفغان، تقودها طالبان، لكن دون حروب إلغاء وتصرفات تستعيد مشاهد التجربة السابقة، ‏وفي المقابل تقديم وعود لطالبان إنْ سارت الأمور كما يفترض بمساعدات مادية سخية، ‏ومشاريع استثمارية ضخمة وتعاون أمني وانفتاح سياسي‎.‎
تحت ظلال المشهد الأفغاني المدوي ارتبكت صورة قمة بغداد الإقليمية لدول الجوار ‏وتضاربت المواقف العراقية حول دعوة سورية للقمة، بصورة باتت التساؤل حول عقد القمة ‏قائماً بقوة، بينما في لبنان رسم المشهد الجديد كلام الأمين العام لحزب الله وما تلاه من ‏تصريحات للسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا حول اقتراب موعد وصول المحروقات الإيرانية ‏الى لبنان، ما فسّر الحركة الأميركية المستارعة نحو الضغط لتشكيل الحكومة تفادياً لهذا ‏الخيار، وهو ما حمل السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، للضغط لتسريع تشكيل الحكومة، وما ‏نشرته جريدة “الشرق الأوسط” عن زيارة خاطفة لمدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز الى ‏بيروت ولقائه بقائد الجيش وعدد من قادة الأجهزة الأمنية لبحث مخاطر الانهيار اللبناني‎.‎

في المسار الحكومي عبّر رئيس الجمهورية عن تفاؤل بولادة الحكومة خلال أيام، بينما ‏‏”تشاءل” الرئيس المكلف موحياً ببقاء عقبات جدية تقف حائلاً دون ولادة الحكومة الجديدة، ‏رغم حديثه عن تقدّم التأليف على الاعتذار، وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إنّ الوضع ‏أقرب لسحب اليانصيب، فيمكن ربح الجائزة الكبرى كما يمكن ان تكون النتيجة خسارة ‏كاملة بلا جوائز ترضية لأنّ العقد لا تقاس بحجمها كما لا يقاس التقدم بحجمه ولا بمواضيعه، ‏لأنّ أيّ عقدة مهما بدت صغيرة قادرة على إعادة البحث إلى المربع الأول، وطالما بقيت ‏هناك عقدة ففرضية الفشل والانسداد لا تزال قائمة، فكيف ان كان الباقي عقد وليس عقدة ‏واحدة‎.‎

وأكد الأمين العام لحزب الله في كلمة خلال المجلس المركزي في الضاحية الجنوبية أنّ ‏‏”حادثة التليل المأساوية يجب أن تشكل عاملاً حاسماً في الضغط على المعنيين في تشكيل ‏الحكومة من أجل تشكيل حكومة خلال أيام قليلة‎”.‎

وأضاف: “نحن في الفوضى والانهيار لكنّ مقدار الفوضى ما زال مقدوراً عليه، الحل في ‏تشكيل حكومة واجتماع الحكومة واتخاذ القرار المناسب في موضوع الدعم والبطاقة ‏التمويلية”. وأكد السيد نصرالله أنّ “الطريق الوحيد لمنع الفوضى وإدارة الأزمة هو تشكيل ‏الحكومة، نعم هناك عقوبات وحصار خارجي ومؤامرة خارجية لكنّ مصيبتنا في لبنان أنّ لدينا ‏حصاراً وعقوبات خارجية وعجزاً وفشلاً داخلياً”. وأضاف: “ليس لدينا لا سلطة حلّ أزمة ولا ‏حتى سلطة إدارة أزمة، منذ أسابيع الناس تتجمع على محطات المحروقات والناس متروكون ‏لمصيرهم، هذا يعني العجز والفشل، لا يوجد من يعمل أو يتحمّل المسؤولية أو يبادر”، وتابع: ‏‏”يجب تشكيل حكومة خلال أيام في أسرع وقت ممكن وعلى الجميع تقديم التنازلات ‏المطلوبة‎”.‎

‎ونوّه إلى “أنّ أغلب الشركات والمحطات وهؤلاء الذين أخذوا من طريق الناس البنزين ‏والمازوت للمتاجرة به في السوق السوداء هم شركاء في الشجع والطمع، وأن ما حصل منذ ‏عدة أسابيع أن أغلب الشركات كانت تسلم المحطات المحروقات وتخزّن وتحتكر الكثير منها، ‏وأغلب المحطات كانت تبيع للناس وتخزّن وتخبئ، وهناك أناس اشتروا من المحطات عشرات ‏ومئات الغالونات وخزنوا في بيوتهم وفي المستودعات”. ووجّه “نداء لكل الذين ما زالوا ‏يخزنون بنزين في بيوتهم والأحياء السكنية، ما تفعلونه جريمة موصوفة وهو حرام وفيه خطر ‏انفجار فعلي، طالما أن هناك احتمال فعلي للانفجار يعني أنك شريك في القتل، هؤلاء ‏مسؤوليتهم الانسانية والأخلاقية والشرعية إخراج هذه المواد من بين الأحياء‎”.‎

وكما كانت “البناء” كشفت في عددها الصادر قبل أيام من أنّ حزب الله وحلفاءه لن يقفوا ‏مكتوفي الأيدي أزاء الحصار الأميركي الغربي الخليجي على لبنان، لا سيما المحروقات وأنّ ‏السيد نصرالله سيعلن في كلمة له في إحدى ليالي عاشوراء عن أنّ استيراد النفط من إيران ‏أصبح قريباً جداً، قال الأمين العام لحزب الله: “كنا نفضل أن تشتري الدولة اللبنانية الفيول من ‏إيران، لكن بسبب حسابات ترتبط بالأميركيين الذين يضغطون على البلد ويتحملون مسؤولية ‏كل ما يحصل في البلد وهذه الفوضى يديرها الأميركيون من السفارة الأميركية”. وأضاف: ‏‏”متى يأتي المازوت والبنزين؟ أنا قلت عندما تتوقف الدولة عن إحضار البنزين والمازوت “رح ‏نشتغل هالشغلة” وإلا هذه ليست “شغلة” حزب الله بل “شغلة” الدولة”، مؤكداً “أننا إن ‏شاء الله أننا قطعاً سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، قطعاً.. متى؟ هاليومين تلاتة بقلكم، ‏لكن الموضوع محسوم‎”.‎

وأردف: “نحن لا نترك البلد هكذا ووعدنا ونلتزم بوعودنا”، مضيفاً: “سيدخل البنزين والمازوت ‏إلى لبنان جهاراً نهاراً ونفتخر بتقديم هذه الخدمة لأهلنا وناسنا‎”.‎
ولفت إلى أن “هناك غرفة تعمل لإيصال البلد للانهيار والفوضى وهناك متواطئون داخليون”، ‏متسائلاً عمّا إذا كان “الذين يخربون محطات توليد الطاقة هم لبنانيون ولديهم شرف وأخلاق ‏وإنسانية؟”، مضيفاً: “ابحثوا عنهم تجدون أن خيوطهم تصل إلى السفارة الأميركية‎”.‎

وأوضحت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “حزب الله بإمكانه استيراد النفط من ايران ‏منذ شهور لكنه كان ينتظر أن تقوم الدولة بهذا الأمر من العراق أو من دول أخرى أو النجاح ‏في تأليف الحكومة والبدء بمعالجة الأزمات وفك الحصار الخارجي والإفراج عن المساعدات ‏المالية الخارجية للبنان، لكن أما وقد تفاقمت الأزمات بشكل كبير وتركت تداعيات اجتماعية ‏وأمنية على الشعب اللبناني، وجب على المقاومة التحرك وعدم التخلي عن جمهورها ‏وشعبها كما لم تتخل عنهم في العدوان الإسرائيلي والإرهابي على لبنان وهو انتظر توافر ‏المشروعية الشعبية لهذه الخطوة بعدما ضاق الشعب ذرعاً بأزمة المحروقات”، أما الآن ‏تضيف المصادر فإنّ قرار استيراد النفط الإيراني إلى لبنان قد اتخذ والترتيبات العملانية قد ‏انتهت لكن الحزب يمنح الفرصة الأخيرة المتمثلة بتأليف حكومة جديدة في ظل الأجواء ‏الإيجابية التي تحيط بعملية التأليف، فإما تؤل الحكومة فتنتقل المهمة إلى عاتقها وإذا لم ‏تؤل فسيعلن السيد نصرالله في يوم العاشر من محرم عن موعد نهائي لدخول النفط الى ‏لبنان‎”.‎

وأكد السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا في حديث لقناة “المنار” أنّ إيران تقف ‏إلى جانب الشعب اللبناني وهي مستعدة لتقديم المساعدة له على الصعد كافة. وتحدث ‏عن نتائج ملموسة قريباً بخصوص المحروقات الإيرانية إلى لبنان‎.‎
وعاد الهدوء إلى بلدة التليل بعد التوتر الذي ساد خلال اليومين الماضيين نتيجة انفجار خزان ‏البنزين وسقوط عدد من الضحايا والجرحى. وتولّى الجيش والمخابرات التحقيق، كما تمّ ‏الاستماع إلى الجرحى في المستشفيات. وأكد رئيس بلدية التليل أنّ الشهداء هم شهداؤنا ‏وشهداء كل لبنان، معتبراً أنّ العيش المشترك هو أساس لبنان. ولم تعلن القوى الأمنية ‏السبب وراء الانفجار وما إذا كان متعمداً أم لا في ظل التداول بعدة روايات للحادث لم تتضح ‏أي منها الحقيقة. لكنّ مصادر سياسية رسمت علامات استفهام حول الحادث الغامض، ‏مرجحة لـ”البناء” أن يكون مفتعلاً لغايات عدة سياسية، لا سيما أنّ البيانات السياسية ‏والحملات والتحريض خرج بعد الساعات الأولى للإعلان عن التفجير، ما يظهر حجم الاستغلال ‏السياسي فيما سارعت بعض الجهات إلى ربط تفجير التليل بتفجير مرفأ بيروت والمطالبة ‏برفع الحصانة عن النواب، لا سيما نواب عكار. ودعت المصادر الأجهزة الأمنية والقضائية ‏للإسراع في كشف الحقيقة لكي لا يتاح المجال للاستغلال السياسي وتضييع الحقيقة كما ‏يحصل في مسار التحقيق بتفجير المرفأ‎.‎

من جهته، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أنّ “حصيلة ‏ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتم التعرف اليها حتى ‏الآن، فيما الحالات الحرجة 7”. وأشار في حديث إذاعي إلى “إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة ‏أمس لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي ‏عدم نقل مصاب رابع لأنّ هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله إلى مستشفى الجعيتاوي”، ‏موضحاً أنّ “الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات الضرورية لمعالجة المصابين ‏هو هاجسنا الآن‎”.‎

وكان الجيش اللبناني تحرك بدءاً من مساء السبت وشنّ حملة مداهمات على مختلف ‏محطات الوقود على كافة الأراضي اللبنانية وأجبرها على تشغيل خراطيمها وتعبئة المازوت ‏والبنزين للمواطنين ولصالح المستشفيات والأفران وكهرباء زحلة‎.‎

وأطلقت مختلف القطاعات الحيوية صرخات مدوية مناشدة الدولة التحرك لإنقاذها من ‏التوقف عن العمل، لا سيما الأفران التي توقف القسم الأكبر منها عن الخبز، وأوضح نقيب ‏أصحاب الأفران في الشمال طارق المير أن “اتصالات جرت خلال الساعات الماضية مع مكتب ‏رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة ومخابرات الجيش من جهة أخرى أفضت إلى ‏إعداد جدول بالأفران التي سيصار إلى تخصيصها بكميات من المازوت‎”.‎

وأطلقت نقابة مستوردي المواد الغذائية نداء استغاثة ناشدت فيه “المسؤولين وعلى ‏مختلف مستوياتهم بالإسراع في نجدة القطاع وإمداده بما يحتاجه من محروقات من بنزين ‏ومازوت لتأمين استمرار عمله‎”.‎

وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن “أزمة المحروقات مركبة وتجتمع فيها عدة عناصر لا ‏سيما التهريب إلى سورية والتخزين في المنازل والمحطات والشركات فضلاً عن عدم ‏التنسيق بين الوزارة المعنية أي وزارة الطاقة وحاكم مصرف لبنان الذي اتخذ قراره من دون ‏معرفة التداعيات الامنية والاجتماعية”، مشيرة الى “دور وزارة الطاقة بمراقبة استيراد ‏وكيفية توزيع هذه المادة ومقارنة الكميات المستوردة والمستهلكة في السوق “، وتوقفت ‏المصادر عند “تمرد الحاكم على قرار السلطة السياسية لا سيما رفضه تعليمات رئيس ‏الجمهورية ومجلس الأعلى للدفاع مستغلاً الفراغ في السلطة الإجرائية أي مجلس الوزراء في ‏ظل تحول الحكومة إلى تصريف أعمال فيما مجلس النواب ليس سلطة تنفيذية”. وأضافت: ‏‏”في ظل هذا الفراغ يستغل الحاكم الوضع في اتخاذ قرارات غير واقعية وتمس بالأمن ‏الداخلي اللبناني، لكن عليه أن يعي بأن المحروقات مادة حيوية ولا يجيز له اللعب فيها ‏وتهديد مصير وحياة الشعب اللبناني برمته وحتى لو لم يجيز له القانون الصرف من الاحتياط ‏الإلزامي لدى المصرف”. ولفتت إلى أن “العمل بروح القانون يسمو على النص نفسه ‏وبالتالي لا يمكن لقرار يمس بالأمن المعيشي والاجتماعي والسلوكي أن يتخذه فرد من دون ‏السلطات المختصة”، مضيفة: “فقانون النقد والتسليف يفرض على الحاكم المحافظة على ‏الأمن النقدي… فهل حافظ سلامة على أموال المودعين والانتظام المصرفي؟ ؟ ما هي نتيجة ‏السياسات النقدية؟ وألم يكن سلامة يصرف لتغطية الدعم طيلة العقود الماضية من ‏الاحتياط الالزامي؟ لماذا يرفض اليوم‎”.‎

على الصعيد السياسي، زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا أمس والتقى الرئيس ‏عون حيث استكمل البحث في ملف التأليف، وقال ميقاتي عقب اللقاء: “نحاول حل موضوع ‏الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان ‏ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها”. وأضاف: “الحديث مع عون كان ‏بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء. وتابع: العبرة في ‏النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. وقال: “نسبة تشكيل الحكومة أكبر من ‏نسبة الاعتذار وليس لدي وقت محدد ولكن المدة ليست مفتوحة‎”.‎

وأشارت أوساط مطلعة على أجواء اللقاء لـ”البناء” الى “أنه جرى الانتهاء من مرحلة توزيع ‏الحقائب على الطوائف والمذاهب، حيث دخل الرئيسين عون وميقاتي في مرحلة إسقاط ‏الأسماء على الحقائب”، لافتة إلى أن “هذا الأمر يتطلب المزيد من التشاور لحسم أحد ‏الأسماء المطروحة للحقيبة الواحدة، خصوصاً أنّ اتفاقاً حصل لتكون أسماء بعض الحقائب ‏توافقية الداخلية والعدل”. وكفت الأوساط أنه “جرى تبادل أسماء بين الرئيسين وسيدرسها ‏الطرفان ويأخذان الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها، ويفترض أن تتبلور الصورة خلال ‏الثمانية والأربعين الساعة القادمة‎”.‎

وإذ أكدت الاوساط أن “التعاون بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي مستمر، وأن المناخ ‏الاجمالي يؤشر إلى استعداد للتفاهم والأخذ والعطاء”، أشارت إلى أن “بعض الأسماء لا ‏مشكلة حولها والبعض الآخر جرى التداول حولها”، مشددة على أنه يجري العمل على تذليل ‏بعض العقبات الناجمة عن المطالب المستجدة لدى الأطراف الأخرى، مؤكدة أن حقيبة ‏الطاقة لا تزال قيد البحث والشؤون الاجتماعية في طريقها إلى المعالجة‎.‎
وكان رئيس الجمهورية أعرب عن أمله في أن “نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل ‏حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل”، مؤكدا أنّ “رئيس ‏الجمهورية، رغم ما خسره من صلاحيات، إلا أنه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، ‏وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية”. مؤكداً أنه ‏لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على ‏مواصلة محاربة الفساد. وقال أمام زواره في بعبدا: “بدأنا منذ بداية العهد بالعمل والسعي ‏لتحقيق الإنجازات من خلال قوانين تلزيم واستخراج النفط مروراً بحملة تطهير الأرض من ‏الإرهابيين والخلايا النائمة، وصولاً إلى تعزيز السياحة وإجراء الانتخابات النيابية على أساس ‏القانون الانتخابي الجديد، ونأمل اليوم أن نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة ‏جديدة خلال الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات ‏البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه ‏إدارياً وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة‎”.‎

كما التقى عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: ‏‏”الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر دون ‏وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق ‏فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية”. وتابعت: “نحن نحض الذين يواصلون ‏عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات ‏الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل ‏الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *