الرئيسية / صحف ومقالات /  اللواء:احتواء التصعيد جنوباً.. والتأليف في مربع الحقائب!..الاجتماع السابع على همَّة الاتصالات.. واحتقان أهلي بعد مصادرة راجمة في شويّا
اللواء

 اللواء:احتواء التصعيد جنوباً.. والتأليف في مربع الحقائب!..الاجتماع السابع على همَّة الاتصالات.. واحتقان أهلي بعد مصادرة راجمة في شويّا

يمكن وصف الأسبوع الأوّل من آب الجاري، بأسبوع الآلام الداخلية، إذ انتقل الوضع من استحقاق ناري إلى استحقاق عنفي، فإلى الاستحقاق صاروخي، مع ردّ حزب الله بالصواريخ من عيار 122 ملم، على ما وصفه بقصف «اراض مفتوحة» في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من العيار المذكور.. في محاولة لإعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك الناجمة عن وقف العمليات الحربية في 14 آب عام 2006، بعد حرب الأيام الـ33؟

المهم ان الأحداث الخطيرة من اشتباك خلدة إلى اشتباك الجميزة، إلى واقعة الصواريخ، كان يتم احتواء تداعياتها الأهلية والسياسية، بالتزامن مع العودة إلى «عدّاد» الاجتماعات في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التي بدأ اللبنانيون يعتادون على قاموسه الخاص في الكشف عمّا يدور في اللقاءات المتكررة في بعبدا للتوصل إلى صيغة تسمح بصدور مراسيم الحكومة المنتظرة كخشبة خلاص، أو محطة لوقف التدهور والانهيار في الأسعار والدولار والرواتب، وصولا إلى الاهتزازات الأمنية.

اللقاء السادس

وهذا الجو الضاغط، والتداعيات التي ترتبت أو يمكن ان تترتب عليه، حضرت في اللقاء السادس، من زاوية ثبات الموقف الرسمي اللبناني من التزام القرار 1701 بكل مندرجاته، والسعي للتهدئة من خلال دور الجيش اللبناني بالتنسيق مع اليونيفيل.

امّا الملف الحكومي لجهة التأليف، فعاد في الاجتماع السادس إلى مربع الغائب بين سيادية وغير سيادية، فإذا «اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإن عدم المداورة سيشمل اغلب الحقائب» على حدّ تعبير الرئيس المكلف، وهو يغادر قصر بعبدا.

ومن هذه الزاوية، يتضح ان الأمور عادت إلى الاختلاط، وان لا قرار حتى تاريخه بشأن المداورة في الغالب.. الأمر الذي جعل الرئيس ميقاتي لا يتحدث عن موعد اجتماع جديد، بل عن اتصالات ستجري اليوم بين الرئيسين للاتفاق على موعد لقاء..

وكان لافتا للاهتمام كلام الرئيس ميقاتي ان قراره قبل اللقاء مع الرئيس عون: «الصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور بخواتيمها بإذن الله».

في إطار العموميات

ولاحظت مصادر مطلعة، ان المشاورات حول تشكيل الحكومة بقيت في إطار العموميات، في ظل تكتم كامل حول مجريات النقاش في اللقاءات المتتالية بينهما.واستنادا الى مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، فان تركيز الرئيس المكلف بعد كل لقاء على مجريات الأوضاع العامة، ان كان بخصوص تفاعلات الاستياء الشعبي من تفجير مرفأ بيروت تارة، والوضع بالجنوب بعد عمليات القصف المتبادل، بدلا من تظهير ما تحقق على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، يعطي انطباعا عاما بمراوحة المشاورات الجارية في مكانها، وعدم تحقيق اي اختراق ملموس باتجاه التشكيل، فيما يؤشر الحديث عن مواضيع ومسائل اخرى الى محاولة كسب مزيد من الوقت والتهرب من الاعلان عن الفشل تفاديا لمزيد من الانعكاسات والتداعيات السلبية على الوضع العام.

ومن وجهة نظر المصادر نفسها، فإن تبني حزب الله لاطلاق الصواريخ امس، يؤكد ماكان يتردد، مواربة وبشكل غير مباشر،بان الحزب لا يرغب تشكيل حكومة جديدة برغم كل ادعاءاته ومواقفه المعلنة، وهو يتلطى ويستفيد من امعان رئيس الجمهورية. بخرق الدستور، وما يمارسه من عراقيل لضمان مصالح وريثه السياسي، فيما تبقى البلاد بلا حكومة والوضع يزداد سوءا.

لكن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لفتت أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا البحث في موضوع توزيع الحقائب وأشارت إلى ان هناك حقائب لم يحصل التفاهم النهائي بشأنها بعد وحقائب أخرى لا مشكلة حيالها.

اما موضوع الحقائب السيادية فقالت المصادر ان البحث حولها يستكمل الأسبوع المقبل بعد عطلة رأس السنة الهجرية واصفة الجو بالجيد.

ولفتت إلى أن هناك تفاصيل لا تزال عالقة وأخرى تم حلها لكن في الإجمال فإن عملية التأليف سائرة في طريقها مشيرة إلى أن هناك مقاربات تحصل بالنسبة إلى الوزارات لجهة التصنيف في ما بينها وإبراز أهميتها .واوضحت أن موضوع الحقائب السيادية لم يبت نهائيا وإن هناك شبه تفاهم على ابقاء القديم على قدمه بما أن توزيع الحقائب الأساسية والمقصود بذلك الخدماتية قد ينعكس على حصص بعض الأطراف وبالتالي الأمر الذي ينعكس على الحقائب السيادية.

واكدت المصادر إنه من المرتقب أن تصبح الصيغة مكتملة الأسبوع المقبل مشيرة أنه ما لم تحصل اعتراضات يتم إسقاط الأسماء.

اوضحت أن بقاء القديم على قدمه هو خيار وإن هناك تفاهما حول حقيبتي الداخلية والعدل على أن تكون الأسماء مقبولة من الطرفين.

وكررت القول أنه نتيجة للتعديلات أو التبديلات التي طرأت فإن التركيبة بغالبيتها ستشهد تغييرا.

وعلمت «اللواء» انه خلال اللقاء الذي استمر 45 دقيقة جرى تناول توزيع بعض الحقائب التي ما زال هناك خلاف حولها بين القوى السياسية التي تطالب بحقائب معينة، كالزراعة والثقافة (حركة امل) والشؤون الاجتماعية (الاشتراكي الذي رفض حقيبة الطاقة) عدا رفض عون إسناد حقيبة المال ليوسف خليل باعتباره موظفاً كبيراً في مصرف لبنان وهناك ملاحقات بحقه في التدقيق الجنائي نتيجة مخالفات كثيرة حسب اوساط بعبدا، وغيرها من مطالب للقوى السياسية ما يدفع ميقاتي الى إجراء جوجلة جديدة للحقائب ووضع صيغةجديدة بالتوزيع حتى اذا حصل توافق عليها يتم إسقاط الاسماء.

واعتبرت المصادر المتابعة ان وصول الامور الى هذا الحد من الجوجلة يعني ان هناك تقدماً يحصل وبحاجة الى بعض الوقت لينضج بصورة نهائية، فطلبات الحقائب ليس امرا جديدا وهو يحصل دائماً نتيجة «دلع» البعض لكن يتم إيجاد حلول له في النهاية.

وفي السياق، قال مصدر مقرب من الرئيس سعد الحريري: ان المرونة التي يبديها رئيس الحكومة المكلف تستحق كل الدعم والثناء، لأن لا شيء يجب ان يتقدم على تأليف الحكومة، ولأن ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، واقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء، وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للأمم المتحدة.

ونقل المصدر عن الرئيس الحريري لموقع «مستقبل ويب»: ان لبنان يحتاج لهذه الفرصة كحاجة المصاب بوباء كورونا الى اوكسجين عاجل.

وقال: لبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية. وقبل يومين مرت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقومات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة اختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، واعطاء اللبنانيين فرصة لتنشق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء؟.

وحسب أوساط عين التينة، فإن لا مبادرة جديدة للرئيس نبيه برّي، وان أمر التأليف مقتصر على الرئيسين المعنيين، عون وميقاتي.

وقالت الـOTV ان هناك تداخلاً في النقاش بين موضوعي الحقائب السيادية وغير السيادية. وإذا كانت النية قائمة للتوصل إلى تفاهم على المجموعة الأوّلى، فالاتفاق على المجموعة الثانية ممر إلزامي، في ضوء المطالب غير المفهومة التي يتمسك بها بعض الأفرقاء لغايات مفهومة.

واضافت: اما أسماء الوزراء فيتطلع الجميع إليها، على أمل اختيار أشخاص يوحون بالثقة، ولا يشكلون استمراراً لسياسة المسايرة لهذه الجهة أو تلك.

والموقف بشأن المسار التصعيدي الذي تراجع بعد ظهر أمس في الجنوب، فضلا عن المسار الحكومي، سيحضران في إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم السبت، في الذكرى الـ15 لحرب تموز 2006.

معادلة الاشتباك في الجنوب

على أرض الجنوب، حاول حزب الله حسب اعلامه تثبيت معادلة الرد على العدوان، ضمن معادلة لا تغير في قواعد الاشتباك.

واعتبرت المقاومة الإسلامية في بيان لها ان صواريخ المقاومة وصلت إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.

وقالت المقاومة الإسلامية في بيان لها: «ان حزب الله أثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار، والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة».

وجاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني، انه بتاريخ 6/8/2021، حوالى الساعة 11،30 أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلة.

وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية.

ولاحقا، جرى إطلاق الأشخاص الذي اطلقوا الصواريخ، وتم تسليمهم لحزب الله.

واستهدف قصف المقاومة حسب إعلام العدو محيط قاعدة «دوف» العسكرية وبعض المواقع العسكرية الاخرى. وتم الطلب من المستوطنين في «المنطقة الشمالية» عدم الخروج إلا للضرورة.

وقد رد جيش العدو بإستهداف مرتفعات مزارع شبعا والهبارية بقذائف من عيار 155 ملم ولمدة ساعتين ونصف الساعة تقريباً قبل ان يتوقف القصف بشكل نهائي.وقد نفت المقاومة ان يكون العدو قد نفذ غارات جوية على المنطقة.

وقال الجيش الاسرائيلي: لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان لكنّنا مستعدّون لذلك. وحان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال حزب الله للقرارات ولن نقبل الاعتداء على سيادتنا.

وافاد اعلام اسرائيلي ان القبة الحديدية الاسرائيلية اعترضت 10 صواريخ من اصل 20 أطلقت من جنوب لبنان.

وأعلن إعلام العدو «ان حزب الله يثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة. وان ردّ الحزب جاء إلى حد كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية».واوضح ان المشاورات جرت في إسرائيل حول كيفية الرد من دون الانجرار إلى التصعيد مقابل حزب الله. وجهة إسرائيل ليس التصعيد في الشمال بل إغلاق الحدث».

اضاف إعلام العدو: حقيقة أنَّ حزب الله تمكَّن من إطلاق الصواريخ من دون معرفة الاستخبارات الإسرائيلية يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بعد انتهاء العمليات: لن نسمح لحزب الله بالعبث معنا وهو يعلم ذلك، وننصح الحزب والجيش والحكومة اللبنانية بعدم اختبارنا. ان وضعكم مريع ويمكننا أن نجعله أسوأ.

ووصف الرئيس الحريري الوضع على الحدود مع العدو الإسرائيلي بالخطير جداً جداً، ويشكل تهديدا غير مسبوق للقرار ١٧٠١.

وفي تغريدة له على تويتر، حذّر بأن استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات، خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه.

ومن طهران، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «حزب الله التزم علنا بأن أي اعتداء على لبنان، لا بدّ ان يُقابل بالرد المناسب. ولا بدّ ان تفهم إسرائيل ان لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها وتختبر قدراتها، لذلك لا بدّ ان تبقىمردوعة، ونحن جاهزون للرد عليها».

تداعيات شويا

وكان لتبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله تداعيات خطرة في الداخل، بدأت من بلدة شويا، لتصل إلى تل النحاس على مفترق دير ميماس، وصولا إلى طريق الرويسات صوفر، حيث بلغ الاحتقان حدا أدى إلى تكسير فانات في الرويسات كانت متجهة بقاعا.

مصادرة راجمة

وبعد توقف القصف، حصل ما لم يكن في الحسبان حيث اوقف بعض أهالي بلدة شويّا في منطقة حاصبيا نتيجة خطأ أو حادث ما، شاحنة كانت تمر في البلدة تبيّن انها تحمل راجمة صواريخ بقي فيها نحو 11 صاروخا من اصل 30 تم إطلاقها كانت عائدة من منطقة جبل الشيخ.

وأعربت المقاومة الإسلامية عن حرصها على عدم تعريض الأهالي لأي أذى وعُلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي دخل على خط تهدئة الموقف في شويا، وهو يبحث عن الأسباب حول الحادث وكيف تم اعتراض السيارة وهل من خلفيات اخرى له كأن يكون مقصوداً بهدف شن حملة على المقاومة؟ وقد اجرى الحزب الاشتراكي اتصالات بمسؤولي حزب الله في المنطقة بهدف تطويق الذيول. وقال رئيس الحزب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: نتمنّى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي، وأن نحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنّج .

وقال رئيس «حزب التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب عبر «تويتر»: كل المناطق متداخلة والمصالح مشتركة، ما نتمناه من الجميع الهدوء ووقف التصعيد والتحريض، ونحن نقف وراء موقف مشايخ البياضة. وأدعو الجميع إلى إلتزام موقف البياضه. لا ننسى طربية العنز أوّل شهيد هو إبن حاصبيا».

وأجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز اتصالا بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلي الشيخ علي الخطيب للتداول في التهدئة وتوحيد الموقف.

دبلوماسياً، طلبت وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، من بعثة لبنان تقديم شكوى إلى مجلس الأمن حول الاعتداء الإسرائيلي وخرق القرار 1701.

معيشيا، وقد دفع شح المازوت والغلاء والتقنين الكهربائي القاسي، عددا من المواطنين الى قطع الطرق في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، قال رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض: من ناحية البنزين الوضع أفضل من أزمة المازوت ولا أزمة كبيرة للبنزين والعملية هي عملية استمرارية.

568505 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1461 اصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى تسجيل 6 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 568505 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *