الرئيسية / صحف ومقالات /  الشرق: رسالة إيرانية لإسرائيل عبر حزب الله
الشرق

 الشرق: رسالة إيرانية لإسرائيل عبر حزب الله

من بحر العرب الى جنوب لبنان تستخدم ايران اوراقها الامنية التفاوضية، عاكسة عمق ازماتها الاقليمية والدولية، ففيما لم تؤدِ عرقلة تشكيل الحكومة في لبنان بعد نحو عام على الفراغ الغاية المرجوة ولم تحمل اطراف التفاوض الدولي على تقديم التنازلات المطلوبة اخرجت طهران ارنب الامن من قبعتها علّه يفعل فعله. استهدفت السفينة الاسرائيلية وحركت امس جبهة الجنوب الراكدة منذ العام 2006 من دون ان تأبه لخرق القرار 1701، اذ اعلن حزب الله في بيان هو الاول من نوعه على الملأ خرق قواعد الاشتباك واستهداف اراضي مفتوحة في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ. وفي الاراضي المفتوحة، ابلغ دليل الى محدودية الاستهداف والحرص على ايصال الرسالة لا الدخول في مواجهة مفتوحة يدرك ان فرصها غير متكافئة. الامر الذي تلقفته تل ابيب سريعا ورأت فيه عدم رغبةلدى الحزب بالانزلاق الى الحرب.

بروفا الصواريخ بقيت محدودة في زمانها والمكان لكنها وضعت لبنان «على كف عفريت» في لحظة بالغة الحراجة فيما حكومته معلّقة بدورها على حبال التجاذبات الاقليمية والمصالح الايرانية، ولو ان الرئيس المكلف تشكيلها يحرص على ضخ الايجابيات ويعد ببلوغ الامور خواتيمها.

الوضع خطير

في التعليقات على التطورات، تحذيراتٌ من اي مغامرة غير محسوبة.  رأى الرئيس سعد الحريري ان «الوضع على الحدود مع العدو الاسرائيلي خطير جدا جدا وتهديد غير مسبوق للقرار 1701. استخدام الجنوب منصة لصراعات اقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على ارضه». واضاف عبر تويتر: لبنان ليس جزءا من الاشتباك الايراني – الاسرائيلي في بحر عمان والدولة بقواها العسكرية والامنية الشرعية هي المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة. واشار الى «ان تسليم قرار الحرب والسلم مع العدو لمطلقي الكاتيوشا قمة التخلي عن دور الدولة ومسؤولياتها. فأين الدولة من كل ذلك وهل أخذت رئاسة الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش علما باطلاق الصواريخ؟ لنتق الله في وطننا وشعبنا الذي يرزح أصلا تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي».

الجامعة العربية

خارجيا، أكّدت جامعة الدول العربية وفق قناة الحدث، أنّها لا تريد «للبنان أن ينجرّ إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل». ولفتت إلى أنّهم يتواصلون «مع أطراف دوليّة ومع الأمم المتّحدة للتهدئة بين لبنان وإسرائيل». وأضافت «لا بد أن يعمل الجميع على عدم الزجّ بلبنان في هذا الوقت الصعب».

التشكيل في خواتيمه

على صعيد آخر، جمع لقاء هو السادس امس في بعبدا الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال بعد لقاء استمر 45 دقيقة: الاحداث تتسارع ونحن ملتزمون بالقرار 1701 واحيي الجيش، والرئيس عون يتابع التطورات جنوبا وتطرق جزء من اجتماعنا اليها . واضاف «حكوميا، الامور في خواتيمها وافضّل عدم الكلام، هناك اتصال غدا (اليوم) بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد»، وتابع «كل ما يقال معلومات صحافية، واذا اتخذنا قرارا بالمداورة في الوزارات، فستكون في اغلب الحقائب».

في الاثناء، قال مصدر مقرب من الرئيس الحريري ان المرونة التي يبديها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تستحق كل الدعم والثناء، «لأن لا شيء يجب ان يتقدم على تأليف الحكومة، ولان ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، واقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للأمم المتحدة». ونقل المصدر عن الحريري لموقع «مستقبل ويب»، «ان لبنان يحتاج لهذه الفرصة، حاجة المصاب بوباء كورونا الى اوكسجين عاجل». وقال «لبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية. وقبل يومين مرت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقومات العيشةالكريم. فماذا ينتظر حملة اختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، واعطاء اللبنانيين فرصة لتنشق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء ؟!»

نحاس

ورأى عضو كتلة ميقاتي النائب نقولا نحاس في اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف «إيجابية تدعو الى التفاؤل». وأشار في حديث إذاعي الى أن «التعاطي في ملف التأليف إيجابي من الطرفين»، مؤكدا أن «الطريق معبدة نحو التفاهمات من أجل تأليف حكومة فاعلة». واعتبر أن «كل السيناريوهات المطروحة عن عملية التأليف بعيدة عن الواقع، لأنه لا يمكن للرئيس ميقاتي أن يبدأ من نقطة الصفر فالوقت ليس إلى جانبنا». ورأى أن «ميقاتي ينطلق من التوازنات القائمة، لأن لا وقت لتثبيت معطيات دستورية جديدة والدخول في سجالات حولها».

المحروقات

معيشيا، الاوضاع ضاغطة، وقد دفع شح المازوت والغلاء والتقنين الكهربائي القاسي، عددا من المواطنين الى قطع الطرق في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، قال رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض: من ناحية البنزين الوضع أفضل من أزمة المازوت ولا أزمة كبيرة للبنزين والعملية هي عملية استمرارية.

الدواء

دوائيا، غرد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على «تويتر»: «لاستيراد الدواء بالقانون آلية معينة لا تسمح له بالدخول، الا اذا كان معتمدا من دول مرجعية، وحائزا على الاعتماد من مختبرات عالمية، وأجريت عليه دراسات إكلينيكية، لمطابقته مع الدواء البريند». وأضاف: «فوضى كبيرة في سوق الدواء، نقص حاد في الأدوية، بعضها يباع بسعر دولار السوق. الأمور أصبحت خارج السيطرة».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *