الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: حشد شعبي في بكركي اليوم والراعي مصمم على طرح مبادرته..  عون لن يتراجع عن صلاحياته… هل وقع الحريري في رهانات خاطئة؟.. اسرائيل تهدد حزب الله لتسمع اميركا بقيادة بايدن
الديار لوغو0

الديار: حشد شعبي في بكركي اليوم والراعي مصمم على طرح مبادرته..  عون لن يتراجع عن صلاحياته… هل وقع الحريري في رهانات خاطئة؟.. اسرائيل تهدد حزب الله لتسمع اميركا بقيادة بايدن

 اليوم ساحة بكركي تمتلئ بالناس الذين اتوا من كل مكان لتأييدها في طرحها لخروج لبنان من ازمته. الحزبيون والمستقلون، المسلمون اكثر من المسيحيين يشاركون اليوم في التظاهرة دعما لصوت بكركي في تدويل المسألة اللبنانية بحثا عن حل بعد فشل كل المبادرات الداخلية التي طرحت على طاولة المسؤولين.هؤلاء الناس ضاقت عليهم الدنيا وتقطعت السبل في البحث عن مخرج للازمة المصيرية التي تعصف بلبنان فوجدوا في صرح البطريركية المارونية باب امل وحبل خلاص وسط كل هذا السواد الذي يعيشه اللبناني على الصعيد المالي والاقتصادي والاجتماعي. والكنيسة الحريصة على مصلحة الشعب اللبناني، تعيش اوجاعه وتعلم مدى صعوبة ظروفه الاجتماعية ولذلك اعتبرت بكركي ان من واجبها ان تقدم على حل يخفف من معاناة الناس وعليه استنجدت باكبر سلطة دولية علها تضع المسؤولين اللبنانيين على طاولة واحدة بهدف التوصل الى حل لهذه الازمة الكيانية. والحال ان لبنان وصل الى وضع سيىء جدا حيث لا يستطيع مسؤولوه التفاهم مع بعضهم الى جانب عدم تمكنهم من تشكيل حكومة ترافق التطورات وتتولى مسؤوليتها امام المواطن اللبناني. بيد ان الاحوال المعيشية والاجتماعية من سيىء الى اسوأ ورغم ذلك لم يتعال المسؤولون على العقد الغير مهمة امام التهديد الكبير الذي يواجهه لبنان فمن ينتظر المسؤولين اللبنانيين ليشكلوا الحكومة؟ وعلى ماذا يراهنون؟ وهل هو امر عادي ان يمر 5 اشهر على تكليف سعد الحريري دون حكومة في الافق؟

 

وتعقيبا على طرح بكركي بالتدويل، ترى اوساط مطلعة ان اهمية هذا الطرح هو انه يعطي الطابع الحقيقي للمشكلة اللبنانية الى جانب البعد الخارجي حيث يسعى البطريرك عبر مؤتمر دولي تحييد الساحة اللبنانية وعدم تحويلها الى ساحة تصفية بين الدول. اضافة الى ان الهدف من التدويل بحسب هذه المصادر المطلعة هو مساعدة لبنان ماليا واقتصاديا واقصاء التدخلات الخارجية في لبنان. وعمليا، هذه الفكرة تخلق توازنات للنقاش على الساحة السياسية اللبنانية شيئا فشيئا.

 

في المقابل، تعتبر اوساط سياسية ان تدويل المسألة اللبنانية قد يكون لها تداعيات سلبية اكثر من ايجابية فالبعض يرى التدويل انه كمن يجلب الدب على كرمه حيث ان التعويل على المجتمع الدولي لحل الازمة اللبنانية ليس طرحا جيدا. فمن يضمن ان الامم المتحدة او الدول الخارجية لها مشاريع او طموحات غير خبيثة بحق لبنان وسيادته؟ وهل يمكن الوثوق بنوايا الخارج؟

 

وفي المسار ذاته، اعربت مصادر وزارية عن خشيتها من ان تقع بكركي في فخ السياسيين فتصبح طرفا وليس مرجعا وطنيا.

 

من جهته، قال المطران مظلوم للديار:» لا تخافوا على بكركي بل خافوا على لبنان وعلى الناس الذين يموتون من الجوع والمرض والعوز «. وتابع :» بدلا من انتقاد بكركي على طرحها فليبادروا لحل عملي يساعد لبنان على الخروج من القعر؟»

 

واضاف :» عندما يكون الانسان موجوعا، الا يحق له ان يصرخ ويقول انه يتألم ؟» من هنا، رأى المطران مظلوم ان البطريرك الراعي يقوم بواجبه تجاه الشعب اللبناني من مختلف الطوائف ويطالب بمساعدة لبنان رحمة بشعبه بعدما اظهر المسؤولون عجزهم في تشكيل حكومة وهي ابسط الامور ناهيك عن عدم قدرتهم على ايجاد حلول توقف النزيف اللبناني.

 

الملف الحكومي يتراجع

 

بموازاة ذلك، تراجع الملف الحكومي بشكل كبير حيث بالكاد يتم التحدث عن وساطات داخلية في هذا الشأن في وقت ارجأ الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون زيارته للرياض والتي كانت لتشكل مناسبة اساسية لبحث الملف اللبناني بعمقه. اضف الى ذلك، الخلاف المتواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يجمد تشكيل الحكومة ذلك ان المقربين من قصر بعبدا يقولون ان الرئيس عون يعتبر انه حقق انجازا كبيرا عبر ممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية على عدة اصعدة خلافا لباقي رؤساء الجمهوريات بعد اتفاق الطائف واهم هذه الانجازات هي في تأليف الحكومة على اساس انه شريك في هذا المسار وفقا للدستور. ذلك ان الدستور اللبناني يقول انه بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتم تشكيل الحكومة. في المقابل، حاول سعد الحريري استغلال المبادرة الدولية لكف يد الرئيس عون عن صلاحياته وعودة حكم المستقبل – الاشتراكي – امل. وعليه، المعركة الحقيقة تكمن في هذه المعضلة فاذا خسر عون استعادة صلاحياته التي اتاحها له الدستور فيكون عندها خسر كل شيء ولذلك بات واضحا ان رئيس الجمهورية ليس بوارد التراجع امام الحريري. والمشكلة الثانية الجوهرية ايضا هي من يحصل على الثلث الضامن؟ والحال ان الرئيس عون لن يقبل التنازل عن هذه الورقة التي تعطيه قرار الحكومة في استقالتها او في حال حصول الفراغ.

 

وامام انعدام توفر اي مساحة مشتركة بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، لم يعد بامكان الرئيس عون التعاون مع الرئيس المكلف الحريري الامر الذي يضعه امام خيارين. الخيار الاول يكون باعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال ووضع الجميع امام مسؤولياتهم .وهنا تساءلت الاوساط اذا كان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب سيقبل بهذا الخيار؟

 

اما الخيار الثاني فهو ان يدعو رئيس الجمهورية الكتل النيابية للتشاور في ان التكليف للحريري وصل الى افق مسدود ولا حكومة تشكلت. ذلك انه لا يستطيع العودة عن التكليف انما قد يريد رئيس الجمهورية تحميل الكتل النيابية المسؤولية ايضا في الازمة الحكومية الحاصلة. طبعا في هذا السياق، تقول الاوساط السياسية ان الثنائي الشيعي لن يساند عون في طرحه لانه لا يريد اثارة اي حساسية سنية – شيعية وخاصة حزب الله.

 

وعليه، يبقى لبنان في وضع صعب جدا حيث كل الوساطات الداخلية فشلت فلا وساطة حزب الله ادت الى حلحلة العقد الحكومية ولا وساطة مدير العام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ولا وساطة بكركي. والخارج يحذر فقط من تداعيات عدم ولادة حكومة ولكن دون اي طرح عملي في الحياة السياسية اللبنانية.

 

مصادر مقربة من قصر بعبدا: الرئيس عون يؤيد اي طرح يجمع اللبنانيين

 

بدورها، قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا للديار ان رئيس الجمهورية ميشال عون يهمه كل طرح يوحد اللبنانيين ويرفض اي شيء يفرق اللبنانيين ويحدث شرخا بينهم. وشددت ان عون حريص على وحدة الشعب اللبناني ومن هذا المنطلق يرى رئيس الجمهورية ان اي خيار سياسي يجب ان يرتكز على وحدة الناس كما ان اي مقاربة لمستقبل لبنان يجب ان تكون مبنية على توافق وطني. ذلك ان لبنان لم يعد يحتمل اي ازمة اضافية الى جانب الازمات الخطيرة التي يشهدها وفقا للمصادر المقربة من قصر بعبدا.

 

وحول علاقة رئيس الجمهورية مع بكركي، اكدت المصادر ان هناك تواصلا دائما بين الطرفين والعلاقة اكثر من جيدة.

 

وحول تشكيل الحكومة، رأت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان الرئيس عون بانتظار الطرح الذي سيقدمه الرئيس المكلف في اطار ازالة التباين في وجهات النظر.

 

التيار الوطني الحر: علاقتنا مع بكركي متينة رغم محاولة البعض تخريبها

 

من جهتها، اكدت مصادر التيار الوطني الحر للديار ان علاقتها مع بكركي جيدة وتعتبر ان بعض التحركات تحاول ايجاد شرخ بينها وبين بكركي انما هذه المحاولات ستبوء بالفشل.

 

و رأت المصادر في الوطني الحر ان طلب بكركي بحصول مؤتمر دولي من الامم المتحدة والدول الصديقة لمساعدة لبنان للخروج من ازمته يحتاج اولا الى طاولة حوار تجمع كل الافرقاء السياسيين ومن ثم الحصول على اجماع وطني على هذا المطلب. واشارت هذه المصادر ان لديها اسئلة تتعلق بهذا الطرح وهو: الهدف والنتيجة المرجوة منه وهنا اعربت عن خشيتها من ان تمس سيادة لبنان.

 

ووصفت مصادر الوطني الحر التحرك الى بكركي بالمشبوه لان فريقا سياسيا يدعو الى دعم بكركي ويسعى الى تسييس موقع البطريركية المارونية علما ان احدا لم يعتد على مواقف البطريرك الراعي واحدا لم يتعرض بالسوء لبكركي.

 

وقالت هذه المصادر للديار ان التيار الوطني الحر عمم على مناصريه بعدم التعليق على هذه التظاهرات التي ستحصل لان البعض يريد جر الوطني الحر الى هذا الملعب ولكن الوطني الحر مدرك لذلك.

 

في الوقت ذاته، كشفت مصادر الوطني الحر ان لقاءات عدة تنعقد بعيدة عن الاعلام مع البطريرك الراعي لافتة ان حصول تباين في وجهات النظر بين الطرفين لا يعني ان العلاقة تدهورت واصبحت سلبية بل على العكس الحوار مستمر دائما بين التيار الوطني الحر وغبطته. وشددت مصادر التيار الوطني الحر ان التيار متمسك بالعلاقة المتينة مع الصرح البطريركي الماروني.

 

اما حول الاشكالية المستمرة مع الرئيس المكلف، جددت مصادر التيار الوطني الحر اتهامها لسعد الحريري بعدم احترام حقوق المسيحيين وخير دليل على ذلك ما قاله في خطابه :»لقد اوقفنا العد» وهنا اعتبرت ان هذا كلام حق يراد به باطل مشددة ان ميثاقنا يرتكز على المناصفة. وعن زيارة الحريري ووفد معه الى دار الفتوى، فقد وصفت المصادر التيار الوطني الحر انها زيارة عادية لا تندرج في شد العصب المذهبي مشيرة الى انه امر طبيعي نظرا ان الحريرية السياسية هي تحالف بين مرجعيات مالية ودينية وفقا لهذه المصادر.

 

 القوات اللبنانية: نتكامل مع بكركي في طروحاتها الوطنية

 

الى ذلك، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار: «لا شك ان القوات اللبنانية تقف كما دائما الى جانب بكركي التي تعبر عن الثوابت الوطنية وتتحدث عن المبادئ والسيادة والحياد الايجابي وبالتالي تجد القوات نفسها في موقع تكاملي مع بكركي». واضافت ان القوات كانت دوما مع بكركي «الكتف على الكتف» في محطات اساسية اهمها انتهاء الحرب ومواجهة الوجود السوري ,دعم طرح بكركي حول حياد لبنان.

 

وحول تظاهرة اليوم في الصرح البطريركي، اوضحت مصادر القوات اللبنانية ان الحزب لم يدعوا بشكل رسمي الحزبيين للتواجد هناك وايضا ليس هناك دعوة رسمية بعدم حضور الحزبيين للمظاهرة في بكركي وبالتالي تركت القوات الحرية لمناصريها للمشاركة او لعدم المشاركة.

 

اما طرح تدويل المسألة اللبنانية وطريقة الرد عليها لم تكن موفقة وفقا للمصادر القواتية حيث اعتبرت ان اتفاق الطائف تدويل واتفاق الدوحة تدويل.

 

وبناء على ذلك تساءلت هذه المصادر:»اين العجب في هذه المسألة التي طرحها البطريرك الراعي؟» مشيرة الى ان غبطته لم يطرح مسألة غريبة عن الواقع السياسي اللبناني. وقد لفتت الى ان البطريرك الراعي لم يلجأ الى مرجعية دولية الا عندما لمس لدى مرجعية لبنانية استحالة انقاذ لبنان عبر هذه المرجعية. واضافت ان البطريرك يريد اختصار معاناة اللبنانيين ومنع انزلاق لبنان الى الاسوأ في ظل وضع كارثي اجتماعي ومعيشي. ويذكر الى ان الراعي قام بمبادرة بين رئيس الجمهورية والرئيس الملكف لايجاد حل وسطي من اجل التسريع في ولادة الحكومة ولكن جهوده لم تنجح.

 

وفي سياق اخر، وردا على سؤال ان القوات تنتقد فقط ولكنها لا تعمل على ايجاد حلول فعلية، قالت المصادر القواتية للديار ان حزبها تعامل بشكل ايجابي في معظم الاوقات حيث شاركت في اول وثاني حكومات العهد وحاولت تقديم اقصى المستطاع في العمل الحكومي وفي العمل الاصلاحي. واظهرت تجربة او نموذجا وزاريا ناجحا بشهادة اخصامها السياسيين ولكن القوات اكتشفت في النهاية انها غير قادرة على التعامل مع الاكثرية الحاكمة او بالاحرى منعها من قيادة البلاد الى ما اوصلته اليه اليوم. واضافت المصادر ا ان موقف «القوات» اليوم واضح وحاسم وهو ان الاكثرية الحاكمة لا يمكن ان تأتي بعلاج حقيقي للازمات التي تشهدها الدولة اللبنانية. وتابعت ان هذا الموقف ليس نابعا من النكد السياسي بل من الخلاصة التي توصلت اليها والاحداث السياسية التي اثبتت وجهة نظرها ان اسلوب ادارة الاكثرية الحاكمة للبلد هو ما اوصل لبنان الى الهاوية. وبالتالي عندما طالبت القوات بانتخابات نيابية مبكرة ارتكزت على ضرورة اعادة انتاج سلطة جديدة تقارب ازمة لبنان بالشكل الصحيح.وهنا شددت المصادر القواتية ان هذه هي خارطة الطريق للخروج من الازمة المستعصية اما من يتمسك بالسلطة فهو الطرف الذي لا يريد اي علاج لما يواجهه الوطن.

 

 ماذا وراء تهديدات اسرائيل لحزب الله؟

 

كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان العدو الاسرائيلي لا تقتصر مشكلته الاساسية مع صواريخ حزب الله الدقيقة فقط، بل تتعداها الى منحى ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن التي تسعى الى ايجاد حل مع ايران في الملف النووي وملفات اخرى وعليه، يقوم العدو الاسرائيلي مؤخرا بالتهديد والتحذير من ان اي تعاون اميركي – ايراني على حساب التركيبة التي بنتها في المنطقة والعلاقات التي ارستها مع الدول العربية. وبالتالي هذه التهديدات الاسرائيلية في العلن موجهة لحزب الله ولكن في الباطن انها رسائل لاميركا بقيادة رئيسها جو بايدن. وبمعنى اخر، يريد الكيان الصهيوني القول لاميركا من خلال هذه التهديدات ان اي تطور على طاولة المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران يضر مصلحتها فلن تقف في موقع المتفرج بل ستعمل على تخريب هذا المسار.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *