الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: فرنسا متمسكة بمبادرتها تجاه لبنان ولكن هل القوى السياسية متمسكة بالمبادرة الفرنسية ؟ دياب يؤكد ان 500 طن من «النيترات» فقط انفجرت في المرفأ ويقول انهم بحثوا عبر الانترنت عن ماهية المادة ! وزارة الصحة تستبدل الإقفال العام بعزل المناطق الموبؤة
الديار لوغو0

الديار: فرنسا متمسكة بمبادرتها تجاه لبنان ولكن هل القوى السياسية متمسكة بالمبادرة الفرنسية ؟ دياب يؤكد ان 500 طن من «النيترات» فقط انفجرت في المرفأ ويقول انهم بحثوا عبر الانترنت عن ماهية المادة ! وزارة الصحة تستبدل الإقفال العام بعزل المناطق الموبؤة

في وقت وجدت فيه القوى السياسية ترف الدخول في اجازة عيدي الميلاد ورأس السنة غير آبهة بالانهيار ‏السريع الحاصل على المستويات كافة، يتبين ان بعض الاطراف الدوليين هم اشد قلقا على الوضع اللبناني ‏من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم! فبعد الرسالة التحذيرية للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان ‏كوبيتش مطلع الاسبوع وحديثه عن “اهتزاز الهيكل اللبناني”، شدد رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية-‏الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوييك كيرفران ، على ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط ‏أساسي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية خصوصا من خلال مؤتمر ‏‏”سيدر”. وأكد كيرفران بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “المبادرة الفرنسية لا تزال ‏قائمة، وأن فرنسا لا تترك لبنان في هذه الظروف”، مشيرا الى ان “الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏ملتزم تعهداته تجاه لبنان”.‏

لكن وبمقابل التأكيد الفرنسي على التمسك بالمبادرة الفرنسية، يبدو ان هناك قوى لبنانية تدفع للتنصل من ‏هذه المبادرة باعتبارها فشلت ولم تؤد هدفها منذ آب الماضي. وتعرب مصادر مطلعة على المفاوضات ‏الحكومية عن خشيتها من ان يكون هناك من سيعيد المشاورات بعد عطلة العيد الى نقطة الصفر داعيا ‏مجددا لحكومة من 22 وزيرا، باعتبار ان عون كما حزب الله سارا بطرح الحريري بحكومة من 18 ‏وزيرا على مضض لعلمهم ان ذلك سيحرجهم امام حلفائهم وبخاصة رئيس الحزب “الديمقراطي ‏اللبناني” النائب طلال ارسلان. وتشير المصادر الى ان “الاجواء توحي ايضا بالعودة للدفع باتجاه حكومة ‏من السياسيين خاصة اذا ما تبين ان الأميركيين سيظلون متشددين بالتعاطي مع الملف اللبناني حتى في ‏ظل الادارة الجديدة، ما يعني حرمان لبنان من اي مساعدات خارجية ومن ضمنها مساعدة صندوق النقد ‏الدولي. لذلك يعتبر عون كما حزب الله انه لن يكون عندها من المنطق الرضوخ لتعليمات خارجية ‏بخصوص شكل الحكومة او غيره طالما باريس غير قادرة على تجاوز الخطوط الحمراء الاميركية”.‏

وبالتوازي مع الجمود المسيطر حكوميا نتيجة عطلة الاعياد وسفر الرئيس المكلف، تستمر المراوحة على ‏صعيد التحقيقات بانفجار المرفأ. ولفت أمس ما كشفه رئيس الحكومة المكلف حسان دياب عن انهم ‏استعلموا عن ماهية نيترات الامونيوم عبر الانترنت مؤكداً المعلومات التي تم تداولها مؤخرا عن ان ‏تحقيقات الـ ‏fbi‏ افضت الى ان 500 طن من النيترات انفجرت ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول ‏مصير الـ 2200 طن المتبقية.‏

وخلال لقاء مع عدد من الصحافيين في السراي الحكومي، أشار دياب الى ان أول تقرير رسمي وصله ‏بخصوص النيترات كان في 22 تموز، لافتا الى ان سبب عدم زيارته للمرفأ هو إبلاغه بـ3 معلومات ‏مختلفة على مدى ساعتين في 3 حزيران، الأولى وصلته من الأجهزة الأمنية بالصدفة بوجود 2000 ‏كيلوغرام من “تي أن تي” في المرفأ، “وفورًا طلبت ترتيب زيارة إلى المرفأ وأثناء التحضيرات الأمنية ‏لزيارتي تبيّن أن هناك معلومات مغايرة عن التي تبلغتها بداية، أولا أن وزنها 2500 طن وليس 2000 ‏كيلو، وثانيًا أنها ليست “تي أن تي” بل “نيترات” والتي لم نكن نعرف عنها شيئًا. وعندما بحثنا في ‏الانترنت تبين أنها سماد كيماوي، والمعلومة الثالثة أن هذه المواد موجودة في المرفأ منذ سبع سنوات ‏وليست جديدة. أبلغتهم أنه طالما أن الملف لازال قيد التحقيق وأن هناك ثلاث معلومات مختلفة، فليستكمل ‏التحقيق وينجز الملف ويرسله لي، وحينها أزور المرفأ على بيّنة. فوصلني التقرير في 22 تموز”.‏

وتوجه دياب بسلسلة اسئلة يسألها اصلا اللبنانيون، قائلا : “تقرير “أف بي آي” كشف بأن الكمية التي ‏انفجرت هي 500 طن فقط، فأين ذهبت الـ 2200 طن؟ من هو صاحب السفينة؟ وكيف دخلت؟ ومن سمح ‏لها بذلك؟ ومن صمت عن ذلك كل هذه الفترة؟ هل تعرف الأجهزة الأمنية بذلك؟ لقد عقدنا 20 جلسة ‏للمجلس الأعلى للدفاع هذا العام ولم يخبرنا أحد من الأمنيين بذلك. طلبت من الأمين العام للمجلس الأعلى ‏للدفاع اللواء محمود الأسمر البحث في محاضر اجتماعات المجلس هل ذكرت كلمة “نيترات”، فمنذ ‏الـ2014 حتى الآن لم يبلغ أحد من المجلس الأعلى للدفاع رئيس الجمهورية كرئيس للمجلس بوجود هذه ‏المواد”.‏
وتمنى دياب على القاضي صوان “اذا كان لديه اي شيء ضدي فليرسله الى المجلس النيابي والأمور ‏تسلك مجراها وأنا أحتكم للدستور”.‏

وبانعكاس للازمات المتلاحقة، بدأت التحركات في الشارع المنتظر ان تتكثف بعد الاعياد. اذ نفذ عدد من ‏الطلاب اعتصامًا أمام الجامعة الأميركية وسط انتشار أمني كثيف احتجاجًا على رفع الأقساط واحتساب ‏سعر صرف على 3900 ليرة. وأكّد الطلاب عجزهم عن دفع أقساط الجامعات بسبب الغلاء، مشيرين إلى ‏أنّ انتقال عدوى رفع سعر الصرف الى باقي الجامعات سيؤدي حتماً الى ضرب التعليم الجامعي وضياع ‏سنوات على الكثير من الطلاب. وسجل تدافع حاد خلال الاعتصام بين الطلاب والقوى الأمنية جراء ‏محاولتهم دخول حرم الجامعة.‏

ولفت يوم امس اللقاء الذي جمع رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع بسفيرة الولايات المتحدة ‏لدى لبنان دوروثي شيا.وأكّد جعجع خلال اللقاء أن الحل برأيه يبدأ بانتخابات نيابيّة مبكرة لأن لا أمل ‏يرجى من الأكثريّة النيابيّة الحاليّة الحاكمة.وتطرّق بعدها إلى انفجار مرفأ بيروت، حيث لفت إلى أن ‏التحقيق المحلي يواجه صعوبات جمّة جراء التدخلات السياسيّة التي تحصل، مشيراً إلى أن الحل هو بلجنة ‏تقصي حقائق دوليّة.‏

وبحسب مصادر سياسية فان هناك عملا مضنيا ستتظهر نتيجته بعد الاعياد للدفع باتجاه خيار الانتخابات ‏المبكرة كحل وحيد للازمة، والا البديل سيكون دفعا دوليا لاسقاط رئيس الجمهورية في الشارع بعد رفع ‏الغطاء المسيحي عنه سواء من مختلف القوى السياسية او حتى من البطريركية المارونية.‏

على خط آخر، شهدت ازمة البنزين يوم امس انفراجا بعد ايام من شحّ المادة في الاسواق نتيجة عدم تمكّن ‏أربع بواخر نفط ترسو منذ أيام أمام الشاطئ اللبناني من تفريغ حمولتها لصالح الشركات الموزّعة بسبب ‏عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات لها. وقد طمأن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا يوم ‏امس ان “ازمة البنزين قد حلت، ومشكلة الاعتمادات في طريقها الى الحل، اذ بدأت البواخر بتفريغ ‏حمولتها”. وأكد أبو شقرا في اتصال لـ “الوكالة الوطنية للاعلام” انه “تم توزيع مادة البنزين اليوم ‏‏(أمس) على المحطات على ان يتواصل التوزيع بشكل اكبر غداً (اليوم)”، متمنيا ان “يأتي العيد ويكون ‏البنزين متوافراً في المناطق اللبنانية كافة”.‏

اما على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامة يوم امس تسجيل 2298 إصابة جديدة بكورونا ‏و21 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية.‏
وكان وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن ترأس اجتماعا للمراقبين ‏الإختصاصيين الصحيين التابعين للوزارة، عرض خلاله توجيهات المرحلة المقبلة من التحدي والتي تأتي ‏تحت عنوان “تكثيف الجهود لمكافحة الوباء، وعدم التسليم بالتفشي الحاصل في معظم المناطق اللبنانية ‏بل المواظبة على العمل لكسر سلسلة العدوى”.‏
وكشف حسن أن “الخطة المقبلة ستقوم على عزل بعض المناطق التي تشهد تسجيل بؤر وبائية محدودة ‏بهدف محاصرتها بحيث تكون الفرق الميدانية المختلفة التابعة لوزارة الصحة العامة، العين المراقبة التي ‏تواكب بالتنسيق مع البلديات، فعالية الإجراءات المناسبة بهدف التصويب وتحقيق الأهداف المرجوة”، ‏لافتا إلى أن “دور الوزارة يبقى أساسيا في هذا المجال”، داعيا المراقبين إلى “عدم ربط أدائهم بذهنية ‏وظيفية تركز على عدد ساعات العمل، بل تنفيذ المهام بروحية أن حماية الإنسان من الوباء تعادل حماية ‏الوطن”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *