الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : مسار تشكيل الحكومة يتعقد: ما بعد العقوبات على ‏باسيل ليس كما قبله حزب الله للديار: نأخذ معلومات توجيه ترامب ضربة ‏عسكرية لمحور المقاومة بجدية وحذر الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في بيروت ‏للتأكيد على المبادرة الفرنسية
الديار لوغو0

الديار : مسار تشكيل الحكومة يتعقد: ما بعد العقوبات على ‏باسيل ليس كما قبله حزب الله للديار: نأخذ معلومات توجيه ترامب ضربة ‏عسكرية لمحور المقاومة بجدية وحذر الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في بيروت ‏للتأكيد على المبادرة الفرنسية

في وقت انتخبت الولايات المتحدة رئيسا جديدا لها وهو جو بايدن، يحبس العالم انفاسه ‏من احتمال اتخاذ الرئيس دونالد ترامب في المرحلة الانتقالية قرارات متهورة عبر ‏توجيه ضربة في المنطقة وتحديدا لمحور الممانعة. وتقول المعلومات وفقا لصحيفة ‏نيويورك تايمز ان السبب الرئيسي لاقالة ترامب لوزير الدفاع مارك اسبر يعود الى نية ‏ترامب بتوجيه ضربة عسكرية ربما لقوات ايرانية في سوريا او لايران او لحزب الله ‏وعليه قال حزب الله للديار بانه ومحور المقاومة يأخذان هذه المعلومات على محمل ‏الجد بمعنى اخذ الحيطة والحذر.‏
وفي هذا السياق قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار بأن السعودية دفعت ‏اموالا طائلة للولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لضرب محور الممانعة ‏وقد دعم هذا التوجه انما قال للسعودية ان توقيت الضربة يحدده هو بذاته

مسار تأليف الحكومة عسير واقفال عام اعتبارا من 14 تشرين الثاني ‏
في غضون ذلك يدخل لبنان ابتداء من يوم السبت المقبل في 14 تشرين الثاني في ‏مرحلة اقفال عام لمواجهة وباء كورونا تجنبا لكارثة صحية. واللافت ان قرار الاقفال ‏وازن بين الموضوع الصحي والاقتصادي بتوسيع لائحة استثناءات منها مصانع ‏وشركات التصدير والمصارف ومحلات الصيرفة والشركات للاستيراد. وفي التفاصيل، ‏ان الاسراع في اصدار قرار الاقفال العام للبلاد هو لترتيب الاسرة للمستشفيات الخاصة ‏لمرضى كورونا والعمل على تأمين ما لا يقل عن 80 الى 100 سرير . واتخذ هذا ‏القرار من اجل خفض اصابات كورونا والتمكن من فتح البلاد في شهر كانون الاول ‏اي في فترة الاعياد. اما العبرة فتكمن في التطبيق والتزام المواطن بالاجراءات فضلا ‏عن متابعة وزارة الداخلية لاجراءات التطبيق وتنشيط فرق وزارة الصحة لاتمام ‏العمل.‏

اما على الصعيد السياسي وتحديدا الحكومي اصبح تشكيل الحكومة ما بعد العقوبات ‏الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مختلفا عن مسار تشكيلها ما ‏قبل العقوبات وبالتالي تعقد مسار تشكيل الحكومة اكثر من السابق. هذه العقوبات ‏افرزت ارتدادات سلبية في الداخل اللبناني والبعض رآها انها تقوض موقع النائب باسيل ‏في مسار تأليف الحكومة رغم ان مسؤولين اميركيين قالوا ان العقوبات المالية لا يجب ‏ان تؤثر على تشكيل الحكومة في لبنان.‏

من جهتها اشارت اوساط سياسية الى ان استهداف باسيل بعقوبات اميركية هو ‏استهداف للعهد علما ان الرئيس عون لم يصرح بذلك انما طلب الحصول على ‏المستندات التي تدين باسيل بتهمة الفساد. ولكن تعتبر هذه الاوساط السياسية ان بعد ‏فرض العقوبات الاميركية على باسيل، لن يسمح العهد بان يستضعف التيار الوطني ‏الحر وان تؤثر العقوبات على التوازن السياسي داخل الحكومة المرتقبة. وتضيف هذه ‏الاوساط ان مسار تشكيل الحكومة عسير بسبب وجود الشروط والشروط المضادة التي ‏تلعب دورها في عرقلة التأليف لافتة الى ان الخلاف على اسماء الوزراء وعلى الحقائب ‏السيادية و”الدسمة والوازنة “. وهذه الوزارات التي يطلق عليها انها وزارات وازنة ‏هي الوحيدة التي بقي فيها مال للقيام باي مشاريع.‏

وفي سياق متصل، يبرز التوازن السياسي القائم اليوم في المشهد السياسي اللبناني وهو ‏التقاطع الثلاثي بري-الحريري-جنبلاط وهذا ما يثير مخاوف النائب جبران باسيل من ‏هذا التحالف الثلاثي ولكن في الوقت ذاته يعتمد رئيس التيار الوطني الحر على حزب ‏الله حيث يعتبر ان الاخير هو الوحيد القادر على “فرملة” اندفاعة هذا الثلاثي. وكشفت ‏مصادر مطلعة ان الرئيس الملكف سعد الحريري لا شك انه حاول من خلال العقوبات ‏المالية التي فرضت على باسيل ان يستقوي على الاخير بهدف القول ان باسيل لا يمكنه ‏ان يسمي الوزراء وتحديدا وزير الطاقة بما انه في موقع المستهدف على لائحة ‏العقوبات الاميركية. في المقابل قالت اوساط نيابية بارزة في 8 اذار انه تم وضع خط ‏احمر امام الرئيس المكلف وتم ابلاغه بان اي حكومة لا يمكن ان تتشكل دون رضى ‏العهد ورئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل. وكان حزب الله قد اعلن موقفه بعدم ‏استخدام العقوبات في مسار تأليف الحكومة باعتبار ان العقوبات الاميركية على باسيل ‏وعلى العهد اتت بفعل التحالف الاستراتيجي مع المقاومة.‏

اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن تشكيل الحكومة اليوم في ظل هذه الظروف؟ ‏وقصارى القول، ان الحريري لا يمكن ان يشكل حكومة بشكل فاضح ومكشوف تراعي ‏مطالب العهد وجبران باسيل وفي الوقت ذاته لا يمكن ان يرضي حزب الله بكسر العهد ‏وباسيل في الحكومة المقبلة.‏

وفي هذا المجال قالت اوساط مقربة من حزب الله ان الاخير لن يتدخل في الخلاف بين ‏الحريري من جهة وباسيل والعهد من جهة اخرى وان المقاومة تنتظر موقف رئيس ‏الجمهورية ميشال عون من مسار تأليف الحكومة ليبنى على الشيء مقتضاه.‏
وباختصار اكدت اوساط مطلعة ان ولادة الحكومة باتت عسيرة الا في حالة واحدة ‏وهي توصل الجميع الى معادلة جديدة وهي ان يدخل الرئيس سعد الحريري الى ‏السراي الحكومي ولكن بحفظ ماء وجه ان لا يكون على رأس حكومة تكنو-سياسية ‏واضحة المعالم وفي المقابل تكون هذه الحكومة قد راعت شروط باسيل والعهد بطريقة ‏غير مباشرة.‏
مصادر مقربة من قصر بعبدا: لا تفاهم نهائيا على توزيع الحقائب والاسماء
من جهتها قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان الاتصالات السارية بين الرئيس عون ‏والرئيس المكلف سعد الحريري لم تصل الى تفاهم نهائي على التوزيع الطائفي للحقائب ‏وايضا على اسماء الوزراء مشددة ان الرئيس عون يريد حكومة باسرع وقت انما في ‏الوقت ذاته يريد حكومة تحصل على ثقة المجلس النيابي وتكون قادرة على القيام ‏بعملها. واشارت هذه المصادر ان الاتصالات بين الرئيسين لم تنقطع ولا تزال ‏المباحثات جارية لتذليل العقبات التي تحول دون ولادة حكومة في لبنان.‏

متى يصدر التقرير الفرنسي حول انفجار مرفأ بيروت؟ ‏
الى ذلك كشف المسؤولون الفرنسيون ان القمر الصناعي الفرنسي لم يلتقط اي صورة ‏للانفجار في مرفأ بيروت بعد ان طالب الجانب اللبناني بهذه الصور ضمن تحقيقه ‏الجاري. وكشف التحقيق اللبناني انه وجد في قلب المخزن اي عنبر رقم 12 فتيلا ‏متفجرا بطيئا وبراميل “ميتانول” وهي مادة سريعة الاشتعال.‏

ويشار الى حصول جدل بين وزيرة العدل ماري كلود نجم والمدعي العام التمييزي ‏غسان عويدات حيث ان وزيرة العدل راجعت الجانب الفرنسي عن موعد تقديم التقرير ‏الذي توصل اليه التحقيق الفرنسي بينما احتج المدعي العام التمييزي على ما فعلته ‏وزيرة العدل معتبرا ن ذلك ليس من صلاحيات وزارتها واصفا اياه بانه خرق للقانون ‏وتدخل من جهات غير معنية بالتحقيق حول الانفجار.‏

اما عن تأخير تقديم التقرير الفرنسي حول انفجار مرفأ بيروت فالكل يجمع ان السبب ‏هو سياسي وليس تقنيا. وتعليقا على ذلك تساءلت مصادر مطلعة اذا كان الفرنسيون ‏ينتظرون ولادة حكومة جديدة في لبنان لتسليم تقريرهم ام ان لديهم معطيات لا يريد ‏المحققون الفرنسيون الكشف عنها الان ربما لان النتيجة خطيرة واكبر من قدرة لبنان ‏على تحملها.‏

وفي نطاق متصل الذي اعاد تحريك ملف انفجار 4 آب 2020 هو الدعاوى الجزائية ‏التي تقدم بها اهالي الادعاء من قبل اهالي المتضريرين من الانفجار امام المجلس ‏العدلي ضد الموقوفين وليس ضد مجهول، الامر الذي يجعل من هذه الدعاوى غير قابلة ‏للسقوط مع مرور الوقت.‏

اما الامر الغريب ان لا قرار ظنيا حتى الان لكي يصل الى المجلس العدلي وهنا عبرت ‏عدة اوساط سياسية وشعبية عن مآخذ على قاضي التحقيق فادي صوان لان هذا القرار ‏من مسؤوليته ناهيك عن انه لم يتهم بعد اي مسؤول حتى اللحظة امام المجلس العدلي ‏الذي عندها يصدر الاخير حكما نهائيا لا رجوع عنه في قضية انفجار مرفأ بيروة في ‏‏4 اب 2020.‏
وهنا تتساءل اوساط مطلعة عن سبب تأخر القرار الظني وقيام البعض بربطه بمسألة ‏التعويضات. والحال ان القرار الظني يحتم على شركات التأمين دفع التعويضات ‏للمتضريرين اذا كان ناتجا عن اهمال وتقصير اما اذا قال القرار الظني انه عمل ‏ارهابي فشركات التامين لا تدفع في هذه الحالة.‏

اعادة استئناف المبادرة الفرنسية؟ ‏
على صعيد اخر, يصل اليوم الموفد الفرنسيّ باتريك دوريل الى بيروت وسيمكث أياماً ‏عدة يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والرئيس المكلف بالإضافة ‏الى عدد من رؤساء الكتل النيابية الذين حضروا لقاءات قصر الصنوبر مع موفد ‏الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون

وتؤكد اوساط في 8 آذار لـ “الديار” ان دوريل هو موفد ماكرون لمتابعة التأليف ‏المتعثر وخصوصاً في الايام الماضية اذ يتم الحديث عن عراقيل مستجدة.‏
وقالت مصادر ديبلوماسية للديار ان الرئيس ايمانويل ماكرون سيتدخل مجددا في اطار ‏المساعدة في تسريع ولادة الحكومة خاصة بعد الاتصال الاخير الذي حصل بينه وبين ‏الرئيس عون والذي لمس حرص رئيس الجمهورية على وجود حكومة اليوم قبل الغد. ‏وتعقيبا على ذلك, سيعمل الموفد الفرنسي على تقريب وجهات النظر بين الافرقاء ‏السياسين وحثهم على تقديم تنازلات تصب في مصلحتهم.‏

اما السؤال عن تراجع المبادرة الفرنسية مؤخرا فهذا مرتبط بعدة عوامل ابرزها عامل ‏التشويش الاميركي المتواصل من قبل ادارة ترامب رغم اعلانها دعمها للمبادرة ‏الفرنسية. انما الواقع يبين العكس حيث ان الادارة الاميركية كانت تفرض العقوبات ‏المالية على شخصيات لبنانية كلما اقتربت عملية التشكيل الى خواتيمها الامر الذي ‏يحبط ولادة حكومة في لبنان. اضافة الى ذلك عملت ادارة ترامب ايضا على الدفع نحو ‏توترات سياسية بين احزاب لبنانية فتارة نرى احتدام الخطاب بين تيار المستقبل ‏والقوات اللبنانية وتارة نرى توترات في الشارع لا تعبّر عن المزاج الشعبي اللبناني.‏

اخلاء السفراء الخليجيين في بيروت : عدم ترحيب بمسار تشكيل الحكومة ‏
الى ذلك اشارت اوساط مطلعة الى ان اخلاء السفراء الخليجيين بيروت وتحديدا السفير ‏السعودي والاماراتي فضلا عن معلومات تحدثت عن احتمال مغادرة السفير الكويتي ‏ايضا لبنان الى انها رسالة واضحة بعدم وجود ترحيب من السعودية والامارات بما ‏يحصل على الساحة الحكومية وبدليل بانه لا يحظى بغطاء خليجي. ولفتت هذه ‏المصادر المطلعة ان يوم كلف سعد الحريري بتأليف الحكومة رغم انه من المعروف ‏ان الحريري انه مقرب من المملكة العربية السعودية لم يجر اي اتصال او زيارة من ‏قبل سفير السعودية وسفير الامارات لدى لبنان لبيت الوسط، وبالتالي اخذ السفيرين ‏السعودي والاماراتي القرار باخلاء لبنان لوقت غير محدد يشكل خطوة استكمال ‏لامتعاض دولتهما من مسار تأليف الحكومة.‏

القوات اللبنانية:عدم اجراء الانتخابات النيابية عام 2022 خط احمر
بدورها اكدت القوات اللبنانية انها لن تتراجع عن التمسك بحكومة اخصائيين مستقلين ‏لانقاذ لبنان من الازمة ومن يقول ان طروحات القوات مثالية ذلك لانها لم تخضع ولم ‏تسلم للامر الواقع الذي يظهر ان المحاصصة هي السائدة في مسار تشكيل الحكومة.‏
اما تشكيل حكومة تتشارك فيها الاحزاب لو بطريقة غير مباشرة فنكون عدنا “عود ‏على بدء” لجهة ولادة حكومة متشابهة للحكومات السابقة التي اوصلت لبنان الى هذه ‏الازمة المالية والاقتصادية غير المسبوقة.‏

وحول الانتخابات النيابية المبكرة التي تطالب بها القوات, اشارت مصادر القوات ‏اللبنانية للديار ان حزبها يدرك ان فريق الاكثرية الحاكمة يرفض هذا المطلب لانه يعلم ‏ان هذا الامر سيؤدي الى خسارته الاكثرية النيابية خاصة في هذا التوقيت بالذات. ‏وتابعت المصادر ان الاكثرية الحاكمة لكانت تجاوبت مع مطلب الانتخابات النيابية ‏المبكرة على اثر انتفاضة شعبية بدلت في مزاج الرأي العام اللبناني ولكن رفضها يدل ‏على انها تخاف مواجهة ارادة الناس بالتغيير وفي صناديق الاقتراع. واضافت المصادر ‏القواتية انها على دراية بان هذا الفريق الحاكم اذا تمكن سيحاول تمديد المجلس النيابي ‏في 2022 لانه لا يريد تغيير الاكثرية النيابية التي بحوزته. من هنا، اعلنت القوات ‏اللبنانية ان اي تمديد للمجلس النيابي هو خط احمر لانه يتعارض مع مبدأ الديمقراطية ‏وتداول السلطة وسنخوضها مواجهة مفتوحة على هذا المستوى ومع الرأي العام ‏اللبناني.‏

على صعيد اخر اكدت القوات اللبنانية ان لديها رهانا واحدا وهو على صناديق الاقتراع ‏والتغيير بواسطة ارادة الناس ام الكلام عن رهان القوات على ضربة اميركية أو ‏اسرائيلية على حزب الله لافساح المجال امام الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية ‏هو كلام عار عن الصحة ومن يقول هذا الكلام يريد ان يحرف الانظار عن فشل ‏الاكثرية الحاكمة في استشراف وصول الامور الى هذا الدرك.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *