الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : التأليف أسير تجاذبات “وحدة المعايير”.. والإقفال العام ضرورة بوجه الكورونا
الانباء

الأنباء : التأليف أسير تجاذبات “وحدة المعايير”.. والإقفال العام ضرورة بوجه الكورونا

العالم بأسره مشدود إلى الولايات المتحدة الأميركية مترقبا نتائج المعركة الانتخابية غير المسبوقة بين الجمهوريين ‏والديمقراطيين لمعرفة من سيكون سيد البيت الأبيض وحتى صعود الدخان الأبيض في واشنطن، يبقى لبنان رهينة ‏إمعان البعض في أسر تأليف الحكومة بشروط وعقد بات معلوما أنها اختُلقت لانتظار معرفة الرئيس الأميركي ‏المقبل، لكنها بالمحصّلة تضيّع الوقت على اللبنانيين الذين يكابدون للخروج من أزماتهم اليومية‎.‎

مصادر بيت الوسط تحدثت لـ “الأنباء” عن إنفراجات متوقعة في اليومين المقبلين. ورأت أن العراقيل التي ظهرت في ‏الساعات الماضية يمكن وصفها بالظرفية، ولا تستند الى واقع، وهي نتجت من باب النكايات ووضع العصي في ‏الدواليب للتذكير أنها موجودة، وأنه يجب الوقوف على خاطرها وعدم تجاهلها‎.‎

المصادر أشارت الى ان الرئيس سعد الحريري لن يخضع للإبتزاز من أي جهة كانت، وأنه ثابت على مواقفه ولن ‏يتراجع أو يتنازل، وهذا الأمر يجب أن يكون معلوما للجميع بأن الرئيس المكلف ليس بوارد أن يقدم تنازلات، ولو كان ‏بنيّته إحراج العهد كما يحاول البعض تصويره لكان تصرّف بغير هذا الأسلوب‎.‎

ودعت مصادر بيت الوسط “الغيارى على سمعة العهد ومصداقيته” الى “التصرف بطريقة أخرى وأن يقدموا مصلحة ‏البلد على مصالحهم الشخصية‎”.‎

بالتوازي أعربت مصادر عين التينة عن إنزعاجها من العراقيل التي ظهرت فجأة. وسألت عبر “الأنباء” عن الدوافع ‏التي أدت الى تأخير الولادة الحكومية، وتوقفت عند “الذين لا يزالون يتحدثون عن وحدة المعايير”، وذكرتهم بأن ‏وزارة المال كانت من الأساس خارج المداورة، “فما عدا مما بدا لإصرار البعض على الربط بها؟ علما أن القاصي ‏والداني يعلم الأسباب التي حدت بالثنائي الشيعي للتمسك بحقيبة المال من اجل التوقيع فقط”، وطالبت هؤلاء بترجمة ‏أقوالهم الى أفعال‎.‎

في المقابل مصادر “تكتل لبنان القوي” شددت على أن “الرئيس المكلف عليه الالتزام بوحدة المعايير، لأن التعاطي ‏بمعايير مختلفة سيجلبان له المتاعب الذي هو بغنى عنها”. وأشارت الى “التسهيلات التي قدمها التكتل لتسهيل الحكومة ‏إنطلاقا من عدم فرض أسماء معينة على الرئيس المكلف، مكتفية بشرط وحدة المعايير”، مؤكدة أنها “لا زالت على ‏موقفها من إعطاء كل وزير حقيبة وتمثيل كل الكتل‎”.‎

عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبه قاطيشا أشار عبر “الأنباء” الى أن “الفريق الذي يعرقل تشكيل الحكومة ‏فاقد للمسؤولية الوطنية والأخلاقية ولا يهمه وجع الناس ومعاناتهم”، وسأل “كيف ينامون ملء جفونهم ومئات ‏العائلات التي دُمرت منازلها في لإنفجار المرفأ يعيشون في العراء في هذا الجو البارد، أو عند أقاربهم فيما هم يختلفون ‏على الحصص وتقاسم المغانم وكأن البلد بألف خير؟‎”.‎

وفي غمرة كل ذلك أطل رئيس النظام السوري بشار الأسد بكلام خبيث كالعادة مستهدفا فيه هذه المرة النظام المصرفي ‏اللبناني، عبر إدعاءات يحاول من خلالها ضرب هذا القطاع، بزعمه أن عشرات المليارات من الدولارات لمودعين ‏سوريين فقدت في المصارف اللبنانية، ورابطا ذلك بالأزمة الاقتصادية في سوريا، وهو كلام بعهدة المسؤولين الذين ‏عليهم تقع مسؤولية وقف هذا الاستنزاف في الاقتصاد اللبناني لمصلحة دعم النظام السوري‎.‎

وقد رد قاطيشا على هذا الكلام واصفا اياه بـ “النكتة”، مشيرا الى أن “النظام السوري كان صادر قرار لبنان ونهب ‏خيراته، ولم يكن ينفذ أي مشروع إذ لم يكن للسوري حصة فيه. حتى أن المواد المدعومة من الخزينة اللبنانية في ‏الأزمة الحالية تهرب الى سوريا”، وسأل “لماذا لم يتحدث بشار الأسد عن مليون ونصف المليون سوري يعيشون في ‏لبنان منذ العام 2013 ويأكلون من خيراته؟‎”.‎

من جهتها مصادر تيار المستقبل اكتفت بالقول ردا على الأسد “يلي إستحوا ماتو”، مضيفة: “حبذا لو راجع الأسد ملف ‏بنك المدينة لتذكر جيدا من سرق لبنان وأغرقه بالديون. لو كان للأسد حسّ لكان أقفل المعابر غير الشرعية ومنع ‏التهريب الى سوريا، لكنه ماض في سياسة الهيمنة ونهب خيرات لبنان‎”.‎

صحيا، سُجلت في الساعات امس 2089 إصابة بفيروس كورونا في أعلى حصيلة تسجل في لبنان‎.‎

مصادر حكومية أكدت لـ “الأنباء” أن الحكومة بصدد إتخاذ قرار بالإقفال التام لمدة 15 يوما أواخر الأسبوع الحالي أو ‏مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. ورأت أن خطورة الوضع الصحي تفرض على حكومة تصريف الأعمال بناء ‏على توصية وزير الصحة وخلية الأزمة الحكومية إتخاذ هذا القرار وتكليف مجلس الدفاع الأعلى بتطبيقه في اجتماع ‏خاص يدعو اليه رئيس الجمهورية. وأكدت ان لا حل بدون إتخاذ خطوات جريئة ومؤلمة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *