الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ميشيغن ترجّح كفة بايدن… وتدفع ترامب ‏نحو المسار القضائيّ… والنتائج نحو ‏الغموض مخاطر الفوضى الدستوريّة والسياسيّة تهدّد الديمقراطيّة الأميركيّة لأول مرة / تجمّد ‏المسار الحكوميّ… ومساعٍ لاستبدال المداورة بالمقايضة… وتبقى الأسماء‎!/‎
flag-big

البناء : ميشيغن ترجّح كفة بايدن… وتدفع ترامب ‏نحو المسار القضائيّ… والنتائج نحو ‏الغموض مخاطر الفوضى الدستوريّة والسياسيّة تهدّد الديمقراطيّة الأميركيّة لأول مرة / تجمّد ‏المسار الحكوميّ… ومساعٍ لاستبدال المداورة بالمقايضة… وتبقى الأسماء‎!/‎

مع‎ ‎اقتراب‎ ‎إعلان‎ ‎فوز‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎بأصوات‎ ‎مندوبي‎ ‎ولاية‎ ‎ميشيغن‎ ‎تقدّم‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎بطلب‎ ‎قضائي‎ ‎لوقف‎ ‎فرز‎ ‎الأصوات‎ ‎واحتسابها‎ ‎في‎ ‎الولاية،‎ ‎بينما‎ ‎تقدم‎ ‎محاموه‎ ‎بدعوات‎ ‎لإعادة‎ ‎فرز‎ ‎الأصوات‎ ‎في‎ ‎ولاية‎ ‎ويسكنسون‎ ‎متهماً‎ ‎إدارة‎ ‎الولاية‎ ‎بالتلاعب‎ ‎بالتصويت‎ ‎وضم‎ ‎أصوات‎ ‎مزيفة‎ ‎لترجيح‎ ‎كفة‎ ‎المرشح‎ ‎الديمقراطي‎.‎

المسار‎ ‎القضائي‎ ‎الذي‎ ‎يسير‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎مؤشرات‎ ‎فوز‎ ‎ضئيل‎ ‎وهشّ‎ ‎لبايدن،‎ ‎يفتح‎ ‎باب‎ ‎المعركة‎ ‎الرئاسية‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎فرضيات‎ ‎تتراوح‎ ‎بين‎ ‎فوز‎ ‎هش‎ ‎لأحد‎ ‎المرشحين،‎ ‎وسط‎ ‎تشكيك‎ ‎بشرعية‎ ‎الفوز‎ ‎من‎ ‎نصف‎ ‎الأميركيين،‎ ‎ولو‎ ‎صادقت‎ ‎عليه‎ ‎الهيئات‎ ‎القضائية،‎ ‎وما‎ ‎يعنيه‎ ‎ذلك‎ ‎من‎ ‎تكريس‎ ‎للانقسام‎ ‎مع‎ ‎الضعف‎ ‎في‎ ‎ممارسة‎ ‎السلطة،‎ ‎وسيطرة‎ ‎اللامركزية‎ ‎أكثر‎ ‎فأكثر‎ ‎تعزّزها‎ ‎انقسامات‎ ‎عرقية‎ ‎وطبقية‎ ‎وعقائدية‎ ‎ظهرت‎ ‎بوضوح‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الانتخابي،‎ ‎بينما‎ ‎الاحتمال‎ ‎الموازي‎ ‎هو‎ ‎أن‎ ‎يطول‎ ‎المسار‎ ‎القضائي‎ ‎ويتخطى‎ ‎مهل‎ ‎تداول‎ ‎السلطة،‎ ‎وخصوصاً‎ ‎تشكيل‎ ‎المجمع‎ ‎الانتخابي‎ ‎المفترض‎ ‎في‎ 18 ‎كانون‎ ‎الأول‎ ‎المقبل‎ ‎كحد‎ ‎أقصى،‎ ‎ولاحقاً‎ ‎نهاية‎ ‎الولاية‎ ‎الرئاسية‎ ‎في‎ ‎الأسبوع‎ ‎الأخير‎ ‎من‎ ‎كانون‎ ‎الثاني‎ ‎المقبل،‎ ‎وكيف‎ ‎سيتمّ‎ ‎التعاطي‎ ‎مع‎ ‎هذه‎ ‎المعضلة‎ ‎غير‎ ‎المسبوقة‎ ‎دستورياً‎ ‎وسياسياً،‎ ‎ويبقى‎ ‎الخيار‎ ‎الأسوأ‎ ‎وهو‎ ‎أن‎ ‎تتصاعد‎ ‎حال‎ ‎التوتر‎ ‎بين‎ ‎مناصري‎ ‎الحزبين‎ ‎الجمهوري‎ ‎والديمقراطي‎ ‎أو‎ ‎مناصري‎ ‎الرئيسين،‎ ‎وبصورة‎ ‎أخصّ‎ ‎بين‎ ‎الميليشيات‎ ‎البيضاء‎ ‎ونظيراتها‎ ‎من‎ ‎المحتجين‎ ‎السود‎ ‎واليساريين،‎ ‎وما‎ ‎تبشّر‎ ‎به‎ ‎من‎ ‎خيارات‎ ‎سوداوية‎ ‎يتحدث‎ ‎عنها‎ ‎المحللون‎ ‎الأميركيّون‎.‎

الأكيد‎ ‎وفقاً‎ ‎للمصادر‎ ‎المتابعة‎ ‎من‎ ‎واشنطن‎ ‎أن‎ ‎أشياء‎ ‎كثيرة‎ ‎تغيّرت‎ ‎مع‎ ‎هذه‎ ‎الانتخابات،‎ ‎حيث‎ ‎التوصيات‎ ‎كانت‎ ‎بحسابات‎ ‎غير‎ ‎تقليدية،‎ ‎لا‎ ‎تغيب‎ ‎عنها‎ ‎العصبيات‎ ‎العرقية،‎ ‎وظهرت‎ ‎الانقسامات‎ ‎جغرافيّة‎ ‎وعرقيّة‎ ‎ودينيّة‎ ‎وطبقية‎ ‎دفعة‎ ‎واحدة،‎ ‎مع‎ ‎شحنات‎ ‎عنف‎ ‎تشي‎ ‎بالظهور‎ ‎الى‎ ‎السطح‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎ينجح‎ ‎المسار‎ ‎القضائيّ‎ ‎باحتواء‎ ‎الاحتقان‎ ‎بسرعة‎.‎

أميركا‎ ‎الجديدة‎ ‎المنشغلة‎ ‎بداخلها‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎الأحوال‎ ‎ستعني‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الفراغ‎ ‎في‎ ‎المناطق‎ ‎الساخنة،‎ ‎وخصوصاً‎ ‎في‎ ‎الشرق‎ ‎الأوسط‎ ‎حيث‎ ‎هي‎ ‎اللاعب‎ ‎الأول،‎ ‎ومحاولات‎ ‎ملء‎ ‎الفراغ‎ ‎التي‎ ‎بدأت‎ ‎منذ‎ ‎تراجع‎ ‎الحروب‎ ‎الأميركية،‎ ‎مرشحة‎ ‎للتصاعد‎ ‎مع‎ ‎ما‎ ‎تحمله‎ ‎معها‎ ‎من‎ ‎مخاطر‎ ‎مواجهات‎ ‎يتصدّرها‎ ‎التنافس‎ ‎الأوروبي‎ ‎التركي،‎ ‎والتسابق‎ ‎التركي‎ ‎الخليجي،‎ ‎وليبيا‎ ‎ساحة‎ ‎مشتركة‎ ‎لهذين‎ ‎المسارين،‎ ‎بينما‎ ‎روسيا‎ ‎وإيران‎ ‎حاضرتان‎ ‎لملء‎ ‎الفراغ‎ ‎في‎ ‎ساحات‎ ‎أخرى‎ ‎كسورية‎ ‎والعراق،‎ ‎والتصعيد‎ ‎يبقى‎ ‎متوقعاً‎ ‎في‎ ‎اليمن،‎ ‎ووفقاً‎ ‎لمصادر‎ ‎خليجية‎ ‎سيكون‎ ‎ما‎ ‎بعد‎ ‎التطبيع‎ ‎الخليجي‎ “‎الإسرائيلي‎” ‎سبباً‎ ‎لصداع‎ ‎خليجي‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الانشغال‎ ‎الأميركي‎ ‎إذا‎ ‎طالت‎ ‎المدة‎.‎

لبنانياً،‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎أي‎ ‎اختراق‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎ ‎نحو‎ ‎التقدم،‎ ‎ولم‎ ‎تنعقد‎ ‎الجلسة‎ ‎المرتقبة‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهوريّة‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎مقرّرة‎ ‎اليوم،‎ ‎وتطابقت‎ ‎معلومات‎ ‎المصادر‎ ‎المواكبة‎ ‎عند‎ ‎تأكيد‎ ‎أن‎ ‎الأمر‎ ‎الوحيد‎ ‎المتفق‎ ‎عليه‎ ‎هو‎ ‎عدد‎ ‎الحكومة‎ ‎بـ‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎سبق‎ ‎وتمّ‎ ‎حسمه‎ ‎في‎ ‎البدايات‎ ‎ثم‎ ‎سقط‎ ‎كعنوان‎ ‎للتفاهم‎ ‎بمجرد‎ ‎استعصاء‎ ‎التفاهم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎عداه،‎ ‎وفي‎ ‎السياق‎ ‎قالت‎ ‎المصادر‎ ‎المواكبة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي‎ ‎إن‎ ‎المداورة‎ ‎ترنّحت،‎ ‎وإن‎ ‎البديل‎ ‎الوارد‎ ‎لها‎ ‎هو‎ ‎المقايضة‎ ‎الرضائيّة‎ ‎لبعض‎ ‎الحقائب‎ ‎بين‎ ‎الأطراف‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تشغلها‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎الأخيرة،‎ ‎لكن‎ ‎المعضلة‎ ‎تبقى‎ ‎الأسماء‎ ‎ومَن‎ ‎يختارها،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تأكيد‎ ‎المصادر‎ ‎لعدم‎ ‎وجود‎ ‎اتفاق‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎منح‎ ‎الكتل‎ ‎حق‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎بما‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي،‎ ‎حيث‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎تزويد‎ ‎الحريري‎ ‎بلوائح‎ ‎موسّعة‎ ‎لأسماء‎ ‎مقترحة‎ ‎وتبادل‎ ‎الاقتراحات‎ ‎مع‎ ‎لوائح‎ ‎يقدّمها‎ ‎الحريري‎ ‎ليتم‎ ‎التوافق‎ ‎على‎ ‎الأفضل‎ ‎والمشترك،‎ ‎وفقاً‎ ‎لمعيار‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎غير‎ ‎الحزبيين،‎ ‎ولذلك‎ ‎تقول‎ ‎المصادر‎ ‎إن‎ ‎الحريري‎ ‎يرد‎ ‎على‎ ‎من‎ ‎يطالبه‎ ‎بمنحه‎ ‎حق‎ ‎تسمية‎ ‎وزرائه‎ ‎بأنه‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎أن‎ ‎يمنح‎ ‎أحداً‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎يمنحه‎ ‎لسواه‎ ‎وكل‎ ‎اتفاقه‎ ‎مع‎ ‎الثنائي‎ ‎والمردة‎ ‎والنائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎هو‎ ‎الاستعداد‎ ‎لتلقي‎ ‎مقترحات‎ ‎بالأسماء‎ ‎والتعامل‎ ‎معها‎ ‎إيجاباً‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎معيار‎ ‎الاختصاصيين،‎ ‎بينما‎ ‎ما‎ ‎يطلبه‎ ‎البعض‎ ‎هو‎ ‎إلزام‎ ‎الحريري‎ ‎بقبول‎ ‎تسميات‎ ‎يقدّمها‎ ‎هؤلاء‎ ‎كما‎ ‎كان‎ ‎الأمر‎ ‎في‎ ‎حكومات‎ ‎سابقة‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
التشكيل‎ ‎في‎ ‎دوّامة‎ ‎مُفرَغة
وحجبت‎ ‎حماوة‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎الأميركية‎ ‎الأضواء‎ ‎عن‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎ ‎اللبناني‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يُسجِل‎ ‎أي‎ ‎معطيات‎ ‎جديدة‎ ‎باستثناء‎ ‎إلغاء‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎زيارته‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎مقرّرة‎ ‎أمس‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎لعرض‎ ‎مسودّة‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بصيغة‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎مع‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎على‎ ‎الطوائف‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية‎.‎
مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎مطلعة‎ ‎لفتت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎المشاورات‎ ‎مستمرة‎ ‎على‎ ‎الخطوط‎ ‎كافة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎عون‎ ‎والحريري،‎ ‎لكن‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎حسم‎ ‎العقد‎ ‎القائمة‎ ‎وذلك‎ ‎لا‎ ‎يعني‎ ‎انحياز‎ ‎الأمور‎ ‎الى‎ ‎التشاؤم‎ ‎فيمكن‎ ‎حصول‎ ‎مستجدات‎ ‎ايجابية‎ ‎مفاجئة‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎ساعة‎”‎،‎ ‎مشددة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎ما‎ ‎بات‎ ‎محسوماً‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎هو‎ ‎حجم‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎وحقيبة‎ ‎المال‎ ‎لشخصية‎ ‎يسمّيها‎ ‎رئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎أما‎ ‎العقد‎ ‎الأخرى‎ ‎فلم‎ ‎تحسم‎ ‎بانتظار‎ ‎المشاورات‎”‎،‎ ‎ما‎ ‎يعني‎ ‎بحسب‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الحكومة‎ ‎تدور‎ ‎في‎ ‎دوامة‎ ‎مفرغة،‎ ‎وتبين‎ ‎للمعنيين‎ ‎بالتأليف‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎صيغة‎ ‎يجري‎ ‎نقاشها‎ ‎ودرسها‎ ‎تواجه‎ ‎صعوبة‎ ‎لجهة‎ ‎تطبيق‎ ‎المبادئ‎ ‎التي‎ ‎وضعت‎ ‎للتأليف‎ ‎كالمداورة‎ ‎والتوزيع‎ ‎الطائفي‎ ‎والنيابي‎ ‎العادل‎ ‎للحقائب‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎صعوبة‎ ‎اعتماد‎ ‎معايير‎ ‎موحّدة‎ ‎لتوزيع‎ ‎الحصص‎”.‎
عقد‎ ‎أمام‎ ‎المداورة
وبحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فإن‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎يرفض‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎استثناء‎ ‎طرف‎ ‎معين‎ ‎منه‎ ‎بإبقاء‎ ‎حقيبة‎ ‎لديه‎ ‎وحرمان‎ ‎طرف‎ ‎آخر‎ ‎من‎ ‎حقيبة‎ ‎الطاقة‎ ‎وغيرها‎”‎،‎ ‎ودعت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الى‎ ‎اعتماد‎ ‎معايير‎ ‎موحّدة‎ ‎لتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎على‎ ‎الطوائف‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية‎ ‎وعدم‎ ‎التعامل‎ ‎بمعايير‎ ‎مزدوجة‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎المعنيين‎ ‎بالتأليف‎”. ‎في‎ ‎المقابل‎ ‎يتمسك‎ ‎الحريري‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎بحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎وببيان‎ ‎وزاري‎ ‎من‎ 31 ‎نقطة‎ ‎تضمّنتها‎ ‎ورقة‎ ‎الإصلاح‎ ‎الفرنسية‎ ‎كما‎ ‎يتمسك‎ ‎الحريري‎ ‎بتمثيل‎ ‎مسيحي‎ ‎أوسع‎ ‎يشمل‎ ‎أغلب‎ ‎القوى‎ ‎المسيحية‎ ‎النيابية‎ ‎ورفض‎ ‎حصر‎ ‎التمثيل‎ ‎المسيحي‎ ‎بالتيار‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والمردة‎. ‎فيما‎ ‎أشارت‎ ‎مصادر‎ ‎الحريري‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎سيزور‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎عند‎ ‎الحاجة‎ ‎أو‎ ‎المتغيرات،‎ ‎مشيرة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎عملية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ “‎غير‎ ‎ميسّرة‎”‎،‎ ‎وليست‎ “‎معرقلة‎”.‎
وبحسب‎ ‎معلومات‎ “‎البناء‎” ‎فإن‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎أو‎ ‎مقايضة‎ ‎الحقائب‎ ‎لم‎ ‎يتكلل‎ ‎بالنجاح‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎صعوبة‎ ‎تبادل‎ ‎الحقائب‎ ‎بين‎ ‎الطوائف‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية،‎ ‎وتوقف‎ ‎العمل‎ ‎بهذا‎ ‎المبدأ‎ ‎عند‎ ‎إشكالية‎ ‎لمن‎ ‎ستسند‎ ‎حقائب‎ ‎الداخلية‎ ‎والطاقة‎ ‎والاتصالات‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎الدفاع‎ ‎وسط‎ ‎رفض‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎إسنادها‎ ‎الى‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎.‎
المردة‎: ‎نتمسّك‎ ‎بحقيبتين
وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق،‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎تمسك‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎ ‎سليمان‎ ‎فرنجية‎ ‎بحقيبتين‎ ‎وزاريتين‎ ‎الاولى‎ ‎سيادية‎ ‎والثانية‎ ‎خدميّة‎ ‎اذا‎ ‎حصر‎ ‎التمثيل‎ ‎المسيحي‎ ‎بالتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎والمردة،‎ ‎أما‎ ‎اذا‎ ‎شاركت‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎أو‎ ‎أي‎ ‎طرف‎ ‎مسيحي‎ ‎آخر‎ ‎فتكتفي‎ ‎المردة‎ ‎بوزير‎ ‎واحد‎ ‎مع‎ ‎حقيبة‎ ‎سيادية‎”. ‎ودعت‎ ‎المصادر‎ ‎الى‎ ‎أوسع‎ ‎تمثيل‎ ‎مسيحي‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎لتحقيق‎ ‎التوازن‎ ‎في‎ ‎السلطة‎ ‎التنفيذية‎ ‎بين‎ ‎الأحزاب‎ ‎السياسية‎ ‎المسيحية‎. ‎واضافت‎ ‎المصادر‎ “‎أننا‎ ‎لا‎ ‎نتشبث‎ ‎بحقيبة‎ ‎معينة‎ ‎كما‎ ‎يفعل‎ ‎التيار‎ ‎العوني‎ ‎حيال‎ ‎الطاقة‎ ‎لكننا‎ ‎لا‎ ‎نرضى‎ ‎اقل‎ ‎من‎ ‎وزارة‎ ‎سيادية‎ ‎وأخرى‎ ‎خدمية‎ ‎كالأشغال‎ ‎والتربية‎ ‎لكي‎ ‎يكون‎ ‎حضورنا‎ ‎منتجاً‎ ‎وفعالاً‎”.‎
والعقد‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎تحل‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎”:‎
‎- ‎حجم‎ ‎التمثيل‎ ‎المسيحي‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎على‎ ‎ممثلي‎ ‎الطائفة‎ ‎المسيحية‎.‎
‎- ‎تقاسم‎ ‎الوزارات‎ ‎السيادية‎ ‎بين‎ ‎رئيسي‎ ‎الجمهورية‎ ‎والحكومة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تطبيق‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎.‎
‎- ‎تمثيل‎ ‎المردة‎ ‎بحقيبة‎ ‎واحدة‎ ‎أو‎ ‎حقيبتين‎.‎
‎-‎عقدة‎ ‎إسناد‎ ‎كل‎ ‎وزير‎ ‎حقيبة‎.‎
‎-‎‎ ‎تمثيل‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎بوزير‎ ‎مسيحي‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎طائفة‎ ‎أخرى،‎ ‎كما‎ ‎تمثيل‎ ‎اللقاء‎ ‎التشاوري‎.‎
‎- ‎عقدة‎ ‎التمثيل‎ ‎الدرزي‎.‎
الديموقراطي‎: ‎نصرّ‎ ‎على‎ ‎تمثيلنا‎ ‎بدرزي
وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك،‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎الحزب‎ ‎الديموقراطي‎ ‎اللبناني‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎العقدة‎ ‎الدرزية‎ ‎لم‎ ‎تحل‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎إصرار‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎على‎ ‎الاستئثار‎ ‎بتمثيل‎ ‎الطائفة‎ ‎الدرزية،‎ ‎متسائلة‎ ‎لماذا‎ ‎يتمسك‎ ‎جنبلاط‎ ‎والحريري‎ ‎بصيغة‎ ‎الـ‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎ولا‎ ‎تكون‎ 16 ‎أو‎ 20‎؟‎ ‎وكيف‎ ‎أن‎ ‎جنبلاط‎ ‎يدعي‎ ‎الحفاظ‎ ‎على‎ ‎مصلحة‎ ‎الدروز‎ ‎فيما‎ ‎يقبل‎ ‎بحقيبة‎ ‎واحدة‎ ‎للطائفة‎ ‎الدرزية؟‎ ‎ونفت‎ ‎المصادر‎ ‎موافقة‎ ‎الديمقراطي‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتمثل‎ ‎بوزير‎ ‎مسيحي‎ ‎من‎ ‎حصة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎مجدّدة‎ ‎تمسكها‎ ‎بوزير‎ ‎درزي‎. ‎مضيفة‎ ‎أن‎ ‎العقد‎ ‎كثيرة‎ ‎ولا‎ ‎يمكن‎ ‎حصرها‎ ‎في‎ ‎الدروز‎”.‎
وكانت‎ ‎لافتة‎ ‎زيارة‎ ‎السفيرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎الى‎ ‎كليمنصو‎ ‎حيث‎ ‎التقت‎ ‎جنبلاط‎ ‎ودار‎ ‎النقاش‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎ولم‎ ‎يعرف‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎هدف‎ ‎الزيارة‎ ‎اقناع‎ ‎جنبلاط‎ ‎بإبداء‎ ‎ليونة‎ ‎إزاء‎ ‎التمثيل‎ ‎الدرزي‎!‎
ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎أخرى‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ ‎جهة‎ ‎معنية‎ ‎بالتأليف‎ ‎استمزجت‎ ‎موقف‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎من‎ ‎ملفات‎ ‎سياسية‎ ‎حساسة‎ ‎كملف‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎وصندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي‎ ‎لكنه‎ ‎لم‎ ‎يجب‎ ‎مكتفياً‎ ‎بالتمسك‎ ‎بالورقة‎ ‎الاصلاحية‎ ‎الفرنسية‎.‎
حزب‎ ‎الله‎ ‎مسهّل
ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎فريق‎ ‎المقاومة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎المعطيات‎ ‎الحكومية‎ ‎إيجابية‎ ‎ما‎ ‎يؤشر‎ ‎إلى‎ ‎إمكانية‎ ‎ولادتها‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎قريب‎ ‎رغم‎ ‎التفاؤل‎ ‎الحذر‎ ‎وتناقض‎ ‎وتغيّر‎ ‎المعطيات‎ ‎بين‎ ‎يوم‎ ‎وآخر‎ ‎لكن‎ ‎ظروف‎ ‎التكليف‎ ‎والواقع‎ ‎السياسي‎ ‎والنيابي‎ ‎والتعقيدات‎ ‎والظروف‎ ‎الداخلية‎ ‎والخارجية‎ ‎يجعل‎ ‎مفاوضات‎ ‎التأليف‎ ‎عملية‎ ‎شاقة‎ ‎تحتاج‎ ‎الى‎ ‎مزيد‎ ‎من‎ ‎الجهود‎ ‎والوقت‎.‎
وإذ‎ ‎رفضت‎ ‎المصادر‎ ‎تحديد‎ ‎موعد‎ ‎معين‎ ‎لولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎تاركة‎ ‎الأمر‎ ‎للتشاور‎ ‎بين‎ ‎رئيسي‎ ‎الجمهورية‎ ‎والحكومة‎ ‎المكلف،‎ ‎أكدت‎ ‎بأن‎ “‎حزب‎ ‎الله‎ ‎كان‎ ‎ولا‎ ‎يزال‎ ‎وسيبقى‎ ‎مسهلاً‎ ‎لعملية‎ ‎التأليف،‎ ‎كاشفة‎ ‎أن‎ ‎الحزب‎ ‎أبلغ‎ ‎المعنيين‎ ‎بأنه‎ ‎غير‎ ‎متمسك‎ ‎بوزارة‎ ‎الصحة‎ ‎إذا‎ ‎طبق‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة؛‎ ‎أما‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎يعتمد‎ ‎هذا‎ ‎المبدأ‎ ‎وبقي‎ ‎القديم‎ ‎على‎ ‎قدمه‎ ‎فالحزب‎ ‎سيتمسك‎ ‎بالصحة‎ ‎لكونها‎ ‎من‎ ‎الوزارات‎ ‎الأساسية‎ ‎التي‎ ‎حققت‎ ‎إنجازات‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎الصحي‎ ‎خصوصاً‎ ‎في‎ ‎أزمة‎ ‎كورونا‎”. ‎وأعربت‎ ‎عن‎ ‎اعتقادها‎ ‎بأن‎ ‎العقد‎ ‎داخلية‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎خارجية،‎ ‎نافية‎ ‎الربط‎ ‎العضوي‎ ‎بين‎ ‎مسار‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎واستحقاق‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎الاميركية،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎اللبنانيين‎ ‎يستطيعون‎ ‎تدبر‎ ‎أمورهم‎ ‎بأنفسهم‎ ‎وتدوير‎ ‎الزوايا‎ ‎والتنازل‎ ‎عن‎ ‎مصالحهم‎ ‎وإخراج‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎مستنقع‎ ‎الخلافات‎”. ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الأميركيين‎ ‎اقتنعوا‎ ‎بأن‎ ‎الضغوط‎ ‎الاقتصادية‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎والحصار‎ ‎الدولي‎ ‎المالي‎ ‎المفروض‎ ‎عليه‎ ‎وتعطيل‎ ‎الحلول‎ ‎السياسية‎ ‎لم‎ ‎يجد‎ ‎نفعاً‎ ‎لذلك‎ ‎شهدنا‎ ‎تراجعاً‎ ‎أميركياً‎ ‎خطوات‎ ‎الى‎ ‎الخلف‎ ‎وبالتالي‎ ‎الإفراج‎ ‎الجزئي‎ ‎عن‎ ‎الحكومة‎ ‎والحل‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎رغم‎ ‎بقاء‎ ‎سلاح‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎ودوره‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎”‎،‎ ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎إطلالة‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎الأسبوع‎ ‎المقبل‎ ‎ستتناول‎ ‎الملف‎ ‎الداخلي‎ ‎بشقيه‎ ‎الحكومي‎ ‎وترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎الملف‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والمالي‎ ‎والاجتماعي‎ ‎والصحي،‎ ‎وأملت‎ ‎ان‎ “‎تؤلف‎ ‎الحكومة‎ ‎قبل‎ ‎إطلالة‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎”.‎
ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف
وارتفع‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎مقابل‎ ‎الليرة‎ ‎اللبنانية‎ ‎مساء‎ ‎امس،‎ ‎حيث‎ ‎تراوح‎ ‎بين‎ ‎‎7050 ‎ليرة‎ ‎للشراء‎ ‎و‎7150 ‎ليرة‎ ‎للمبيع‎. ‎وكان‎ ‎سجل‎ ‎دولار‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎في‎ ‎الفترة‎ ‎الصباحية‎ ‎بين‎ 6950 ‎للشراء‎ ‎و‎7050 ‎للمبيع‎.‎
التدقيق‎ ‎الجنائي
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎عُقد‎ ‎اجتماع‎ ‎بين‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎غازي‎ ‎وزني‎ ‎ودانيال‎ ‎جيمس‎ ‎مدير‎ ‎شركة‎ Alvarez & Marsal ‎المولجة‎ ‎بالتدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎لحسابات‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎.‎
وتمّ‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎الخيارات‎ ‎التي‎ ‎سيتمّ‎ ‎اتخاذها‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎العقد‎ ‎خلال‎ ‎الـ‎ 24 ‎ساعة‎ ‎المقبلة‎. ‎وقال‎ ‎جيمس‎ “‎جئنا‎ ‎لتقييم‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎تم‎ ‎توفير‎ ‎المعلومات‎ ‎الكافية‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بما‎ ‎يسمح‎ ‎لشركة‎ A&M ‎بأن‎ ‎تباشر‎ ‎عملية‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎”.‎
وعلم‎ ‎أن‎ ‎جيمس‎ ‎سيزور‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎اليوم‎.‎
وأفيد‎ ‎أن‎ ‎شركة‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ “Alvarez” ‎وخلال‎ ‎اجتماعها‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎المالية،‎ ‎أعطت‎ ‎مهلة‎ 24 ‎ساعة‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎لتسليم‎ ‎ملفاته‎ ‎أو‎ ‎ستعلق‎ ‎مهامها‎ ‎إلى‎ ‎حين‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎.‎
ولفت‎ ‎تصريح‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎إيلي‎ ‎الفرزلي،‎ ‎حيث‎ ‎اعتبر‎ ‎أنه‎ “‎لولا‎ ‎السرية‎ ‎المصرفية‎ ‎لما‎ ‎كنا‎ ‎موجودين‎ ‎حتى‎ ‎اليوم‎ ‎على‎ ‎رغم‎ ‎الأزمة‎ ‎الخطيرة‎ ‎التي‎ ‎نعاني‎ ‎منها‎ ‎نعيش‎ ‎كما‎ ‎نحن‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎أعمل‎ ‎للغد،‎ ‎أما‎ ‎أن‎ ‎أقع‎ ‎أنا‎ ‎كرجل‎ ‎سياسي‎ ‎بموقع‎ ‎التهمة،‎ ‎فلن‎ ‎أرفع‎ ‎السرية‎ ‎المصرفية‎ ‎علناً‎ ‎ليس‎ ‎بما‎ ‎يتعلق‎ ‎بشخصي‎ ‎فقط‎ ‎بل‎ ‎بالمبدأ‎ ‎فيما‎ ‎يتعلّق‎ ‎بالبلد‎ ‎ككل‎ ‎وليس‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎تحقيق‎ ‎جنائي‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يطال‎ ‎الفاسد‎”.‎
وحضر‎ ‎هذا‎ ‎الملف‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎أمس،‎ ‎حيث‎ ‎أعلن‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ “‎انه‎ ‎قد‎ ‎سلم‎ ‎كامل‎ ‎الحسابات‎ ‎العائدة‎ ‎له‎ ‎الى‎ ‎معالي‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎وفقاً‎ ‎للأصول‎. ‎أما‎ ‎بالنسبة‎ ‎لحسابات‎ ‎الدولة‎ ‎فيمكن‎ ‎للدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎طلب‎ ‎كشف‎ ‎مفصل‎ ‎عن‎ ‎كامل‎ ‎حساباتها‎ ‎وتالياً‎ ‎تسليمها‎ ‎الى‎ ‎الجهات‎ ‎التي‎ ‎ترى‎ ‎أنه‎ ‎من‎ ‎المناسب‎ ‎إطلاعها‎ ‎عليها،‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎يجنب‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎مخالفة‎ ‎قوانين‎ ‎السرية‎ ‎الملزمة‎ ‎قانوناً‎ ‎والتي‎ ‎يترتب‎ ‎عن‎ ‎مخالفتها‎ ‎عواقب‎ ‎جزائية،‎ ‎كما‎ ‎يؤكد‎ ‎المصرف‎ ‎انه‎ ‎سلم‎ ‎وفقاً‎ ‎للقانون‎ ‎كامل‎ ‎المستندات‎ ‎التي‎ ‎طلبتها‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎شركتي‎ ‎التدقيق‎ KPMG ‎وOliver ‎Wyman،‎ ‎هذا‎ ‎بالإضافة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎متعاقد‎ ‎مع‎ ‎شركتين‎ ‎عالميتين‎ ‎للتدقيق‎ ‎الخارجي‎ ‎على‎ ‎حساباته‎ ‎منذ‎ ‎عام‎ 1994″.‎
وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎وزارية‎ ‎ومصرفية‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎غير‎ ‎صحيح‎ ‎أن‎ ‎ودائع‎ ‎اللبنانيين‎ ‎موجودة‎ ‎في‎ ‎المصارف‎ ‎وفي‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎موضحة‎ ‎أن‎ 60 ‎في‎ ‎المئة‎ ‎من‎ ‎قيمة‎ ‎هذه‎ ‎الودائع‎ ‎مفقودة‎ ‎وهي‎ ‎موجودة‎ ‎فقط‎ ‎على‎ ‎جداول‎ ‎دفترية‎”.‎
الوضع‎ ‎الصحيّ‎ ‎ينذر‎ ‎بكارثة
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎تسجيل‎ 1888 ‎حالة‎ ‎جديدة‎ ‎بفيروس‎ ‎كورونا‎ ‎ما‎ ‎رفع‎ ‎العدد‎ ‎الإجمالي‎ ‎إلى‎ 87097 ‎وذلك‎ ‎منذ‎ ‎بدء‎ ‎انتشار‎ ‎الفيروس‎ ‎في‎ ‎شهر‎ ‎شباط‎ ‎الفائت‎ ‎من‎ ‎العام‎ ‎الحالي‎. ‎فيما‎ ‎سجل‎ ‎لبنان‎ 9 ‎حالات‎ ‎وفاة‎ ‎ما‎ ‎رفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكميّ‎ ‎إلى‎ 676.‎
وحذر‎ ‎مصدر‎ ‎نيابي‎ ‎في‎ ‎لجنة‎ ‎الصحة‎ ‎النيابية‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎مقبل‎ ‎على‎ ‎كارثة‎ ‎صحية‎ ‎خطيرة‎ ‎إذا‎ ‎ما‎ ‎استمرّت‎ ‎أعداد‎ ‎الإصابات‎ ‎بالكورونا‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎نفسه‎ ‎وواصلت‎ ‎مؤسسات‎ ‎الدولة‎ ‎الأمنية‎ ‎والمالية‎ ‎والحكومية‎ ‎تنصلها‎ ‎من‎ ‎مسؤولياتها‎. ‎ولفت‎ ‎المصدر‎ ‎النيابي‎ ‎الصحي‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ “‎أن‎ ‎عجز‎ ‎الدولة‎ ‎عن‎ ‎اتخاذ‎ ‎قرار‎ ‎بإقفال‎ ‎البلد‎ ‎لتخفيف‎ ‎الضغط‎ ‎عن‎ ‎القطاع‎ ‎الصحي‎ ‎وخفض‎ ‎عداد‎ ‎الإصابات‎ ‎يظهر‎ ‎بأن‎ ‎أصحاب‎ ‎المصالح‎ ‎والتجار‎ ‎والمال‎ ‎والأعمال‎ ‎أقوى‎ ‎من‎ ‎الدولة‎ ‎ومؤسساتها‎ ‎ومن‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎نفسها‎ ‎ولو‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎صحة‎ ‎وحياة‎ ‎المواطنين،‎ ‎مضيفاً‎ ‎حتى‎ ‎الإقفال‎ ‎بات‎ ‎غير‎ ‎مجدٍ‎ ‎بسبب‎ ‎عجز‎ ‎وتقصير‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎الإجراءات‎ ‎والتدابير‎ ‎بشكل‎ ‎جدي‎ ‎لضبط‎ ‎الوضع‎”.‎
ودعا‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎الإقفال‎ ‎التام‎ ‎للبلد‎ ‎لمدة‎ ‎أسبوعين‎ ‎مع‎ ‎رقابة‎ ‎وإجراءات‎ ‎مشددة‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎ثم‎ ‎تقييم‎ ‎النتائج‎ ‎وإذا‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎مشجعة‎ ‎وإيجابية‎ ‎يجب‎ ‎اتخاذ‎ ‎إجراءات‎ ‎أكثر‎ ‎صرامة‎.‎
وأبدى‎ ‎المصدر‎ ‎استغرابه‎ ‎إزاء‎ ‎رمي‎ ‎مسؤولية‎ ‎اتخاذ‎ ‎القرار‎ ‎على‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎تشكل‎ ‎بعد،‎ ‎متسائلاً‎ ‎ماذا‎ ‎لو‎ ‎لم‎ ‎تؤلف‎ ‎هل‎ ‎نأخذ‎ ‎البلد‎ ‎إلى‎ ‎كارثة‎ ‎صحية‎ ‎وهل‎ ‎يحتمل‎ ‎ذلك؟‎ ‎فالقضية‎ ‎إنسانيّة‎ ‎صحية‎ ‎ليست‎ ‎سياسية‎. ‎واستغرب‎ ‎كيف‎ ‎أن‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎عاجزة‎ ‎عن‎ ‎ضبط‎ ‎التفلت‎ ‎الاجتماعي‎ ‎والمخالفين‎ ‎في‎ ‎التجمعات‎ ‎الاجتماعية‎ ‎المختلفة‎ ‎وتستطيع‎ ‎إرسال‎ ‎سرية‎ ‎كاملة‎ ‎لضبط‎ ‎مخالفة‎ ‎بناء‎ ‎في‎ ‎أحد‎ ‎الجرود‎ ‎الجبلية‎!‎
كما‎ ‎كشف‎ ‎المصدر‎ ‎عن‎ ‎أزمة‎ ‎حادة‎ ‎في‎ ‎قطاع‎ ‎المستشفيات‎ ‎تنذر‎ ‎بالأسوأ‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎مع‎ ‎عجز‎ ‎الضمان‎ ‎الاجتماعي‎ ‎ووزارة‎ ‎الصحة‎ ‎والبلديات‎ ‎عن‎ ‎تسديد‎ ‎مستحقاتها‎ ‎للمستشفيات‎ ‎التي‎ ‎هدّدت‎ ‎بالإقفال‎ ‎التام‎ ‎والنهائي‎ ‎ما‎ ‎سيفاقم‎ ‎الوضع‎ ‎الصحي‎ ‎ويضعف‎ ‎قدرة‎ ‎صمود‎ ‎القطاع‎ ‎الاستشفائي‎ ‎والدوائي‎ ‎بمواجهة‎ ‎كورونا‎.‎
وفي سياق ذلك، داهمت دورية من مكتب شؤون المعلومات لدى المديرية العامة للأمن العام ‏محلاً للخضار في برج حمود يعمل فيه ثلاثة أشخاص من التابعيّة المصريّة وبنتيجة التفتيش تم ‏العثور على كمية كبيرة من انواع مختلفة من الأدوية الصالحة. وأُوقف المصريون الثلاثة بناءً ‏لإشارة النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان. وخُتم المحل بالشمع الأحمر وأُبلغت وزارة الصحة ‏بالأمر‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *