الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار : تأليف الحكومة: الاتصالات مقطوعة
الاخبار

الأخبار : تأليف الحكومة: الاتصالات مقطوعة

لا شيء محسوماً على صعيد تشكيل الحكومة. لا العدد ولا الحقائب ولا ‏الأسماء. كل ما يُحكى لا يعدو كونه سيناريوات افتراضية قابلة للتعديل، فيما ‏تزداد العقَد تشابكاً ومواقف القوى السياسية تصلّباً
أكدت مؤشرات الساعات الماضية في البلاد ما كانَ يُشاع لجهة أن تأليف الحكومة الجديدة يُراوح في دائرة التأزم، وأن ‏بيانات التفاؤل، التي تُطلَق بينَ الحين والآخر، ليسَت سوى نِتاج عدم اطّلاع المكوّنات السياسية على حقيقة المداولات، ‏فضلاً عن تخبّط رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بقراراته ووقوعه في شرك وعوده المتناقضة الى رئيس ‏الجمهورية والكتل، ما يُسعّر التطاحن على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء. هذا المسار الذي يتبعه الحريري كشف ‏باكراً أن المناخات الإيجابية التي جرى ضخّها في مسار التأليف مباشرةً بعدَ التكليف، وأوحت باحتمال ولادتها في ‏غضون أيام، كانَت مفتعلة، وأخفَت خلفها محاولات ليّ أذرع بين الحريري من جهة، ومن جهة أخرى بينَ الرئيس ‏ميشال عون ورئيس تكتّل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، وهو ما انسحَب على سير المداولات مع باقي الأفرقاء، ‏إذ إن عقدة واحدة من شأنها أن تُطيح أي اتفاق آخر، والتعديل في حقيبة أو اسم يتطلب تعديلاً على باقي الحقائب‎.

وبينما كانَ مُنتظراً أن يحطّ رئيس الحكومة المكلف أمس في قصر بعبدا، حاملاً معه تشكيلة “أولية”، لم يُسجّل ‏لقاء بينه وبينَ عون، ما يعكِس أزمة حقيقية، تُعيدها أوساط مطلعة على ملف التأليف إلى كيل الرئيس الحريري ‏بمكيالين. فما وصل إليه حالياً سببه “عدم التزام الأخير بوعود تقدّم بها الى عون”، فهو حين كانَ يزوره في الأيام ‏الماضية كانَ “يؤكّد لرئيس الجمهورية أنه مستعدّ للتعاون معه إلى أقصى الحدود، وأنه لن يمانع أي مطلب يريده، ‏لكن عون فوجئ بعد ذلِك بأن الحريري باتَ يضع فيتوات على أسماء يطرحها رئيس الجمهورية ويضع له ‏شروطاً، الى حدّ أن عون وفي جلساته باتَ يتهمه بالمراوغة‎”.

عقدة التمثيل المسيحي غير مرتبطة حصراً بحصة عون وشراكة التيار الوطني، بل تتعدى ذلك إلى إصرار ‏الحريري على الحصول على مقعد وزاري مسيحي، ما يعني أن حصة رئيس الجمهورية (والتيار الوطني الحر) ‏في الحكومة ستتراجع إلى 4 مقاعد في حكومة من 18 وزيراً (وزيران للمردة، وزير للقومي، وزير للطاشناق، ‏وزير للحريري). وهذه المعركة ليسَت وحدها ما يعرقل التأليف، في ضوء معارك جانبية. وأبدت مصادر معنية ‏بالتأليف استغرابها لجهة التضارب في المعلومات التي تخرج من بعبدا ووادي أبو جميل، وعلى لسان فريق كل من ‏رئيسَي الجمهورية والحكومة “فكلا الطرفين يقدّم أخباراً مغلوطة”، إذ في مقابل الحديث في “بيت الوسط” عن ‏اتفاق على حكومة من 18 وزيراً، تقول مصادر بعبدا إن رئيس الجمهورية “منفتح على هذا الخيار، لكنه لم يحسم ‏أمره بشأنه بعد”. وفي موازاة تأكيد “قبول الحريري بإعطاء عون وزارات العدل والدفاع والداخلية، ينفي مقربون ‏من رئيس الحكومة الأمر، كما ينفي هؤلاء قبوله بإعطاء وزارة الطاقة الى التيار الوطني”. وهذه الازدواجية ‏أثارت غضب عون “الذي وصله هذا الجو في وقت كانَ يبحث فيه باسم لوزير الداخلية‎”!‎

ومن العراقيل التي تعترِض مسار التأليف أيضاً، وفقَ مصادر سياسية هي “مطالبة تيار المردة بحقيبتين، إحداهما ‏وزارة الاتصالات”، وإصرار رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط “على وزارتَي الصحة والشؤون ‏الاجتماعية كما وعده الحريري”. وفيما علمت “الأخبار” أن “النائب طلال أرسلان يشتكي من الرئيس عون”، ‏معتبراً أنه “أطاح به خارج الحكومة”، تبيّن بأن الحريري “منقطع عن الجميع، فهو لا يتحدث الى حزب الله أو ‏حركة أمل، كما أنه يتهرّب من التواصل مع جنبلاط، إذ إن آخر اتصال جرى في هذا الصدد كان مع النائب وائل ‏أبو فاعور الخميس الماضي، حيث بادر الأخير الى الاتصال بالحريري”، كما أنه لم يتواصل مع “الخليلين” منذ ‏أكثر من عشرة أيام. وكانَ لافتاً، أمس، غياب أي اتصالات تذكر بشأن التأليف‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *