الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : التأليف يسير آخر خطواته بين الأفخاخ.. والترسيم ينطلق لبنانياً من عام 1920‏
الانباء

الأنباء : التأليف يسير آخر خطواته بين الأفخاخ.. والترسيم ينطلق لبنانياً من عام 1920‏

 الإرهاب المتلطي بالدين يضرب مجدداً في فرنسا التي ما اعتادت غير قيم الحرية والمساواة واحترام المعتقد، وقد ‏وجدت نفسها بين مطرقة الإرهاب وسندان النزعات القومية المتطرفة هي الأخرى. ومع تنديد معظم الدول العربية ‏والإسلامية بجريمة نيس، كان لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط نظرة لما يحدث من جرائم على الأرض ‏الفرنسية إذ دعا في معرض شجبه للجريمة الى التمييز بين الإرهابيين والإسلام، لتجنب الوقوع في فخ المتطرفين من ‏جميع الجهات الذين لا يهدفون إلا إلى إيقاظ بركان التطرف التي لا تؤدي إلا إلى الحرب‎.‎

وفيما انشغلت الساحة الدولية بهجمات الإرهابيين في نيس، خلا المشهد السياسي اللبناني في عطلة المولد النبوي من ‏أي جديد في موضوع تشكيل الحكومة ما عدا بعض التسريبات المنسوبة الى مصادر بعضها يريد نصب الكمائن ‏والأفخاخ السياسية‎.‎

مصادر بيت الوسط نقلت لـ “الأنباء” إرتياح الرئيس المكلف سعد الحريري للإتصالات التي يجريها مع الأطراف ‏السياسية لاسيما مع رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة الى ان اعلان تشكيل الحكومة أصبح قاب قوسين أو أدنى، ‏محددة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل موعدًا لإعلان ولادة الحكومة بعدما تم تذليل معظم العقد‎.‎

وكشفت المصادر أن الحريري سينقل إلى عون في الساعات الثماني والأربعين المقبلة مسودة أسماء الوزراء وهم في ‏غالبيتهم من الإختصاصيين الناجحين في أعمالهم والمشهود لهم بنظافة الكف وثقة الناس بهم، باعتبار انهم لا يشكلون ‏استفزازا لأحد. وأشارت مصادر بيت الوسط الى ان دائرة التباينات والاسماء والحقائب بين الرئيسين عون والحريري ‏أصبحت ضيقة جدا، متوقعة مفاجآت في إختيار الوزراء‎. ‎

بدورها أيضا مصادر متابعة لأجواء بعبدا نقلت لـ “الأنباء” إرتياح عون وفريقه السياسي للطريقة التي يعتمدها ‏الحريري في مقاربة الأمور بعيدا عن التشنج والإنفعالية. ورأت أنه لم يسجل عليه طيلة الأسبوع الفائت أي موقف ‏سلبي بخلاف المرات السابقة، وأنه يقابل السلبية والشروط بكثير من العقلانية والحكمة، وهذا ما عكس أجواء تفاؤلية ‏على مسار التأليف. ونفت المصادر علمها بوجود ضغوط تستهدف الرئيس المكلف، وأكدت أن عون وفريقه السياسي ‏والتيار الوطني الحر يتعاونون معه بكثير من الجدية والاهتمام وهم يسهّلون عملية التشكيل الى أقصى الحدود. ‏وأشارت المصادر الى ان موضوع الحقائب والاسماء لم ينته بعد، ولكنها على الأرجح أصبحت معروفة ولا تحتاج الى ‏نقاشات عميقة، مؤكدة على وحدة المعايير في الحقائب‎.‎

هذا وتحدثت مصادر عين التينة لـ “الأنباء” عن أجواء تفاؤلية، وأن ما لفت اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ما ‏زالت أصداؤه تتردد في كل الأروقة السياسية، ولفتت الى ان الثنائي الشيعي لا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في ‏عملية التأليف إلا بما يطلبه الرئيس المكلف، معتبرة ان مسألة التأليف أصبحت قريبة جدا. وأكدت المصادر أن الثنائي ‏لم يتوسط لأحد من حلفائه لا بخصوص المشاركة في الحكومة ولا بغيرها، وأن الرئيس المكلف مطلق الحرية لاختيار ‏من يشاء بدون أي ضغوط سياسية عليه‎.‎

أما على صعيد مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الجولة الثالثة لم تتمكن من تقليص ‏حجم الخلاف القائم، لأن المفاوض الإسرائيلي يريد أن ينطلق من الخط الأزرق أي بضم 860 ألف متر مربع من المياه ‏الإقليمية اللبنانية الى إسرائيل. أما المفاوض اللبناني فتقول المصادر انه يريد الانطلاق من رأس الناقورة واسترجاع ‏مسافة 32 مترا من البر تصل الى 2280 مترا مربعا، أي الى سكة الحديد والغرفة التي ما زالت قائمة الى اليوم وكانت ‏تستخدم لقطع التذاكر. وهو ما يدل على ان المفاوض اللبناني يتولى التفاوض بشكل دقيق مزودا بخرائط تعود الى العام ‏‏1920‏‎.‎

وفي هذا السياق، أشار الخبير القانوني بول مرقص لـ “الأنباء” إلى أنه من المبكر إعطاء تقييم لمسار التفاوض، ورأى ‏ان ما يحدث الآن أن كل وفد يحاول إبراز نقاط القوة التي ينطلق منها. وأكد أنه “بعدما ما سمعنا ما قدمه الوفد اللبناني ‏علينا بالمقابل معرفة ماذا قدم الفريق الآخر من طروحات”، واعتبر مرقص ان النتيجة بحاجة الى جولات من التفاوض ‏وتدخل الوسيط الأميركي لحسم النقاط الخلافية. وأكد مرقص أن من مصلحة لبنان التمسك بالنقاط الجغرافية البرية ‏وهي معالم تاريخية ثابتة منذ نحو مئة عام، وتمسك لبنان بالنقطة الموجودة في رأس الناقورة من شأنها أن توسع ‏المساحة البحرية‎.‎

صحيا، وبعد فشل كل الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة للحد من زيادة أعداد المصابين بوباء كورونا، دعا ‏رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عبر “الأنباء” الى الاقفال التام لمدة 15 يوما، وتكليف الجيش والقوى ‏الأمنية ضبط المخالفات وإرغام أصحابها على تطبيق إجراءات الوقاية بالقوة. معتبرا ان هذه الخطة هي الحل ودونها ‏التفشي أكثر فأكثر، مشيرا الى ان غالبية الدول الموبوءة تتخذ مثل هذا الإجراء عند الضرورة‎. ‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *