الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق الأوسط : الحريري يضع الخطوط العريضة للحكومة… وينطلق ‏بجولة جديدة من المشاورات جعجع يتحدث عن “إدارة سيئة” للتشكيل ولا يتوقع تغييراً جوهرياً
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط : الحريري يضع الخطوط العريضة للحكومة… وينطلق ‏بجولة جديدة من المشاورات جعجع يتحدث عن “إدارة سيئة” للتشكيل ولا يتوقع تغييراً جوهرياً

بدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أمس، جولة جديدة من ‏الاتصالات والمشاورات بعد أن وضع الخطوط العريضة للتشكيلة الحكومية ‏التي يفترض أن يعرضها على الرئيس اللبناني، خلال أيام، بعد الانتهاء من ‏مشاوراته مع الكتل السياسية، وسط أجواء إيجابية تتحدث عنها المعلومات، من ‏غير الإعلان عن التفاصيل التي يحيطها تكتم شديد‎.

ولم يحدث أي خرق يشوّش على الإيجابية التي أحاطت مساعي تشكيل الحكومة ‏في الأيام الماضية. وينكب الحريري في مهمته على بلورة هيكليّة الحكومة، أي ‏شكلها وعدد وزرائها وإلى من ستسند الحقائب، كما ذكرت تقارير محلية‎.

وتنطلق المشاورات من مبدأ المداورة بالحقائب من دون أن تطال وزارة المال ‏التي يتمسك بها “الثنائي الشيعي” من حصته، فيما تحدثت تقارير عن “نوايا ‏حسنة توصلت إليها الكتل السياسية في المرحلة الأولية سمحت بالحديث عن ‏أجواء إيجابية”، لافتة إلى “اتفاق على تعاون وشراكة مع الكتل النيابية للتوصل ‏إلى تشكيلة حكومية”. وأوضحت أن الحريري يعمل الآن على حلحلة المشاكل ‏التي برزت في السابق‎.
وجدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، مطالبته بتشكيل “حكومة ‏إنقاذية”، قائلا إن البلاد “باتت بحاجة إلى حكومة مستقلة تضع خطة إنقاذية ‏أساسها إعادة تكوين السلطة في مسار دستوري ديمقراطي سلمي وسليم‎”.‎
وقال: ” آن الأوان لتطبيق ما نص عليه الدستور في هذا الموضوع. الشعب في ‏حالة قلق وعوز ولا ثقة. فالمطلوب من الحكومة العتيدة التي يجب أن تكون ‏مميزة عن كل سابقاتها أن تضع خطة إنقاذية مالية اقتصادية اجتماعية‎”.

وشدد على ضرورة “تنسيق جهود الوزارات والنقابات المعنية لمكافحة جائحة ‏‏(كورونا)، وإجراء الإصلاحات الفورية لمواجهة كل من الأزمة المالية ‏والمصرفية والاقتصادية، وأزمة الكهرباء، وهدر المال العام، وتفشي الفساد، ‏واستقلالية القضاء. ومن بعدها العمل على إعادة تشكيل السلطة وفقا للدستور‎”.

وتأتي المساعي الحكومية في ظل انتقادات لمبدأ المحاصصة الطائفية والسياسية ‏للحقائب فيها، إذ تحدث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن “إدارة ‏سيّئة جدا في ظل هذا التأليف”، قائلا: “ما هو ظاهر لغاية الآن” يشي بأن الأمر ‏يعالج “كما كانت تجري العادة”. ورأى أن “المجموعة الحاكمة”، في إشارة ‏إلى “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” و”حركة أمل” و”تيار المستقبل”: ‏‏”لو أرادت الإنتاج لأنتجت العام الماضي وما قبله وقبله، عندما كان لبنان لديه ‏احتياطيات في البنك المركزي، ونتحدث هنا عن نحو 50 و60 مليار دولار. ‏إذن، هذه المجموعة ذاتها ستعيد تسمية الوزراء، ولو أن هؤلاء الوزراء ‏شخصيات جديدة يبقى القرار لدى المجموعة الحاكمة‎”.

وتساءل جعجع: “كيف سنأمل بجديد؟ جلّ ما يمكننا أن نأمل به أن تكون النتيجة ‏ذاتها، لكن قد يتمكنون من القيام ببعض العمليات التجميلية ليقولوا إننا نقوم ‏بالإصلاحات، لكن أحدا لن يعتبرها إصلاحات، كما لن تعطي مفعول إصلاحات ‏ولن تؤدي إلى أي نتيجة معيّنة‎”.

وأوضح أن “القوات ستمنح الثقة للحكومة الجديدة وفق المعيار الذي تنتهجه منذ ‏أكثر من 4 سنوات، وهو في الوقت الحاضر أن لا ثقة لدينا بكل صراحة ‏بالأحزاب الرئيسية المتمسكة بالسلطة على خلفية النتيجة التي وصل إليها البلد. ‏وهو ليس موقفا مسبقا، ولدينا علاقة ودّية لا عدائية مع أكثريتهم، لكن النتيجة ‏التي وصل إليها البلد تدل على أن طريقة التصرف هذه تخرب لبنان‎”.

وفيما يخص ربط النزاع بين الحريري و”حزب الله” حول السلاح، رأى جعجع ‏في حديث إذاعي أنه “على المستوى الاستراتيجي، قد تنفع الخطوة، بمعنى أن ‏وضع البلد الاقتصادي والمالي كما هو حاليا لا يسمح بالدخول في مائة مشكلة ‏ومشكلة، لكن على المستويين الاقتصادي والمالي لا يمكن استبعاد هذا العامل ‏المسمى سلاح (حزب الله) لأسباب مباشرة”. وسأل: “هل يمكن بوجود هذا ‏السلاح بتّ مسألة المعابر غير الشرعية التي تكلّف وحدها لبنان بين مائة و50 ‏مليون دولار وثلاثمائة مليون دولار؟ وهذا السلاح يحتاج إلى موارد وهذه ‏الأخيرة غير شرعية، فمن أين هذه الموارد؟ هي جزء من الفساد الموجود في ‏الدولة ومحيطها‎”.

واعتبر أن “النقطة الأهم هي أن (حزب الله) ومن أجل المحافظة على سلاحه، ‏أقام تحالفات في الداخل مع أحزاب وقيادات قبلت بهذا السلاح، مقابل مساعدة ‏الحزب لهم في السلطة، وهؤلاء من يقومون بالفساد في الوقت الحاضر‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *