الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : احترام توازن الرئاسات وحكومة يسمّيها ‏رئيسها يُسقط الطائف وسلطة مجلس ‏الوزراء / هل قرأ الحريري خطأً انطلاق ‏التفاوض أم انتبه لسقوط “لا تفاوض في ‏ظل السلاح”؟ الحريري يلتقي عون وبرّي اليوم… وشينكر يبدأ التحضير لإطلاق مفاوضات ‏الترسيم
flag-big

البناء : احترام توازن الرئاسات وحكومة يسمّيها ‏رئيسها يُسقط الطائف وسلطة مجلس ‏الوزراء / هل قرأ الحريري خطأً انطلاق ‏التفاوض أم انتبه لسقوط “لا تفاوض في ‏ظل السلاح”؟ الحريري يلتقي عون وبرّي اليوم… وشينكر يبدأ التحضير لإطلاق مفاوضات ‏الترسيم

يبدأ‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎جولة‎ ‎المشاورات‎ ‎التمهيدية‎ ‎لتسميته‎ ‎رئيساً‎ ‎مكلفاً‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎ ‎اليوم،‎ ‎بالتزامن‎ ‎مع‎ ‎وصول‎ ‎معاون‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎ديفيد‎ ‎شينكر‎ ‎إلى‎ ‎بيروت‎ ‎تحضيراً‎ ‎لافتتاح‎ ‎التفاوض‎ ‎غير‎ ‎المباشر‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎يوم‎ ‎الأربعاء‎. ‎وفيما‎ ‎يبدأ‎ ‎الحريري،‎ ‎كما‎ ‎توقعت‎ ‎البناء‎ ‎من‎ ‎لقاء‎ ‎الاثنين‎ ‎في‎ ‎بعبدا،‎ ‎تقول‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎سيسمع‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تذكيراً‎ ‎بحصيلة‎ ‎المشاورات‎ ‎التي‎ ‎أجراها‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎خلال‎ ‎فترة‎ ‎تعثر‎ ‎تأليف‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎لحكومته‎ ‎قبل‎ ‎اعتذاره‎ ‎بأيام،‎ ‎والتي‎ ‎انتهت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎ترفض‎ ‎أن‎ ‎يقوم‎ ‎أحد‎ ‎بالنيابة‎ ‎عنها‎ ‎بتسمية‎ ‎مَن‎ ‎يمثلها‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎وأن‎ ‎الأرجحية‎ ‎لحكومة‎ ‎حجمها‎ ‎يتراوح‎ ‎بين‎ 18 ‎و‎20 ‎وزيراً،‎ ‎وأن‎ ‎الكتل‎ ‎مجمعة‎ ‎على‎ ‎دعم‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية،‎ ‎وأن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎سينتظر‎ ‎نتائج‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎لمعرفة‎ ‎مدى‎ ‎نجاح‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎مشاوراته‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎. ‎أما‎ ‎في‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎فسيسمع‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎وفقا‎ ‎للمصادر‎ ‎ذاتها،‎ ‎سؤالاً‎ ‎من‎ ‎نوع‎ ‎آخر‎ ‎حول‎ ‎سبب‎ ‎كلامه‎ ‎المؤذي‎ ‎والمهين‎ ‎عن‎ ‎تراجع‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎عن‎ ‎موقفه‎ ‎في‎ ‎التفاوض‎ ‎حول‎ ‎الترسيم‎ ‎تحت‎ ‎تأثير‎ ‎العقوبات،‎ ‎مطالباً‎ ‎الحريري‎ ‎بالجواب‎ ‎عما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎هناك‎ ‎فارق‎ ‎بين‎ ‎ما‎ ‎سبق‎ ‎وأطلعه‎ ‎بري‎ ‎عليه‎ ‎من‎ ‎حصيلة‎ ‎للتفاوض‎ ‎مع‎ ‎الأميركي،‎ ‎وفقاً‎ ‎للبيان‎ ‎النهائي‎ ‎في‎ ‎شهر‎ ‎تموز‎ ‎الماضي‎ ‎قبل‎ ‎العقوبات،‎ ‎وبين‎ ‎النص‎ ‎الذي‎ ‎أعلن،‎ ‎والذي‎ ‎ربطه‎ ‎الحريري‎ ‎بالعقوبات،‎ ‎فجاء‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎مصدر‎ ‎ربح‎ ‎مجاني‎ ‎للمفاوض‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎بداعي‎ ‎الكيد‎ ‎السياسي‎ ‎الداخلي،‎ ‎بينما‎ ‎كان‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎كطرف‎ ‎في‎ ‎خلاف‎ ‎سياسي‎ ‎داخلي‎ ‎أن‎ ‎يدعم‎ ‎المفاوض‎ ‎اللبناني‎ ‎بأن‎ ‎يشهد‎ ‎للرئيس‎ ‎بري‎ ‎صلابته‎ ‎وثباته‎ ‎وفوزه‎ ‎بإطار‎ ‎تفاوضي‎ ‎يحمي‎ ‎المصلحة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وأن‎ ‎يسجل‎ ‎معنى‎ ‎القبول‎ ‎الأميركي‎ ‎والإسرائيلي‎ ‎بالتفاوض‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎السلاح،‎ ‎والتسليم‎ ‎باستحالة‎ ‎الانتظار‎ ‎الاقتصادي‎ ‎حتى‎ ‎إنهاء‎ ‎أمر‎ ‎السلاح،‎ ‎بعدما‎ ‎فشلت‎ ‎محاولات‎ ‎تطويقه،‎ ‎ومحاصرته‎ ‎داخلياً‎ ‎وخارجياً،‎ ‎بحيث‎ ‎شكل‎ ‎هذا‎ ‎التسليم‎ ‎الأميركي‎ ‎مدخلاً‎ ‎للفرصة‎ ‎التي‎ ‎يريد‎ ‎الحريري‎ ‎الاستثمار‎ ‎عليها‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎.‎

الحصيلة‎ ‎التي‎ ‎ستنتهي‎ ‎إليها‎ ‎مشاورات‎ ‎الحريري‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎غامضة،‎ ‎وفقاً‎ ‎للحدود‎ ‎التي‎ ‎سيبلغها‎ ‎في‎ ‎التراجع‎ ‎عن‎ ‎إمكانية‎ ‎الجمع‎ ‎بين‎ ‎طلب‎ ‎تحقيق‎ ‎التوازن‎ ‎بين‎ ‎الرئاسات،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎قاله‎ ‎الحريري‎ ‎عن‎ ‎وضع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎رئيسي‎ ‎الجمهورية‎ ‎ومجلس‎ ‎النواب،‎ ‎وهذا‎ ‎صحيح،‎ ‎وبين‎ ‎حكومة‎ ‎يسمّي‎ ‎وزراءها‎ ‎رئيسها،‎ ‎تحت‎ ‎شعار‎ ‎مستقلين‎ ‎واختصاصيين،‎ ‎لأن‎ ‎هذا‎ ‎يعني‎ ‎تحويل‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎إلى‎ ‎مجلس‎ ‎مدراء‎ ‎عامين‎ ‎وليس‎ ‎إلى‎ ‎سلطة‎ ‎سياسية‎ ‎عليا،‎ ‎تدير‎ ‎البلاد‎ ‎وفقاً‎ ‎لما‎ ‎جاء‎ ‎به‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف،‎ ‎وإسقاط‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎كسلطة‎ ‎هو‎ ‎إسقاط‎ ‎للطائف،‎ ‎ومثل‎ ‎التوازن‎ ‎بين‎ ‎الرئاسات‎ ‎الذي‎ ‎أقامه‎ ‎الطائف،‎ ‎هناك‎ ‎توازن‎ ‎بين‎ ‎رئيسي‎ ‎الجمهورية‎ ‎والحكومة‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎والوزراء‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎موازية،‎ ‎هو‎ ‎أهم‎ ‎إنجازات‎ ‎الطائف،‎ ‎وإطاحة‎ ‎هذا‎ ‎التوازن‎ ‎ستعني‎ ‎عملياً‎ ‎استعادة‎ ‎نظام‎ ‎الترويكا،‎ ‎حيث‎ ‎يتولّى‎ ‎الرؤساء‎ ‎الثلاثة‎ ‎رسم‎ ‎سياسة‎ ‎الدولة،‎ ‎بالتشاور‎ ‎والتوافق،‎ ‎من‎ ‎خارج‎ ‎الدستور‎ ‎وخلافاً‎ ‎لنصوصه،‎ ‎ويتحوّل‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎إلى‎ ‎مجلس‎ ‎مدراء‎ ‎تنفيذي‎ ‎للقرارات،‎ ‎إلا‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎الحريري‎ ‎يسعى‎ ‎لفرض‎ ‎عُرف‎ ‎جديد‎ ‎يقوم‎ ‎على‎ ‎إحياء‎ ‎صيغة‎ ‎الـ‎43 ‎مع‎ ‎استبدال‎ ‎نقل‎ ‎صلاحيّات‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎إلى‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎بنقلها‎ ‎الى‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎وهذا‎ ‎تغيير‎ ‎جوهري‎ ‎في‎ ‎النظام‎ ‎وتوازنات‎ ‎الطائف‎.‎

التساؤل‎ ‎الذي‎ ‎يواجه‎ ‎الحريري‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎الذي‎ ‎يستثمر‎ ‎في‎ ‎معاناة‎ ‎الناس‎ ‎وفرص‎ ‎الإنقاذ‎ ‎والمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لتحقيق‎ ‎مكاسب‎ ‎سياسية،‎ ‎من‎ ‎يدعو‎ ‎لشراكة‎ ‎تضمن‎ ‎تحقيق‎ ‎أوسع‎ ‎تغطية‎ ‎للقرارات‎ ‎الإصلاحية،‎ ‎أم‎ ‎مَن‎ ‎يحاول‎ ‎إلغاء‎ ‎الشراكة‎ ‎لتحقيق‎ ‎الاستفراد‎ ‎بقوة‎ ‎التهويل‎ ‎بالانهيار؟

الحريري‎ ‎يبدأ‎ ‎جولة‎ ‎مشاورات‎ ‎جديدة
بقيت‎ ‎مبادرة‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎محور‎ ‎الحركة‎ ‎السياسيّة‎ ‎وسط‎ ‎جولة‎ ‎اتصالات‎ ‎يقودها‎ ‎الحريري‎ ‎مع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎يواكبها‎ ‎بسلسة‎ ‎زيارات‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎وعين‎ ‎التينة‎ ‎لوضع‎ ‎مبادرته‎ ‎قيد‎ ‎التشاور‎ ‎مع‎ ‎الرئيسين‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ونبيه‎ ‎بري‎ ‎قبيل‎ ‎أيام‎ ‎قليلة‎ ‎على‎ ‎موعد‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎الملزمة‎.‎
ويزور‎ ‎الحريري‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎قبل‎ ‎ظهر‎ ‎اليوم‎ ‎بعدما‎ ‎اتصل‎ ‎به‎ ‎امس‎ ‎الاول،‎ ‎ثم‎ ‎يلتقي‎ ‎عصراً‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎وفق‎ ‎ما‎ ‎اتفقا‎ ‎خلال‎ ‎اتصاله‎ ‎بينهما‎.‎
واستبق‎ ‎الحريري‎ ‎الزيارتين‎ ‎بلقاء‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎مساء‎ ‎أمس،‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎الاعلام‎ ‎لاطلاعهم‎ ‎على‎ ‎اتصالاته‎ ‎المرتقبة‎ ‎ابتداء‎ ‎من‎ ‎اليوم‎.‎

بيت‎ ‎الوسط
وبحسب‎ ‎مصادر‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎فإن‎ ‎توجهات‎ ‎الحريري‎ ‎متصلة‎ ‎تجاه‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎إنقاذ‎ ‎الوضع‎ ‎الراهن‎ ‎والذي‎ ‎يمكن‎ ‎وصفه‎ ‎بالكارثي‎ ‎وبالتالي‎ ‎فهو‎ ‎سيوسّع‎ ‎مروحة‎ ‎اتصالاته‎ ‎ولقاءاته‎ ‎التي‎ ‎لن‎ ‎تقتصر‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎وبري‎ ‎ليُبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه،‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎مبادرته‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎إنقاذ‎ ‎ما‎ ‎يمكن‎ ‎إنقاذه‎ ‎من‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎والشروع‎ ‎نحو‎ ‎الإصلاحات‎ ‎مع‎ ‎تشديد‎ ‎المصادر‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎سوف‎ ‎يحدّد‎ ‎طرحه‎ ‎القديم‎ ‎الجديد‎ ‎بتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوقراط،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎الأجواء‎ ‎الفرنسية‎ ‎تشير‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎وفق‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎السفيرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎الجديدة‎ ‎ستبلغ‎ ‎الأسبوع‎ ‎المقبل‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيّين‎ ‎بتفاصيل‎ ‎النسخة‎ ‎الجديدة‎ ‎من‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎.‎

عين‎ ‎التينة
في‎ ‎المقابل‎ ‎يُصرّ‎ ‎ثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوسياسية‎ ‎لمواجهة‎ ‎التحديات‎ ‎القائمة‎ ‎اقتصادياً‎ ‎واجتماعياً‎ ‎والمستجدة‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎ملف‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎. ‎كما‎ ‎علمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎برّي‎ ‎متمسك‎ ‎بطلبه‎ ‎السابق‎ ‎بأن‎ ‎تبقى‎ ‎وزارة‎ ‎المال‎ ‎بيد‎ ‎الطائفة‎ ‎الشيعيّة‎ ‎وأن‎ ‎يسمّيه‎ ‎أيضاً‎. ‎وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎لا‎ ‎علاقة‎ ‎له‎ ‎بشخصيّة‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎بل‎ ‎أمر‎ ‎مبدئي‎. ‎وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الاتصالات‎ ‎مستمرة‎ ‎بين‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎لتحديد‎ ‎موقفها‎ ‎من‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎والرئيس‎ ‎بري‎ ‎مستعدّ‎ ‎للتعاون‎ ‎مع‎ ‎الحريري‎ ‎لتسهيل‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎الحكومة‎ ‎تكليفاً‎ ‎وتأليفاً‎ ‎لكن‎ ‎المشاورات‎ ‎لا‎ ‎زالت‎ ‎في‎ ‎بداياتها‎ ‎ولم‎ ‎تُحسَم‎ ‎رغم‎ ‎المناخ‎ ‎الإيجابي‎ ‎الذي‎ ‎ظهر‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎القليلة‎ ‎الماضية،‎ ‎لكن‎ ‎المصادر‎ ‎تلفت‎ ‎الى‎ ‎أننا‎ ‎لن‎ ‎نقبل‎ ‎أن‎ ‎نوقع‎ ‎شيكاً‎ ‎على‎ ‎بياض،‎ ‎ولذلك‎ ‎الأمور‎ ‎متوقفة‎ ‎على‎ ‎المفاوضات‎ ‎مع‎ ‎الحريري‎ ‎ورؤيته‎ ‎لشكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وبرنامج‎ ‎عملها‎ ‎ليبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎.‎

التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر
أما‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎فرأت‎ ‎أن‎ ‎طرح‎ ‎الحريري‎ ‎لحكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎غير‎ ‎ذي‎ ‎جدوى‎ ‎وهذا‎ ‎سوف‎ ‎يعني‎ ‎تمديداً‎ ‎للأزمة‎ ‎مع‎ ‎إشارة‎ ‎المصادر‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الأجواء‎ ‎حتى‎ ‎الساعة‎ ‎داخل‎ ‎التيار‎ ‎تقول‎ ‎إن‎ ‎طرحاً‎ ‎كهذا‎ ‎من‎ ‎شأنه‎ ‎أن‎ ‎يدفع‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎لعدم‎ ‎المشاركة‎ ‎وعدم‎ ‎التسمية‎ ‎أيضاً،‎ ‎وبالتالي‎ ‎على‎ ‎الحريري‎ ‎أن‎ ‎يُعيد‎ ‎تصويب‎ ‎بوصلته‎ ‎صحيحاً‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ينوي‎ ‎حقيقة‎ ‎إبداء‎ ‎التعاون‎ ‎المنشود‎.‎
وعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎سيُصرّ‎ ‎خلال‎ ‎مفاوضاته‎ ‎مع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎على‎ ‎طرحه‎ ‎بحكومة‎ ‎تكنوقراط‎ ‎واختصاصيّين‎ ‎لمهمة‎ ‎محددة‎ ‎ومدة‎ ‎زمنية‎ ‎محددة‎.‎

وأكدت‎ ‎أوساط‎ ‎أخرى‎ ‎مطلعة‎ ‎في‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎أن‎ ‎التيار‎ “‎لم‎ ‎ولن‎ ‎يعمل‎ ‎على‎ ‎طرح‎ ‎أي‎ ‎مرشح‎ ‎لتولي‎ ‎منصب‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة‎ ‎لا‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎ولا‎ ‎مع‎ ‎الخارج‎ ‎وأنه‎ ‎يتابع‎ ‎بإيجابية‎ ‎كل‎ ‎المشاورات‎ ‎التي‎ ‎تدور‎ ‎للوصول‎ ‎الى‎ ‎صيغة‎ ‎تلبي‎ ‎مطالب‎ ‎الناس‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎الذين‎ ‎يريدون‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎الإنقاذ‎”‎،‎ ‎ورأى‎ ‎أن‎ “‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تلقى‎ ‎كل‎ ‎التجاوب‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎الأطراف،‎ ‎لأنها‎ ‎الوحيدة‎ ‎الجدية‎ ‎والصادقة‎ ‎والتي‎ ‎تحاكي‎ ‎الواقع‎ ‎اللبناني‎”. ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎لبنان‎ ‎يستحق‎ ‎التضحيات‎ ‎ونحن‎ ‎أول‎ ‎مَن‎ ‎يُضحّي‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎لبنان‎ ‎على‎ ‎ألا‎ ‎نكون‎ ‎وحدنا‎ ‎مَن‎ ‎يضحي‎”.‎

القوات
إلى‎ ‎ذلك‎ ‎يجتمع‎ ‎تكتل‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎بعد‎ ‎غد‎ ‎الأربعاء‎ ‎لاتخاذ‎ ‎الموقف‎ ‎المناسب‎ ‎من‎ ‎التكليف،‎ ‎وبانتظار‎ ‎القرار‎ ‎النهائي‎ ‎للقوات،‎ ‎فإن‎ ‎الاتصالات‎ ‎والمشاورات‎ ‎ستكون‎ ‎مفتوحة‎ ‎حتى‎ ‎يوم‎ ‎الاربعاء‎ ‎مع‎ ‎تأكيد‎ ‎مصادر‎ ‎القوات‎ ‎أن‎ ‎موقفها‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎على‎ ‎حاله‎ ‎ولن‎ ‎يتبدل‎ ‎تجاه‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مستقلة‎ ‎من‎ ‎اختصاصيين‎ ‎بعيدة‎ ‎كل‎ ‎البعد‎ ‎عن‎ ‎الطبقة‎ ‎السياسية‎. ‎ولا‎ ‎تعلق‎ ‎المصادر‎ ‎على‎ ‎حراك‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎يبدأ‎ ‎اليوم،‎ ‎مؤكدة‎ ‎أن‎ ‎رؤيتها‎ ‎للحل‎ ‎واضحة‎ ‎ولا‎ ‎لبس‎ ‎فيها‎.‎

اللقاء‎ ‎الديموقراطيّ
كما‎ ‎يعقد‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎اجتماعاً‎ ‎خلال‎ ‎اليومين‎ ‎المقبلين‎ ‎لدرس‎ ‎الموقف‎ ‎من‎ ‎الاستشارات‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎جوانبه‎ ‎ليُبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه،‎ ‎مع‎ ‎ترجيح‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎أن‎ ‎تحصل‎ ‎اتصالات‎ ‎بين‎ ‎الاشتراكي‎ ‎والحريري‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎المقبلة‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎يحدد‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎موقفه‎ ‎من‎ ‎الاستشارات‎.‎

وفيما‎ ‎تضاربت‎ ‎المعطيات‎ ‎حول‎ ‎حصول‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎تغطية‎ ‎خارجيّة‎ ‎أميركية‎ ‎سعودية‎ ‎لمبادرته،‎ ‎أشارت‎ ‎مصادر‎ ‎أخرى‎ ‎في‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎الى‎ ‎أننا‎ ‎لا‎ ‎نرى‎ ‎اي‎ ‎تغيّر‎ ‎اقليمي‎ ‎لناحية‎ ‎دعم‎ ‎ترشيح‎ ‎الحريري‎ ‎ومنطق‎ ‎الأمور‎ ‎يقول‎ ‎بضرورة‎ ‎وجود‎ ‎رعاية‎ ‎أميركية‎ ‎إيرانية‎. ‎لكن‎ ‎مصادر‎ ‎أخرى‎ ‎في‎ ‎فريق‎ ‎‏?‏‎ ‎آذار‎ ‎تشير‎ ‎الى‎ ‎مؤشرات‎ ‎إفليمية‎ ‎دولية‎ ‎تقف‎ ‎خلف‎ ‎تحرك‎ ‎الحريري‎ ‎الجديد‎. ‎فيما‎ ‎اكدت‎ ‎مصادر‎ ‎البناء‎ ‎ان‎ ‎المشاورات‎ ‎ستتركز‎ ‎على‎ ‎خطي‎ ‎بعبدا‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ومن‎ ‎جهة‎ ‎ثانية‎ ‎خط‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎لتدوير‎ ‎الزوايا‎ ‎وتذليل‎ ‎العقد‎ ‎التي‎ ‎واجهت‎ ‎السفير‎ ‎مصطفى‎ ‎اديب‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وعدد‎ ‎وزرائها‎ ‎ومهمتها‎ ‎ومن‎ ‎يسمّي‎ ‎الوزراء‎ ‎ودور‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الإطار،‎ ‎لكي‎ ‎تضمن‎ ‎اي‎ ‎حكومة‎ ‎الثقة‎ ‎النيابية‎ ‎في‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎.‎

الفرزلي
وأكد‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎ايلي‎ ‎فرزلي‎ ‎ان‎ “‎هناك‎ ‎‏??‏‎ ‎نائباً‎ ‎مسيحيّاً‎ ‎خارج‎ ‎الأحزاب‎ ‎ومعيار‎ ‎الميثاقيّة‎ ‎في‎ ‎تسمية‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎غير‎ ‎محصور‎ ‎بالأحزاب‎”.‎
وتابع‎ ‎الفرزلي‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎ “‎لا‎ ‎أنصح‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎في‎ ‎موقع‎ ‎الناصح‎ ‎للجميع‎ ‎وأدرك‎ ‎أنّه‎ ‎حريص‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎كل‎ ‎طائفة‎ ‎ممثّلة‎ ‎في‎ ‎الحكم‎ ‎كما‎ ‎يجب‎”.‎
وأضاف‎: ‎‎”‎نصحت‎ ‎باسيل‎ ‎منذ‎ ‎سنة‎ ‎بتأييد‎ ‎الحريري،‎ ‎فالربط‎ ‎مع‎ ‎المكوّن‎ ‎السنّي‎ ‎أساسي‎”. ‎وشدد‎ ‎الفرزلي‎ ‎على‎ ‎انه‎ “‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يُكلف‎ ‎الحريري‎ ‎يوم‎ ‎الخميس‎ ‎وأي‎ ‎تخلف‎ ‎من‎ ‎قبله‎ ‎يتحمّل‎ ‎هو‎ ‎مسؤوليته‎”.‎

الراعي
وأشار‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎بشارة‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎عظة‎ ‎الاحد‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎قلقنا‎ ‎يتعاظمُ‎ ‎إذا‎ ‎تعثَّر‎ ‎تكليف‎ ‎شخصيّة‎ ‎لرئاسةِ‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎إذا‎ ‎تعثّر‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذيّة،‎ ‎غير‎ ‎سياسيّة،‎ ‎وتكنوقراطيّة،‎ ‎تتمكّن‎ ‎من‎ ‎المباشرةِ‎ ‎بالإصلاحاتِ‎ ‎في‎ ‎البُنى‎ ‎والقطاعات،‎ ‎وفقًا‎ ‎لتوصيات‎ ‎مؤتمر‎ ‎سيدر‎”.‎
وأكّد‎ ‎أنّ‎ ‎ضمانة‎ ‎نجاح‎ ‎التأليف‎ ‎هي‎ ‎العزم‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الجميع‎ ‎على‎ ‎تجنّب‎ ‎التسويف،‎ ‎ووضع‎ ‎الشروط،‎ ‎وافتعال‎ ‎العقد‎ ‎غير‎ ‎الدستوريّة‎ ‎وغير‎ ‎الميثاقيّة،‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎قضم‎ ‎الدولة‎ ‎وإبقاء‎ ‎مصير‎ ‎لبنان‎ ‎مرهونًا‎ ‎بصراعات‎ ‎المنطقة‎ ‎واستحقاقاتها‎ ‎الّتي‎ ‎لا‎ ‎تنتهي،‎ ‎معتبرًا‎ ‎أنّ‎ ‎هذه‎ ‎مشكلة‎ ‎وطنيّة‎ ‎خطيرة‎ ‎عندنا‎ ‎لا‎ ‎حدَّ‎ ‎لها‎ ‎إلّا‎ ‎باعتماد‎ ‎نظام‎ ‎الحياد‎ ‎الناشط‎ ‎الّذي‎ ‎يعيد‎ ‎للبنان‎ ‎هوّيته،‎ ‎ومكانته،‎ ‎ودوره‎ ‎الحضاريّ‎ ‎في‎ ‎سبيل‎ ‎السلام‎ ‎والاستقرار‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎وفي‎ ‎المنطقة‎.‎
وشدّد‎ ‎الراعي‎ ‎على‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يحقّ‎ ‎لأيّ‎ ‎فريق‎ ‎أن‎ ‎يتخطّى‎ ‎الدستور،‎ ‎ولآخر‎ ‎أن‎ ‎يتنازل‎ ‎عنه،‎ ‎ولآخر‎ ‎أن‎ ‎يشوّه‎ ‎النظام‎ ‎الديمقراطيّ‎.‎

كورونا
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر‎ ‎ومع‎ ‎ارتفاع‎ ‎عدد‎ ‎البلدات‎ ‎التي‎ ‎ستُقفِل‎ ‎اعتبارًا‎ ‎من‎ ‎اليوم‎ ‎إلى‎ 169 ‎بلدة،‎ ‎استمر‎ ‎عدد‎ ‎إصابات‎ ‎كورونا‎ ‎بالارتفاع،‎ ‎واعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 1010 ‎اصابات‎ ‎جديدة‎ ‎بكورونا‎ ‎و‎4 ‎حالات‎ ‎وفاة‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎24 ‎الماضية‎. ‎في‎ ‎حين‎ ‎بدأ‎ ‎الهلع‎ ‎يصيب‎ ‎اللبنانيين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎استثناء‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تمهيد‎ ‎المعنيين‎ ‎إلى‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎الدواء‎ ‎والمحروقات‎ ‎والمواد‎ ‎الأساسيّة‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎دفع‎ ‎بالمواطنين‎ ‎إلى‎ ‎المسارعة‎ ‎إلى‎ ‎شراء‎ ‎الدواء‎ ‎بكميات‎ ‎كبيرة‎ ‎من‎ ‎الصيدليات‎ ‎التي‎ ‎بدأت‎ ‎تعاني‎ ‎نقصاً‎ ‎من‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الأدوية‎ ‎التي‎ ‎باتت‎ ‎مقطوعة‎. ‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎بدا‎ ‎لافتاً‎ ‎ما‎ ‎أعلنه‎ ‎نقيب‎ ‎الصيادلة‎ ‎لجهة‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎أدوية‎ ‎مخزنة‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎ما‎ ‎وكان‎ ‎أصحاب‎ ‎شركات‎ ‎الدواء‎ ‎ينتظرون‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎للاستفادة‎ ‎منها‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *