الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: الحريري يصارح اللبنانيين:المبادرة الفرنسية آخر فرصة للإنقاذ أنا وكل الذين حكموا منذ 16 عاما مسؤولون عن الانهيار
الشرق

الشرق: الحريري يصارح اللبنانيين:المبادرة الفرنسية آخر فرصة للإنقاذ أنا وكل الذين حكموا منذ 16 عاما مسؤولون عن الانهيار

لا يوجد في لبنان رجل سياسي يستطيع أن يكون صريحاً بصراحة الرئيس سعد الحريري. لا أقول هذا الكلام لأني أحب الرئيس سعد، بل أقوله بعدما استمعت كما استمع أكثرية الشعب اللبناني.

صراحة ليس لها مثيل فلم يحاول أن يخفي أية معلومة، كما كان متصالحاً مع نفسه إذ قال الأشياء كلها كما هي من دون مواربة.

وهنا بعض المحطات في حديث الرئيس الحريري:
أولاً: لا يرى الرئيس أية فرصة لإنقاذ البلد إلاّ بالمبادرة الفرنسية. قال هذا الكلام بثقة كبيرة وأوضح نقاطاً عدّة.

ثانياً: سؤال حول مسؤوليته في انتخاب الرئيس ميشال عون.. هنا كان لا بد للرئيس الحريري من قول الحقيقة هي أنّ “تفاق معراب” بين الرئيس عون والدكتور جعجع، كان الدافع له ليعمل على انتخاب عون. هذه النقطة مهمة جداً لأنّ كثيراً من الناس يعتبرون الرئيس سعد مسؤولاً عن انتخاب عون.

ثالثاً: كان من الضروري أن يوضح من هو المسؤول عن التعطيل، في عمل حكومته… قالها بكل صراحة ان الخلاف بين “القوات” وبين جبران باسيل هو الذي عطل أي نجاح للحكومة.

رابعاً: تعطيل فرصة إنقاذ الاقتصاد من خلال “سيدر”. هذا الدعم الذي استطاع سعد الحريري أن يحققه بقيمة 11 مليار دولار لدعم المشاريع. والأهم هو أن يكون هناك إصلاح. فكان أهم بند من بنود الإصلاح هو في قطاع الكهرباء. وهنا فإنّ المطلوب تعيين مجلس إدارة للكهرباء. لكن خلاف “القوات” و”التيار” عطل التعيينات وبالتالي عطل الحصول على الـ11 ملياراً.
تصوّروا لو حصلنا على الـ11 مليار دولار منذ أكثر من سنة.. أين كنا وأين أصبحنا؟

خامساً: تحدّث الرئيس عن شرب كأس السم بموافقته على إعطاء الطائفة الشيعية ولمرّة واحدة فقط وزارة المالية، وأعلن أنّ هذا التنازل ليس تنازلاً بل هو تضحية، فهناك فرق كبير بين التنازل وبين التضحية. فالتضحية من أجل إنقاذ البلد والوطن ليست تنازلاً، انها تضحية، وعلى كل مسؤول عنده ضمير أن يقدمها.

سادساً: فشل حكومة حسان دياب، فهي مسؤولة عن الإنهيار. لأنّ القرار الذي اتخذته الحكومة بالنسبة لعدم دفع اليورو بوند، هو الذي أدّى الى الإنهيار المالي وهو وضع لبنان لأول مرة في التاريخ كبلد فاشل وبلد “مفلس”.
هذا كلام خطير، لكنه حقيقي، لأنّ العلاقات المالية بين البنوك اللبنانية وبين بنوك العالم أنتجت وللأسف الشديد أسوأ علاقات ما ترك انعكاسات سيّئة وأصبحت البنوك اللبنانية غير قادرة على فتح أي اعتماد.

سابعاً: شعرت بخيبة أمل عندما تحدث عن الحلفاء، وهنا أعني وليد جنبلاط وسمير جعجع وجبران باسيل، وتذكرت قول أحد الصحافيين الاميركيين في مجلة “التايمز”، عندما وقع خلاف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل حول إنزال العلم اللبناني وموجهاً كلامه للرئيس حافظ الأسد “من كان عنده مثل هكذا حلفاء فهو ليس بحاجة الى أعداء”.
وهذا يعطي فكرة أنّ المسؤولين، أو الأدق، ان الزعماء اللبنانيين عندهم مشكلة مع الوفاء. وهنا أتذكر القول الانكليزي: لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصلحة دائمة، والظاهر اننا نفضل المصالح على أي صداقة أو اتفاق.

ثامناً: عن موضوع سلاح “حزب الله” قال بصراحة، إنّ لا أحد اليوم يريد أن يتحدث عن سلاح “حزب الله”. الأهم في كلام دولته ان مشكلة “حزب الله” هي مشكلة دولية ولا يمكن حلّها إلاّ دولياً، وهذه أول مرة يقولها مسؤول كبير بهذه الصراحة، ولكنه قال الحقيقة كما هي، وهنا أيضاً حمّل مسؤولية العقوبات التي تفرض على الشعب اللبناني الى “حزب الله”، مؤكداً ان على الحزب أن يرعى مصالح الشعب اللبناني، لأنه من غير المقبول أن لا يكترث بمصالح الشعب اللبناني الذي هو شعبه.

تاسعاً: فشل كل الحكومات منذ 16 سنة. وأصرّ على كلمة الجميع، بمَن فيهم هو، فقد حمّل المسؤولية لنفسه. وأنّ الذين أوصلوا البلد الى هذا الإنهيار هم الحكام. وهذه هي المرة الأولى التي يتجرّأ فيها مسؤول كبير على قول الحقيقة كما هي.

عاشراً: أثبت الرئيس سعد الحريري انه ابن عائلة محترمة. لأنّ العادات في العائلات أن يكون الشقيق الأكبر هو مثل الأب، لذلك عندما سأله الزميل مارسيل ماذا لو دخل شقيقك بهاء؟ أجاب فوراً لا يوجد أي خلاف بيني وبين شقيقي بهاء، وإذا دخل سأقبّل يده، وهذه عادات قديمة يفتخر بها لأنها نوع من الاحترام لا بل من شدّة الإحترام.

حادي عشر: حول بعض المعارضين في الطائفة السنّية الكريمة. كان جوابه منطقياً: انهم يملكون حق إعطاء الرأي وحق المعارضة، ولكن هناك طلب لمن يعارضني أن يكون عنده مشروع بديل.

ثاني عشر: بالنسبة لسؤاله عن حاكم مصرف لبنان. قال الرئيس بكل صراحة، إنّ عملية الإطاحة برياض سلامة كانت لغايات كيدية لا لأسباب أخرى.

ثالث عشر: قال الرئيس الحريري: إنّ إصراره على المبادرة الفرنسية كان بسبب الحاجة لإعادة إعمار ما دمّره إنفجار مرفأ بيروت. إنّ فرنسا سوف تعقد مؤتمراً لإعادة إعمار بيروت، وهذه فرصة يجب أن لا نخسرها، لأنّ المساعدات التي يمكن أن تأتي من هذا المؤتمر هي الحل لمشاكلنا.
وهنا نشير الى أنّ كلفة إعادة الإعمار ستكون باهظة قد تصل الى 6 مليارات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *