الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : مشاورات لرفع العتب ولا موعد محسوماً للاستشارات.. الكورونا تتفاقم بالقرارت الارتجالية
الانباء

الأنباء : مشاورات لرفع العتب ولا موعد محسوماً للاستشارات.. الكورونا تتفاقم بالقرارت الارتجالية

لا جديد جدّي حكومياً. لا أجواء توحي أن المعنيين بالأمر استدركوا عواقب الأمور. كل ما يحصل حتى الساعة جولة ‏مشاورات نيابية وسياسية قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية. أما الكلام عن أن الاستشارات ستكون الاسبوع المقبل ‏فلا يزال غير محسوم بعد‎.‎

المعطيات التي حصلت عليها “الأنباء” تفيد أن ما يجري هو عبارة عن تحريك للركود الحكومي، لكن بدون الإقدام على ‏أي خطوة ما لم يكن هناك توافق واضح على التأليف والتكليف. بينما هناك من يعتبر أنه قد يجوز الاتفاق على التكليف ‏وتبقى مسألة التأليف معلقة بانتظار تبلور الاجواء الدولية‎.‎

قبل أواخر الأسبوع لن تتضح حصيلة المشاورات والاتصالات السياسية، ولذلك لا تحديد بعد لموعد الاستشارات، ‏خصوصاً وأن الحركة السياسية ضعيفة في الكواليس بانتظار ما سيعلنه امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مساء ‏اليوم، وما سيعلنه الرئيس سعد الحريري مساء الخميس‎.‎

بعض الاتصالات تعمل على خط تفعيل المبادرة الفرنسية وتعديلها بإدخال مرونة على شكل الحكومة، في الموازاة كل ‏القوى السياسية تسعى لأن تكون في واجهة المسهّلة والساعية لإيجاد التوافق للخروج من دائرة الإتهام بالعرقلة او ‏التعطيل. عدا عن ذلك لا شيء جدياً حتى الآن. وكل ما يجري ليس الا من باب رفع العتب وتمرير الرسائل، كالكلام ‏عن تعويم حكومة تصريف الاعمال او تشكيل حكومة من لون واحد، وهو ما يدخل في اطار شد الحبال واستدراج ‏القوى السياسية لبعضها البعض بهدف تقديم تنازلات وتسجيل نقاط. إذا لا كلام قبل الاسبوع المقبل‎.‎

وفي السياق، فإن عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين رأى في إتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أنه “لا ‏حلول قريبة في المجال الوزاري بعد قرار حزب الله وحركة أمل تفشيل المبادرة الفرنسية، والتي تُعد الفرصة الأخيرة ‏للبنان”، مستبعدا “إحتمالية دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الإستشارات النيابية الملزمة الأسبوع القادم‎”.‎

إلّا أن علم الدين اعتبر أن “الأمل الأخير المتبقي للبلاد هي مهلة الـ6 أسابيع التي أعطاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون‎”. ‎

وفي هذا الإطار، شدّد علم الدين على “ضرورة أن يعي المسؤولون موقع لبنان في قلب العاصفة ووصوله إلى ‏الإنهيار، ما يتطلب حسّا بالمسؤولية من أجل الشروع بالإنقاذ‎”.‎

وحول موقف الكتلة من الإستشارات وإحتمال عودة طرح تسمية الرئيس سعد الحريري، أو أن يسمّي الأخير شخصا ‏آخر لتولّي المهمّة، فضّل علم الدين إنتظار إطلالة الحريري الإعلامية المرتقبة يوم الخميس المقبل من أجل الإطلاع ‏على الموقف بوضوح‎.‎

في المجال نفسه، توقّع عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى “رفع وتيرة التواصل والإتصالات في الأيام ‏المقبلة، وتزخيم النشاط على هذا الخط من أجل الدعوة إلى الإستشارات النيابية الأسبوع المقبل”، مشيرًا إلى أن ‏‏”تواصل الرئيس نبيه بري لم ينقطع مع أي من الأطراف، كما أن الإتصالات بشكل عام موجود لكن في القنوات ‏الداخلية‎”.‎

إلّا أن موسى لفت في حديث لـ”الأنباء” إلى أنه “لا تداول في أي إسم حالياً، فيما المطلوب شخص يقوم بالمهمة الصعبة ‏في البلاد، وفق الظروف الإستثنائية التي نختبرها، والموضوع بحاجة إلى مشاورات أكثر‎”.‎

كما شدّد موسى على “وجوب أخذ مختلف الأطراف الوضع الحالي الصعب بعين الإعتبار، على أن يتم التسهيل من ‏قبلهم من أجل إتمام المهمة، والرئيس بري من جهته لن يتوانى بقدر إستطاعته”، مؤكّداً “أهمية تشكيل حكومة في ‏أقرب وقت، على أن لا تطول المهل، إذ أن الشعب اللبناني لا يحتمل‎”.‎

وعن الشروط المسبقة التي فرضها الثنائي حزب الله وحركة أمل، رأى موسى أن ‘الموضوع يتوقف عند الوضعية ‏العامة للحكومة وهيكليتها‎”. ‎

من جهته، فقد أشار عضو تكتّل “لبنان القوي” إدغار طرابلسي في إتصال مع “الأنباء” إلى “دعوة الكتلة من أجل ‏تحريك العجلة الحكومية، لكن للأسف لم يتحرّك شيئًا، والوضع أشبه بالجمود التام، خصوصا بعد توقّف المبادرة ‏الفرنسية وكلمة ماكرون الأخيرة حول لبنان‎”.‎

وفي هذه الصدد، نبّه طرابلسي من “إنتظار بعض القوى الإقليمية، وربما الداخلية، نتائج الإنتخابات الأميركية، إذ أن ‏الشعب لم يعد بإستطاعته التحمّل، في ظل الإنهيار الإقتصادي وتراجع قيمة العملة وإنفجار المرفأ والعام التربوي ‏وغيرها من الإستحقاقات التي تداهمنا، والتي تستوجب وجود حكومة‎”.‎

وعن إمكانية دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى إستشارات الأسبوع المقبل، نفى طرابلسي ذلك، لافتا إلى أن “لا ‏شيء أكيد حتى اللحظة، إلّا أننا نتمنّى ذلك، ورئيس الجمهورية من جهته سيفعل كل شيء من أجل إنجاح أي تحرك ‏على الصعيد الحكومي‎”.‎

وشدّد طرابلسي على “ضرورة تشكيل حكومة فاعلة منتجة تعالج الملفات بطريقة علمية وفي وقت قياسي، نظرا ‏لحراجة الوضع، وتراجع إحتياطي مصرف لبنان، ما يهدد المواطن بصحته ولقمة عيشه ومواصلاته‎”. ‎

على خط آخر، واصل عدّاد فيروس كورونا الإرتفاع، مع تسجيل 1261 إصابة جديدة يوم أمس، وهي وتيرة عالية ‏إعتاد لبنان على تسجيلها في الآونة الأخيرة، ما يشكل خطرا حقيقيا على قدرة القطاع الإستشفائي على التحمّل. إلّا ان ‏الجديد هو التهديدات التي برزت حول بلوغ لبنان مرحلة السيناريو الإيطالي‎.‎

في إتصال مع جريدة “الأنباء”، أكد أخصائي أمراض الرئة في الجامعة الأميركية الدكتور صلاح زين الدين أن ‏‏”الوضع دقيقٌ جدا، في ظل تراجع أعداد الأسرّة المخصصة لكورونا، خصوصا تلك التي ترعى المصابين ذات الحالة ‏الخطرة في العناية الفائقة، وإرتفاع الأرقام بشكل كبير يوميًا، ما يهدد إمكانية منح الرعاية الطبية اللازمة مستقبلا ‏للمصابين، إثر النقص الحاصل في المعدات والمستلزمات الطبية‎”.‎

وفيما كان الأجدى بالدولة ان تتحضّر لكل التفاصيل المتعلقة بمكافحة كورونا، ومن بينها الالتزام بتوصيات منظمة ‏الصحة العالمية تحديدا لناحية تأمين لقاحات الانفلونزا الموسمية لكل السكان باكراً، وهو ما لم يحصل، الأمر الذي دفع ‏الحزب التقدمي الإشتراكي الى إطلاق صرخة انتقاد لهذه القرارات الارتجالية، داعيا الى تأمين اللقاحات لكل ‏المواطنين، وإطلاق حملة تلقيح ضد الانفلونزا على مساحة الوطن، تشمل كل الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات من ‏الذين صنّفتهم في بيانها، لكي تسهم أكثر في الحد من تعرّضهم للمرض‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *