الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار : الترسيم: لبنان يرفض رفع مستوى التمثيل
الاخبار

الأخبار : الترسيم: لبنان يرفض رفع مستوى التمثيل

فور الإعلان عن اتفاق الإطار على ترسيم الحدود الجنوبية، بدأت قيادة ‏الجيش تنفيذ المهمة الموكلة اليها بتشكيل فريق من الضباط لتمثيل لبنان. وقد ‏رشّحت عددا من الأسماء لعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون الذي سيعطي رأيه فيها بعد عودته من الكويت، وهي اسماء قابلة ‏للتعديل. في الوقت عينه، يحاول العدو فرض رفع مستوى التمثيل في ‏المفاوضات إلى المستوى السياسي، وهو ما يرفضه لبنان

بعدَ أيام على إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن اتفاق إطار التفاوض غير المباشر بين لبنان و”إسرائيل” على ‏ترسيم الحدود الجنوبية، باشرت قيادة الجيش المُلزمة بتشكيل فريق من الضباط الذين سيمثّلون لبنان على طاولة ‏المفاوضات إلى جانب فريق من الخبراء، بوضع اقتراح لمجموعة من الأسماء. وهذه الأسماء يجب أن تُرفع الى رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون، ليختار منها أعضاء الوفد اللبناني، وفقاً لصلاحياته الدستورية. وبحسب معلومات ‏‏”الأخبار”، فإن من بين الأسماء المرشحة العميد الطيار بسام ياسين، نائب رئيس أركان الجيش، إضافة إلى كل من ‏العقيد الركن البحري مازن بصبوص “وهو مختصّ في هذا الملف وله دراسة معمّقة عن الحدود البرية والبحرية، ‏يعتبر فيها أن حق لبنان في البحر يتجاوز مساحة الـ 860 كلم”، والعقيد المهندس شاكر الحاج. هذه الأسماء بحسب ‏مصادر مطلعة، ليست الوحيدة، فهناك أسماء أخرى ستقدّم الى عون اليوم أو غداً. وسيبتها رئيس الجمهورية، بالتشاور ‏مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، بعد عودتهما من الكويت التي سيزورانها للتعزية بأميرها الراحل‎.

الوفد سيكون برئاسة عميد في الجيش، ويضم ضباطاً وخبراء متخصصين في القانون الدولي والحدود، وسيعقد أول ‏اجتماعاته في منتصف الشهر الحالي بحضور الموفد الأميركي ديفيد شينكر الذي يصل الى لبنان في 12 تشرين الأول. ‏ولم تُحسم بعد، بين لبنان والامم المتحدة، التفاصيل المتعلقة بـ”شكل” المفاوضات: كيف سيجلس الوفدان والراعي ‏والوسيط؟ وكيف سيكون شكل الطاولة؟ هل سيُعتمد الإطار نفسه الذي اعتمد عام 1996، في لجنة مراقبة تفاهم نيسان، ‏أي أن يجلس الوفدان اللبناني والاسرائيلي، كلّ منها في غرفة منفصلة عن الآخر، أم كما يجري الآن عبر اللجنة ‏الثلاثية (الجيش اللبناني، اليونيفيل، جيش العدو) في مقر القوات الدولية في الناقورة، والتي تجتمع بصورة دورية منذ ‏أكثر من 10 سنوات، على طاولة بثلاثة أضلع منفصلة، من دون أن يتبادل وفد لبنان أو وفد العدو الحديث المباشر، ‏ويتوجه كل منهما بالكلام الى ممثل الأمم المتحدة. أما بالنسبة إلى الخرائط، فتقول المصادر إن لدى الجيش كل الخرائط ‏التي بدأ إعدادها منذ عام 2006، وانطلق فيها الترسيم من النقطة (1) جنوباً باتجاه الشمال، وتبين في ما بعد أنه ترسيم ‏خاطئ ويحرم لبنان من نحو 860 كيلومتراً مربعاً من المياه في المنطقة الاقتصادية الخالصة. تُضاف إليها الخرائط ‏التي جرى إعدادها عام 2008، وتضمنت تعديلاً في النقطة (1) لتصبح النقطة (23) هي نقطة انطلاق الترسيم جنوباً، ‏ما أعاد قانوناً مساحة الـ 860 كلم مربعاً الى السيادة اللبنانية، فضلاً عن مرسوم المنطقة الاقتصادية الخالصة الذي تمّ ‏اصداره عام 2011 وإيداعه لدى الأمم المتحدة‎.‎

وأهم ما في هذه الخرائط هو النقطة الفاصلة للحدود البرية في الناقورة، وهي النقطة “ب 1” التي سيكون لها تأثير ‏كبير في رسم اتجاه خط الحدود البحرية، وبالتالي المنطقة الاقتصادية الخالصة. وهذه النقطة الموجودة في ‏الناقورة كان يتمركز فيها “الجيش الإسرائيلي”، مع أنها تقع ضمن الأراضي اللبنانية. وقد دخلها الجيش اللبناني ‏عام 2018، وكشف على العلامة المثبتة منذ اتفاقية الهدنة. واسترجاع هذه المسافة البسيطة على البر يعني ‏استرجاع نحو 17 كلم عند نقطة نهاية المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وكان العدو قد حاول سابقاً إجراء ‏تعديلات عليها عبر دفع الحدود لنحو خمسين متراً شمالاً متذرعاً بحجج أمنية، لكن لبنان رفض، لأن التعديل، ولو ‏لمتر واحد شمالاً، يعني حتماً خسارة لبنان عشرات الكيلومترات في البحر‎.

لكن يبدو أن مسار انطلاق عملية التفاوض غير المباشر قد يعترضه بعض المطبات، إذ يحاول العدو “التذاكي” ‏بتسريب معلومات نقلتها صحيفة “هآرتس” منذ ثلاثة أيام عن أن “وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس سيقود ‏المحادثات من جانب تل أبيب، حيث تم بلورة الشروط الإسرائيلية لهذه المفاوضات قبل أسبوعين في اجتماع عقد ‏برئاسة شتاينتس وكبار رجالات وزارته، وبمشاركة جهات من مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية ووزارة العدل ‏ووزارة الأمن”. هذا الشرط – إن صحّ – من شأنه أن يمنع انطلاق التفاوض المتفق عليه في الإطار وهو تفاوض ‏تقني وفني، ومحاولة فرض مستوى وزاري من قبل تل أبيب هو لإعطاء التفاوض طابعاً سياسياً، علماً أن ‏صحيفة “يديعوت أحرونوت” لفتت إلى أن ما يجري “ليس مؤشرات سلام ولا تطبيعاً”. مصادر في الجيش أكدت ‏أن “هذا الشرط يخالف الإطار المتفق عليه، والإصرار يعني أن إسرائيل تريد أن تعرقل، وللبنان الحق في ‏الانسحاب والرفض وتبليغ ذلك الى الوسيط الأميركي والأمم المتحدة”، علماً أن “كل هذه الصيغة سيجري الاتفاق ‏النهائي عليها قبل جلسة التفاوض”. بدورها، أكّدت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ”الأخبار” أن لبنان يرفض ‏قطعاً مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي في المفاوضات، وأن إصرار العدو على هذا الامر يعني تفجير المفاوضات ‏قبل انطلاقها‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *