الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : كورونا يحصد المليون الأول من الوفيات ‏عالمياً … ولبنان عالميّاً من الـ 139 الى الـ ‏‏65‏ الرؤساء إلى الكويت اليوم وحوار جوّيّ بين عون وبري… بعد سقوط “حكومة ‏المستقلّين” / حكاية الغاز بدأت من البحرين.. بعد خطيئة السنيورة… وعلي ‏حسن خليل دفع ثمن توقيعه
flag-big

البناء : كورونا يحصد المليون الأول من الوفيات ‏عالمياً … ولبنان عالميّاً من الـ 139 الى الـ ‏‏65‏ الرؤساء إلى الكويت اليوم وحوار جوّيّ بين عون وبري… بعد سقوط “حكومة ‏المستقلّين” / حكاية الغاز بدأت من البحرين.. بعد خطيئة السنيورة… وعلي ‏حسن خليل دفع ثمن توقيعه

مع‎ ‎تخطي‎ ‎رقم‎ ‎المليون‎ ‎بين‎ ‎الوفيات‎ ‎بوباء‎ ‎كورونا‎ ‎في‎ ‎العالم،‎ ‎وتخطي‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎الـ‎ 35 ‎مليوناً،‎ ‎انتقل‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎المسجل‎ ‎من‎ ‎مرتبة‎ ‎الـ‎ 139 ‎بين‎ ‎دول‎ ‎العالم‎ ‎قبل‎ ‎ستة‎ ‎شهور‎ ‎إلى‎ ‎المرتبة‎ ‎الـ‎ 65 ‎مقترباً‎ ‎من‎ ‎مصاف‎ ‎الدول‎ ‎الأعلى‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات،‎ ‎حيث‎ ‎اللافت‎ ‎أن‎ ‎الدول‎ ‎العربية‎ ‎تتقدّم‎ ‎صعوداً‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎وتحتلّ‎ 13 ‎دول‎ ‎عربية‎ ‎مراتب‎ ‎في‎ ‎فئة‎ ‎المئة‎ ‎الأولى‎ ‎بينها‎ ‎العراق‎ ‎الذي‎ ‎صار‎ ‎في‎ ‎المرتبة‎ ‎الـ‎ 15‎،‎ ‎وبقي‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الوفيات‎ ‎في‎ ‎مرتبة‎ ‎جيدة‎ ‎قياساً‎ ‎بعدد‎ ‎الوفيات‎ ‎عن‎ ‎كل‎ ‎مليون‎ ‎نسمة،‎ ‎حيث‎ ‎يسجل‎ ‎لبنان‎ ‎رقم‎ 60 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎مليون‎ ‎قياساً‎ ‎بدول‎ ‎غربية‎ ‎متقدّمة‎ ‎تسجل‎ ‎مئات‎ ‎الوفيات‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎مليون‎ ‎نسمة،‎ ‎لكن‎ ‎بقياس‎ ‎العدد‎ ‎المستجدّ‎ ‎خلال‎ ‎آخر‎ ‎أسبوعين‎ ‎للإصابات‎ ‎المطبّق‎ ‎عالمياً‎ ‎يدخل‎ ‎لبنان‎ ‎مرحلة‎ ‎التفشّي‎ ‎والتوسّع،‎ ‎ما‎ ‎دفع‎ ‎للبدء‎ ‎بتطبيق‎ ‎عمليات‎ ‎العزل‎ ‎للمناطق‎ ‎التي‎ ‎تبلغ‎ ‎هذه‎ ‎النسب‎ ‎لتفادي‎ ‎الإغلاق‎ ‎الشامل‎ ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎أمس‎.‎

مع‎ ‎متابعة‎ ‎ملف‎ ‎كورونا‎ ‎ومستجداته،‎ ‎بقي‎ ‎ملف‎ ‎اتفاق‎ ‎الإطار‎ ‎لترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎في‎ ‎الواجهة،‎ ‎حيث‎ ‎توقفت‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالاتفاق‎ ‎عند‎ ‎تساؤلات‎ ‎يجري‎ ‎طرحها‎ ‎في‎ ‎التداول‎ ‎للتشكيك‎ ‎بصدقية‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎إنجاز‎ ‎وطني‎ ‎لبناني‎ ‎كبير‎ ‎في‎ ‎الاتفاق،‎ ‎مثل‎ ‎التساؤل‎ ‎عن‎ ‎سبب‎ ‎قبول‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎التوقيت‎ ‎بالاتفاق،‎ ‎للإيحاء‎ ‎بأن‎ ‎الاتفاق‎ ‎جاء‎ ‎تحت‎ ‎تأثير‎ ‎العقوبات،‎ ‎أو‎ ‎أن‎ ‎المقاومة‎ ‎منحت‎ ‎ورقة‎ ‎للرئيس‎ ‎الأميركي،‎ ‎بينما‎ ‎سؤال‎ ‎التوقيت‎ ‎يطرح‎ ‎معكوساً‎ ‎فلبنان‎ ‎منذ‎ ‎عشر‎ ‎سنوات‎ ‎يفاوض‎ ‎على‎ ‎الشروط‎ ‎ذاتها‎ ‎والأميركي‎ ‎كان‎ ‎يرفضها‎ ‎أو‎ ‎يرفض‎ ‎بعضها،‎ ‎وينقل‎ ‎رفض‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎للبعض‎ ‎الآخر،‎ ‎والرفض‎ ‎كان‎ ‎مبنياً‎ ‎على‎ ‎رهانات‎ ‎وحسابات‎ ‎جوهرها‎ ‎تغيير‎ ‎موازين‎ ‎القوى‎ ‎بوجه‎ ‎المقاومة،‎ ‎سواء‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الحرب‎ ‎على‎ ‎سورية،‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تفجير‎ ‎الوضع‎ ‎الاجتماعي‎ ‎تحت‎ ‎ضغط‎ ‎الانهيار‎ ‎المالي‎ ‎الذي‎ ‎لعب‎ ‎الحصار‎ ‎الأميركي‎ ‎دوراً‎ ‎حاسماً‎ ‎فيه،‎ ‎وقادت‎ ‎واشنطن‎ ‎نتائجه‎ ‎السياسية‎ ‎وراهنت‎ ‎على‎ ‎محاصرة‎ ‎المقاومة‎ ‎داخلياً‎ ‎بالاستيلاء‎ ‎على‎ ‎الشارع‎ ‎اللبناني‎ ‎بما‎ ‎فيه‎ ‎شارع‎ ‎مؤيدي‎ ‎المقاومة‎ ‎للانقلاب‎ ‎عليها،‎ ‎وعندما‎ ‎يئس‎ ‎الأميركيون‎ ‎من‎ ‎إحداث‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎في‎ ‎موقف‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎ومن‎ ‎خلفه‎ ‎المقاومة،‎ ‎وافقوا‎ ‎على‎ ‎الشروط‎ ‎اللبنانية‎ ‎المتمثلة‎ ‎بالتمسك‎ ‎بالرعاية‎ ‎الأممية‎ ‎والمفاوضات‎ ‎غير‎ ‎المباشرة‎ ‎وتلازم‎ ‎مسارات‎ ‎الترسيم‎ ‎البري‎ ‎والبحري،‎ ‎وحدث‎ ‎ذلك‎ ‎في‎ ‎تموز‎ ‎الماضي،‎ ‎لكنهم‎ ‎حجزوا‎ ‎الاتفاق‎ ‎أملاً‎ ‎بتعديله‎ ‎تحت‎ ‎ضغط‎ ‎تأثير‎ ‎المسار‎ ‎التفاوضي‎ ‎حول‎ ‎الحكومة‎ ‎الذي‎ ‎فخّخه‎ ‎الأميركيون،‎ ‎وأملاً‎ ‎بأن‎ ‎تؤدي‎ ‎العقوبات‎ ‎التي‎ ‎فرضوها‎ ‎إلى‎ ‎التعديل‎ ‎المنشود‎ ‎في‎ ‎موقف‎ ‎الرئيس‎ ‎بري،‎ ‎ولما‎ ‎جاءت‎ ‎النتائج‎ ‎عكسيّة،‎ ‎واقترب‎ ‎موعد‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية،‎ ‎واقترب‎ ‎الإسرائيليون‎ ‎من‎ ‎استحقاق‎ ‎تلزيم‎ ‎أحواضهم‎ ‎القريبة‎ ‎من‎ ‎المربعات‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وافقوا‎ ‎على‎ ‎إعلان‎ ‎اتفاق‎ ‎الإطار‎ ‎لمباشرة‎ ‎التفاوض،‎ ‎ولو‎ ‎وافق‎ ‎الأميركيون‎ ‎عام‎ 2010 ‎أو‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎وقت‎ ‎بعده‎ ‎على‎ ‎الاتفاق‎ ‎وإعلانه‎ ‎لوافق‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎ومن‎ ‎خلفه‎ ‎المقاومة،‎ ‎لأن‎ ‎الثابت‎ ‎الوحيد‎ ‎هو‎ ‎رفض‎ ‎تعديل‎ ‎الشروط‎ ‎التي‎ ‎تمسّك‎ ‎بها‎ ‎بري،‎ ‎وصار‎ ‎توقيت‎ ‎الاتفاق‎ ‎رهن‎ ‎القبول‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎والأميركي‎ ‎أو‎ ‎قبول‎ ‎البقاء‎ ‎بوضعية‎ ‎اللااتفاق‎.‎
عن‎ ‎سياق‎ ‎تولي‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎للتفاوض‎ ‎تقول‎ ‎المصادر‎ ‎إن‎ ‎الأمر‎ ‎ليس‎ ‎كما‎ ‎يصوّره‎ ‎البعض،‎ ‎كأن‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎وضع‎ ‎يده‎ ‎على‎ ‎ملف‎ ‎كان‎ ‎مطروحاً‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎كدولة،‎ ‎وخطفه‎ ‎بري‎ ‎من‎ ‎أمام‎ ‎الآخرين‎.

‎والحقيقة‎ ‎هي‎ ‎كما‎ ‎ترويها‎ ‎المصادر‎ ‎أنه‎ ‎ملف‎ ‎صنعه‎ ‎بري‎ ‎وأكمل‎ ‎فيه‎ ‎حتى‎ ‎بلغ‎ ‎المرحلة‎ ‎التي‎ ‎تستدعي‎ ‎أن‎ ‎تتولاه‎ ‎الدولة‎ ‎كدولة‎ ‎بمؤسساتها‎. ‎وتروي‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎أمر‎ ‎التنقيب‎ ‎عن‎ ‎النفط‎ ‎والغاز‎ ‎وقوننته‎ ‎كان‎ ‎له‎ ‎مسار‎ ‎عاديّ‎ ‎نيابياً‎ ‎ووزارياً،‎ ‎حتى‎ ‎حدثت‎ ‎الخطيئة‎ ‎التي‎ ‎ارتكبها‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎فؤاد‎ ‎السنيورة‎ ‎عام‎ 2007 ‎عندما‎ ‎تورط‎ ‎وورط‎ ‎لبنان‎ ‎بمشروع‎ ‎لترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية‎ ‎مع‎ ‎قبرص،‎ ‎استغله‎ ‎الإسرائيليون‎ ‎عام‎ 2009 ‎لوضع‎ ‎اليد‎ ‎على‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎المنطقة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎اللبنانية‎ ‎عندما‎ ‎قاموا‎ ‎ببدء‎ ‎مفاوضات‎ ‎الترسيم‎ ‎مع‎ ‎قبرص،‎ ‎والتي‎ ‎انتهت‎ ‎عام‎ 2011 ‎،‎ ‎وهي‎ ‎الخطيئة‎ ‎التي‎ ‎تم‎ ‎تصحيحها‎ ‎لاحقاً‎ ‎عبر‎ ‎خرائط‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎ولم‎ ‎يكن‎ ‎قبل‎ ‎ذلك‎ ‎ثمة‎ ‎ما‎ ‎يفتح‎ ‎العين‎ ‎على‎ ‎تداخل‎ ‎لبناني‎ ‎إسرائيلي‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎النفط‎ ‎والغاز،‎ ‎وفي‎ ‎العام‎ 2009 ‎وصلت‎ ‎لبري‎ ‎دعوة‎ ‎للمشاركة‎ ‎في‎ ‎مؤتمر‎ ‎للطاقة‎ ‎في‎ ‎البحرين،‎ ‎أوفد‎ ‎إليه‎ ‎مستشاره‎ ‎للشؤون‎ ‎النفطية‎ ‎الدكتور‎ ‎ربيع‎ ‎ياغي،‎ ‎الذي‎ ‎عاد‎ ‎إليه‎ ‎بتقرير‎ ‎سريّ‎ ‎لشركة‎ ‎نوبل‎ ‎انرجي‎ ‎عن‎ ‎الغاز‎ ‎في‎ ‎المتوسط‎ ‎يشير‎ ‎إلى‎ ‎تريليونات‎ ‎الأمتار‎ ‎المكعبة‎ ‎من‎ ‎الغاز،‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎كافياً‎ ‎ليدرك‎ ‎بري‎ ‎حجم‎ ‎الثروة‎ ‎اللبنانية‎ ‎المقدرة‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المياه،‎ ‎وسبب‎ ‎دعوته‎ ‎لحضور‎ ‎المؤتمر،‎ ‎فحمل‎ ‎التقرير‎ ‎إلى‎ ‎لقاء‎ ‎الحوار‎ ‎الوطني‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎في‎ ‎عهد‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎سليمان،‎ ‎موزعاً‎ ‎نسخاً‎ ‎منه‎ ‎على‎ ‎المشاركين،‎ ‎داعياً‎ ‎لاستنفار‎ ‎وطني‎ ‎لحفظ‎ ‎هذه‎ ‎الثروة‎ ‎واستثمارها،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎واجهه‎ ‎السنيورة‎ ‎كرئيس‎ ‎للحكومة‎ ‎يومها‎ ‎بالتقليل‎ ‎من‎ ‎أهميته،‎ ‎وبقي‎ ‎بري‎ ‎يحمل‎ ‎هم‎ ‎الملف‎ ‎ومسؤوليته،‎ ‎مسارعاً‎ ‎لتكليف‎ ‎معاونه‎ ‎السياسي‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎توقيع‎ ‎اقتراح‎ ‎قانون‎ ‎لثروات‎ ‎النفط‎ ‎والغاز‎ ‎بالاستناد‎ ‎إلى‎ ‎مجموعة‎ ‎استشارية‎ ‎قانونية‎ ‎واقتصادية‎ ‎متخصصة،‎ ‎وربما‎ ‎يكون‎ ‎خليل‎ ‎دفع‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎ناله‎ ‎من‎ ‎عقوبات‎ ‎قبل‎ ‎إعلان‎ ‎الاتفاق‎ ‎بأيام،‎ ‎ثمن‎ ‎توقيعه‎ ‎لاقتراح‎ ‎قانون‎ ‎النفط‎ ‎والغاز،‎ ‎الذي‎ ‎أقرّ‎ ‎لاحقاً‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎النواب،‎ ‎قد‎ ‎غادر‎ ‎بري‎ ‎المستشفى‎ ‎حيث‎ ‎كان‎ ‎يخضع‎ ‎لعملية‎ ‎جراحيّة‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎تلتئم‎ ‎جروحه‎ ‎في‎ ‎موعد‎ ‎جلسة‎ ‎اللجان‎ ‎المشتركة‎ ‎التي‎ ‎يترأسها‎ ‎عادة،‎ ‎ليتولى‎ ‎ترؤسها‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎حجم‎ ‎الاهتمام‎ ‎الذي‎ ‎يوليه‎ ‎للملف،‎ ‎وبادر‎ ‎بري‎ ‎بعدها‎ ‎لمراسلة‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة،‎ ‎وانتظر‎ ‎زيارة‎ ‎مقررة‎ ‎للأمين‎ ‎العام‎ ‎بان‎ ‎كي‎ ‎مون‎ ‎لمفاتحته‎ ‎بالرغبة‎ ‎بدور‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎لرسم‎ ‎خط‎ ‎أبيض‎ ‎على‎ ‎زرقة‎ ‎البحر‎ ‎يمنع‎ ‎النزاع‎ ‎اللاحق‎ ‎حول‎ ‎خطوط‎ ‎النفط‎ ‎والغاز‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎و‎”‎إسرائيل‎”‎،‎ ‎استناداً‎ ‎إلى‎ ‎الخبرات‎ ‎التقنية‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة،‎ ‎ودورها‎ ‎في‎ ‎رسم‎ ‎الخط‎ ‎الأزرق‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎البرية،‎ ‎وكانت‎ ‎مفاجأته‎ ‎أن‎ ‎كي‎ ‎مون‎ ‎ومرافقيه‎ ‎لم‎ ‎يحركوا‎ ‎ساكناً‎ ‎معه‎ ‎جواباً‎ ‎على‎ ‎كلامه،‎ ‎حتى‎ ‎مغادرة‎ ‎الوفد‎ ‎فاقترب‎ ‎كي‎ ‎مون‎ ‎من‎ ‎بري‎ ‎ومال‎ ‎صوبه‎ ‎هامساً،‎ ‎تحدَّث‎ ‎مع‎ ‎الأميركيين،‎ ‎لتبدأ‎ ‎رحلة‎ ‎السنوات‎ ‎العشر،‎ ‎التي‎ ‎بقي‎ ‎الأميركي‎ ‎فيها‎ ‎يستهلك‎ ‎الوقت‎ ‎والجلسات‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎قبول‎ ‎الشروط‎ ‎اللبنانية،‎ ‎لدرجة‎ ‎يمكن‎ ‎القول‎ ‎إن‎ ‎أغلب‎ ‎مواعيد‎ ‎اللقاءات‎ ‎كانت‎ ‎عمليات‎ ‎جس‎ ‎نبض‎ ‎لمدى‎ ‎تراجع‎ ‎لبنان‎ ‎عن‎ ‎شروطه،‎ ‎حتى‎ ‎تم‎ ‎الاتفاق‎ ‎في‎ ‎تموز‎ ‎الماضي‎ ‎وأفرج‎ ‎عنه‎ ‎قبل‎ ‎أيام،‎ ‎فأعلنه‎ ‎بري‎ ‎بالتزامن‎ ‎مع‎ ‎بيانات‎ ‎أميركية‎ ‎وإسرائيلية‎ ‎وأممية‎.‎

في‎ ‎الملف‎ ‎الحكوميّ،‎ ‎ينتظر‎ ‎فتح‎ ‎ملف‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابيّة‎ ‎الملزمة‎ ‎لتسمية‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎ ‎خلال‎ ‎الرحلة‎ ‎الجوية‎ ‎التي‎ ‎ستجمع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري،‎ ‎إلى‎ ‎الكويت‎ ‎للتعزية‎ ‎بأميرها‎ ‎الراحل،‎ ‎ومعهما‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال،‎ ‎ووفقاً‎ ‎لمصادر‎ ‎تتابع‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎فإن‎ ‎النقاش‎ ‎حول‎ ‎خريطة‎ ‎طريق‎ ‎نحو‎ ‎اسم‎ ‎يلقى‎ ‎التوافق‎ ‎لتولي‎ ‎مهمة‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎سيجري‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎الانطلاق‎ ‎من‎ ‎أن‎ “‎حكومة‎ ‎المستقلين‎” ‎كصيغة‎ ‎لحكومة‎ ‎بلا‎ ‎سياسيين‎ ‎قد‎ ‎سقطت‎ ‎مع‎ ‎تجربة‎ ‎الرئيس‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎التي‎ ‎تحوّلت‎ ‎إلى‎ ‎حكومة‎ ‎اللون‎ ‎الواحد‎ ‎سياسياً،‎ ‎وصار‎ ‎المطلوب‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎أرضية‎ ‎تفاهم‎ ‎سياسي‎ ‎حول‎ ‎الحكومة‎ ‎قبل‎ ‎التوافق‎ ‎على‎ ‎اسم‎ ‎رئيسها‎ ‎الذي‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎سياسياً،‎ ‎فيما‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎الوزراء‎ ‎بالحد‎ ‎الأدنى‎ ‎بخلفيات‎ ‎سايسية‎ ‎ونيابية‎ ‎تمثل‎ ‎الكتل‎ ‎المشاركة،‎ ‎مع‎ ‎عدم‎ ‎استبعاد‎ ‎مشاركة‎ ‎وزراء‎ ‎سياسيين‎ ‎فيها‎.‎

لا‎ ‎تزال‎ ‎الضبابيّة‎ ‎تسيطر‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎. ‎فرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎برّي،‎ ‎ورئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎سوف‎ ‎يتوجّهون‎ ‎اليوم‎ ‎إلى‎ ‎الكويت،‎ ‎لتقديم‎ ‎واجب‎ ‎العزاء‎ ‎بوفاة‎ ‎الأمير‎ ‎صباح‎ ‎الأحمد‎ ‎الجابر‎ ‎الصباح،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎البعض‎ ‎يراهن‎ ‎جرياً‎ ‎على‎ ‎العادة‎ ‎على‎ ‎لقاء‎ ‎عون‎ ‎وبري‎ ‎على‎ ‎متن‎ ‎الطائرة‎ ‎الخاصة‎ ‎التي‎ ‎تقلهما‎ ‎ودياب‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الدفع‎ ‎نحو‎ ‎إيجاد‎ ‎المعالجة‎ ‎السريعة‎ ‎للملف‎ ‎الحكومي‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎بحسب‎ ‎مصادره‎ ‎يواصل‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎التمسك‎ ‎بالمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎التي‎ ‎رغم‎ ‎انتقاد‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ ‎لما‎ ‎جاء‎ ‎على‎ ‎لسان‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون،‎ ‎بيد‎ ‎أن‎ ‎الحزب‎ ‎لم‎ ‎يُقفِل‎ ‎الباب‎ ‎أمام‎ ‎المبادرة‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎يعطي‎ ‎بعض‎ ‎الإيجابية،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎البعض‎ ‎يلفت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎تحتاج‎ ‎الى‎ ‎جرعة‎ ‎دعم‎ ‎أميركية‎ – ‎خليجية‎ ‎ليُكتب‎ ‎لها‎ ‎النجاح‎.‎

ورغم‎ ‎ذلك،‎ ‎تشدّد‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎على‎ ‎ان‎ ‎اللقاء‎ ‎الأخير‎ ‎الذي‎ ‎جمع‎ ‎مسؤول‎ ‎العلاقات‎ ‎الدولية‎ ‎في‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎عمار‎ ‎الموسوي‎ ‎بالسفير‎ ‎الفرنسي‎ ‎برونو‎ ‎فوشيه‎ ‎قبل‎ ‎مغادرته‎ ‎لبنان‎ ‎كان‎ ‎إيجابياً‎ ‎حيث‎ ‎جرى‎ ‎خلاله‎ ‎تبادل‎ ‎وجهات‎ ‎النظر‎ ‎حيال‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎ففند‎ ‎الموسوي‎ ‎ما‎ ‎جرى‎ ‎منذ‎ ‎طرح‎ ‎ماكرون‎ ‎المبادرة‎ ‎ليؤكد‎ ‎أن‎ ‎محاولة‎ ‎أميركية‎ ‎دخلت‎ ‎على‎ ‎الخط‎ ‎لتعطيل‎ ‎التأليف‎.‎
وليس‎ ‎بعيداً،‎ ‎رجحت‎ ‎مصادر‎ ‎بارزة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎ان‎ ‎يكثف‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎اتصالاته‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎المقبلة‎ ‎مع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎إجراء‎ ‎مشاورات‎ ‎التكليف،‎ ‎مع‎ ‎تأكيد‎ ‎المصادر‎ ‎نفسها‎ ‎ان‎ ‎الواقع‎ ‎الراهن‎ ‎يؤكد‎ ‎انه‎ ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎اليوم‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎ ‎سوى‎ ‎مبادرة‎ ‎الرئيس‎ ‎نجيب‎ ‎ميقاتي‎ ‎التي‎ ‎تقوم‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ 20 ‎وزيراً‎: ‎‎14 ‎وزيراً‎ ‎أخصائياً‎ ‎و‎6 ‎وزراء‎ ‎سياسيين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎حقائب‎.‎

في‎ ‎المقابل،‎ ‎تظن‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎اخرى‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎التأليف‎ ‎الحكومي‎ ‎سوف‎ ‎يتأخر‎ ‎الى‎ ‎ما‎ ‎بعد‎ ‎الانتخابات‎ ‎الأميركية‎. ‎فالتوافق‎ ‎قد‎ ‎يحصل‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لكن‎ ‎الشياطين‎ ‎تكمن‎ ‎في‎ ‎تفاصيل‎ ‎التأليف‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الموقف‎ ‎الاميركي‎ ‎الذي‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎على‎ ‎حاله‎ ‎من‎ ‎رفض‎ ‎مشاركة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎حكومة‎ ‎مقبلة‎. ‎فالمعنيون‎ ‎يؤكدون‎ ‎الفصل‎ ‎الأميركي‎ ‎بين‎ ‎الملفات‎ ‎اللبنانية‎ ‎المتصلة‎ ‎بالمبادرة‎ ‎الأميركية‎ ‎في‎ ‎مسألة‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎والتأليف‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎يشترط‎ ‎الاميركي‎ ‎ان‎ ‎لا‎ ‎يشمل‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎الذي‎ ‎سيبقى‎ ‎وحلفاؤه‎ ‎عرضة‎ ‎للعقوبات‎ ‎الأميركية‎.‎

إلى‎ ‎ذلك‎ ‎تنطلق‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎المقبلة‎ ‎المفاوضات‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎و‎”‎اسرائيل‎”‎،‎ ‎حول‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية‎ ‎والبرية‎ ‎بينهما،‎ ‎برعاية‎ ‎اليونيفيل‎ ‎وتحت‎ ‎علمها‎ ‎في‎ ‎مقرّها‎ ‎في‎ ‎الناقورة،‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎تأكيد‎ ‎لبنان‎ ‎التزامه‎ ‎التفاوض‎ ‎وفق‎ ‎اتفاقية‎ ‎بوليه‎ ‎نيوكمب‎ 1923 -‎‎ ‎اتفاقية‎ ‎الهدنة‎ 1949 ‎القرار‎ 425 ‎قانون‎ ‎البحار‎ 1982 ‎والقرار‎ 1701. ‎مع‎ ‎تشديد‎ ‎العميد‎ ‎المتقاعد‎ ‎أمين‎ ‎حطيط‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎على‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎بحاجة‎ ‎لترسيم‎ ‎بحري‎ ‎لحدود‎ ‎المنطقة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎لأن‎ ‎هذه‎ ‎لم‎ ‎ترسم‎ ‎منذ‎ ‎إنشائه‎ ‎في‎ 1920 ‎اذ‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎قائماً‎ ‎مفهوم‎ ‎المنطقة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎يومها‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎لا‎ ‎يحتاج‎ ‎الى‎ ‎ترسيم‎ ‎حدود‎ ‎برية‎ ‎مع‎ ‎فلسطين‎ ‎المحتلة‎ ‎لأنها‎ ‎حدود‎ ‎موجودة‎ ‎قائمة‎ ‎منذ‎ 1923 ‎ومصادق‎ ‎عليها‎ ‎دولياً‎ ‎منذ‎ 1932‎،‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎لا‎ ‎يحتاج‎ ‎لتفاوض‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎الدولية‎ ‎البرية‎ ‎من‎ ‎اجل‎ ‎إزالة‎ ‎الاعتداء‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎عنها،‎ ‎فالقرار‎ 425 ‎يوجب‎ ‎الانسحاب‎ ‎من‎ ‎غير‎ ‎تفاوض،‎ ‎وبالتالي‎ ‎فان‎ ‎الحدود‎ ‎البرية‎ ‎لا‎ ‎تحتاج‎ ‎لتفاوض‎ ‎للتثبيت‎ ‎فهي‎ ‎ثابتة‎ ‎ولا‎ ‎لتفاوض‎ ‎للتحرير‎ ‎فالقرار‎ 425 ‎يلزم‎ ‎الانسحاب‎ ‎من‎ ‎دونه‎.‎

ورحب‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎قداس‎ ‎الأحد‎ ‎في‎ ‎كنيسة‎ ‎المقرّ‎ ‎البطريركيّ‎ ‎الصيفيّ‎ ‎في‎ ‎الديمان‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎إعلان‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎توصلها‎ ‎إلى‎ ‎اتفاق‎ ‎إطاري‎ ‎لترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البرية‎ ‎والبحرية‎ ‎مع‎ “‎إسرائيل‎” ‎بما‎ ‎يسمح‎ ‎للبنان‎ ‎بأن‎ ‎يستعيد‎ ‎خط‎ ‎حدوده‎ ‎الدولية‎ ‎جنوباً،‎ ‎ويسهّل‎ ‎له‎ ‎استخراج‎ ‎ثرواته‎ ‎البحريّة‎ ‎من‎ ‎النفط‎ ‎والغاز،‎ ‎ويُنهي‎ ‎مسلسل‎ ‎الاعتداءات‎ ‎والحروب‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎و‎”‎إسرائيل‎”‎،‎ ‎بموجب‎ ‎القرار‎ 1701 ‎الصادر‎ ‎عن‎ ‎مجلس‎ ‎الأمن،‎ ‎ويضعه‎ ‎على‎ ‎مسار‎ ‎التفاوض‎ ‎السلميّ‎ ‎عوض‎ ‎القتال،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يعني‎ ‎ذلك‎ ‎عملية‎ ‎تطبيع‎. ‎ولا‎ ‎بدّ‎ ‎في‎ ‎المناسبة‎ ‎من‎ ‎إيجاد‎ ‎اتفاق‎ ‎يحلّ‎ ‎مسألة‎ ‎وجود‎ ‎نحو‎ ‎نصف‎ ‎مليون‎ ‎لاجئ‎ ‎فلسطيني‎ ‎على‎ ‎أرض‎ ‎لبنان،‎ ‎والعمل‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎مع‎ ‎سورية‎ ‎لجهة‎ ‎مزارع‎ ‎شبعا،‎ ‎وإنهاء‎ ‎الحالة‎ ‎الشاذة‎ ‎والملتبسة‎ ‎هناك‎.‎

واعتبر‎ ‎عضو‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير‎ ‎النائب‎ ‎قاسم‎ ‎هاشم‎ ‎خلال‎ ‎جولة‎ ‎مع‎ ‎وسائل‎ ‎الإعلام‎ ‎في‎ ‎مزارع‎ ‎شبعا‎ ‎أنّ‎ ‎الإعلان‎ ‎عن‎ ‎إطار‎ ‎المفاوضات‎ ‎لترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎لا‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎الاتفاق‎ ‎حتمي‎. ‎وقال‎: ‎‎”‎نلفت‎ ‎عناية‎ ‎المعنيين‎ ‎ومَن‎ ‎سيتولى‎ ‎المفاوضات‎ ‎ألا‎ ‎يغفل‎ ‎لبنان‎ ‎قضية‎ ‎مزارع‎ ‎شبعا‎ ‎من‎ ‎أولويات‎ ‎التفاوض‎ ‎لاستعادتها‎”.‎
الى‎ ‎ذلك‎ ‎يزور‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎ابراهيم‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎في‎ 14 ‎من‎ ‎تشرين‎ ‎الأول‎ ‎الحالي‎ ‎للقاء‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎الأميركيين‎ ‎الكبار‎ ‎من‎ ‎ابرزهم‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركي‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو،‎ ‎بعد‎ ‎زيارة‎ ‎سيقوم‎ ‎بها‎ ‎إبراهيم‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎المقبلة‎ ‎الى‎ ‎العراق‎.‎

‎وعلى‎ ‎خط‎ ‎كورونا‎ ‎تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎الى‎ ‎مساعي‎ ‎لجنة‎ ‎إدارة‎ ‎الكوارث‎ ‎المعنية‎ ‎بكورونا‎ ‎ووزارة‎ ‎الصحة‎ ‎ووزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎الى‎ ‎الوصول‎ ‎إلى‎ ‎فرملة‎ ‎سرعة‎ ‎انتشار‎ ‎الفيروس‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكوميّة‎ ‎وعلى‎ ‎وجه‎ ‎التحديد‎ ‎تعاني‎ ‎ما‎ ‎تعانيه‎ ‎من‎ ‎أزمات‎ ‎مالية‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎نقص‎ ‎أسرّة‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎تكفي‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎طبية‎ ‎وصحية‎.‎
وفيما‎ ‎سجل‎ ‎عداد‎ ‎كورونا‎ ‎أمس،‎ ‎تراجعاً‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الاصابات‎ ‎والوفيات،‎ ‎لكن‎ ‎الارقام‎ ‎المسجلة‎ ‎لا‎ ‎زالت‎ ‎تنبئ‎ ‎بتصاعد‎ ‎خطير‎ ‎يستدعى‎ ‎اقصى‎ ‎درجات‎ ‎الوقاية‎ ‎والحذر،‎ ‎حيث‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 1002 ‎اصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بكورونا‎ ‎رفعت‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎منذ‎ 21 ‎شباط‎ ‎الماضي‎ ‎الى‎ 44482 ‎حالة‎.‎،‎ ‎كما‎ ‎سجلت‎ 8 ‎حالات‎ ‎وفاة‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎24 ‎الماضية‎.‎

وقال‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎امس،‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎ ‎اننا‎ ‎اصبحنا‎ ‎في‎ ‎سباق‎ ‎مع‎ ‎الوباء‎ ‎والظروف‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والمالية‎ ‎ضعيفة‎ ‎وبعد‎ ‎انفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎بدأت‎ ‎الأمور‎ ‎تخرج‎ ‎نسبياً‎ ‎عن‎ ‎السيطرة،‎ ‎مضيفا‎ ‎يتم‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎زيادة‎ ‎عدد‎ ‎الأسرة‎ ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎الحكومية‎ ‎لاستقبال‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الحالات‎.‎
‎ ‎الى‎ ‎ذلك،‎ ‎أقيم‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎كفتون،‎ ‎قداس‎ ‎لراحة‎ ‎أنفس‎ ‎شهداء‎ ‎البلدة‎ ‎وشهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎بحضور‎ ‎حشد‎ ‎من‎ ‎أبناء‎ ‎المنطقة‎. ‎وبعد‎ ‎نهاية‎ ‎القداس،‎ ‎ألقى‎ ‎النائب‎ ‎سليم‎ ‎سعادة‎ ‎كلمة‎ ‎جاء‎ ‎فيها‎: ‎‎(‎من‎ ‎المؤمنين‎ ‎رجال‎ ‎صدقوا‎ ‎ما‎ ‎عاهدوا‎ ‎الله‎ ‎عليه،‎ ‎فمنهم‎ ‎من‎ ‎قضى‎ ‎نحبه‎ ‎ومن‎ ‎ينتظر‎ ‎وما‎ ‎بدلوا‎ ‎تبديلاً‎”. ‎صدق‎ ‎الله‎ ‎العظيم‎).‎
وتابع‎ “‎يعزنا‎ ‎ويشرفنا‎ ‎ويصبّرنا‎ ‎أن‎ ‎يجتمع‎ ‎ويمتزج‎ ‎وتختلط‎ ‎دماء‎ ‎شهدائنا‎ ‎الأخيار‎ ‎في‎ ‎كفتون‎ ‎بدماء‎ ‎شهدائنا‎ ‎الأبرار‎ ‎في‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎الباسل‎. ‎ونعلن‎ ‎هذا‎ ‎بكل‎ ‎فخر‎ ‎وثقة‎ ‎وثبات‎ ‎وإباء‎ ‎لأن‎ ‎النهضة‎ ‎القومية‎ ‎الاجتماعية‎ ‎تشد‎ ‎الطوائف‎ ‎المتنازعة‎ ‎اليها‎ ‎لتوحدها‎ ‎وتصهرها‎ ‎يداً‎ ‎واحدة‎ ‎وقبضة‎ ‎واحدة‎ ‎في‎ ‎وجه‎ ‎الجهل‎ ‎والجهالة‎ ‎والجاهلية‎. ‎ولأن‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎أيضاً‎ ‎كما‎ ‎النهضة‎ ‎يشدّ‎ ‎الطوائف‎ ‎المتنازعة‎ ‎إليه‎ ‎ليوحدها‎ ‎ويصهرها‎ ‎يداً‎ ‎واحدة‎ ‎وقبضة‎ ‎واحدة‎ ‎في‎ ‎وجه‎ ‎الجهل‎ ‎والجهالة‎ ‎والجاهلية‎”.‎

وقال‎ ‎نحن‎ ‎لسنا‎ ‎من‎ ‎دعاة‎ ‎الثأر‎ ‎والانتقام‎ ‎لأن‎ ‎قاموس‎ ‎النهضة‎ ‎لا‎ ‎يبشر‎ ‎بتلك‎ ‎الغرائز‎ ‎والأحقاد‎. ‎فقاموس‎ ‎النهضة‎ ‎القومية‎ ‎الاجتماعية‎ ‎هو‎ ‎قاموس‎ ‎فكري‎ ‎فلسفي‎ ‎عقائدي‎ ‎حضاري‎ ‎إنساني‎ ‎أخلاقي‎ ‎ومناقبي‎. ‎لكننا‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎نفسه‎ ‎نؤكد‎ ‎ونشدّد‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ ‎إظهار‎ ‎الحقيقة‎ ‎كاملة‎ ‎واحقاق‎ ‎الحق‎ ‎والوصول‎ ‎الى‎ ‎خواتيم‎ ‎هذا‎ ‎الاعتداء‎ ‎الآثم‎ ‎والبغيض‎. ‎لذلك‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎لنا‎ ‎هنا‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎نشكر‎ ‎جميع‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎والعسكرية‎ ‎بدءاً‎ ‎بمخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎وفرع‎ ‎المعلومات‎ ‎في‎ ‎قوى‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎قامت‎ ‎وتقوم‎ ‎به‎ ‎من‎ ‎عمل‎ ‎دؤوب‎ ‎وتضحيات‎ ‎كبيرة،‎ ‎بهدف‎ ‎ملاحقة‎ ‎العصابات‎ ‎التي‎ ‎تقف‎ ‎وراء‎ ‎هذه‎ ‎الجريمة‎ ‎الارهابية‎ ‎والتكفيرية‎”.‎
وأكد‎: ‎‎”‎رجاؤنا‎ ‎الوحيد‎ ‎هو‎ ‎التمسك‎ ‎بإيماننا‎ ‎وبجوهر‎ ‎رسالتنا‎ ‎وقضيتنا‎ ‎وعقيدتنا‎ ‎وسلوكنا‎ ‎ومحبتنا‎ ‎وغيرتنا،‎ ‎لأن‎ ‎الإنسان‎ ‎الجديد‎ ‎يسكن‎ ‎في‎ ‎عقولنا‎ ‎وضمائرنا‎ ‎ونفوسنا‎ ‎وهو‎ ‎خلاصنا‎ ‎الوحيد‎ ‎والأكبر‎. ‎واذكروا‎ ‎دائماً‎ ‎اننا‎ ‎لا‎ ‎نيأس‎ ‎ولا‎ ‎نخاف‎ ‎ولا‎ ‎نتراجع‎ ‎أبداً،‎ ‎فنحن‎ ‎ابناء‎ ‎الحياة‎ ‎والحياة‎ ‎لنا‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *