الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : بري: لمواكبة الترسيم بتشكيل حكومة سريعاً
الشرق

الشرق : بري: لمواكبة الترسيم بتشكيل حكومة سريعاً

في غياب اي مؤشر لامكان الخروج من مستنقع التأزم الحكومي، يقفل الاسبوع السياسي في لبنان على صفر نتيجة ‏لجهة تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة في موعد قريب. لا عجب ما دام الستاتيكو المتحكم بالتكليف والتأليف لم ‏يتبدل قيد انملة وموقف “الثنائي الشيعي” على حاله من الشروط والتصلب، خلافا لمسار انطلاق المفاوضات مع ‏اسرائيل‎.‎
فباستثناء الموقف الفرنسي المؤيد للمشروع البطريريكي الداعي الى اعتماد حياد لبنان وقد اعلنه النائب في البرلمان ‏الفرنسي عضو لجنة الدفاع البرلمانية غواندال رويار، لم يسجل ما يخرق الجمود القاتل‎.‎

وفي السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية بان الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في اعقاب اعتذار اديب كما في ‏توقيت تلى المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الاحد الماضي في اكثر من اتجاه. فالى ‏الإتصالات التي واظب عليها الفريق الديبلوماسي والإستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من ‏الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان احياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ‏ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها وبقي ‏الاجتماع الابرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب ‏الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح يوم الجمعة عائدا الى بلاده ايذانا بانتهاء مهامه ‏الديبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها. وكشفت المصادر الديبلوماسية ان اللقاء الذي علمت به ‏الخارجية الفرنسية مسبقا لم تشأ ان تعطيه اي طابع رسمي خارج نطاق الإطلاع على رأي الحزب في شأن التطورات ‏الأخيرة بعد اعتذار اديب ومضمون المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والوقوف على مدى استعداد الحزب للتجاوب ‏في حال استؤنفت المبادرة بصيغة جديدة تمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى واستكشاف ما يمكن ‏القيام به في المستقبل‎.‎

الى ذلك، كشفت المصادر الديبلوماسية عن انجاز ما زال طي الكتمان وهو يتصل بالمجهود الذي يبذله وفد نقدي ‏ومالي وقانوني من البنك المركزي الفرنسي في بيروت وهو الذي باشر قبل فترة الاطلاع على حسابات مصرف لبنان ‏بغية اجراء نوع من التقييم للخطوات التي اتخذها في السنوات الأخيرة والتثبت من اسباب العجز المفاجىء وهي مهمة ‏شارفت على نهايتها قبل ان تقلع مؤسسة “الفاريس آند مارشال” بمهمتها التي تعاقدت بشأنها مع الحكومة اللبنانية من ‏اجل اجراء التحقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي‎.‎

سياسيا ايضا، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه وفداً من شبكة الميادين الإعلامية ردا على سؤال حول ‏اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة “انها خطوة ضرورية لكنها ‏ليست كافية يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من ‏أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل (وكفى ‏بيعاً للمياه في حارة السقايين”). وفي
الموضوع الحكومي جدد الرئيس بري التأكيد على التمسك بكل مندرجات المبادرة ‏الفرنسية لافتاً الى أن “التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على إسم لرئيس
الحكومة وباقي الأمور والخطوات ‏من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة‎”.‎
وليس بعيدا، وبعد انقضاء شهرين بالتمام على انفجار المرفأ، أعلن متحدث رسمي بإسم مكتب التحقيقات الفدرالي “اف ‏بي آي”، أنّه “لم يتمّ الوصول الى استنتاجات تقول ان انفجار 4 آب جريمة مُتعمدة، وبناءً لطلب الحكومة اللبنانية ‏نقوم بالمساعدة في التحقيق”. وأكّد، ان هذا “ليس تحقيقنا لذا لن نُقدّم تعليقات إضافية حالياً”.

وتوازياً، اعتبرت وزيرة ‏العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم أنّ جريمة انفجار المرفأ هي فرصة للقضاء لتطبيق القانون بعيدًا ‏من أي ضغط لإعادة ثقة المواطن به. وأكّدت أنّها ليست مطلعة على مسار التحقيقات بانفجار المرفأ، مشيرة إلى أنّها ‏راسلت التفتيش القضائي بموضوع التسريبات انطلاقًا من مبدأ سرية التحقيق. وقالت نجم: “حصل لغط بما يتعلق بالـ5 ‏أيام التي قيل إنّ التحقيق سينتهي فيها وللتوضيح فالتحقيق المقصود هو الإداري الداخلي الذي تجريه الحكومة ولا ‏علاقة له بالتحقيق القضائي‎”.‎

وعلى ضفة “كوفيد 19 الذي يوسع مروحة انتشاره لبنانيا وقد ألّفَ عداد اصاباته اليومية وارتفع عدد ضحاياه، اشار ‏وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الى ان القرار الذي اتخذ من قبل وزارة الداخلية بناء على اللجنة ‏الوزارية بعزل 111 بلدة قرار جريء يحاكي هواجس المجتمع والتحديات الحياتية اليومية لا سيما الازمة الاقتصادية ‏الخانقة، واوضح بانه لا احد يموت من الجوع في ظل التعاضد المجتمعي، ولكن يمكن ان نموت من الفيروس. وشهد ‏يوم أمس من عزل واقفال البلدات تفاوتا ملحوظا في الالتزام الذي بلغ نسبة الخمسين في المئة على الاكثر‎.‎

اما الازمات المعيشية المتناسلة فعلى حالها من دون حلول، لا بل تشتد يوميا. وفيما تهريب المحروقات الى سوريا على ‏غاربه، رفعت محطات المحروقات في النبطية ومنطقتها خراطيمها أمام السيارات بحجة عدم تسلمها مادة البنزين من ‏الشركات ونفاد مخزونها، باستثناء عدد قليل منها استمر بتزويد السيارات بالبنزين لتتوقف بعدها عن العمل بحجة ‏انتهاء المخزون لديها. وشكا المواطنون من الوقوف لساعات أمام المحطات، مطالبين الوزارات المختصة بالقيام ‏بدورها في هذا الاطار‎.‎
‎ ‎
بري: إتفاق الإطار لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل
وكفى بيعاً للمياه في “حارة السقايين‎”‎
‎ ‎
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه وفدا من شبكة “الميادين” الإعلامية ان “أكبر خيانة للمبدأ هي ما ‏حصل مع قضية فلسطين والقدس، فهي المعيار لقياس الانتماء في الموقف الصواب، ففلسطين والقدس ليستا قطعة من ‏الأرض، هما قطعة من السماء‎”.‎
وقال: “عندما فقد العرب كيفية سلوك الطريق نحو فلسطين، حصل التبعثر والتشظي العربيين، فإذا كان للحكام ‏ضروراتهم، لكن للشعوب أولوياتها التي يجب ألا تتغير، وهي أولوية فلسطين‎”.‎
أضاف: “لبنان يقع ضمن محيط متلاطم من التداعيات الخطرة على مساحة المنطقة، من العراق وسوريا واليمن، وهي ‏دول شقيقة لاتزال ضمن دائرة خطر التقسيم، فالمطلوب إزاء هذا الخطر الصبر وعدم الإستسلام، فهذا الخطر ليس ‏قدرا على هذه الأمة‎”.‎
وأكد أن “لبنان أكثر بلد في العالم العربي يتضرر من الصلح مع العدو الإسرائيلي‎”.‎
وعن اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، قال رئيس المجلس: “هي ‏خطوة ضرورية، لكنها ليست كافية، يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ ‏البلد من ما يتخبط به من أزمات، وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود ‏لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعا للمياه في حارة السقايين‎”.‎
وفي الموضوع الحكومي، جدد بري التأكيد على “التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية”، لافتا الى أن “التحدي ‏الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على اسم لرئيس الحكومة، وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها ‏تحت سقف هذه المبادرة‎”.‎
وحول المخاوف من خطر استيقاظ الإرهاب، قال: “نعم داعش مشروع لم ينته لا في سوريا ولا في العراق ولا حتى ‏في لبنان‎”.‎
وفي الشأن العراقي، أكد بري على “الضمانة التي يمثلها سماحة آية الله السيد علي السيستاني لحماية وحدة العراق‎”.‎
وكان رئيس مجلس النواب قد استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، النائب السابق ناصر قنديل الذي رأى في ‏تصريح بعد اللقاء : “اتفاق الإطار يحتاج الى حكومة تستطيع أن تتعامل مع قضية مصيرية، مع ثروات سيادية، مع ‏مسؤولية نخشى عليها أن تضيع في الفوضى اذا بقينا بلا حكومة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *