الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: الفرصة الفرنسية للحسم: معجزة تأليف الحكومة ام اعتذار الرئيس المكلف ؟..الثنائي الشيعي : حريصون على انجاح المبادرة والتمسّـك بالمسلّمات الوطنية..واشنطن تخرّب على جهود فرنسا وتحرّضها على حزب الله
الديار لوغو0

الديار: الفرصة الفرنسية للحسم: معجزة تأليف الحكومة ام اعتذار الرئيس المكلف ؟..الثنائي الشيعي : حريصون على انجاح المبادرة والتمسّـك بالمسلّمات الوطنية..واشنطن تخرّب على جهود فرنسا وتحرّضها على حزب الله

هل تنجح الاتصالات والجهود التي تكثفت في الساعات الماضية بفتح منفذ لتأليف الحكومة بعد الفرصة الاضافية على مهلة الاسبوعين التي اعطتها  باريس للمسؤولين والقيادات اللبنانية، ام يعتذر رئيس الحكومة المكلف بعد زيارة متوقعة الى قصر بعبدا اليوم؟ المعطيات التي توافرت لـ«الديار» مساء أمس لم تحمل مؤشرات واضحة، خصوصا ان مصادر الجهات المعنية بقيت متحفظة على كل ما دار ويدور حول الحكومة.

ووفقا للمعلومات، فان ما جعل الاتصالات ترتفع وتيرتها الى جانب توجس الجميع من الوصول الى طريق مسدود وسقوط المبادرة الفرنسية هو  بيان الاليزيه المقتضب الذي صدر بعد ظهر امس والذي قال انه «لم يفت الاوان لتشكيل الحكومة والعمل لمصلحة لبنان»، مشيرا الى «ان فرنسا تأسف لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون».

وقال مصدر بارز لـ«الديار»، ان بيان الرئاسة الفرنسية يتضمن اكثر من اشارة، فهو يشير الى اعطاء باريس فرصة قصيرة للمعنيين اللبنانيين من اجل العمل بسرعة على تجاوز العقبات واستيلاد الحكومة. وهو يستخدم لغة دبلوماسية تجاه عدم التزام القيادات السياسية بتعدهم في تأليف الحكومة خلال الاسبوعين مكتفيا بالاعراب عن الاسف، الى جانب تذكيره العمل لمصلحة لبنان.

واضاف المصدر انه سبق هذا الموقف اجراء فريق عمل الرئيس الفرنسي ورئيس المخابرات برنار ايميه اتصالات مع مسؤولين لبنانيين للعمل على تجاوز الخلافات وتأليف الحكومة. وترافق ذلك مع دخول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على خط التحركات بتوجيه من رئيس الجمهورية ميشال عون على ضوء المشاورات التي اجراها.

وكانت المصادر نقلت ان عون مع المداورة في الوزارات شرط التوافق الوطني عليها.

وحسب المصدر فان الاتصالات تكثفت عصراً ومساء امس ،كما قام ابراهيم بحركة ناشطة في اكثر من اتجاه.

واضاف ان الاقتراحات او الافكار التي طرحت بقيت طي الكتمان، مشيرا الى ان الكلام عن عرض وزارة الداخلية للشيعة بدلا من «المال» هو مجرد تكهنات واخبار اعلامية، لا بل ان الوزير علي حسن خليل قال نهار امس انه لم يجر معنا اي تواصل او حديث في هذا الشأن.

واوضح المصدر ان كل ما يمكن قوله هو ان الجهود نشطت ابتداء من بعد ظهر امس من دون ان يتضح اي شيء بخصوص النتائج.

وقال مصدر مطلع لـ«الديار» ان محاولات جرت لفتح ثغرة في جدار الازمة بعد ان مددت مهلة الاسبوعين التي اعطتها باريس الى يوم غد .

وقال المصدر ان الجهود تركزت على حل الخلافات حول ثلاث نقاط رئيسية هي:

1- مشكلة حقيبة المال حيث ابلغ الثنائي الشيعي ما كان اكده لرئيس الحكومة تمسكه باسناد هذه الحقيبة الى الشيعة وفتح المجال امام البحث في اسم الوزير الذي سيتم اختياره.

2- اختيار الوزراء الشيعة حيث اكد الثنائي الشيعي على اختيار هؤلاء الوزراء والاستعداد للتعاون مع الرئيس المكلف بهذا الامر.

3-حجم الحكومة حيث يفضل رئيس الجمهورية واطراف عديدة ان تكون متوسطة وليست مصغرة اي بين 20 و24 بدلا من 14.

 موقف الثنائي الشيعي

وفي غمرة هذه الاتصالات وردا على تصوير موقف الثنائي الشيعي بانه عرقلة للمبادرة الفرنسية قالت مصادر الثنائي لـ«الديار» مساء امس «ان موقفنا واضح منذ اللحظة الاولى وقد رحبنا بمبادرة الرئيس ماكرون وكنا واضحين في هذا الموقف، ويجب الا ينظر لتمسكنا بالمسلمات الوطنية والميثاقية على انها عرقلة للمبادرة الفرنسية، فالثنائي كان ولا يزال حريصا على المبادرة الفرنسية، وهذا الحرص لا يتعارض مع تمسكنا بالمسلمات الوطنية والحفاظ عليها وعدم مسّها».

ولفتت المصادر الى مواقف داخلية اخرى ارادت وتريد حرف المبادرة واستثمارها لاهدافها السياسية، والى الموقف الاميركي الذي ينكشف اكثر فاكثر  بالضغط على هذه المبادرة والتأثير عليها.

 الحريري وجنبلاط

ولوحظ امس الموقف المتشدد للرئيس سعد الحريري من موضوع وزارة المال ورفضه بقائها بيد طائفة معينة حيث غرد قائلا «ان وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقا حصريا لاي طائفة»، معتبرا ان «رفض المداورة احباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الاخيرة لانقاذ لبنان واللبنانيين».

وسبقه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتغريدة قال فيها «يبدو ان البعض لم يفهم او لا يريد ان يفهم بان المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لانقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بكل وضوح .وعاد كبار الفرقاء الى لعبة المحاصصة مع ادخال اعراف جديدة دون الاتصال باحد يقودها جدد على الساحة».

 التشويش الاميركي

ووفقاً للتطورات والوقائع التي سجلت اخيراً، فان البصمة الاميركية تبدو واضحة واخذت تتضح اكثر فاكثر في محاولة للضغط على المبادرة الفرنسية وعرقلتها واجهاضها، خصوصا مع تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الذي ركز فيه على الخلاف بين واشنطن وباريس حول النظرة الى حزب الله وتحريض فرنسا على التخلي عن موقفها وقال «ان فرنسا ترفض تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية كما فعلت دول اوروبية اخرى، وانه بدلا من ذلك تحافظ على الوهم القائل بوجود جناح سياسي لحزب الله».

كذلك ركزت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية مورغان اورناغوس على الاختلافات في السياسات الخارجية بين الولايات المتحدة وفرنسا لا سيما في لبنان وايران. واضافت «ان على الفرنسيين ان يدركوا ان حزب الله منظمة ارهابية ولا يمكنه ابدا تحقيق الاصلاحات التي طالب بها الشعب اللبناني».

 

 تحذير فرنسي  ومصير الودائع

على صعيد آخر، وفي ظل الوضع المالي والاقتصادي المتدهور لفت امس ما نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤول فرنسي كبير بانه «قد يكون من الصعب على البنوك في لبنان التمسك بمبدأ ضرورة الا يخسر المودعون ايا من ودائعهم، وذلك حسبما جاء في محضر اجتماع حصل في 10 ايلول الجاري بين مسؤولين فرنسيين كبار ووفد جمعية المصارف اللبنانية».

وفي محضر الاجتماع الذي يحمل صفة السرية، والذي اطلعت رويترز عليه تصدرت فرنسا جهودا دولية لدفع السياسيين المتشبثين بمواقفهم في لبنان لتنفيذ اصلاحات ضرورية.

واكد مبعوث الرئيس الفرنسي لتنسيق الدعم الدولي للبنان بيير دوكين خلال الاجتماع على انه «بينما هي مسألة مبدأ بالنسبة لجمعية المصارف في لبنان انه يجب الا يتكبد المودعون اي خسائر، فانه قد يكون من الصعب الدفاع عن هذا حتى النهاية، لكنها مسألة  تفاوض».

ولفتت رويترز الى ان محضر الاجتماع يظهر ان ممثلي جمعية المصارف ومنهم رئيسها سليم صفير اشاروا الى ان البنوك مستعدة للانضمام الى جهود جماعية لحل الازمة، وحددوا اقتراحات شملت تأييد انشاء صندوق لحشد اصول الدولة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *