الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : الجيش: 4 شهداء وقتل الإرهابيّ التلاوي ‏واعتقال شريكه عبد الرزاق… ‏و”القوميّ” يحيي الجيش سقوط حكومة الأمر الواقع… وعون يدير مشاورات نيابيّة ويلتقي الجسر ‏وحردان وكرامي / ماكرون دخل على خط إنقاذ مبادرته بعدما كادت تسقط… ‏بتحريرها من محاولات الاستقواء
flag-big

البناء : الجيش: 4 شهداء وقتل الإرهابيّ التلاوي ‏واعتقال شريكه عبد الرزاق… ‏و”القوميّ” يحيي الجيش سقوط حكومة الأمر الواقع… وعون يدير مشاورات نيابيّة ويلتقي الجسر ‏وحردان وكرامي / ماكرون دخل على خط إنقاذ مبادرته بعدما كادت تسقط… ‏بتحريرها من محاولات الاستقواء

وصل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎إلى‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎في‎ ‎الحادية‎ ‎عشرة‎ ‎قبل‎ ‎ظهر‎ ‎أمس،‎ ‎ولم‎ ‎يقدّم‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون،‎ ‎وخرج‎ ‎ليعلن‎ ‎للصحافيين‎ ‎أنه‎ ‎حضر‎ ‎لمزيد‎ ‎من‎ ‎التشاور،‎ ‎خلافاً‎ ‎لكل‎ ‎التسريبات‎ ‎التي‎ ‎ملأت‎ ‎وسائل‎ ‎الإعلام‎ ‎منذ‎ ‎يومين‎ ‎عن‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سيحمل‎ ‎تشكيلته‎ ‎الجاهزة‎ ‎ويعرضها‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎عارضاً‎ ‎عليه‎ ‎قبولها‎ ‎وتوقيعها،‎ ‎أو‎ ‎قبول‎ ‎اعتذاره‎ ‎عن‎ ‎المهمة،‎ ‎فما‎ ‎عرضه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎كان‎ ‎المأزق‎ ‎الذي‎ ‎دخلته‎ ‎مهمته‎ ‎بفعل‎ ‎غياب‎ ‎التغطية‎ ‎النيابية‎ ‎والسياسية،‎ ‎وإعلان‎ ‎كتل‎ ‎كبرى‎ ‎مقاطعتها‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎بعدما‎ ‎تلقى‎ ‎أديب‎ ‎اتصالاً‎ ‎من‎ ‎السفير‎ ‎برنار‎ ‎أيميه‎ ‎مدير‎ ‎المخابرات‎ ‎الفرنسية،‎ ‎وفقاً‎ ‎لمصادر‎ ‎إعلامية‎ ‎لبنانية‎ ‎مقيمة‎ ‎في‎ ‎باريس‎ ‎وعلى‎ ‎علاقة‎ ‎مميزة‎ ‎بمواقع‎ ‎القرار‎ ‎الفرنسية،‎ ‎وقد‎ ‎تبلغ‎ ‎أديب‎ ‎من‎ ‎ايميه‎ ‎رسالة‎ ‎واضحة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎أمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎له‎ ‎الفشل‎ ‎في‎ ‎مهمته،‎ ‎وأن‎ ‎التشاؤم‎ ‎المحيط‎ ‎بفرض‎ ‎نجاح‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎التي‎ ‎سعى‎ ‎إليها‎ ‎مع‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎ولاقت‎ ‎الدعم‎ ‎الفرنسي‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎قابلاً‎ ‎للتجاهل،‎ ‎وأن‎ ‎الأمر‎ ‎يستدعي‎ ‎الانفتاح‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎لفتح‎ ‎باب‎ ‎التسويات،‎ ‎وكان‎ ‎ماكرون‎ ‎قد‎ ‎أبلغ‎ ‎في‎ ‎اتصال‎ ‎أجراه‎ ‎برئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎رغبته‎ ‎بفتح‎ ‎الطريق‎ ‎للتفاهمات‎ ‎التي‎ ‎تبدّد‎ ‎مناخ‎ ‎التشاؤم‎ ‎الذي‎ ‎خيّم‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎الحكومي‎.‎

تلقف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎كرة‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎من‎ ‎يد‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎ومد‎ ‎له‎ ‎يد‎ ‎المساعدة‎ ‎بفتح‎ ‎قنوات‎ ‎الاتصال‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎لخلق‎ ‎مناخ‎ ‎يمهد‎ ‎الطريق‎ ‎للتداول‎ ‎بمخارج‎ ‎تعيد‎ ‎الزخم‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وتفتح‎ ‎الفرص‎ ‎لولادة‎ ‎قريبة‎ ‎للحكومة‎ ‎المنتظرة‎. ‎وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎ان‎ ‎الطريق‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎سالكة‎ ‎أمام‎ ‎استئناف‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وفقاً‎ ‎للقواعد‎ ‎التي‎ ‎انطلقت‎ ‎على‎ ‎اساسها،‎ ‎عبر‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مهمة‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎محاولات‎ ‎استغلال‎ ‎مناسبة‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎لفرض‎ ‎تعديل‎ ‎في‎ ‎بنية‎ ‎النظام‎ ‎السياسي‎ ‎عبر‎ ‎تهميش‎ ‎دور‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومات،‎ ‎ومحاولة‎ ‎فرض‎ ‎صلاحيات‎ ‎مطلقة‎ ‎لرئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎استغلال‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎والموقف‎ ‎الأميركي‎ ‎العدائي‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎للتصرف‎ ‎مع‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎بعقلية‎ ‎انتقامية،‎ ‎واعتبار‎ ‎الحكومة‎ ‎مناسبة‎ ‎لحسم‎ ‎أمر‎ ‎التوقيع‎ ‎الثالث‎ ‎الذي‎ ‎يمثله‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎تسريع‎ ‎التشكيل‎ ‎وفقاً‎ ‎لما‎ ‎جرى‎ ‎في‎ ‎حكومات‎ ‎سابقة‎ ‎وتأجيل‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎المداورة‎ ‎كخيار‎ ‎إصلاحي‎ ‎للمرحلة‎ ‎التي‎ ‎اتفق‎ ‎أنها‎ ‎تلي‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎الإصلاح‎ ‎السياسي‎ ‎سواء‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎المداورة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎النظام‎ ‎الطائفي‎ ‎وما‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تطاله،‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الذهاب‎ ‎إلى‎ ‎الدولة‎ ‎المدنية،‎ ‎كما‎ ‎يتحدث‎ ‎الجميع‎.‎

التشاور‎ ‎الذي‎ ‎بدأه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تمحور‎ ‎حول‎ ‎حجم‎ ‎الحكومة‎ ‎وتمثيلها،‎ ‎وشروط‎ ‎منحها‎ ‎الثقة،‎ ‎ونوعية‎ ‎الوزراء‎ ‎ومبدأ‎ ‎المداورة،‎ ‎وقد‎ ‎شمل‎ ‎ممثل‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎سمير‎ ‎الجسر‎ ‎وتكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎برئيسه‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎والكتلة‎ ‎القومية‎ ‎برئيسها‎ ‎اسعد‎ ‎حردان‎ ‎واللقاء‎ ‎التشاوري‎ ‎ممثلاً‎ ‎بفيصل‎ ‎كرامي‎ ‎والتكتل‎ ‎الوطني‎ ‎المستقل‎ ‎بممثله‎ ‎فريد‎ ‎الخازن‎ ‎وسيلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎ممثلي‎ ‎الكتل‎ ‎الأخرى‎ ‎وفي‎ ‎طليعتها‎ ‎كتلة‎ ‎التحرير‎ ‎والتنمية‎ ‎وكتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة،‎ ‎ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يلتقي‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎ويضعه‎ ‎في‎ ‎نتائج‎ ‎مشاوراته،‎ ‎ليستكملا‎ ‎مناقشة‎ ‎المسار‎ ‎الذي‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تسلكه‎ ‎مساعي‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎.‎
الوضع‎ ‎الأمني‎ ‎الذي‎ ‎حضر‎ ‎ليلاً‎ ‎بإشكال‎ ‎كبير‎ ‎ناتج‎ ‎عن‎ ‎مرور‎ ‎موكب‎ ‎للقوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎من‎ ‎أمام‎ ‎مقر‎ ‎مركزية‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎الدكوانة،‎ ‎وإطلاق‎ ‎الحجارة‎ ‎والشتائم‎ ‎باتجاهه،‎ ‎وتحول‎ ‎المشهد‎ ‎نحو‎ ‎مواجهة‎ ‎بالأيدي‎ ‎وتراشق‎ ‎بالحجارة‎ ‎وإطلاق‎ ‎نار‎ ‎في‎ ‎الهواء،‎ ‎وقد‎ ‎نجح‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎بعد‎ ‎ساعات‎ ‎بتفريق‎ ‎الجموع‎ ‎والسيطرة‎ ‎على‎ ‎الموقف‎.‎
الحدث‎ ‎الأمني‎ ‎الأبرز‎ ‎كان‎ ‎شمالياً،‎ ‎حيث‎ ‎فقد‎ ‎الجيش‎ ‎أربعة‎ ‎من‎ ‎عناصره‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎مع‎ ‎خلية‎ ‎لتنظيم‎ ‎داعش‎ ‎الإرهابي‎ ‎التي‎ ‎ارتكبت‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎اثناء‎ ‎مداهمات‎ ‎لمخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي،‎ ‎انتهت‎ ‎بمقتل‎ ‎الرأس‎ ‎المدبر‎ ‎للخلية‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي‎ ‎واعتقال‎ ‎شريكه‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق،‎ ‎وفيما‎ ‎شيّعت‎ ‎قرى‎ ‎وبلدات‎ ‎عكار‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش،‎ ‎وصدرت‎ ‎مواقف‎ ‎رئاسية‎ ‎وسياسية‎ ‎مساندة‎ ‎للجيش‎ ‎أصدر‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎بياناً‎ ‎حيّا‎ ‎فيه‎ ‎الجيش‎ ‎على‎ ‎تضحياته‎ ‎وإنجازاته‎ ‎مذكراً‎ ‎بشهداء‎ ‎كفتون‎ ‎الذين‎ ‎سقطوا‎ ‎على‎ ‎ايدي‎ ‎الجماعة‎ ‎الإرهابية‎ ‎التي‎ ‎تصدت‎ ‎للجيش‎ ‎وتسببت‎ ‎بسقوط‎ ‎الشهداء‎ ‎أعاد‎ ‎التذكير‎ ‎بمطالبته‎ ‎بإحالة‎ ‎الجريمة‎ ‎إلى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي‎ ‎بعدما‎ ‎صار‎ ‎ثابتاً‎ ‎كونها‎ ‎جريمة‎ ‎على‎ ‎أمن‎ ‎الدولة‎.‎

القوميّ
حيّا‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎أرواح‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎الأربعة‎ ‎الذي‎ ‎استشهدوا‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎المجموعات‎ ‎الإرهابيّة‎ ‎التي‎ ‎ارتكبت‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎بحق‎ ‎ثلاثة‎ ‎قوميين‎ ‎هم‎ ‎الرفقاء‎ ‎الشهداء‎ ‎فادي‎ ‎سركيس،‎ ‎علاء‎ ‎فارس‎ ‎وجورج‎ ‎سركيس‎.‎
ولفت‎ ‎الحزب‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الوقائع‎ ‎تثبت‎ ‎بأن‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎هي‎ ‎جريمة‎ ‎إرهابية‎ ‎بامتياز،‎ ‎وأنّ‎ ‎دماء‎ ‎شهداء‎ ‎كفتون‎ ‎القوميين‎ ‎وشهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎قد‎ ‎حمت‎ ‎لبنان‎ ‎واللبنانيين‎ ‎من‎ ‎مخطط‎ ‎إرهابي‎ ‎كبير‎ ‎وخطير،‎ ‎يستهدف‎ ‎أمن‎ ‎لبنان‎ ‎واستقراره‎.‎
وشدّد‎ ‎على‎ ‎أهمية‎ ‎ما‎ ‎تقوم‎ ‎به‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎والقضائية‎ ‎من‎ ‎تحقيقات‎ ‎حثيثة‎ ‎ومتواصلة‎ ‎لكشف‎ ‎كل‎ ‎الشبكات‎ ‎الإرهابية‎ ‎الضالعة‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎وتلك‎ ‎النائمة،‎ ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎ضرورة‎ ‎إحالة‎ ‎ملف‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎إلى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي‎ ‎بوصفها‎ ‎عملاً‎ ‎إرهابياً‎ ‎يهدد‎ ‎استقرار‎ ‎البلد‎. ‎وأكد‎ ‎أن‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي،‎ ‎الذي‎ ‎دفع‎ ‎دماً‎ ‎غالياً‎ ‎في‎ ‎كفتون‎ ‎من‎ ‎جراء‎ ‎الإرهاب‎ ‎الظلامي،‎ ‎يتوجّه‎ ‎الى‎ ‎مؤسسة‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎قائداً‎ ‎وقيادة‎ ‎وافراداً،‎ ‎وإلى‎ ‎عائلات‎ ‎واسر‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش‎ ‎بأحر‎ ‎التعازي،‎ ‎فهؤلاء‎ ‎الشهداء‎ ‎الأبطال،‎ ‎كما‎ ‎شهدائنا،‎ ‎افتدوا‎ ‎الكورة‎ ‎والشمال‎ ‎وكل‎ ‎لبنان‎.‎

وكانت‎ ‎دورية‎ ‎من‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎طاردت‎ ‎خلية‎ ‎إرهابية‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي‎ ‎في‎ ‎الشمال‎ ‎تضم‎ ‎مشتبهاً‎ ‎بهم‎ ‎في‎ ‎التورط‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون،‎ ‎ما‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎مقتل‎ ‎الارهابي‎ ‎الخطر‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي،‎ ‎واستشهاد‎ 4 ‎عسكريين‎. ‎وبعد‎ ‎مداهمات‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎البداوي،‎ ‎تمكن‎ ‎الجيش‎ ‎من‎ ‎قتل‎ ‎التلاوي،‎ ‎الرأس‎ ‎المدبّر‎ ‎للخلية‎ ‎الإرهابية‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎قد‎ ‎اعتدت‎ ‎على‎ ‎عناصر‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎جبل‎ ‎البداوي،‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎كفرحبو‎ -‎‎ ‎الضنية،‎ ‎بعد‎ ‎فراره‎ ‎مع‎ ‎ثلاثة‎ ‎عناصر‎ ‎كانوا‎ ‎معه‎ ‎في‎ ‎اتجاه‎ ‎الضنية،‎ ‎إثر‎ ‎عدم‎ ‎امتثالهم‎ ‎لأوامر‎ ‎حاجز‎ ‎الجيش‎ ‎عند‎ ‎مدخل‎ ‎بلدة‎ ‎عشاش‎ -‎‎ ‎قضاء‎ ‎زغرتا‎. ‎وعلى‎ ‎بعد‎ 400 ‎متر‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الحاجز،‎ ‎أردى‎ ‎الجيش‎ ‎التلاوي‎ ‎قتيلاً،‎ ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎هارباً‎ ‎مع‎ ‎الثلاثة‎ ‎الآخرين‎ ‎بعد‎ ‎مداهمة‎ ‎شقة‎ ‎في‎ ‎البداوي‎ ‎تعود‎ ‎إلى‎ ‎المدعو‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق،‎ ‎اختبأ‎ ‎فيها‎ ‎الإرهابيون‎.‎
وأفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎وحدة‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎حدّدت‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎مكان‎ ‎عنصرَي‎ ‎شبكة‎ ‎التلاوي‎ ‎الإرهابية‎ ‎في‎ ‎محلة‎ ‎الهوّة‎ ‎بين‎ ‎رشعين‎ ‎وكفرحبو‎ ‎وعملت‎ ‎على‎ ‎محاصرتهما‎.‎
وكان‎ ‎الإرهابي‎ ‎التلاوي‎ ‎قد‎ ‎اعتقل‎ ‎لانتمائه‎ ‎الى‎ ‎تنظيم‎ ‎داعش‎ ‎ثم‎ ‎أفرجت‎ ‎عنه‎ ‎المحكمة‎ ‎العسكرية‎ ‎في‎ ‎العام‎ 2017 ‎ما‎ ‎يطرح‎ ‎تساؤلات‎ ‎عدة‎ ‎حول‎ ‎سبب‎ ‎إقدام‎ ‎المحكمة‎ ‎العسكرية‎ ‎على‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎إرهابي‎ ‎تعرف‎ ‎خطورته‎ ‎على‎ ‎الأمن‎ ‎القومي؟‎ ‎ما‎ ‎يستدعي‎ ‎تحقيقاً‎ ‎مع‎ ‎القضاة‎ ‎العسكريين‎ ‎المسؤولين‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎الذي‎ ‎أدى‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎بعد‎ ‎الى‎ ‎ارتكاب‎ ‎التلاوي‎ ‎جريمتين‎ ‎في‎ ‎كيفون‎ ‎بحق‎ ‎ثلاثة‎ ‎شهداء‎ ‎ثم‎ 4 ‎شهداء‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎.‎

وأعلنت‎ ‎قيادة‎ ‎الجيش‎ ‎أن‎ ‎دورية‎ ‎من‎ ‎مديرية‎ ‎المخابرات‎ ‎تمكنت‎ ‎من‎ ‎توقيف‎ ‎المطلوب‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎الرزاق‎ ‎ووليد‎ ‎الرز‎ ‎أحد‎ ‎اعضاء‎ ‎الخلية‎ ‎الارهابية‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎يتزعمها‎ ‎الارهابي‎ ‎خالد‎ ‎التلاوي‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎حرجية‎ ‎في‎ ‎رشعين‎.‎

واتصل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎بقائد‎ ‎الجيش‎ ‎العماد‎ ‎جوزف‎ ‎عون،‎ ‎واطلع‎ ‎منه‎ ‎على‎ ‎وقائع‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎جبل‎ ‎البداوي‎ ‎في‎ ‎المنية،‎ ‎وطلب‎ ‎منه‎ ‎نقل‎ ‎تعازيه‎ ‎الى‎ ‎ذوي‎ ‎الشهداء‎. ‎وقال‎ “‎مرة‎ ‎جديدة،‎ ‎يدفع‎ ‎أبطال‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎من‎ ‎دمائهم‎ ‎ثمنًا‎ ‎للتصدي‎ ‎للإرهاب‎ ‎وحفظ‎ ‎أمن‎ ‎المجتمع‎ ‎وسلامته‎. ‎من‎ ‎اجل‎ ‎الشهداء‎ ‎الذين‎ ‎سقطوا،‎ ‎علينا‎ ‎ان‎ ‎نترفع‎ ‎عن‎ ‎الانانيات‎ ‎ونعطي‎ ‎الفرصة‎ ‎لوطننا‎ ‎للنهوض،‎ ‎ولشعبنا‎ ‎للالتفاف‎ ‎حول‎ ‎دولته‎ ‎ومؤسساته‎”.‎

استشارات‎ ‎جديدة
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎فرضت‎ ‎المواقف‎ ‎السياسية‎ ‎نفسها‎ ‎على‎ ‎مسار‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وفرملت‎ ‎اندفاعة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎نحو‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎والتي‎ ‎كان‎ ‎يعتزم‎ ‎عرضها‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎ما‎ ‎أعاد‎ ‎مفاوضات‎ ‎التشكيل‎ ‎إلى‎ ‎نقطة‎ ‎الصفر‎ ‎مع‎ ‎انطلاق‎ ‎جولة‎ ‎استشارات‎ ‎نيابية‎ ‎جديدة‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎بمبادرة‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بالاتفاق‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎.‎
وبحسب‎ ‎معلومات‎ “‎البناء‎” ‎فإن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎كان‎ ‎يحمل‎ ‎في‎ ‎جيبه‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎أولية‎ ‎خلال‎ ‎زيارته‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎اليوم‎ ‎ولقائه‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎وتتضمن‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وحجمها‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎وبعض‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎. ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎عون‎ ‎نصحه‎ ‎بالتروّي‎ ‎والتريث‎ ‎مع‎ ‎عتب‎ ‎عليه‎ ‎لعدم‎ ‎تشاوره‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎التي‎ ‎سمته‎ ‎لرئاسة‎ ‎الحكومة،‎ ‎لكن‎ ‎وبعد‎ ‎رفض‎ ‎أديب‎ ‎التواصل‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎طرح‎ ‎عون‎ ‎أن‎ ‎يتولى‎ ‎ذلك‎ ‎بنفسه‎ ‎لتسهيل‎ ‎المهمة‎. ‎وخلال‎ ‎اللقاء‎ ‎مع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎رؤساء‎ ‎الكتل‎ ‎طرح‎ ‎عون‎ ‎أسئلة‎ ‎تتعلق‎ ‎بمواضيع‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والمداورة‎ ‎في‎ ‎الحقائب‎ ‎الوزارية‎ ‎وكيفية‎ ‎وصلاحية‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎وموقفها‎ ‎من‎ ‎الثقة‎ ‎في‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎.‎

وأوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للقاء‎ ‎عون‎ -‎‎ ‎أديب‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎التطورات‎ ‎التي‎ ‎استجدت‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎القليلة‎ ‎الماضية‎ ‎خصوصاً‎ ‎مسألة‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎وزيرين‎ ‎لبنانيين‎ ‎والمواقف‎ ‎التي‎ ‎أعقبتها،‎ ‎دفعت‎ ‎بالرئيس‎ ‎عون‎ ‎الى‎ ‎تمديد‎ ‎المشاورات‎ ‎مع‎ ‎جميع‎ ‎الأطراف‎ ‎تمهيداً‎ ‎للقاء‎ ‎ثان‎ ‎بين‎ ‎عون‎ ‎وأديب‎ ‎ضمن‎ ‎مهلة‎ ‎معقولة‎ ‎للبناء‎ “‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎”. ‎وأشارت‎ ‎أوساط‎ ‎بعبدا‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎سبق‎ ‎وأبدى‎ ‎رأيه‎ ‎حول‎ ‎الحكومة‎ ‎العتيدة‎ ‎وما‎ ‎يهمه‎ ‎هو‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎القيام‎ ‎بالإصلاحات‎”.‎

والتقى‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎على‎ ‎التوالي‎ ‎رئيس‎ ‎الكتلة‎ ‎القومية‎ ‎النائب‎ ‎أسعد‎ ‎حردان،‎ ‎ورئيس‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎ثم‎ ‎ممثل‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النائب‎ ‎سمير‎ ‎الجسر،‎ ‎والنائب‎ ‎فيصل‎ ‎كرامي‎ ‎ممثلاً‎ ‎اللقاء‎ ‎التشاوري،‎ ‎والنائب‎ ‎فريد‎ ‎الخازن‎ ‎ممثلاً‎ ‎التكتل‎ ‎الوطني،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎ ‎وممثل‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير‎ ‎وبقية‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية،‎ ‎فيما‎ ‎أعلنت‎ ‎كتلة‎ ‎القوات‎ ‎مقاطعتها‎ ‎للاستشارات،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎موقفها‎ ‎معروف،‎ ‎كما‎ ‎أعلنت‎ ‎كتلة‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎أنها‎ ‎لن‎ ‎تشارك‎ ‎في‎ ‎استشارات‎ ‎بعبدا‎.‎
عين‎ ‎التينة
وفيما‎ ‎تمّ‎ ‎التداول‎ ‎بتسريبات‎ ‎منسوبة‎ ‎الى‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎تطلق‎ ‎فيها‎ ‎تهديدات‎ ‎عالية‎ ‎السقف‎ ‎باتجاه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎وفرنسا،‎ ‎نفى‎ ‎المكتب‎ ‎الإعلامي‎ ‎لرئاسة‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎هذه‎ ‎المعلومات‎ ‎وأكد‎ ‎فيه‎ ‎أن‎ “‎كل‎ ‎ما‎ ‎ينشر‎ ‎وينسب‎ ‎الى‎ ‎مصادر‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎عبر‎ ‎تطبيقات‎ ‎الواتس‎ ‎آب‎ ‎ووسائل‎ ‎التواصل‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎الموضوع‎ ‎الحكومي‎ ‎غير‎ ‎صحيح‎ ‎على‎ ‎الإطلاق،‎ ‎وبالأساس‎ ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎شيء‎ ‎اسمه‎ ‎مصادر‎ ‎في‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎سوى‎ ‎ما‎ ‎يصدر‎ ‎حصراً‎ ‎عن‎ ‎المكتب‎ ‎الاعلامي‎ ‎لرئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎”.‎

ووضعت‎ ‎مصادر‎ ‎مراقبة‎ ‎هذه‎ ‎التسريبات‎ ‎في‎ ‎اطار‎ ‎تأزيم‎ ‎الأوضاع‎ ‎وإثارة‎ ‎العصبيات‎ ‎المذهبية‎ ‎والتشويش‎ ‎على‎ ‎المساعي‎ ‎الهادفة‎ ‎لتهدئة‎ ‎التوتر‎ ‎السياسي‎ ‎ومحاولة‎ ‎إنقاذ‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎التعقيدات‎.‎

ونُقِل‎ ‎عن‎ ‎مرجع‎ ‎سياسي‎ ‎رفيع‎ ‎اتهامه‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎بالانقلاب‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وتحريفها‎ ‎واستغلالها‎ ‎لفرض‎ ‎معادلة‎ ‎جديدة‎. ‎ولفتت‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎المعنيين‎ ‎بالتأليف‎ ‎لن‎ ‎يستطيعوا‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أوسع‎ ‎تفاهم‎ ‎وطني‎ ‎بين‎ ‎المكونات‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎”‎،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎عقبتين‎ ‎تعترضان‎ ‎من‎ ‎يحاول‎ ‎تمرير‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎: ‎توقيع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الذي‎ ‎لن‎ ‎يعطيه‎ ‎لحكومة‎ ‎لا‎ ‎تراعي‎ ‎مقتضيات‎ ‎الوفاق‎ ‎الوطني‎ ‎والاستقرار‎ ‎الداخلي،‎ ‎والثقة‎ ‎النيابية‎ ‎التي‎ ‎ستنزع‎ ‎الشرعية‎ ‎عن‎ ‎أي‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تحظى‎ ‎بثقة‎ ‎وتأييد‎ ‎الأغلبية‎ ‎النيابية‎ ‎في‎ ‎البرلمان‎”. ‎مستعبدة‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎قبل‎ ‎يوم‎ ‎الجمعة‎ ‎المقبل‎.‎

أرسلان
وقال‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎اللبناني‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎على‎ “‎تويتر‎”: ‎‎”‎إذا‎ ‎اعتمد‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎في‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎معيار‎ ‎الكفاءة‎ ‎كما‎ ‎يدّعون،‎ ‎فيصبح‎ ‎بديهياً‎ ‎إعطاء‎ ‎الدروز‎ ‎حقيبة‎ ‎سيادية‎ ‎وفقاً‎ ‎للمعايير‎ ‎المطروحة‎”. ‎وتابع‎: ‎‎”‎وهنا‎ ‎على‎ ‎الأشباح‎ ‎المولجين‎ ‎بالتأليف‎ ‎استدراك‎ ‎الأمر‎. ‎وبالمناسبة‎ ‎لن‎ ‎نعترف‎ ‎بأعراف‎ ‎تبقي‎ ‎طائفة‎ ‎الموحدين‎ ‎المؤسسة‎ ‎للكيان‎ ‎خارج‎ ‎الحقائب‎ ‎السيادية‎”.‎

التيار
في‎ ‎المقابل،‎ ‎أشارت‎ ‎مصادر‎ ‎قيادية‎ ‎في‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎كلام‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎الأخير‎ ‎جاء‎ ‎في‎ ‎اطار‎ ‎تسهيل‎ ‎عمل‎ ‎الحكومة‎ ‎ووضع‎ ‎زمام‎ ‎القرار‎ ‎بيد‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎وبالتالي‎ ‎عدم‎ ‎مشاركة‎ ‎التيار‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎”. ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الحق‎ ‎في‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎التأليف‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تحديد‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والأسماء‎ ‎والحقائب‎ ‎ولن‎ ‎يبصم‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تراعي‎ ‎مقتضيات‎ ‎المصلحة‎ ‎الوطنية‎”‎،‎ ‎وأكدت‎ ‎بأن‎ “‎التيار‎ ‎لن‎ ‎يتدخل‎ ‎والتواصل‎ ‎مقطوع‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎”.‎

المستقبل
بدورها‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الحريري‎ ‎قدّم‎ ‎كل‎ ‎التسهيلات‎ ‎ولم‎ ‎يعد‎ ‎لديه‎ ‎ما‎ ‎يقدمه‎ ‎وبالتالي‎ ‎انتهى‎ ‎دوره،‎ ‎وكلامه‎ ‎الذي‎ ‎قاله‎ ‎أمام‎ ‎ماكرون‎ ‎ورؤساء‎ ‎الكتل‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎الصنوبر‎ ‎هو‎ ‎ما‎ ‎يردّده‎ ‎أمام‎ ‎زواره‎ ‎وكل‎ ‎الذين‎ ‎يراجعونه‎ ‎في‎ ‎مسألة‎ ‎التأليف،‎ ‎قيل‎ ‎بأن‎ ‎لا‎ ‎اجماع‎ ‎على‎ ‎الحريري‎ ‎ودعوه‎ ‎لتسمية‎ ‎وتزكية‎ ‎اسم‎ ‎آخر،‎ ‎فانسحب‎ ‎من‎ ‎السباق‎ ‎وسمى‎ ‎أديب‎ ‎وترك‎ ‎له‎ ‎حرية‎ ‎اختيار‎ ‎الحكومة‎ ‎التي‎ ‎يريدها‎ ‎واعلن‎ ‎عدم‎ ‎مشاركة‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎لتسهيل‎ ‎المهمة‎ ‎ـ‎ ‎فماذا‎ ‎عساه‎ ‎يفعل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ذلك؟‎”. ‎وتساءلت‎: ‎لماذا‎ ‎رفض‎ ‎باسيل‎ ‎التواصل‎ ‎والاتصال‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎وحتى‎ ‎لم‎ ‎يرسل‎ ‎له‎ ‎أي‎ ‎موفد‎ ‎للتفاوض‎ ‎معه؟‎ ‎متهمة‎ ‎باسيل‎ ‎بالعرقلة‎ ‎من‎ ‎تحت‎ ‎الطاولة‎. ‎وكشفت‎ ‎أن‎ ‎أديب‎ ‎انتهى‎ ‎من‎ ‎وضع‎ ‎تشكيلته‎ ‎النهائية‎ ‎وتراعي‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎وعدم‎ ‎تكريس‎ ‎حقائب‎ ‎لطائفة‎ ‎أو‎ ‎لحزب‎ ‎وبعيدة‎ ‎عن‎ ‎الانتماءات‎ ‎الحزبية‎ ‎بناء‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎.‎

رسالة‎ ‎فرنسية
وأكّدت‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الفرنسية‎ ‎أنّ‎ ‎جميع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎بحاجة‎ ‎إلى‎ ‎الوفاء‎ ‎بتعهدها‎ ‎بتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎على‎ ‎وجه‎ ‎السرعة‎.‎

ورداً‎ ‎على‎ ‎سؤال‎ ‎حول‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎باريس‎ ‎ستقبل‎ ‎التأجيل‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎قالت‎ ‎المتحدثة‎ ‎أنييس‎ ‎فون‎ ‎دير‎ ‎مول‎ ‎إنه‎ ‎تم‎ ‎تذكير‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎مراراً‎ ‎بضرورة‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎بسرعة‎ ‎لتكون‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎تنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎الأساسية‎.‎
وأضافت‎: ‎‎”‎كل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎أيدت‎ ‎هذا‎ ‎الهدف‎. ‎والأمر‎ ‎متروك‎ ‎لها‎ ‎لترجمة‎ ‎هذا‎ ‎التعهد‎ ‎إلى‎ ‎أفعال‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تأخير‎. ‎إنها‎ ‎مسؤوليتها‎”.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎أوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎المبادرة‎ ‎لا‎ ‎تتضمن‎ ‎حكومة‎ ‎أمر‎ ‎واقع‎”‎،‎ ‎كاشفة‎ ‎أن‎ “‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎سمع‎ ‎من‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مكوّن‎ ‎سياسي‎ ‎تأييدها‎ ‎لحكومة‎ ‎خليط‎ ‎بين‎ ‎التكنوقراط‎ ‎والسياسيين‎ ‎أو‎ ‎حكومة‎ ‎مستقلين‎ ‎مطعمة‎ ‎بسياسيين‎ ‎توافق‎ ‎عليهم‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎وتحظى‎ ‎بتوافق‎ ‎أغلبية‎ ‎المكوّنات‎ ‎السياسية‎”. ‎مذكراً‎ ‎بكلام‎ ‎ماكرون‎ ‎حول‎ ‎حكومة‎ ‎الوحدة‎ ‎الوطنية‎ ‎أو‎ ‎التفاهم‎ ‎الوطني‎. ‎وأبدى‎ ‎المصدر‎ ‎استغرابه‎ ‎الشديد‎ ‎حيال‎ ‎الأسلوب‎ ‎الذي‎ ‎يتبعه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎والذي‎ ‎لن‎ ‎يقبله‎ ‎الرئيسان‎ ‎عون‎ ‎وبري‎ ‎ولا‎ ‎معظم‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎.‎

توتر‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎والقوات
الى‎ ‎ذلك،‎ ‎شهد‎ ‎محيط‎ ‎الأمانة‎ ‎العامة‎ ‎للتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎توتراً‎ ‎كبيراً‎ ‎بين‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎والقوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎وذلك‎ ‎بعد‎ ‎وصول‎ ‎موكب‎ ‎تابع‎ ‎لمناصري‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎وإطلاقه‎ ‎الشعارات‎ ‎المستفزة‎ ‎لأنصار‎ ‎التيار‎.‎

وأُطلقت‎ ‎عناصر‎ ‎الأمن‎ ‎في‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النار‎ ‎في‎ ‎الهواء،‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎تصل‎ ‎وحدات‎ ‎الجيش‎ ‎الى‎ ‎مكان‎ ‎الإشكال‎ ‎وعملت‎ ‎على‎ ‎ضبط‎ ‎الوضع‎ ‎واتخذت‎ ‎تدابير‎ ‎لمنع‎ ‎الاحتكاك‎ ‎والاستفزازات‎.‎
ونجح‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎إعادة‎ ‎الهدوء‎ ‎إلى‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎بعدما‎ ‎فصل‎ ‎الجيش‎ ‎بين‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎والقوات‎.‎

وأوضحت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎أن‎ ‎عناصر‎ ‎القوات‎ ‎تجمّعوا‎ ‎أمام‎ ‎المقر‎ ‎العام‎ ‎للوطني‎ ‎الحر‎ ‎ووجّهوا‎ ‎الشتائم‎ ‎وتوجّهوا‎ ‎سيراً‎ ‎نحوه،‎ ‎كاشفة‎ ‎أن‎ ‎عناصر‎ ‎أمن‎ ‎حماية‎ ‎المركز‎ ‎اتخذ‎ ‎بعض‎ ‎الإجراءات‎ ‎الاحترازية‎ ‎تحسباً‎ ‎لأي‎ ‎اعتداء‎ ‎خلال‎ ‎موكب‎ ‎القوات‎. ‎مضيفة‎ ‎أن‎ ‎الهجوم‎ ‎حصل‎ ‎بقرار‎ ‎وتخطيط‎ ‎من‎ ‎قيادة‎ ‎القوات‎. ‎وأفادت‎ ‎مصادر‎ ‎اخرى‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الهجوم‎ ‎القواتي‎ ‎جاء‎ ‎كرد‎ ‎على‎ ‎تعرض‎ ‎بعض‎ ‎مناصري‎ ‎القوات‎ ‎للاعتداء‎ ‎من‎ ‎مناصري‎ ‎التيار‎ ‎خلال‎ ‎الاشتباك‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎والمتظاهرين‎ ‎على‎ ‎طريق‎ ‎القصر‎ ‎الجمهوري‎ ‎السبت‎ ‎الفائت‎.‎

على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎استمع‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎ ‎القاضي‎ ‎فادي‎ ‎صوان‎ ‎الى‎ ‎وزيرة‎ ‎العدل‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎ماري‎ ‎كلود‎ ‎نجم‎ ‎بصفتها‎ ‎شاهدة‎. ‎ويستكمل‎ ‎صوان‎ ‎تحقيقاته‎ ‎غداً‎ ‎ويستمع‎ ‎الى‎ ‎إفادة‎ ‎وزير‎ ‎الأشغال‎ ‎العامة‎ ‎والنقل‎ ‎السابق‎ ‎يوسف‎ ‎فنيانوس‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *