الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ماكرون يلاقي تسمية أديب رئيساً للحكومة ‏بـ 90 صوتاً بدعم دوليّ ترجمه رؤساء ‏الحكومات حكومة اختصاصيّين سريعاً للإصلاحات وهيئة حوار لتطوير ‏النظام السياسيّ والاقتصاديّ / بري يحذّر من الانهيار الشامل ‏ويدعو لقانون انتخاب غير طائفي ّ وكشف حقيقة تفجير المرفأ
flag-big

البناء : ماكرون يلاقي تسمية أديب رئيساً للحكومة ‏بـ 90 صوتاً بدعم دوليّ ترجمه رؤساء ‏الحكومات حكومة اختصاصيّين سريعاً للإصلاحات وهيئة حوار لتطوير ‏النظام السياسيّ والاقتصاديّ / بري يحذّر من الانهيار الشامل ‏ويدعو لقانون انتخاب غير طائفي ّ وكشف حقيقة تفجير المرفأ

رغم مرارة مشهد التدخلات الخارجية، تتقدّم أولوية الاستقرار والوحدة الوطنية والتوافق، وفقاً لما قاله ‏رئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان بعد تسمية الكتلة للدكتور مصطفى أديب كرئيس مكلف ‏بتشكيل الحكومة، يشكل ثمرة لهذا التوافق وفرصة لتحقيق الإستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية، ‏في توقيت وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالشديد الخطورة، متحدثاً عن أخطار متعددة ‏الوجوه مع سقوط النظام السياسي والاقتصادي، وارتفاع المخاطر الأمنية، خصوصاً بعدما تكشف من ‏معلومات حول أحداث كفتون وخلدة، واضعاً معادلة عدم امتلاك فائض سياسي واقتصادي وأمني قابل ‏للتوظيف، والحاجة الماسة للانتقال سريعاً إلى نظام سياسي اقتصادي جديد عماده قانون انتخابات ‏خارج القيد الطائفي، واستعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، من بوابة تحقيق حازم ‏ومسؤول وشفاف في تفجير المرفأ‎.‎

الفرصة التي وفّرها التوافق بدأت بطرح أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة بينها المرشح الدكتور ‏مصطفى أديب الذي تمّت تسميته أمس، رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة الجديدة، حملت إشارات ‏دعم دولي من خلال ما قالت مصادر متابعة، إنها اتصالات خارجية لم تكن محصورة بباريس وحدها، ‏حيث لا يمكن تجاهل مكانة الرياض التي لا يمكن لرؤساء الحكومات السابقين تخطيها، وحيث ‏واشنطن التي يحرص الرؤساء السابقون على مراعاة حساباتها، وتقول المصادر لو لم تكن الإشارات ‏السعودية والأميركية إيجابية، لما كان الرئيس السابق فؤاد السنيورة ليشترك في التسمية ويتولى ‏هو إعلانها، إذا افترضنا أن الرئيس السابق سعد الحريري يمكن أن يكتفي بالتغطية الفرنسية، وما ‏يصح في حال الرئيس السنيورة يصح أيضاً في حال الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام، وكان لافتاً ‏وفقاً للمصادر وجود اسم الدكتور مصطفى اديب في لائحة رؤساء الحكومات السابقين، وهو شخصية ‏يعرفها عن كثب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويعرفها عن قرب رئيس التيار الوطني الحر جبران ‏باسيل، كما بالنسبة لحزب الله، وكان معلوماً أن وورد الاسم يعني ترجيح تسميته لملاقاة الثلاثي ‏المحوري في الغالبية النيابية إلى منتصف الطريق، تحت عنوان وضع القضايا الخلافية جانباً والتفرغ ‏للإنقاذ الاقتصادي والمهام الإصلاحية، كما دعا الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في زيارته السابقة. ‏وهذا يعني وقف الحملة التي تستهدف حزب الله وتضع سلاحه هدفاً مباشراً لحملات القوى الحليفة ‏للغرب والخليج، وتجعل وضعه على الطاولة شرطاً لأي مشاركة، وكان واضحاً حال الغيظ التي أصيب ‏بها المتمسكون بهذه الأولوية، وقد تقاسموا الحضور على الشاشات يبثون التشاؤم، ويهاجمون ‏رؤساء الحكومات السابقين ويتهمونهم بالتخاذل والخيانة والتخلي عن المسؤوليات‎.‎

تلاقت تسمية الرئيس مصطفى أديب، كما كان متوقعاً مع الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي إلى ‏بيروت، للمشاركة في إحياء مئوية ولادة لبنان الكبير، والرئيس ماكرون كما تقول المصادر المتابعة لم ‏يكن بعيداً عن التسمية منذ أول أمس، وقد توقعت المصادر بفعل ضغط الوقائع الاقتصادية والمالية أن ‏تسهل القوى المعنية تشكيلاً سريعاً لحكومة اختصاصيين، يمثلون التوازنات السياسية والنيابية ‏والطائفية. وقالت المصادر إن النقاش السياسي سيفتح قريباً على مستوى دعوة فرنسية للحوار ‏ربما تنطلق من إحياء هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري وتواكبها لجان متخصصة تمثل ‏الأطراف المعنية تعقد لقاءاتها في قصر الصنوبر بمشاركة السفير الفرنسي، ورعاية مدير المخابرات ‏الفرنسية السفير السابق برنار ايميه، لصياغة الإصلاحات السياسية، بينما تكون الحكومة بعد ‏تشكيلها ونيلها الثقة قد أطلقت حزمة الإصلاحات الاقتصادية والمالية وسرعت المفاوضات مع ‏صندوق النقد الدولي وصولاً لبدء تدفق المساهمات المالية الخارجية‎.‎

وعشيّة وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان وقبل أن تطأ قدماه أرض مطار بيروت، كان ‏الأمر قد أنجز وسار الاتفاق كاملاً وفق المرسوم فرنسياً… تكليف سفير لبنان في ألمانيا مصطفى ‏أديب لتشكيل الحكومة بـ90 صوتاً حصيلة الاستشارات النيابية التي جرت في بعبدا‎.‎

وبحسب المعلومات فإن رؤساء الحكومات السابقين وخلال المشاورات التي سبقت الاستشارات ‏اقترحوا ثلاثة أسماء للتكليف هم مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، ورئيس مجلس إدارة ‏الميدل ايست محمد الحوت والسفير مصطفى أديب. وسلمت الأسماء من بيت الوسط الى رئيس ‏المجلس النيابي نبيه بري الذي ناقشها مع فريق 8 آذار ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ‏وتقرّرت تسمية أديب لتشكيل الحكومة، وذلك بموافقة معظم الكتل النيابية بما فيها اللقاء ‏الديموقراطي باستثناء كتلة القوات اللبنانية وبعض النواب الآخرين‎.‎

وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “الضغط الفرنسي هو الذي أدى الى تسريع الاستشارات ‏وقبلها المشاورات لاختيار مرشح لتأليف الحكومة، ولذلك تم تقييد القوى السياسية والرئيسين ‏ميشال عون ونبيه بري والرئيس سعد الحريري بمهلة زمنية تنتهي مساء الاحد الماضي أي قبل ‏وصول الرئيس الفرنسي بساعات”، ولفتت الى أن “الفرنسيين كانوا على عجل أكثر من اللبنانيين ‏لتكليف رئيس لتأليف الحكومة الجديدة لخوفهم من خطر اختفاء لبنان وبالتالي خسارة أهم موقع ‏فرنكوفوني تاريخي واستراتيجي لهم على البحر المتوسط”، وأضافت المصادر بأن “المبادرة ‏الفرنسية تقاطعت مع مصلحة لبنان ما دفع الرؤساء عون وبري والحريري وبتسهيل من حزب الله ‏للاستفادة من الدور الفرنسي كي لا يستفرد الأميركي بلبنان وتظهّر الموقف الفرنسي الداعم ‏للبنان بموضوع التجديد لقوات اليونيفل‎”.‎

وفيما ترددت معلومات أن تأليف الحكومة مؤجل الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لفتت ‏معلومات “البناء” الى أن عملية التأليف لن تأخذ وقتاً طويلاً لاعتبارات عدة أهمها الضغط الفرنسي ‏على القادة السياسيين لتسريع التأليف، وثانياً أن الوضع الاقتصادي الأمني في لبنان لا يحتمل ‏أشهراً إضافية من التأخير لا سيما بعد تفجير مرفأ بيروت والاحداث الأمنية التي شهدتها بعض ‏المناطق التي كادت أن تؤدي الى فتن طائفية ومذهبية متنقلة وظهور تنظيمات إرهابية، الى جانب ‏تحذير مصرف لبنان من اتجاهه لرفع الدعم عن السلع والمواد الأساسية بعد خلال ثلاثة أشهر إذا ‏استمرت الأزمة الحالية‎”.‎

وبعد انتهاء الاستشارات استدعى رئيس الجمهورية الرئيس المكلف الى قصر بعبدا لتكليفه تشكيل ‏الحكومة الجديدة‎.‎

وبعد لقائه رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، قال أديب “سنوفق بهذا المهمة لاختيار فريق عمل ‏من اختصاصيين للانطلاق بالعمل بسرعة والذي من شأنه أن يضع البلد على الطريق الصحيح. في ‏هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها وطننا لا وقت للكلام والوعود والتمنيات والوقت للعمل من أجل ‏تعافي وطننا، لأن القلق كبير لدى جميع اللبنانيين. قبلت المهمة والفرصة أمام بلدنا ضيقة ويجب ‏على كل الكتل ان تعي ذلك”، وأضاف: “أقول للبنانيين قدرنا أن نتغلّب على الأحزان والأوجاع والقيام ‏من جديد وإيماننا بوطننا بأنه سينهض من جديد. وادعوا لنا بالتوفيق‎”.‎

ومن بعبدا انتقل أديب لتفقد أضرار انفجار المرفأ في الجميزة ومار مخايل. ثم جال على رؤساء ‏الحكومة السابقين‎.‎
وحاز أديب على تسمية كلّ من رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، سعد الحريري وتمام ‏سلام، والكتل النيابية: “المستقبل”، “الوفاء للمقاومة”، “التكتّل الوطني”، “اللقاء الديمقراطي”، ‏‏”الوسط المستقل”، “الكتلة القومية الاجتماعية”، “لبنان القوي”، “ضمانة الجبل”، “النواب ‏الأرمن” و”التنمية والتحرير”، إضافة إلى النائب إدي دمرجيان‎.‎

وتحفّظ عن تسمية أي شخصية كلّ من: نائب رئيس مجلس النوّاب إيلي الفرزلي، وكتلة “اللقاء ‏التشاوري” والنواب: شامل روكز وأسامة سعد وجميل السيّد‎.‎
وسمّت كتلة القوات اللبنانية والنائب فؤاد مخزومي، مندوب لبنان السابق لدى الأمم المتّحدة، ‏السفير نواف سلام. وسمّى النائب ميشال ضاهر الوزيرة السابقة ريا الحسن، فيما سمّى النائب ‏جهاد الصمد الوزير السابق المهندس الفضل شلق‎.‎
واعتذر النائب نهاد المشنوق عن المشاركة بالاستشارات، فيما غاب عنها النواب: ديما جمالي ‏‏(المستقبل)، فيصل كرامي (اللقاء التشاوري)، ألبير منصور، جان طالوزيان (القوات) وميشال المر‎.‎

وأشار الحريري في تصريح بعد لقائه عون أن “ما حصل في بيروت هو دمار شامل ويجب أن تكون ‏هناك خطّة واضحة لإعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات”، لافتاً إلى أنّه سيكون له حديث خلال ‏اليومين المقبلين لشرح واقع المرحلة المقبلة”. وأضاف: “البلد لا يحتاج إلى مناورات وإنما للحلول ‏ونهوض والتقاء بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعمل مع المجتمع الدولي لكي ‏ينهض لبنان من تحت الركام الذي غطاه‎”.‎

وأعلن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب محمد رعد باسم الكتلة استعداد حزب الله للتعاون مع ‏الرئيس المكلف والقوى السياسية لتأليف الحكومة‎.‎

وسمّت “الكتلة القومية الاجتماعية” السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، وقال النائب ‏أسعد حردان باسم الكتلة بعد لقاء الرئيس عون في بعبدا: “إننا في الكتلة القومية الاجتماعية ضدّ ‏الفراغ في المؤسسات لأنّ الفراغ هو إضعاف لمنطق المؤسسات والدولة ونحن في هذه الفترة ‏أحوج ما نكون الى تسديد الفراغ. لذلك، نحن مع الإسراع في تكليف رئيس للحكومة والإسراع في ‏تشكيل الحكومة”. أضاف: “نحن مع الاستقرار في لبنان، وهو قاعدة أساسية ومن ثوابت البلد التي ‏تشكل قناعة لدينا. نحن مع تعزيز الاستقرار والسلم الأهلي والوحدة الوطنيّة، لأنها من عوامل بقاء ‏البلد، ولا يجوز التفريط بها، لأننا جميعاً نسمع ونرى ما هي أوضاع البلد‎”.‎
واضاف حردان: “انسجاماً مع موقفنا هذا، نحن نريد تسهيل الأمور والحركة باتجاه التشكيلات ‏والتكليف، وانسجاماً أيضاً مع التوافق السياسي، ونحن نؤيد التوافق السياسي الحاصل في البلد‎”.‎

في المقابل كان لافتاً تصريح رئيس “التنظيم الشعبي الناصري”، النائب أسامة سعد، الذي أعلن ‏أنّه لم يأت لتسمية أحد، وقال: “لا ندري من أين أتى رئيس الحكومة ولم آت اليوم إلى بعبدا ‏لتسمية أحد لأن التسمية أوكلت إلى جهات ما وسياسات ما ومخابرات ما”، مشيراً إلى أنّ ‏‏”الاستشارات لا تقرر وباتت شكلية ولزوم ما لا يلزم ولم تعُد نيابية لتسمية رئيس حكومة مع ‏الأسف، لذلك لم أسم دياب قبل ذلك وتوقعت لحكومته الفشل ولم أسم أديب اليوم لاعتبارات ‏مشابهة‎”.‎

وقال رئيس تكتّل “لبنان القوي”، النائب جبران باسيل بعد لقاء كتلته مع رئيس الجمهورية: “سمّينا ‏السفير مصطفى أديب استجابة ونزولاً عند خيار القوة الأكثر تمثيلاً ولأنّه من أصحاب الخبرة ‏والاختصاص إضافة إلى الجانب الشخصي المتعلق بمعرفتنا بسفير يتمتع بالحسّ الوطني والأخلاق ‏والقدرة على التواصل مع المجتمع الدولي وكل اللبنانيين‎”.‎

وفيما عكست نسبة الأصوات المرتفعة التي حصل عليها أديب حصول اتفاق سياسي بين القوى ‏السياسية ستنعكس ايجاباً على عملية التأليف بحسب مصادر متابعة، لكنها لفتت الى أن أمام ‏الحكومة الجديدة الكثير من الصعوبات والعمل الشاق لإخراج لبنان من الأزمة، وترجح المصادر ولادة ‏الحكومة الجديدة خلال شهر أو شهرين كحد أقصى إذا لم تحصل تطورات مفاجئة تطيح بالتسوية ‏التي اعتبرتها المصادر تسوية أو هدنة مؤقتة للحؤول دون الانهيار الكامل لبلورة المشهد الإقليمي – ‏الدولي بعد الانتخابات الاميركية ولاحقاً نتيجة المفاوضات الاميركية – الإيرانية. وأشارت معلومات ‏‏”البناء” الى أن “الحكومة ستكون تكنوسياسية تراعي التوازنات السياسية والنيابية والتوافق ‏الداخلي ومؤلفة من اختصاصيين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة تسميهم الكتل النيابية بالتوافق مع ‏الرئيس المكلف، لكن غير منتمين الى الاحزاب السياسية ومهمة الحكومة العمل ضمن فريق واحد ‏متجانس للعمل على وضع حلول للازمات الاقتصادية والمالية عبر اقرار الاصلاحات الاساسية التي ‏عجزت الحكومات الماضية عن إنجازها والتي ستشكل مدخلاً لإعادة إحياء مؤتمر سيدر بدفع فرنسي ‏لإنعاش لبنان ببضعة مليارات دولارات ريثما يتم استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي للإفراج ‏عن مساعدات الصندوق‎”.‎

وحددت الامانة العامة لمجلس النواب في بيان موعد استشارات التأليف في عين التينة يوم غدٍ. ‏وأشارت المعلومات الى ان اختيار عين التينة جاء بسبب الأضرار التي لحقت بالمجلس النيابي نتيجة ‏انفجار المرفأ‎.‎

في غضون ذلك، وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء أمس الى بيروت وقال فور وصوله في ‏تصريح: “عليّ أن أتأكد أنه حقا سيتم تشكيل وزارة مهمّة لإنقاذ لبنان واطلاق الاصلاحات لمكافحة ‏الفساد واصلاح ملف الطاقة واعادة الاعمار”، مطالباً بـ”الإسراع بتشكيل الحكومة وبمهمة محددة”. ‏وأكد أنه عاد إلى بيروت “لأتأكد مما حصل في المساعدات الانسانية التي تبعت الانفجار ولذكرى ‏مئوية لبنان الكبير”، لافتاً إلى أنه سيتوجه الى المرفأ ليكشف عن ذلك شخصياً. وأضاف ماكرون: ‏‏”سنقدم كل الدعم الضروري للشعب اللبناني وسنتابع ملف الإصلاحات‎”.‎

واستهل ماكرون زيارته الثانية للبنان في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير بزيارة منزل ‏السيدة فيروز في الرابية، رافقه السفير الفرنسي برونو فوشيه‎.‎

ومنح ماكرون السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا ‏أنشأه نابليون بونابرت عام 1802. وتجمع محتجون أمام منزل السيدة فيروز في محاولة منهم للقاء ‏الرئيس ماكرون ولينقلوا إليه رسالة يطلبون منه فيها “العمل على إنقاذ لبنان من الطبقة الحاكمة ‏ومن الوضع المعيشي المتردي الذي يتخبّط به اللبنانيون، خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت‎”.‎

على صعيد آخر، أطلق الرئيس نبيه بري سلسلة مواقف من القضايا الداخلية والخارجية في كلمة له ‏في الذكرى الثانية والأربعين لإخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه‎.‎
وأشار الى ان “الوطن لم يعُد يمتلك فائضاً كافياً من الوقت لاستهلاكه وإضاعته وصرفه على ‏المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة ‏والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية”، لافتاً إلى أن “الوطن أيضاً لم يعد يمتلك فائضاً من ‏الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا المالي ولا فائضاً من ثقة المواطن وثقة الخارج بالدولة ‏وسلطاتها وأدوارها، وأن الوطن لم يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار الأمني الذي بدأ يهتز‎”.‎

وحذّر من “الاستمرار في الأداء والسلوك السياسيين اللامسؤولين”، لافتاً الى ان هذا السلوك ‏‏”يمثل أرضيه خصبة لإعادة استيلاد الفوضى وايقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الارهابية والتي ‏تتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان والعبث بالوحدة والسلم الأهلي‎”.‎

ونبّه رئيس المجلس من ان “الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج انما من الداخل”، ‏قائلا: “اذا كان الفساد والاهمال والاستهتار أسباباً مباشرة لكل الازمات التي نعاني منها في لبنان ‏وكانت ايضاً سبباً للانفجار الذي كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود، فإن الاستخفاف والحقد والأنانية ‏والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة ‏خطر وجودي‎”.‎
وفي الشأن الحكومي، دعا الى “وقف الحملات الاعلامية والتراشق الكلامي”، مشدداً على ‏‏”ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجاً إنقاذياً اصلاحياً محددا بفترة ‏زمنية توازي بين اعادة الاعمار لما تهدم في بيروت والقيام بالإصلاحات الضرورية‎”.‎

كما دعا الرئيس بري باسم كتلة “التنمية والتحرير” وحركة “أمل”، كافة “المكونات السياسية في ‏لبنان، في المعارضة والموالاة والجادين والصادقين في الحراك، الى الحوار تحت سقف المؤسسات ‏حول مفهوم الدولة المدنية وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ ‏وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره‎”.‎

وفي موازاة حديث بري عن الدولة المدنية غرد النائب جبران باسيل في رد غير مباشر على كلام ‏رئيس المجلس، قائلاً: “بدأت تتلاقى الإرادات الوطنية الكبرى حول ضرورة الانتقال إلى الدولة ‏المدنية… قد تكون لكل منّا نظرته إلى مدنية الدولة، المهم أننا بدأنا نتفق على مبدأ قيامها، أملاً بأن ‏نتفاهم على مندرجاتها حول طاولة الحوار الوطني‎”.‎

وكان شدد رئيس الجمهورية على أن النظام التوافقي وشرط الإجماع “كان يشل الدولة ويوقف ‏القرارات مهما كانت أهميتها”، مشيراً الى أنه حالياً هناك عدة جمهوريات، ويجب إعادة إحياء ‏الجمهورية الواحدة‎.‎

وأكد عون في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد الماضي، أن “مَن يريد إسقاط ميشال عون هو كل من ‏يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها”، وأضاف: “ما زلت أنا نفسي، برغم كل ما تحملته من انهيار ‏اقتصادي، وتفليسة حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمّعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب ‏في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ‎”.‎

وكشف أن “الغاز موجود في الحوض الرابع، وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي أوقفت ‏استخراجه، نظراً الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الإقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، ‏فالشرق الأوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق‎”.‎

وعما توصلت إليه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أكد ان “هذه التحقيقات هي سرية، ولكن عليها ‏ان تبدأ ليس من فترة وجود المواد المتفجرة في المرفأ، بل أن توضح من أين وصلت الباخرة، وأين ‏حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع أنها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول ‏عنها‎”.‎

وإذ أشار عون الى أن اتفاق مار مخايل لم يكبله أبداً، اعتبر أنه كان بمثابة نوع من المصالحة، “وقد ‏دعونا الجميع إليها”، وعن سبب استمراره فيما سقط تفاهم معراب، أوضح “ان القضية هي قضية ‏التزام ولا أريد أن ادخل في الكثير من التفاصيل، إن الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط ‏التفاهم، وأنا لا أريد الدخول في نقاش هذا الامر‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *