الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:ماكرون و”الرؤساء السنّة” وبري الرابحون باختيار أديب…أما المسيحيون فتفرّقوا..الرئيس الفرنسي بدأ زيارته.. وعقوبات فرنسية ـ أميركية على الشخصيات المعرقلة للإصلاح..الرئيس مصطفى اديب متزوج من فرنسية ويحمل جنسيتها…معتدل وغير طائفي
الديار لوغو0

الديار:ماكرون و”الرؤساء السنّة” وبري الرابحون باختيار أديب…أما المسيحيون فتفرّقوا..الرئيس الفرنسي بدأ زيارته.. وعقوبات فرنسية ـ أميركية على الشخصيات المعرقلة للإصلاح..الرئيس مصطفى اديب متزوج من فرنسية ويحمل جنسيتها…معتدل وغير طائفي

بسرعة لا سابقة لها، جرت الاستشارات النيابية وانتهت عند الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس، وتم اختيار السفير مصطفى اديب رئيساً لتشكيل الحكومة المقبلة. إشارة الى أن السفير مصطفى اديب كان قد وصل الى لبنان قبل يومٍ من الاستشارات، بعدما اتصل به الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري وابلغاه انهما اختاراه كي يكون رئيساً للحكومة العتيدة. فوافق السفير اديب وحضر الى بيروت اول من امس، وجرت الاستشارات وتم اختياره باكثرية كبرى.

الرئيس المكلف هو من اقرب الشخصيات الى السلطات الفرنسية وعلى علاقة جيدة مع قصر الاليزيه ومع الادارة الفرنسية عموماً. وقد اختاره في السابق ميقاتي عندما كان رئيسا للحكومة مستشارا له وصلة وصل مع فرنسا مباشرةً، اضافة الى المعرفة والعلم اللذين يتمتع بهما الرئيس المكلف في الشؤون الاوروبية وخصوصاً العلاقة اللبنانية ـ الفرنسية.

لكن من ناحية اخرى، فالذي جرى يعتبر سابقة خطرة ان يختار رؤساء الحكومات السنة السابقون رئيساً للحكومة وتجري استشارات نيابية شكلية، وتوافق كل الكتل على هذا الاختيار، ذلك ان الاستشارات لتحديد شخصية الرئيس المكلف تقوم على مشاورة الكتل النيابية كلها كي يأتي الرئيس المكلف بتأييد الكتل السياسية من كل الطوائف وليس من قبل رؤساء الحكومات السنة السابقين فقط، لان الامر تكرس مذهبيا، ولو ان الثنائي الشيعي وتكتل لبنان القوي وتكتل اللقاء الديمقراطي ايّدوا ترشيح الرئيس مصطفى اديب، فهذا التأييد جاء اكراما للرئيس الفرنسي ماكرون الذي اتصل بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون وتمنى عليه تكليف السفير مصطفى اديب رئيساً للحكومة المقبلة.

لرابحون في اختيار الرئيس المكلف هم رؤساء الحكومات السنة السابقون والرئيس بري ايضاً، والاهم أن الرئيس الفرنسي ماكرون زكى شخصية شبه فرنسية  لرئاسة الحكومة اللبنانية، وليس لان الرئيس المكلف يحمل الجنسية الفرنسية ومتزوج من سيدة فرنسية بل لان ثقافة الرئيس اديب قامت كثيرا على الدراسة والتعليم في فرنسا وعلى علاقاته بقصر الاليزيه، وعلاقاته بكبار المسؤولين في الادارة الفرنسية وتعاونه معهم، اضافة الى حبه لفرنسا الذي قضى فيها وقتاً غيرقصير.

البارز في الاستشارات النيابية، هو تفرد الكتل المسيحية الكبرى، حيث أيد تكتل الجمهورية القوية برئاسة النائب جورج عدوان ترشيح السفير السابق لدى الامم المتحدة نواف سلام، كما ان حزب الكتائب اعتبر ان ما يجري هو غير جدي واحياء للطبقة السياسية مجدداً، وان حزب الكتائب يعتبر ان المنظومة السياسية فاسدة وساقطة وهي التي اختارت مصطفى اديب.

واذا كان التيار الوطني الحر قد وافق غلى اختيار رؤساء الحكومات السنّة لترشيح اديب رئيسا لتشكيل حكومة، فان ذلك حصل بعد ان اتصل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس عون وبحث معه تشكيل الحكومة وفق معلومات تداولها نواب، ان الرئيس الفرنسي تمنى على الرئيس عون ان يكون مصطفى اديب رئيساً للحكومة اللبنانية المقبلة فوافق عون. وعلى هذا الاساس، وافق باسيل وتكتل تكتل لبنان القوي.

 

الرئيس  اديب امام التحدي

الرئيس مصطفى اديب امام تأليف حكومة خبراء واصحاب اختصاص وان تكون الحكومة متجانسة. وهنا السؤال: هل سيقبل العماد عون التخلي عن حصته في وزارة العدل والدفاع؟ وهل سيقبل الوزير جبران باسيل مجيء وزير للطاقة ينقض 11 سنة من تسلم التيار الوطني الحر لهذه الوزارة والبرنامج الذي وضعه التيار في هذا المجال؟ اضافة الى ملف الغاز وملف سد بسري. وهل يوافق الرئيس نبيه بري ان يأتي وزير للمالية من خارج اشرافه على مالية الدولة والتنسيق معه مباشرة؟ الجواب ان الرئيس عون والوزير باسيل والرئيس نبيه بري سيتمسكون بتعيين شخصيات قريبة منهم للوزارات التي ذكرناها، لكن الوزراء السنّة سيكونون من حصة نادي رؤساء الحكومات السابقين. وبالتالي فان الرابح الاكبر سيكون نادي الرؤساء السنّة والرئيس نبيه بري والرئيس الفرنسي ماكرون حيث يطرح اسماء وزراء مثل السفير ناجي ابو عاصي الذي كان سفيراً للبنان في باريس، والوزير السابق ناجي البستاني وزيراً للعدل، ولا شك ان الرئيس مصطفى اديب سيقف عند رأي بري لاختيار وزير المالية. اما كلمة الفصل للوزراء السنّة فستكون للرئيس سعد الحريري، انما سيكون هنالك تأثير كبير لميقاتي على مستشاره السابق الرئيس المكلف.

واللافت ما قاله المفتي دريان لاحد زواره وما قاله رؤساء الحكومات السنة السابقون عند تشكيل الحكومة برئاسة حسان دياب، وهو ان رئيس الحكومة يخرج من دار الفتوى وبتأييد رؤساء الحكومات السنة وليس من حارة حريك، اي من عند حزب الله وليس من بعبدا. وعلى هذا الاساس، تكرس عرف ثابت مع تكليف الرئيس مصطفى اديب تشكيل الحكومة المقبلة التي خرج من تأييد رؤساء الحكومات السابقين ومن دار الفتوى. واليوم خروج الرئىس مصطفى اديب من بوابة رؤساء الحكومات السنة هو عرف غير ديموقراطي في لبنان، لان الكتل النيابية كلها لن تشارك  في حكومة اديب الذي يرأس السلطة التنفيذية في لبنان.

حزب القوات لن يشارك في الحكومة وكذلك اللقاء الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط في الحكومة لا من قريب ولا من بعيد. بالنسبة للقوات والديموقراطي رغم حسن العلاقة وشبه التحالف بين جنبلاط والحريري، مع ان اوساط نيابية ذكرت اسم القاضي عباس الحلبي كوزير للمهجرين، الا انه على الاغلب يعود القرار لجنبلاط الذي اعلن انه لن يشارك في الحكومة.

اما الصيغة المطروحة، فهي ان تكون الحكومة مصغرة ما بين 12 وزيراً وبالحد الاقصى 20 وزيراً، وان يُسرّع الرئيس المكلف بتأليفها ويوافق رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم التأليف لتضع بيانها الوزاري وعنوانه الاساسي «الاصلاح بسرعة»، وهو ما دعا اليه الرئىس نبيه بري، وهو ما انذر به الرئيس الفرنسي ماكرون بان الشخصيات التي ستعارض الاصلاح ستتعرض لعقوبات فرنسية ـ اميركية مشتركة وحجز اموالها المنقولة وغير المنقولة في اوروبا والولايات المتحدة.

 

زيارة ماكرون الى لبنان

من جهة اخرى، وصل الرئيس الفرنسي ماكرون بالطائرة الرئاسية الفرنسية عند الساعة الثامنة مساء أمس الى مطار بيروت، وكان في استقباله فخامة الرئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رأس وفد رفيع المستوى. وانتقل ماكرون بعدها الى منزل السيدة فيروز بعيدا عن الاعلام بناء على طلبها، وقلدها وساماً من ارفع الاوسمة الفرنسية، وعاد الى قصر الصنوبر واجتمع بفريق السفارة، واطلع من السفير الفرنسي على اخر تفاصيل الوضع السياسي والاقتصادي اللبناني، واليوم الثلاثاء يتضمن برنامج الرئيس الفرنسي المحطات الآتية:

9,30: وصول الرئيس ماكرون إلى محمية أرز جاج للاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

10,45: زيارة مرفأ بيروت

ـ  لقاء مع ممثلي الأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني المجندين لبناء المرفأ والمدينة على متن حاملة الطوافات لو تونير.

ـ  لقاء مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة التي ساعدت في البناء.

ـ  لقاء مع فرق «camp ventoux» الذين ساهموا في تنظيف وإزالة الأنقاض من المرفأ.

13,30: حفل الاستقبال الرسمي في قصر بعيدا.

13,45: غداء رسمي في قصر بعبدا يقيمه الرئيس عون تكريماً للرئيس ماكرون.

15,15: زيارة الرئيس ماكرون لمستشفى الرئيس رفيق الحريري.

17,00: لقاء الرئيس ماكرون مع البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي، في قصر الصنوبر.

17,30: لقاء الرئيس ماكرون مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين في قصر الصنوبر.

19,30: مؤتمر صحافي للرئيس ماكرون في قصر الصنوبر، يشارك فيه الإعلاميون المعتمدون».

وبذلك ينهي الرئيس الفرنسي زيارته وقد خصص مدة ساعتين للاجتماع بالاحزاب والقوى السياسية في لبنان حيث سيطلب منهم دعم حكومة الرئىس مصطفى اديب، واجراء الاصلاحات والاسراع بها بأسرع ما يمكن، كما سيجتمع بالجمعيات المدنية والاهلية التي ازالت الانقاض ومساعدة الاهالي.

ووفق المعلومات، فإن فرنسا ستعيد بناء الابنية الاثرية في منطقة الجميزة ومار مخايل والاشرفية، وبالمناسبة تعهدت دولة الامارات ببناء 2700 مبنى في مناطق مار مخايل والجميزة والاشرفية.

 

يذكر أن الرئىس العماد ميشال عون سيقيم مأدبة غداءً  للرئيس الفرنسي ماكرون في قصر بعبدا. وتقول المعلومات أن الرئيسين الفرنسي واللبناني على علاقة جيدة جداً، تشبه الى حد كبير علاقة الرئيس العماد ميشال عون بالرئيس الراحل فرنسوا ميتران بعد ابعاد عون من لبنان الى فرنسا حيث بقي فيها لمدة 15 عاماً.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *