الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:رئيس الحكومة المكلف الاثنين : تعويم ورقة الحريري ام تكليف مرشحه ؟..الرئيس الفرنسي عشية زيارته : اذا تخلينا عن لبنان ستندلع حرب اهلية…واشنطن توفد شينكر غداة زيارة ماكرون : تساؤل حول التوقيت والمغزى
الديار لوغو0

الديار:رئيس الحكومة المكلف الاثنين : تعويم ورقة الحريري ام تكليف مرشحه ؟..الرئيس الفرنسي عشية زيارته : اذا تخلينا عن لبنان ستندلع حرب اهلية…واشنطن توفد شينكر غداة زيارة ماكرون : تساؤل حول التوقيت والمغزى

هل وضعت عملية تشكيل الحكومة الجديدة على السكة بعد ان بادر الرئيس عون الى تحديد موعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة الجديد؟ من السابق لأوانه القول ان الامور اخذت تنتظم باتجاه تاليف الحكومة في السرعة المطلوبة لمواجهة التحديات الصعبة والمتعددة، لكن خطوة تحديد موعد الاستشارات قبل ساعات من مجيء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان تعتبر اشارة ايجابية للتعبير عن رغبة لبنان في التجاوب والتعاون معه في اطار الجهود التي بدأها لاخراج البلد من دوامة الازمة.

وفي هذا المجال قال مصدر سياسي مطلع للـ «الديار» امس ان الرئيسين عون وبري كانا اكدا في اخر لقاء بينهما على تسريع الجهود وموعد استشارات التكليف، وانهما اتفقا في اتصال لهما مؤخرا على موعد هذه الاستشارات بعد غد الاثنين.

واضاف لم يعد هناك اي مجال للانتظار وهدر الوقت في ظل الظروف الخطيرة التي نعيشها، وان ما ساهم في حسم وتسريع الموعد هو ظهور اجواء ايجابية ومشجعة يمكن البناء عليها لاجتياز عملية التكليف بسلاسة من اجل الانصراف الى تأليف الحكومة في المرحلة اللاحقة.

ما هي هذه الاجواء والمعطيات؟

تقول المعلومات انه بعد اعلان الحريري عدم ترشحه، تكثفت الاتصالات والجهود لاقناعه بالعدول عن رأيه من دون حسم الموقف ايجابيا.

وقال احد المطلعين على اجواء هذا الموضوع ان الحريري قبل اعلانه هذا الموقف لم يكن ممانعا في خوض غمار رئاسة الحكومة مع اخذ هامش ملحوظ بالتشكيل والعمل ، لكن يبدو ان الموقف السعودي حال ويحول دون عودته.

واضاف ان هناك نوعا من الاتصالات والمحاولات لدى الرياض لكي لا تضع فيتو ان لم تشجع وتدعم هذه العودة.

واضاف ان خيار تسمية الحريري لم يسقط نهائيا وان كان يعتبر بحاجة الى مزيد من الجهد في الربع ساعة الاخير، مع العلم ان الثنائي الشيعي ما زال يبدي رغبة قوية بعودة الحريري وقد نقل علي حسن خليل من الرئيس بري هذه الرغبة.

ووفقا للمعلومات فان ما ادى الى بروز اجواء ايجابية مؤخرا هو نجاح الاتصالات في الايام الماضية في فرملة توجه القيادات السنية ودار الفتوى في اصدار مواقف متشددة ونارية تزيد الوضع تأزما وتؤججه، والتوافق المبدئي على ترك اختيار اسم المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة للرئيس الحريري بتفويض من هذه القيادات ودار الفتوى.

وتضيف المعلومات ان الرئيس بري رغم اعلانه وقف مبادرته يوم الاحد الماضي الا انه استأنف مسعاه وتحركه عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل بعد تفيض متجدد وقوي من الاطراف والقيادات المعنية.

وكشفت المعلومات ان الحريري قبل مؤخرا بمبدأ تسمية المرشح لكنه استأخر اعطاء الاسم ، مع العلم ان حسن خليل زاره مرتين موفدا من بري لحسم هذا الموضوع دون اسقاط فكرة عودته عن موقفه وقبول ترشيحه.

وحسب المعلومات التي توافرت للديار امس فان الامور قابلة للتبدل في الساعات الثماني والاربعين المقبلة في خصوص ترجيح اسم الرئيس المكلف.

وعقد عصر امس اجتماع في بيت الوسط لرؤساء الحكومات السابقين بحضور الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام. وذكرت المعلومات ان المجتمعين تمنوا على الحريري العودةعن موقفه مذكرين بتسميته من قبلهم سابقا.

ولم يعلن اي تسمية وترك الرؤساء اجتماعاتهم مفتوحة مع تفويض غير معلن للحريري لمتابعة ومواكبة الاتصالات.

وقد جرى التداول في بعض الاسماء التي قد يطرح الحريري واحدا منها ابرزها النائب سمير الجسر والوزيرة السابقة ريا الحسن بعد ان اعلن الرئيس تمام سلام رفضه تولي رئاسة الحكومة في هذا العهد.

وقالت المعلومات ايضا ان حادث خلدة ومضاعفاته والاجواء الخطيرة التي ظهرت تبعث على الاعتقاد بان ثمة محاولات تجري لتوتير الساحة واللعب بالامن والاستقرار، وهناك جهات تحاول استثمار الفلتان لاهداف سياسية والتشويش على جهود تشكيل الحكومة وربما زيارة ألرئيس الفرنسي.

واضافت ان هذا الامر يفرض على المسؤولين والقيادات السياسية تحمل المسؤولية للإسراع فى عملية التكليف والتأليف، وكذلك المجيء برئيس حكومة قوي وله صفة تمثيلية قوية بالشارع السني فهل يمكن احياء خيار الحريري قبل الاثنين او خلال الاستشارات ام تسير الامور في سياق تسمية مرشح الحريري؟ 48 ساعة تفصلنا عن حسم اسم رئيس الحكومة الجديد.

من جهة اخرى تترقب المراجع والاوساط السياسية مجيء ماكرون مطلع الاسبوع وما سيحمله معه بالاضافة الى مشروع الورقة الفرنسية الاصلاحية التي سبقته، ويتوقع ان تشكل زيارته دفعا لعملية تشكيل الحكومة الجديدة التي تواجه صعوبات وعقد وتحتاج الى مرحلة جديدة من الجهود الاستثنائية.

واعلن ماكرون عشية زيارته انه «اذا تخلينا عن لبنان ستندلع حرب اهلية».

ونقل عن مصدر فرنسي ان ماكرون اوضح عشية زيارته للبنان انه لن يتخلى عن مسألة ايجاد حل للازمة اللبنانية.

كما نقلت احدى الوكالات عن مصدر في الرئاسة الفرنسية ان ماكرون سيبلغ محاوريه ضرورة تشكيل حكومة قادرة على حيازة ثقة المجتمع الدولي ومهمتها اجراء اصلاحات.

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية ان ماكرون قال انه «لن يستسلم، وقد قطع على نفسه انه لن يستسلم وانه قطع عهدا بفعل كل ما هو ضروري وممارسة الضغوط اللازمة لتطبيق برنامج الاصلاحات».

من جهة اخرى اعلنت الخارجية الاميركية ان مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد شينكر سيزور لبنان في 2 ايلول للحض على بدء الاصلاحات.

وتترافق هذه الزيارة مع زيارة ماكرون ما يطرح علامات استفهام حول التوقيت ومغزاه.

فهل يعكس هذا التوقيت تنسيقا اميركيا فرنسيا ام رغبة من واشنطن في الحضور مباشرة ومتابعة الوضع عن كثب خلال زيارة الرئيس الفرنسي؟

 

ابعاد ودلائل حادث خلدة

 

على صعيد آخر عاد الوضع امس الى طبيعته في منطقة خلدة بعد ان نجحت الاتصالات على ارفع مستوى في لجم التدهور الامني الخطير الذي تفاعل بعد الاشتباك الذي اندلع اثر حادث فردي والاجراءات التي قام بها الجيش على الارض  حاسما الموقف  بدراية عالية.

وكما هو معلوم فإن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لعب دورا مهما في الجهود التي بذلت، الى جانب القيادات السياسية المعنية التي استنفرت لقطع الطريق على محاولات استثمار الحادث  وتوسيع نطاقه.

وقالت مصادر متابعة للديار امس ان ما جرى ليس مظهرا من مظاهر الفلتان الحاصل فحسب بل يؤشر بوضوح الى دخول جهات خفية على الخط لنفخ نار الفتنة.

واضافت ان بعض المواقف والمظاهر التي حصلت بعد الحادث تؤكد ان هناك من يسعى الى استثمار مثل هذه الحوادث او يعمل لافتعالها لغايات سياسية.

ولم تستبعد ان يكون من بين اهداف هذه الجهات محاولة خلق وقائع سياسية معينة، والتشويش ايضا على اجواء المساعي الجارية لتشكيل الحكومة والتي احرزت في الايام القليلة الماضية تقدما يعول عليه في تجاوز مرحلة التكليف الى التأليف.

وكانت الاتصالات المكثفة التي جرت مساء اول امس واستمرت حتى وقت متأخر من الليل قد نجحت في لملمة الوضع وتطويقه، وجرى التركيز على معالجة ذيوله في اتصالات وجهود لاحقة مع التأكيد على تأمين سلامة وحركة السير على هذا الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بالجنوب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *