الرئيسية / صحف ومقالات / النهار:احتدامات على كل المسارات وتسوية لإنقاذ الخطة الحكومية !
flag-big

النهار:احتدامات على كل المسارات وتسوية لإنقاذ الخطة الحكومية !

احتدامات على مختلف مسارات المشهد الداخلي طبعت نهاية الأسبوع اللبناني بطابع قاتم ومعقد بدا بمثابة مؤشر لمزيد من الضغوط على اللبنانيين ما دامت المعالجات الحكومية والرسمية تتخبط في المراوحة والتراجع والقصور. فعلى مسار التداعيات الاحتجاجية للأزمات المالية والاقتصادية والسياسية، عادت ساحات وسط بيروت لتشهد نماذج من الانتفاضة الشعبية ولو أنها كانت مطعّمة أمس بدلالات مثيرة للجدل من خلال “قيادة” أو “زعامة” النائب شامل روكز لمعتصمين من العسكريين المتقاعدين والاسئلة التي أثارتها حركته حيال العهد تحديداً.

 

وعلى مسار التداعيات الاجتماعية كان مشهد الاعتصام الآخر الذي نفّذ في محيط مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لعشرات الموظفين الذين شملهم إجراء الصرف الاضطراري الذي لجأت اليه إدارة الجامعة، معبراً عن المدى الفادح الذي بلغته الأزمة المالية والاقتصادية الى حد أن أعرق جامعة ومستشفى في لبنان اتخذا للمرة الأولى إجراءً موجعاً ومؤلماً شمل أمس نحو 850 موظفاً من أصل 1500 سيشملهم الاجراء.

 

أما الاحتدام الثالث فسجّل على مسار الانتشار الوبائي للاصابات بفيروس كورونا في لبنان بحيث قفز عدّاد الاصابات أمس مع 101 إصابة جديدة بما يتوج أسبوعاً كاملاً تقريباً من القفزات المثيرة للقلق في الاصابات ويضع الحكومة أمام واقع لم يعد ممكناً الاستمرار في التعامل معه بالرهان على الكلام المنمق والاجراءات التي لم تعد صالحة للانتشار الوبائي المتسع.

 

وغداة صدور مؤشرات جديدة عن الحكومة في شكل شبه رسمي تؤكد تخلّيها عن خطتها الاقتصادية التي كانت تفاوض على أساسها صندوق النقد الدولي، تتجه الأنظار الى الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان – إيف لودريان لبيروت في 22 تموز الجاري وما ستحمله من مواقف ولا سيما في ما خصّ حثّ الدولة على ترتيب أمورها والاقلاع في الاصلاحات. وأفادت معلومات أن لودريان سيصل الى بيروت مساء الأربعاء المقبل ويعقد سلسلة لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب وكبار المسؤولين، كما يلتقي سياسيين كلاً على حدة في قصر الصنوبر، على ان يغادر لبنان الجمعة.

 

تسوية للخطة؟

 

ونقلت وكالة “رويترز” أمس عن مصدرين أن المستشار المالي للبنان لازار سيرى ما إذا كان ممكناً تعديل خطة الإنقاذ المالي الحكومية للتوصل إلى تسوية مجدية بالنسبة الى صندوق النقد الدولي، بعدما لقيت الخطة رفضاً من جانب سياسيين ومصارف ومصرف لبنان.

 

وقال أحد المصدرين: “ربما يأتي لازارد الأسبوع المقبل ليرى ما إذا كان في إمكانه تعديل الخطة الحكومية والتوصل إلى تسوية مقبولة لدى صندوق النقد الدولي. سيقومون بأي تعديل استنادا إلى الخطة الحكومية”.

 

وقال المصدر الثاني إن هدف زيارة لازار هو “كيف يمكننا محاولة تعديل الخطة الحكومية لنرى ما إذا كان في مقدورنا التوصل إلى أمر مجد لصندوق النقد الدولي وللأطراف الآخرين اللبنانيين”.

 

وقال المصدران إن كليري غوتليب ستين اند هاملتون التي تتولى دور المستشار القانوني للبنان ستزور البلاد أيضا. وامتنع لازار وكليري غوتليب عن التعليق على الأمر.

 

وحذّر صندوق النقد الدولي لبنان من أن محاولات تقليص أرقام الخسائر الناجمة عن الأزمة المالية لن تؤدي إلا إلى إبطاء التعافي.

 

الراعي

 

ومساء أمس تناول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واقع لبنان في كلمة ألقاها خلال عشاء تكريمي إقامه على شرفه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع بعد تدشينه أربعة مواقع أثرية في وادي قنوبين، وقال إنه “يتألم في العمق حين يرى كيف تألم لبنان وبات بلداً منحازاً فأصبحنا معزولين عن العالم”. وأكد أن “الحياد ليس فكرة مني ولا ترفاً مني إنما هو الكيان اللبناني”. وأضاف: “كلنا أصبحنا فقراء بلا كرامة شحّاذين وهذا ليس لبنان وليست صورة لا المسلم ولا المسيحي وحياد لبنان يساعد الجميع وهو من أجل الجميع ولن نتراجع عن المطالبة به”. وشدّد على “أننا لسنا أمام مشهد سياسي وإنما عودة الى الجذور اللبنانية والحضارة اللبنانية ولن نتخلى يوماً عن حضارتنا وهويتنا”.

 

تحرّك العسكريين المتقاعدين

 

في غضون ذلك، نظمت “جبهة الإنقاذ الوطني” تحركاً شعبياً بمشاركة عدد من المجموعات والعسكريين المتقاعدين في ساحة الشهداء في بيروت، تحت شعار “أمام سلطة العجز واللاقرار: البديل موجود”. كما رفع المتظاهرون لافتة حملت عبارة: “السلطة سقطت”، مطالبين بـ”حكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية ترسي شرعية الدولة المدنية وحكومة لا تحاصصية ولا تكنوقراط ولا عسكرية”. واتخذ التحرّك دلالات مختلفة عن التحركات الاحتجاجية المعتادة نظراً الى صلة محركه الأساسي النائب شامل روكز برئيس الجمهورية وسط تساؤلات عن الهامش الذي سيتخذه في مناهضته للسلطة وهل يبلغ حد المناداة بسقوط العهد.

 

وكانت كلمة للأمين العام لـ”حركة مواطنون ومواطنات في دولة” شربل نحاس قال فيها: “حكومة حسان دياب هي القناع “البايخ” والمواجهة يمكن أن تُربح وهي اليوم ضد عجز سلطة ساقطة”.

 

وألقى النائب روكز كلمة خلال التجمع جاء فيها: “الخيانة أن أرى الصفقات وأبقى ساكتا وأنسى القضية الأكبر، والتي هي قضية شعب ووطن. والخيانة أن أكون مسؤولاً على مدى سنوات واتهم غيري بالفشل بتهمة “ما خلوني اشتغل”، وهذا أشرف له أن يستقيل ويفسح المجال لمن يريد أن يعمل”. وأضاف: “شبعنا حكي، نحن اليوم نجتمع من كل المناطق والطوائف ومن الجيش والمجتمع المدني، لأننا لم نتعوّد يوماً القبول بإذلال الوطن، ومعركتنا قاسية في وجه منظومة فاسدة وأحزاب ميليشيوية دمرت الوطن”.

 

وفي خضم التأزم المالي والاجتماعي المتصاعد، باشرت أمس الجامعة الأميركية في بيروت إعادة الهيكلة لتجاوز الوضع المالي الصعب والظروف الاقتصادية التي تضغط على وجود المؤسسة نفسها. فباشرت إدارة المستشفى إبلاغ عدد من الموظفين والعمال إنهاء خدماتهم، وبلغ عددهم في مرحلة أولى 850 موظفاً، منهم من يعمل منذ ثلاث سنوات وبعضهم الآخر منذ أكثر من عقدين، وهو ما وصفه رئيس الجامعة البروفسور فضلو خوري بأنه “إجراءات مؤلمة أمام أعتى أزمة تواجهها منذ تأسيسها”. وقد جاءت قرارات التسريح في إطار إعادة الهيكلة وبعد مفاوضات واتفاقات مع نقابة الموظفين في المستشفى والعاملين في الجامعة، لكن أعداداً من الموظفين الذين تبلغوا قرارات الصرف اعتصموا في محيط المستشفى في وقفة احتجاجية وسط أجواء من الحزن والغضب.

 

كورونا

 

وفي تطورات “كورونا”، ارتفع عدد الإصابات بالفيروس على نحو مقلق، ما دفع وزير الصحة حمد حسن أمس إلى التشديد على ضرورة تفعيل الإجراءات، بدءاً من المطار إلى تتبّع المسافرين والعائدين، لمواكبة هذه المرحلة الحسّاسة التي يسجَل فيها ارتفاع في الإصابات. وسجّل عداد كورونا 101 إصابة وفقاً تقرير وزارة الصحة وهو رقم مرتفع وصادم أيضاً، على رغم أن الفحوص التي أجريت أول من أمس بلغت أيضاً رقماً قياسيا مع 6738 فحصاً، بينها 4319 للمقيمين و2419 للوافدين في المطار. أما عدد الإصابات المحلية، فبلغت 80 بينها 47 من المخالطين، فيما بلغت بين الوافدين 21 من العراق والكويت وسلطنة عمان وسوريا والامارات العربية المتحدة وتركيا ونيجيريا والولايات المتحدة.

 

وفيما أكد وزير الصحة ضرورة استمرار حملات الفحوص العشوائية، أعلنت وكالة “الأونروا” أن نتائج 59 فحصا أجريت الجمعة الماضي في عيادة مخيم الرشيدية أظهرت إصابة 10 أشخاص بكوفيد-19 بينهم ثلاثة موظفين تابعين لها من دون ظهور أي عوارض عليهم. وعلى الفور أبلغت “الأونروا” المصابين وطلبت منهم التزام الحجر المنزلي. وأكّدت أنها ستغلق عيادتيها في مخيمي الرشيدية والبص كإجراء احترازي منعاً لانتشار الفيروس وستعمل على تعقيمهما مدة يومين متتاليين، على أن تعاود العيادتان عملهما كالمعتاد الاثنين المقبل.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *