الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: المقاطعة «السنية» الوازنة تطيح «حوار بعبدا» وتقييم سعودي «للساحة» اللبنانية.. «كباش» الأرقام الى «حلبة» الصندوق… وبري يستغرب «استسلام» الحكومة؟. «الإرتجال» مستمر في معالجة انهيار الليرة… والدولار يلامس سقف الـ 6000
الديار لوغو0

الديار: المقاطعة «السنية» الوازنة تطيح «حوار بعبدا» وتقييم سعودي «للساحة» اللبنانية.. «كباش» الأرقام الى «حلبة» الصندوق… وبري يستغرب «استسلام» الحكومة؟. «الإرتجال» مستمر في معالجة انهيار الليرة… والدولار يلامس سقف الـ 6000

لا تزال البلاد تدور في حلقة مفرغة في السياسة، والاقتصاد، لا شيء يوحي ان ثمة من يعمل جديا على وقف الانهيار، فيما يتأرجح عداد كورونا صعودا ونزولا ليستقر بالامس على 16 حالة بعد يوم على تسجيل 51 حالة. سياسيا كرس رؤساء الحكومات السابقين «القطيعة» مع الرئاسة الاولى، اجهضوا مساعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واللواء عباس ابراهيم، واعلنوا مقاطعة لقاء بعبدا الحواري الذي بات بحكم «الميت سريريا» بعدما فقد «الميثاقية». اقتصاديا، «الكباش» الحكومي المجلسي حول ارقام الخسائر، سينتقل اليوم الى «حلبة» صندوق النقد الدولي، بعد «وشايات» متبادلة استمرت طوال الايام الماضية، ما يضعف موقف لبنان وينذر بدخول التفاوض في «نفق مظلم»، اما معالجة انهيار الليرة فلا يزال قيد «التجربة» والتخبط بعدما لامس سعر صرف الدولار الـ6000 مع بدء العمل بآلية بيعه الجديدة عند الصرافين، وسط توجه لوزير الاقتصاد راؤول نعمة لالغاء تدريجي للدعم على الخبز والنفط، وهو ما وصفته اوساط مقربة من حزب الله بأنه «هرطقة» مرفوضة… وقد سجل دخول سعودي على «خط» الأزمات المتفجرة في البلاد، وفي خطوة تحمل الكثير من «الدلالات» و«الرسائل»، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بن عبد الله بخاري حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ونائبه السابق محمد بعاصيري الذي سبق للحكومة ورفضت اعادته الى منصبه على الرغم من الضغوط الاميركية.

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية الى ان استراتيجية السعودية «بالانسحاب» من الساحة اللبنانية لا تزال على حالها، الا ان الجديد هو في طلب الخارجية من السفير السعودي في بيروت اجراء تقييم شامل وواف للوضع السياسي والاقتصادي لرفعه الى السلطات المعنية بالملف اللبناني، «ليبنى على الشيء مقتضاه»، بعد الاحداث الاخيرة في «الشارع»، وكان لا بد من الحصول على المعلومات حول الاوضاع النقدية والمالية من حاكم مصرف لبنان الذي تربطه علاقة اكثر من جيدة بالرياض، وفي الوقت نفسه توجيه «رسالة» جدية وواضحة للذين يريدون اقصاء سلامة من موقعه بأنه «مش متروك» لوحده، وللدلالة على ذلك تقصد سفير المملكة وجود محمد بعاصيري في اللقاء «العلني»، في دلالة على وجود تنسيق اميركي- سعودي في الموقف من الحاكم.

 

 المقاطعة «السنية» للحوار

 

في هذا الوقت، وكما كان متوقعا، اعلن رؤساء الحكومة السابقين مقاطعة اللقاء الحواري في بعبدا، ما يضع هذا اللقاء في «مهب» التأجيل، وفيما تحمل مصادر بعبدا المقاطعين مسؤولية اجهاض اللقاء لاظهار التضامن الوطني لانقاذ ما يمكن انقاذه وابعاد لبنان عن «الفوضى»، تؤكد اوساط «المعارضة»، ان المشكلة مع العهد انه لا يزال «يكابر» ويصر على انه لا يتحمل مسؤولية.

 

ما آلت اليه الامور في البلاد، وهو مسبقا «طفش» المتحاورين من لقاء بعبدا، بعدما خرج رئيس التيار الوطني الحر موزعا اتهاماته على الحلفاء قبل «الخصوم» بانهم وحدهم يتحملون مسؤولية الانهيار، كما انبرت اوساط رئاسة الجمهورية الى تحذير المدعوين من المقاطعة، لان بعبدا حينها ستتخذ اجراءات حاسمة على طريقة «الامر لي»، اذا لماذا يريد من الاخرين الحضور اذا كان وحده قادرا على اتخاذ الاجراءات الضرورية للانقاذ؟ «يتفضل» من «كامشو»؟ وهل المعارضة من تقف في «طريق» الانقاذ»؟ ام توظيف كل مقدرات البلد في معركة «طواحين» رئاسية يدعي احدهم ان «حلمها» لا يراوده؟

 

 «ورقة» بري في «الجيبة»؟

 

ووفقا لاوساط سياسية مطلعة، فان ما حصل يعد ايضا «نكسة» لجهود النائب السابق وليد جنبلاط الذي حاول اقناع الحريري بالمشاركة في اجتماع بعبدا دعما لجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نجح في «سحب البساط» من تحت رئيس الجمهورية ودخل معه «شريكا مضاربا» في حركة الاتصالات السياسية الاخيرة ما اظهر الرئاسة الاولى غير قادرة على لعب دور الجامع وطنيا وهذه «ورقة» تحسب للرئيس بري التي يرى فيها جنبلاط تعزيزا لموقف «حليفه» التاريخي في المعادلة السياسية القائمة وهي «ورقة» «رابحة» للمعارضة بعدما اثبت رئيس المجلس انه «السد» المنيع امام طموحات البعض في «منظومة» العهد والحكومة… لكن الحريري لم يغير موقفه على اعتبار ان «ورقة» بري الرابحة في «الجيبة»، ولا داعي ابدا لمنح رئيس الجمهورية «وصهره» مكاسب سياسية ولو كانت على شاكلة صورة تذكارية في بعبدا، اما القلق من الحرب الاهلية ومخاطر الانزلاق الى الاسوأ في «الشارع»، فحلها ليس في بعبدا «القاصرة» عن القيام بهذا الدور، وما قام به الرئيس الحريري مع الرئيس بري في الايام الماضية، وضمنا، مع حزب الله، كان كفيلا في تخفيف الاحتقان ونزع «فتيل» الانفجار…

 

 «مضيعة للوقت»؟

 

وكان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قد أكد بعد لقاء رؤساء الحكومات السابقين ان هذه الدعوة، والهدف المعلن منها، تبدو في غير محلها شكلا ومضمونا، وتشكل مضيعة لوقت الداعي والمدعوين في وقت تحتاج البلاد في رأينا الى مقاربات مختلفة لانتشالها من الأزمة الحادة التي تعيشها، ولاستعادة ثقة المواطنين التي انهارت والحاجة لطمأنتهم إلى المستقبل بما يؤكد احترام اتفاق الطائف والدستور، والتأكيد على القرار الوطني الواحد، ووقف تفلت الحدود، والحرص على استقلالية القضاء عبر الافراج عن التشكيلات القضائية، كما قررها مجلس القضاء الأعلى بدل نسف مبدأ الفصل بين السلطات، ووقف الركون الى تأويل النصوص لاختراع مفاهيم خارجة عن احكام الدستور والقانون، أو التفتيش عن ثغرات غير موجودة فيه لتدمير ما صاغه اللبنانيون في «اتفاق الطائف»، من توازن وطني وحرص على النأي بالنفس.

 

وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد مهد للقرار المسائي بزيارة الى عين التينة، قال بعدها ان القرارات التي اتُخذت في جلستي 1 أيلول و6 أيار لم تُترجم على الأرض، فما النفع من ذهابنا إلى لقاء بعبدا»؟ من جهتها، تحدد القوات اللبنانية موقفها من المشاركة او عدمها الاربعاء عقب اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في معراب، مع ميل رئيس «القوات» سمير جعجع الى المقاطعة…

 

وقد جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأكيده ان الموضوع الاساس للحوار الذي دعا اليه الخميس المقبل في قصر بعبدا، «هو تحصين السلم الاهلي عبر تحمل كل طرف من الاطراف الداخلية مسؤولياته، وذلك تفادياً للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء، لا سيما بعد ما رأينا ما حصل في شوارع بيروت وطرابلس إثر التحركات الاخيرة»، نافيا ان يكون هدف انعقاد طاولة الحوار العودة الى حكومة وفاق وطني، ومشيراً الى أن النظام التوافقي يفتقد الى الديموقراطية في ظل غياب ما يسمى بالاقلية والأكثرية.

 

 الكباش الحكومي المجلسي الى اين؟

 

في هذا الوقت، يستمر «الكباش» الحكومي المجلسي حول ارقام الخسائر، وفيما تتمسك مصادر وزارة المال بأرقام الخطة الحكومية، مؤكدة ان اجتماع الوفد النيابي اليوم مع وفد صندوق النقد لن يغير في الامر شيئا، سيحمل النواب ابراهيم كنعان، وياسين جابر، ونقولا نحاس مقاربة المجلس النيابي الى «الصندوق» بعدما عمل عدد من المستشارين والموظفين الى تشويه عمل اللجنة، وتواصلوا مع وفد صندوق النقد لانقاذ الخطة الحكومية وترجيح كفتها في المفاوضات، وتنطلق مقاربة الوفد النيابي من ان لبنان ليس بلدا مفلسا، واذا لمس الوفد النيابي وجود تمسك حكومي بارقام الخطة تتجه الامور الى مواجهة قاسية في المجلس النيابي، حيث لن تمر «الخطة الحكومية»، وهو امر تم ابلاغه الى رئيس الحكومة حسان دياب خلال لقائه الاخير مع بري… فيما يؤكد رئيس الحكومة ان ليس ضد التوصل الى أرقام موحدة…

 

وفي هذا السياق، اكدت اوساط نيابية ان الرئيس بري لن يسمح باي محاولة للالتفاف على مهمة لجنة تقصي الحقائق النيابية، وسيحيل الملف الى الهيئة العامة للتصويت على التقرير وهو لن يسمح لاحد بتجاوز السلطة التشريعة مع تأكيده انه من غير المسموح الذهاب الى التفاوض بارقام متباينة.

 

 اين الاسلحة؟

 

وفي هذا السياق، تؤكد تلك الاوساط، ان الازمة بين الحكومة والمجلس النيابي لم تعد مجرد خلاف على أرقام خاطئة، وانما خلاف حول الاستراتيجية في كيفية التعامل مع صندوق النقد الدولي، بعدما حاولت الخطة الحكومية ارضاء «الصندوق» مسبقا من خلال تلبية «شروطه»، فجرى تقدير الخسائر على نحو مبالغ فيه، فالحكومات عادة تقدم ارقاما تمثل الحد الادنى من الخسائر على افتراض ان الجهة المقرضة ستقوم باعادة تكبير الخسائر، لكن الحكومة قالت بالفم «الملآن» انها مفلسة ولم تلتف الى ان من سيقرضها يحتاج الى ضمانات حول سداد امواله.

 

 اين الفضيحة؟

 

اما الفضيحة الجديدة فتكمن في قيام طرفي النزاع، اي الحكومة، والمجلس النيابي، بالاستنفار حيث يقوم كل فريق بالتواصل مع مسؤولين في صندوق النقد الدولي في محاولة لإقناعهم بأرقامه، وتحولت العملية الانقاذية المفترضة الى مسألة تنافسية بين مستشارين، ووزراء، ونواب، على «ابواب» «الصندوق» في عملية ارضاء مفضوحة لجهات سياسية وحكومية تخوض في ما بينها «جولة» جديدة من الصراع السياسي فوق «الجثة» اللبنانية «المتعفنة»، وهذا ما يهدد على نحو مباشر باجهاض عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

 

وفي هذا السياق، نقل ايضا عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري استهجانه من المقاربة الحكومية لملف التفاوض مع «الصندوق»، وقال «اعجب كيف تخلت عن كل أسلحتها وقبل بدء التفاوض اعلنت الاستسلام»؟

 

 كيف تحصل على الدولار؟

 

في هذا الوقت، تستمرعملية «الارتجال» في معالجة ارتفاع سعر الدولار، وبعد سقوط تجربة دفع 200 دولار للافراد دون شروط، ارتفع سعره بالسوق السوداء الى نحو 6000 بعدما باتت الشروط الجديدة صعبة التحقيق بالنسبة للكثير من المواطنين غير القادرين على الحصول على العملة الصعبة بصعوبة، فيما تم ارجاء اطلاق المنصة الالكترونية في مصرف لبنان الى يوم الخميس المقبل، وتشترط الاليات الجديدة حضور شخصيا للذين يريدون الدولار على ان يكونوا قد تجاوزوا سن 18 سنة، فاذا كان يريد دولارات لدفع راتب عاملة اجنبية سيحصل شهريا على 300 دولارفقط، ويجب حضور الكفيل شخصيا مع صورة عن الهوية، وصورة عن باسبور العاملة، وصورة عن الاقامة.

 

اما كل مواطن يريد السفر فيحصل لمرة واحدة سنويا على الف دولار، وعليه احضار فيزا صالحة، على ان تسدد مبالغ تذكرة السفر من قبل الصراف لمكتب السفريات. وللحصول على الدولار للجامعات خارج لبنان فالمبلغ حدد ب2500دولار شهريا. على ان يتم ارفاق الطلب بصورة عن جدولة الاقساط، صورة عن بطاقة الطالب، وآخر تسديد للقسط، كما يحصل على 1000دولار للسكن في الخارج، على ان يرفق الطلب بآخر ايصال مسدد، وبطاقة الطالب.

 

اما الذين يدفعون اقساط بلد شراء منزل في لبنان، فيحصلون على الف دولار شهريا على ان يحضروا معهم صورة عن عقد الشراء، وجدول بالدفعات وصورة عن هوية المالك. اما تسديد دين بالدولار فالمطلوب احضار صورة عن جدولة الاقساط، صورة عن عقد الدين،صورة عن آخر تسديد، وصورة عن الهوية. اما التجار للبضائع غير المدعومة فيحصلون على مئة الف دولار كحد اقصى على ان يحضروا معهم سجل تجاري، اذاعة تجارية، صورة عن الحوالة.

 

 الادعاء على الخطيب

 

في غضون ذلك، إدعى مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على الناشطة الموقوفة كيندا الخطيب، بجرم التعامل مع اسرائيل ودخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والتعامل مع جواسيس العدو الإسرائيلي والمتعاملين لمصلحته، وأحال القاضي عقيقي المدعى عليها مع الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، وطلب استجوابها وإصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقها، ووفقا لاوساط مطلعة فان التواصل الاول اسرائيليا مع الخطيب حصل خلال زيارتها الى الاردن.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *