الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:«الليرة» تنهار وارتفاع «جنوني» للدولار… الدولة «غائبة» والغضب ينفجر في الشارع ؟ السفيرة الاميركية تطمئن حول مساعدات الجيش وتبقي مصير باسيل «معلقا»… دياب «قاوم» الضغوط الحريري «يفجر» قنبلة عكر «ويفتح النار» على العهد… «وقيصر» بعهدة اللواء ابراهيم
الديار لوغو0

الديار:«الليرة» تنهار وارتفاع «جنوني» للدولار… الدولة «غائبة» والغضب ينفجر في الشارع ؟ السفيرة الاميركية تطمئن حول مساعدات الجيش وتبقي مصير باسيل «معلقا»… دياب «قاوم» الضغوط الحريري «يفجر» قنبلة عكر «ويفتح النار» على العهد… «وقيصر» بعهدة اللواء ابراهيم

اذا كان الرئيس السوري بشار الأسد قد اقال رئيس الحكومة السورية عماد خميس من منصبه عقابا له على ادارته السيئة لازمة انهيار سعر صرف الليرة السورية، فان «الدولار» في بيروت يحلق متجاوزا حاجز الـ 5000 ليرة دون اجراءات جدية توحي بقدرة السلطة السياسية الغارقة في «لعبة» المحاصصة الادارية على وقف التدهور المخيف الذي ينذر بعواقب وخيمة في «الشارع»… واذا كانت الخطوة في دمشق لا تعني ان الامور الاقتصادية سوف تتحسن، او ان رئيس الحكومة مسؤول وحده عن الازمة، فان «اللعبة» في بيروت تدار بطريقة مقلقة حيث لا مسؤول يحاسب، اقله معنويا، على الفشل المالي والنقدي والاقتصادي، كما ان احدا لا يملك تصورا واضحا حول كيفة الخروج من «الهاوية» التي تزداد عمقا واتساعا. وبينما يحتفل الرابحون بحصة «الاسد» من التعيينات «بوقاحة» منقطعة النظير، تتصاعد الضغوط الاميركية على وقع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في الخريف المقبل، فتبدي السفيرة الاميركية دوروثي شيا انزعاج بلادها من عدم عودة محمد بعاصيري الى مركزه كنائب لحاكم مصرف لبنان، وتبقي «سيف العقوبات» مصلتا على «رقبة» رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وغيره من المسؤولين اللبنانيين، وتخرج الجيش فقط من دائرة العقوبات. وتبقى اكثر من علامة استفهام حول التهاون الرسمي في التعامل مع وقف الانهيار، ومنع استمرار تفلت الاسعار، واذا كانت الحكومة لا تملك القدرة على الاقتراب من «المحميات» السياسية والمالية، ولا تعطي اي اشارة ايجابية للمجتمع الدولي حول الاصلاحات، ولا تملك الا حلا فاشلا واحدا يتمثل بملاحقة الصرافين الذي فشل في دول اعدمت عددا كبيرا منهم، فان هذا الافق المسدود، وغياب الاجوبة، يترك البلاد امام احتمالات الفوضى الكارثية. فالى «الشارع در»…

 

 الدولار «يحلق»… والحلول امنية؟

فبعد ساعات على جلسة «محاصصة» التعيينات المالية والادارية التي تجاوزت الطلب الاميركي بإعادة محمد بعاصيري الى وظيفته كنائب لحاكم مصرف لبنان، تجاوز سعر صرف الدولار عتبة الـ 5000 ليرة في ظل استمرار «شح» الدولارات في الاسواق وانعدام وجودها عند الصرافين الشرعيين، فيما لا تزال الدولة اللبنانية تتعامل مع الملف من الزاوية الامنية حيث تستمر بملاحقة الصرافين غير الشرعيين، وتعمل على ضبط عمل الشرعيين منهم، وتحاول دون نجاح في السيطرة على «السوق السوداء»، لكن هذه الاستراتيجية اثبتت عدم جدواها، في ظل غياب اي خطة حكومية قادرة على «كبح» جماح «السوق»، وفي ظل انكفاء المصرف المركزي عن «ضبطه» وتمنعه او عدم قدرته على ضخ دولارات لايجاد التوازن بين العرض والطلب. وفي هذا السياق، اقفلت محال الصيرفة في شارع رياض الصلح في صيدا ابوابها في ظل الارباك الحاصل في تسعيرة بيع الدولار، واحتجاجا على توقيف عدد منهم من قبل دوريات امن الدولة..

 

 لا يوجد دولار… وتحركات في الشارع

ووفقا لمصادر معنية بالملف، فان فقدان الثقة بالوضع الاقتصادي في لبنان يجعل الدولار يختفي من الاسواق، فمن جهة لا توجد تحويلات بالدولار من الخارج بعد احتجازها من قبل مصرف لبنان، وهي لم تتجاوز منذ مطلع العام المليار دولار، في المقابل فان تعاميم مصرف لبنان لا تطبق، ولم تنجح حتى الان في ضبط السوق، وهذا ما يدفع اللبنانيين الى عدم التخلي عن دولاراتهم الموجودة في المنازل والتي تقدر بنحو 5 مليار دولار، فيما تؤكد مصادر مالية ان تدخل مصرف لبنان لن يحصل لانه دون جدوى بسبب عدم وجود كميات كافية للتدخل… وقد بدأت مساء امس بوادر انفجار اجتماعي في الشارع، ودعت جمعية تجار طرابلس وبعلبك الى الاضراب غدا، وجرت تحركات على الارض من قبل مواطنين غاضبين في بيروت، وصيدا، والشمال، وبعلبك، حيث تم قطع الطرقات واحراق المستوعبات ايضا على الطريق الساحلية في الجنوب وفي اكثر من منطقة…

 

  سلامة يوضح؟

وامام هذه «الهيستيريا» اوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان مساء امس انه يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات عن سعر صرف الدولار مقابل الليرة بأسعار بعيدة عن الواقع مما يضلل المواطنين، مؤكدا ان هذه المعلومات عارية  تماما…

 

 اجتماع استثنائي للحكومة

ولمتابعة ودراسة الاوضاع النقدية، تعقد الحكومة اجتماعاً استثنائياً الساعة التاسعة والنصف من قبل  ظهر اليوم في السراي، وتستكمل المباحثات في قصر بعبدا بعد الظهر.

 

   متى تتراجع الاسعار؟

في هذا الوقت، وبعد مضي نحو اسبوعين على قرار وزير الاقتصاد والتجارة راول نعمة تنظيم عملية دعم السلة الغذائية المتضمنة 30 نوعا من السلع الاساسية، لم يحصل حتى الان اي انخفاض للسلع الثلاثين المدعومة، ووفقا لمصادر وزارية سيشهد النصف الثاني من الشهر الجاري انخفاضا لمعظم السلع المدرجة ضمن السلة المدعومة، وستقوم مصلحة حماية المستهلك بدورها الرقابي لضبط الاسعار والمخالفات بالتعاون مع الاجهزة الامنية والقضائية.

 

 «العصا» «والجزرة» الاميركية

في هذا الوقت، علمت «الديار» ان زيارة السفير الاميركية في بيروت دوروثي شيا الى قصر بعبدا حملت اهمية استثنائية في توقيتها غداة التوصية التي أعدّتها لجنة الدراسات في «الحزب الجمهوري» وأوصت من خلالها بعقوبات «على كافة وزراء «حزب الله» في الحكومة، ومن يقدمون أنفسهم على أنهم مستقلون وهم داعمون للحزب، ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير السابق جبران باسيل، وقد جاءت هذه الزيارة ايضا بعد ساعات على تعيينات المحاصصة في مجلس الوزراء، ورد رئيس الجمهورية للتشكيلات القضائية، فكانت مناسبة من قبل الرئيس لاستمزاج الرأي الاميركي حيال كل هذه التطورات التي تحصل على «مرمى حجر» من بدء تطبيق قانون «قيصر» لمحاصرة النظام والشعب السوري.

 

 ملاحظات على الأداء الحكومي

ووفقا للمعلومات، ابدت السفيرة الاميركية ملاحظات كثيرة على الاداء الحكومي، معتبرة ان الجهود الاصلاحية تسير ببطء شديد وليست على قدر طموحات المجتمع الدولي الراغب في مساعدة لبنان. ولفتت الى ان الارباك والتخبط السائدين في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لا يشجعان على الحديث عن مفاوضات سريعة تفضي الى نتائج، وكررت على مسامع عون موقف ادارتها المتشدد حيال حزب الله الذي اتهمته بتوريط لبنان في مشاكل المنطقة وبمنع سير العملية الاصلاحية بالطريقة الصحيحة؟

 … ورد التشكيلات القضائية؟

وفيما استوضحت شيا من الرئيس اسباب رده للتشكيلات القضائية، كما سبق وفعل قبلها السفيرين البريطاني والفرنسي، شددت على ان ما حصل يضر بصورة لبنان الخارجية حيث تحتل استقلالية القضاء الاولوية لدى المجتمع الدولي..كما ابلغت الرئيس انزعاج ادارتها من عدم اعادة محمد بعاصيري الى مركزه في حاكمية مصرف لبنان..

 

 استثناءات «قيصر»؟

اما بالنسبة الى قانون «قيصر» فلفتت السفيرة الاميركية الى ان المرحلة الاولى من تطبيقه لا تشمل شركات او شخصيات لبنانية محددة، ولكن ادارتها ستراقب تفاعل لبنان مع القانون وبعدها لن يكون من يخرقه بعيدا عن العقوبات المفترضة. ولم تستبعد شيا ان تكون هناك استثناءات مرتقبة من قبل الرئيس ترامب لبعض القضايا التي يمكن ان تصنف بانها ملحة للاقتصاد اللبناني، كاستجرار الكهرباء او غيرها من الملفات التي تحتاج الى نقاش..

 

 طمأنة حول الجيش لا باسيل…؟

وفي هذا السياق، طمأنت شيا الرئيس عون الى استمرار دعم بلادها للجيش اللبناني، وأشارت الى ان ما ورد في «ورقة» لجنة الدراسات التابعة للنواب الجمهوريين لن «يبصر النور» كما وردت في نسختها الاولى، فالرأي الراجح في البيت الابيض والبنتاغون حاسم لجهة عدم قطع العلاقة مع المؤسسة العسكرية اللبنانية، ولذلك لو مر القانون في الكونغرس فلن تتم الموافقة عليه من قبل الادارة الحالية.

في المقابل لم تعط السفيرة الاميركية اي تلميح او اشارة حيال الشخصيات المدرجة في متن القانون، كما لم يسألها الرئيس عنها، وبحسب اوساط سياسية مطلعة، فان شيا تقصدت إبقاء الأمر مبهما خصوصا حول اسم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث تواصل واشنطن الضغط عليه لدفعه الى اتخاذ القرار «بالتمايز» الجدي عن حزب الله، ولهذا لا ترغب الادارة الاميركية بطمأنة عون او باسيل، خصوصا بعدما تبرع السفير اللبناني في واشنطن بالجزم ان رئيس التيار غير مدرج على لائحة العقوبات، دون اي مرجعية جدية تؤكد كلامه، ولهذا ثمة رغبة اميركية بإبقاء الامر معلقا لإبقائه تحت «الضغط»؟

 

 دياب «قاوم» وواشنطن تحذر؟

في هذا الوقت، وفيما اكدت مصادر «السراي الحكومي» ان ما حصل من تعيينات وخصوصا في شقها المالي انجاز لم يتحقق في الحكومات السابقة، لانه جرى التزام الآليات الرسمية، ولفتت الى ان دياب ظل يرفض حتى قبل دخوله الى الجلسة الضغوط الاميركية بإعادة محمد بعاصيري الى مركز نائب حاكم مصرف لبنان، وابلغ الاميركيين انه لا رغبة لديه بعودة اي نائب سابق الى مركزه لان الامر سيفتح عليه الباب واسعا امام محسوبيات لا يريدها. وفي هذا السياق تم ابلاغه رسميا بالامس ان الاميركيين غير راضين عن موقفه، وقد تحدثت المعلومات عن كلام اميركي بتأثير سلبي مباشر في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وأبلغه الاميركيون انهم سيجدون صعوبة في التعامل مع لجنة الرقابة على المصارف.

في هذا الوقت، عقد الاجتماع الثالث عشر بين وفد صندوق النقد الدولي والوفد اللبناني المفوض برئاسة وزير المال غازي وزني وحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتمحور الاجتماع حول موضوع إعداد وتنفيذ الموازنات العامة وادارة المالية العامة، على ان تستأنف المفاوضات يوم الاثنين المقبل.

 

 «قيصر» بعهدة اللواء ابراهيم…

وفي سياق متصل، عقد اجتماع في وزارة الخارجية للجنة الوزارية المكلفة دراسة تداعيات قانون «قيصر»على لبنان، قبل 6 ايام من دخوله حيز التنفيذ، ووفقا للمعلومات، وضع هذا الملف بعهدة المدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يقوم بوضع «خارطة الطريق» المناسبة للتعامل مع العقوبات لبنانيا بالتعاون مع الحكومة السورية، وعبر اتصالات تجري ايضا مع مسؤولي السفارة الاميركية في بيروت.

 

 الحريري «يفتح النار»؟

في غضون ذلك، وجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «سهامه» باتجاه رئيس الحكومة حسان دياب، وصعد الموقف مع العهد، فاتحا اشكالية منصب نائب رئيس الحكومة، معتبرا أن «ثمة انقلاب على صلاحيات رئيس الحكومة»، وقال: هناك نائبة رئيس حكومة تمارس صلاحياتها من السراي وهذا أمر مرفوض وإذا أرادوا وضع أحد في السراي فسنضع أحدا في قصر بعبدا»، ولو كان هناك رئيس حكومة يملك «ذرة فهم» لما قبل ذلك، وهذه الاعراف لن تمر..وأضاف: «لا أطلب العودة إلى الحكومة والجميع يعرف شروطي التي لا تشبه هذه الحكومة، والسلطة ما بتعنيني»؟.

 

 «حكي فاضي»…

 

وردا على هذا الموقف، رأت اوساط مقربة من قصر بعبدا  ان كلام الحريري «حكي فاضي» لن يمر، وليس بإمكانه فرض اي اعراف على رئاسة الجمهورية خارج الاطار الدستوري، ومن «المعيب» اثارة موقف طائفي على هذا النحو اتجاه موقع نيابة رئاسة الحكومة.

وكان الحريري قد قال ساخرا، اريد ان اهنئ العهد القوي بما يقوم به. نحن في تراجع مستمر وفي كل وقت هناك من يهدد بالاستقالة من الحكومة، فأين هي حكومة التكنوقراط؟»… وأضاف: «كنا استبشرنا خيراً أن معمل سلعاتا ألغي ولكن فوجئنا بعودة العمل إلى الخطة، سائلاً: «كيف يمكن للبنك الدولي وصندوق النقد أن يعتبرا هذا الأمر منطقيا؟ أين مجلس الإدارة والهيئة الناظمة؟».

واحد بدو «يقش التعيينات»

وكشف الحريري أنه ما من أحد تحدث معه حول التعيينات، وعلق بالقول: «واضح ان هناك واحد «بدو يقش التعيينات»، وأوضح أن «محافظة جبيل كسروان صار في 4 مسلمين و5 مسيحيين وكأننا في هكذا محافظة نقول المسلمين يحكمون أنفسهم وكذلك المسيحيين هذا ما يحاول التيار الوطني الحر فعله فكيف هكذا سيسير البلد»؟ وعن الأزمة بينه وبين شقيقه بهاء الحريري، قال: «بهاء أخي الكبير والبعض كنبيل الحلبي يطمح لدور في لبنان ويتعطش للحكم لكنه لا يؤثر علينا كتيار المستقبل»..ورداً على سؤال، أجاب الحريري: «لديّ العديد من الحلفاء كرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ونحن على تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، كما لدينا اتصالات مع الكتائب ونحترمهم رغم التباينات». وعن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قال الحريري: «أنا لا أتدخّل مع أحد ويروح يعمل مصلحته وأنا بعمل مصلحتي، ومن غير المنطقي أن يرغب في تعليم الناس انه هو فهيم وغيره لأ».

 

عداد كورونا لم يتوقف

وفيما انطلقت امس المرحلة الرابعة من إجلاء المغتربين، واصل عداد كورونا في تسجيل الاصابات، واعلنت وزارة الصحة تسجيل 14 إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية 11، منها للمقيمين و3 للوافدين، ليرتفع العداد الإجمالي إلى 1402 حالة، وسجلت حالة وفاة واحدة،

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *