الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : بانتظار نتيجة الإقفال صحياً والتفاوض اقتصادياً. . ‏ماذا عن معيشة الناس؟
الانباء

الأنباء : بانتظار نتيجة الإقفال صحياً والتفاوض اقتصادياً. . ‏ماذا عن معيشة الناس؟

شكّل القرار الذي اتّخذه مجلس الوزراء في جلسته أمس بإعلان إقفال البلد لمدة أربعة ‏أيام بعد الارتفاع المفاجئ لعدد المصابين بفيروس كورونا، دليلاً دامغاً على أن تخفيف ‏الاجراءات لم يحن وقته بعد، أن إعادة فتح القطاعات تدريجيًا بحاجة لمزيد من التريث‎.‎
وفي هذا السياق، حمّلت مصادر متابعة عبر “الأنباء” الحكومة مجتمعةً مسؤولية ‏وصول الأمور إلى هذا النحو، معتبرة أن “ما يجري بالنسبة للخلل في ما يتعلق ببعض ‏تفاصيل عودة المغتربين، والتي انعكست ارتفاعاً في إصابات كورونا، أو حتى بالنسبة ‏للغلاء والارتفاع الجنوني بأسعار المواد الغذائية، مردّ كل ذلك إلى عدم اكتمال الرؤية ‏الواضحة داخل الحكومة والتسرع في اتخاذ بعض القرارات، وأحيانا التأخر في اتخاذ ‏القرارات، رغم انها تعمل على إظهار نيتها للعمل من خلال تكثيف جلسات مجلس ‏الوزراء لمحاولة حل الأزمات المتلاحقة، لكن كل ذلك يحتاج الى مزيد من التصميم ‏والإدراك والجدّية في التنفيذ‎”.‎
ولفتت المصادر الى أهمية ما يجب فعله للبنانيين مع استمرار الحجر المنزلي وتوقف ‏الدورة الاقتصادية، وسألت: “أين البرنامج الغذائي المطلوب؟ وما مصير المؤسسات في ‏كل القطاعات؟ وأين أصبحت مساعدات الأسر الأكثر فقرًا بعد تعبئة الاستمارات ‏بمساعدة البلديات؟”، مشيرة إلى أن المساعدات التي تم توزيعها حتى الآن لم تشمل بعد ‏هذه العائلات ومنهم عدد كبير ممن خسروا وظائفهم في الأشهر الماضية‎.‎
من جهة أخرى، وعلى خط مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي الذي حتى الساعة ‏يتم عن بعد، علمت “الأنباء” أنه بعد الاجتماع الأول الذي عُقد في وزارة المالية ‏بحضور وزير المال غازي وزني ومدير عام الوزارة وممثلين عن رئيس الجمهورية ‏والحكومة وحاكم مصرف لبنان، أجرى المجتمعون تقييما لطبيعة الأسئلة التي سيطرحها ‏عليهم وفد الصندوق والاجابات المحددة من قبلهم‎.‎
وفي هذا السياق، كشف نائب حاكم مصرف لبنان المنتهية ولايته سعد العنداري في ‏حديث مع “الأنباء” أن وفد الصندوق عندما زار لبنان في شباط الماضي أتت زيارته ‏بدعوة من الحكومة لبحث خطة الدولة للخروج من الأزمة الاقتصادية، لكنه وبعد أسبوع ‏من المحادثات مع المعنيين تبيّن للصندوق أن الحكومة لم يكن لديها خطة لتناقشها معه، ‏واستغرب حينها كيف تطلب الحكومة من الصندوق إرسال بعثة متخصصة وليس لديها ‏خطة جاهزة لتناقشها مع الوفد، حتى انه لم يكن لديها احصاءات يمكن ان ترتكز عليها ‏طبيعة المحادثات‎.‎
وأوضح العنداري أن الطلب الجديد من لبنان الذي وُجه الى صندوق النقد رسمياً عبر ‏رئيس الحكومة، يجب تحديد الجزء الفني فيه والجزء المالي، “فالمساعدات الفنية عادية ‏ليس عليها شروط أما المساعدات المالية فمن الطبيعي ان يكون لها شروط”. وقال: “من ‏المستحسن ان تكون المساعدة مالية، لكن لبنان تأخر بطلب المساعدة وكان يجب أن ‏يطلبها منذ المرة الأولى عندما زارت بعثة الصندوق لبنان، أما اليوم فهناك 50 دولة ‏سبقتنا بطلب المساعدة، ما يعني أن لبنان أصبح في آخر اللائحة، والأولويات المالية لها ‏سقوف محددة والأفضلية تبقى للذين طلبوا المساعدة في البداية‎”.‎
ورأى العنداري أن “من الطبيعي أن يكون هناك تفاوض للحصول على دعم مالي، ولكن ‏الدولة اللبنانية لن يكون بإمكانها ان تطلب المساعدة وترفض الشروط، فلا شروط تعني ‏أن لا مساعدات، والشروط تتعلق حول كيفية صرف هذا المبلغ وطريقة تسديده، ‏وخاصة ان القواعد المتبعة في الصندوق اليوم أصعب مما كانت عليه منذ شهرين بسبب ‏قرار الحكومة بتعليق تسديد سندات اليوروبوند، ما يعني ان اللعبة تغيرت وأن الصندوق ‏يفاوض دولة لا تلتزم ومصداقيتها مفقودة”، مشيرا الى أنه “لو دفعنا قسما من الدين في ‏أذار الماضي لكانت الأمور أفضل بكثير

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *