الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق:السفير السعودي في بيت الوسط: زيارة دبلوماسية ذات رسائل متعددة  
الشرق

الشرق:السفير السعودي في بيت الوسط: زيارة دبلوماسية ذات رسائل متعددة  

السكون الذي خيم نسبيا على الساحة السياسية في نهاية الاسبوع مخروقا ببعض السجالات لن يستمر طويلا. فالاسبوع الطالع سيحمل من الاستحقاقات ما يكفي ليشعل الجبهات بين اهل السلطة والمعارضة مجددا.

من مؤتمر رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية الى ما سيفرزه جديد التحقيقات في الملفات الفضائحية التي فتحت على غاربها توازيا مع انطلاق المفاوضات المباشرة مع مسؤولي صندوق النقد الدولي الهادفة إلى عقد اتفاق برنامج تمويل بقيمة 10 مليارات دولار،والشروع في تنفيذ خطة «التعافي المالي والاقتصادي «التي أقرتها الحكومة، وما سيدور في فلك الاستعانة بالصندوق من مناكفات ومواجهات بين قوى السلطة انفسهم ومعارضيها الذين يعدون عدة المواجهة بحسب ما تظهر المواقف والمعطيات.

اعتبارا من الاسبوع المقبل يدخل اقتصاد لبنان في مرحلة مفصلية لم يشهدها تاريخه الحديث. ومع ان رئيسة  الصندوق كريستالينا جورجيفا عبرت في خلال اتصالها الهاتفي مع رئيس الحكومة حسان دياب، عن تجاوب نسبي  وتفاؤل بامكان تسريع الوصول الى اتفاق بين الجانبين للحصول على الدعم الأولي المقدرة قيمته بنحو 3 مليارات دولار قبل نهاية العام الجاري، ما يخفف جزئياً من نقص العملات الأجنبية والأعباء الثقيلة على الاحتياطات القابلة للاستخدام لدى البنك المركزي، غير ان مجمل التقديرات الاقتصادية التي يطلقها الخبراء تؤكد الحاجة الى نحو 10 مليارات دولار بالحد الادنى، فيما التعويل على اموال «سيدر» لا يبدو في محله في ضوء عدم تنفيذ اي من الاصلاحات التي يشترطها المانحون للافراج عن المساعدات.

ولا يقتصر القلق على الجانب الاقتصادي بل يتعداه الى الصحي ايضا. اذ وفي مؤشر غير مطمئن، عادت أرقام عداد اصابات كورونا الى الارتفاع مجددا  فوزارة الصحة أعلنت السبت تسجيل 13 اصابة والاحد 36 اصابة جديدة ليرتفع العدد الاجمالي ٨٤٥ اصابة، واستقر عداد الوفيات عند 26 وفاة.

سياسيا زار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط وأجرى معه جولة أفق تناولت آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبانتظار الزيارة المتوقعة لوفد صندوق النقد الدولي الى لبنان الاسبوع المقبل للقاء المسؤولين اللبنانيين بخصوص الخطة الاقتصادية وإمكانية تجاوب الصندوق لتوفير الدعم للبنان بمبلغ 10 مليارات دولار كمرحلة أولى، بحسب ما ورد في خطة الحكومة، كان لافتاً  موقف عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون الذي يعكس «تمايز» التيار الوطني الحر عن حليفه حزب الله من مسألة الاستعانة بصندوق النقد. وقال عون في تصريح « ان لصندوق النقد الدولي شروطه ونحن وضعنا ورقتنا ويجب أخذ قرار لبناني صرف حول شروط الصندوق، فنحن سنرفض إذا كان هناك من شروط تنتهك سيادة الدولة وفي حال معارضة حزب الله فهو لا يمثّل الأكثرية وسنذهب الى صندوق النقد حتى لو رفض الحزب فمن أين سنجلب الدعم؟

وليس بعيداً من التمايز بين افرقاء «أهل البيت» لاسيما بين كتلتي «التنمية والتحرير» و»لبنان القوي» وفي ظل الكيمياء المفقودة بالكامل بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل ، أشار النائب ياسين جابر إلى أن «الملف الأكثر وقاحة وهدرا هو الكهرباء، وقصة الفيول قصة خيالية، والمشكلة أننا مستمرون بمخالفة القوانين لأن بيع البضاعة المغشوشة يبين غياب ضمائر البعض، فلبنان لديه نزيف حاد بقطاع دمّره وهو الكهرباء». وشدد على «ضرورة تغيير الناس الذين يتعاطون بملف الكهرباء، ويجب تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان يضم أشخاصا لديهم خبرة، كذلك تعيين الهيئة الناظمة وتطبيق القانون. وزارة الطاقة يجب ألا تدير المؤسسة، ووزير الطاقة هو وزير وصاية فقط».

في الغضون وفيما يطل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، الخامسة عصر الأربعاء المقبل، عبر شاشة قناة «المنار»، لمناسبة الذكرى السنوية للقيادي في «حزب الله» الشهيد مصطفى بدرالدين- ذو الفقار ليحدد مواقف من التطورات السياسية،  قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، براين هوك «بفضل حملة الضغوط الاقتصادية القصوى التي نقودها، بات «حزب الله» أضعف مالياً بالمقارنة مما كان عليه قبل 3 سنوات من تولينا زمام السلطة. وهذا يرتبط مباشرة بحملة العقوبات، إذ أنّ النظام الإيراني أضعف مالياً وبالتالي «حزب الله»، ولفت الى «ان حزب الله» يواجه أزمة مالية، مرجحاً أن يفاقم فيروس كورونا الأزمة. موضحاً «أننا نؤمن بالسيادة اللبنانية بشكل كبير، بما يتيح للبنانيين أن يكونوا بأمان وسلام بعيداً من التدخل الإيراني». واعتبر «ان النظام الإيراني يرغب في السيطرة على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق بالطريقة نفسها». وفي حديثه مع شبكة CNBC، تابع هوك: إنّ النظام الإيراني يرغب في السيطرة على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق بالطريقة نفسها،  مذكّراً بأنّ مسؤولاً إيرانياً (في تلميح إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء الراحل قاسم سليماني) تفاخر في العام 2014 بقوله إنّ النظام الإيراني يسيطر على 4 عواصم (في إشارة إلى عواصم لبنان وسوريا واليمن والعراق) وهي تتضمن لبنان (بيروت). وقال هوك: «لذا وضعنا استراتيجية، وأعتقد أنّها تراعي سيادة اللبنانيين، وقد حاولنا أن نظهر أنّ « حزب الله» لا يخدم مصلحة اللبنانيين لأنّه لا يزيدهم أماناً، ومن المؤكد أنّه لا يزيدهم ازدهاراً أيضاً».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *