الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: حزب الله يوجه «صفعة» لاسرائيل على الحدود : لا تغيير في «قواعد الاشتباك».. ثلاثة اسابيع حاسمة في مواجهة «كورونا»… وانفجار «الشارع» يسابق «الوباء».. بغياب «الاهتمام» الاميركي جعجع لا يثق بالحريري وجنبلاط : «رح يبيعونا» مجددا
الديار لوغو0

الديار: حزب الله يوجه «صفعة» لاسرائيل على الحدود : لا تغيير في «قواعد الاشتباك».. ثلاثة اسابيع حاسمة في مواجهة «كورونا»… وانفجار «الشارع» يسابق «الوباء».. بغياب «الاهتمام» الاميركي جعجع لا يثق بالحريري وجنبلاط : «رح يبيعونا» مجددا

ثلاثة اسابيع حاسمة لبنانيا في المعركة ضد «وباء» «كورونا» حيث ستكون نتائج الفحوصات العشوائية التي بدأت بالامس حاسمة لتوجهات الحكومة في البدء بخفض «التعبئة العامة» تدريجيا. هذا النجاح الحكومي في مواجهة «الجائحة» تقابله تحديات اقتصادية ومالية داهمة تهدد «بانفجار» «الشارع» مجددا مع تفاقم الوضع الاقتصادي وانهيار سعر صرف الليرة امام الدولار، وغياب الرقابة الصارمة على اسعار المواد الغذائية، وقد يكون تحدي النجاح في مواجهة «اللعب» بسعر العملة الوطنية المعيار الاكثر خطورة في الايام القليلة المقبلة مع استعادة التحركات لزخمها، واذا كانت المعارضة ستعمل على استغلال ظروف الناس المعيشية وتوظيفها في عملية «تصفية» حسابات مع حكومة مواجهة التحديات، «والعهد»، والتي ستترجم في الجلسة التشريعية بدءا من اليوم، حيث ثمة انقسام طائفي في المجلس حول قانون العفو العام، تبقى نقطة ضعفها الكبيرة غياب الانسجام بينها في ظل انعدام «ثقة» القوات اللبنانية بتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وخوف «معراب» مجددا من «بيعها» عند اول «استحقاق» حسب تعبير «الحكيم»..

في هذا الوقت، يخوض حزب الله مواجهة من نوع آخر، بعدما ارتفعت حدة «الرسائل» الميدانية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال الايام القليلة الماضية، حيث نجحت المقاومة في توجيه «رسالة» وصفتها القيادة الامنية الاسرائيلية بانها بالغة الخطورة، ردا على محاولة الاسرائيليين تغيير قواعد اللعبة على الحدود اللبنانية- السورية بعد استهداف احدى السيارات على معبر جديدة يابوس. وثمة انشغال امني وعسكري في اسرائيل حول كيفية نجاح عناصر حزب الله في احداث ثلاث ثغر في الشريط الشائك على الحدود دون ان تتمكن اجهزة المراقبة العالية الدقة من اكتشاف العناصر قبل وصولهم، وخلال عملهم، ثم انسحابهم من المنطقة.

 «رسالة» استراتيجية بعمل «تكتيكي»

ووفقا لاوساط قريبة من حزب الله، لم تكن قيادة المقاومة معنية في معرفة حقيقة النوايا الاسرائيلية بعد استهداف احدى السيارات على الحدود السورية اللبنانية، فسواء فشل الاسرائيليون في تنفيذ عملية اغتيال، او كان إطلاق صاروخ الاول للتحذير، لتمرير «رسالة» دون وقوع ضحايا وتجنب اي تصعيد، اتخذت قيادة المقاومة قرارا حاسما بان لا تمر» التحية» الا بالرد «باحسن منها».. ومن هنا اختار الحزب توجيه «رسالة» استراتيجية بالغة الدلالة والخطورة، لكن دون ان تؤدي حكما الى التصعيد، «والرسالة» كانت واضحة انه مقابل «جس النبض» الاسرائيلي»، الذي حاول فرض «قواعد «اشتباك» جديدة،اختارت المقاومة الرد في المكان الذي يؤلم ويكشف هزالة الاجراءات الامنية على الحدود، ويظهر تفوق المقاومين.. فحزب الله لن يقبل تغيير «قواعد اللعبة» تحــت اي ظرف طارىء سواء «جائحة» كورونا او اي معطى سياسي وعسكري آخر في المنطقة، واذا كانت اسرائيل معنية بالقول انها لم «تغمض عينها» عن ما يجري وراء الحدود، فالمقاومة ارادت القول نحن ايضا جاهزون وما نزال على جهوزيتنا، ومستعدون للذهاب بعيدا في الرد المناسب على اي تصعيد، ولهذا لا يجب ان تخطئ اسرائيل في حساباتها، ظنا منها انه بالامكان رفع منسوب الضغط في الخارج لتصدير الازمة الداخلية، او محاولة استضعاف لبنان في المطالبة بحـقوقه برا وبـحرا..

المفاجأة في سرعة الرد…

ووفقا لتلك الاوساط، فان ما فاجىء الاسرائيليين هو سرعة الرد، ومكان وقوعه، «والذكاء» في اختيار الهدف، فالمسألة ليست فقط الفشل في تغيير «قواعد الاشتباك»، بل في اظهار ضعف المنظومة الامنية على الحدود، وما حصل يعني ان لدى الحزب «بنك اهداف» جاهز وما حصل كان فقط تحديد ساعة الصفر للتنفيذ، لان مسالة كهذه لا يمكن ان تكون «بنت ساعتها»، وهذا يعني ايضا ان ما يملكه الحزب اخطر بكثير، ومن يملك القدرة على الوصول الى هذه الامكنة الثلاث، قادر على تجاوزها اذا اراد ذلك، «والانكى» من ذلك ان الحزب رفع سقف التحدي باختيار ثلاثة مواقع لفتح الثغر، وكان بامكانه خفض المخاطر واختيار موقع واحد، لكن الجرأة والثقة بالنفس لم تنقصه لارسال ثلاثة مجموعات للقيام بالمهمة ثم التراجع دون ان يتم اكتشافهم في ظل وجود 1000 نقطة مراقبة إسرائيلية «سرية» وعلنية على طول الحدود،والدقائق العشر التي استجابت من خلالها القوات الاسرائيلية للخرق كانت كافية لدخول مقاتلي الحزب الى المستوطنات.

وفي هذا السياق،لم يخف بعض المعلقين الامنيين الاسرائيليين قلقهم من الحادث معتبرين ان عملية حزب الله «مثيرة» للاعجاب، فحزب الله اراد برايهم القول «استطعت الوصول إلى هنا، وكان يمكنني أن أكون في مستوطنة المطلة، وفي أفيفيم، لكني اخترت ألا أكون هناك»..وهكذا انتهت «جولة» جديدة من المواجهة دون تغيير في قواعد «اللعبة»، لكن حزب الله ربح في الاستراتيجيا من خلال استخدام تكتيك ذكي وباتت الخيارات الاسرائيلية اكثر صعوبة …

 جعجع وغياب الثقة ؟

في هذا الوقت، تتجه الازمة السياسية الداخلية نحو المزيد من التعقيد في ظل التصعيد الممنهج من قبل المعارضة السياسية غير «المنسجمة» بسبب ازمة الثقة المستمرة بين «معراب» وبيت الوسط» ما يمنع وجود جبهة موحدة في ظل غياب اي دعم خارجي، وخصوصا اميركي، حيث لم تعط السفيرة الاميركية دوروثي شيا خلال جولتها التعارفية على الشخصيات اللبنانية، وآخرها زيارتها الى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، اي مؤشرات عن وجود «اجندة» اميركية واضحة للتعامل مع الساحة اللبنانية في الوقت الراهن…

يضاف الى ذلك غياب «الثقة» بين اطراف المعارضة، حيث لم تنجح الزيارة الاخيرة التي قام بها وفد الحزب التقدمي الاشتراكي الى معراب في ايجاد ارضية صلبة للعودة الى جبهة ثلاثية موحدة بين المعارضة، وبحسب مصادر مطلعة، كان جعجع واضحا في مقاربته خلال اللقاء، وفي حديثه مع مسؤولين قواتيين عبر «التواصل» الالكتروني، وقال بصراحة «المطلــوب ان يكــون الرئيــس الحريري، واضحا في معنى ذهابه نحو المعارضة، وحدود ذهابه هذه المواجهة» قبل حصول اي اتفاق، وبحسب «الحكيم» لن تعيد «القوات» التجارب الفاشلة مجددا، واضاف «في السابق «باعونا» عند اول استحقاق، ولن نعطي الحريري الفرصة كي يبيعنا مجددا، اذا ما فتحت له «النوافذ» من قبل الفريق الاخر، وفي السابق لم نجد من يقف معنا وكان اول من ادار «ظهره» وليد جنبلاط…ولذلك الامور «مش هينة» «والقوات» لن تكون «مكسر عصا»..

المواجهة مع حزب الله… لا دياب

وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية بارزة الى ان لانقسام الحاد في المواقف على خلفية الملفات الساخنة لن يسقط الحكومة في غياب البدائل، واذا كان هناك من سيحرك «الشارع» فهو لن يحصل على مبتغاه سياسيا، لان الحكومة ليست مسؤولة عن الوضع الاقتصادي المتردي، والانفجار اذا ما حصل سيطال الجميع، والمواجهة لن تكون مع رئيس الحكومة حسان دياب الذي اثبت قدرته على المواجهة، لكنها ستكون في مواجهة حزب الله الذي يشكل رافعة لهذه الحكومة، عند هذه النقطة يخسر وليد جنبلاط وسعد الحريري دعم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لن يدخل في اي «كباش» مع الحزب تحت اي ظرف، وسيكون قصر الاونيسكو الذي يستضيف جلسات تشريعية نيابية على مدى ثلاثة ايام، «بروفة» للمزايدات خصوصا في «كباش» قانون العفو العام الذي يخلط «الاوراق» في التحالفات..

 «قنبلة» العفو العام..؟

وفيما يستعيد «الشارع» تحركاته اليوم مواكبة لانطلاق الجلسة التشريعية التي تعقد في قصر الاونيسكو، ستعرض سلسلة مشاريع لتعزيز القطاع الاستشفائي والحرب على «كورونا»، ولتشريع «القنب» او «الحشيشة»، وكذلك انشاء صندوق خاص للتعويض عن الذين فقدوا اعمالهم بسبب «الوباء»، وتناقش الجلسات الثلاث التي يرأسها الرئيس نبيه بري في حضور حكومة الرئيس حسان دياب جدول أعمال من 66 بنداً في مقدمها اقتراح قانون العفو العام، الذي يدمج بين إقتراحين واحد مقدم من كتلة «المستقبل» النيابية وأخر من النائبين ميشال موسى وياسين جابر بإسم كتلة «التنمية والتحرير» وسيتفيد منه نحو ألفي سجين وموقوف من أصل 9000 والقانون لن يشمل قتلة العسكريين او قضايا الارهاب، العمالة مع العدو او تجارة المخدرات…

وثمة رفض واضح من الاحزاب المسيحية في المجلس النيابي على قانون العفو العام، فالكتائب لن توافق عليه، والقوات اللبنانية لن توافق عليه دون ادخال تعديلات عليه، وفي مؤشر على رفض التيار الوطني الحر للقانون غرد رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل عبر «تويتر»، قائلاً: «بالوقت يلّي عم نشتغل لنقرّ قوانين ضد الفساد، تنهال علينا كل مرّة قوانين العفو الملغومة! الأولوية المطلقة اليوم لاستعادة الأموال المنهوبة والموهوبة والمهرّبة وتشديد العقوبات على اصحابها، وليس لإعفاء المجرمين! وقد اكد باسيل عقب اجتماع تكتل «لبنان القوي»، انه لا مس باملاك الدولة، ولا مس باموال المودعين، وكشف ان حركة الاموال «المهربة» الى الخارج من المصارف في كانون الثاني وشباط خرج من النظام المالي 3مليار و700مليون دولار، وهذا يؤكد وجود استنسابية.

وعلى جدول أعمال الجلسة بنود اخرى مثار خلاف بين الكتل أبرزها الموافقة على قرض من البنك الدولي لتنفيذ مشروع تعزيز النظام الصحي، التصويت بالأغلبية على إعادة القانون الرامي إلى مكافحة الفساد من قبل رئيس الجمهورية، الإثراء غير المشروع، تنظيم القضاء العدلي، رفع الحصانة عن الوزراء، سد بسري، اقتراح نواب الكتائب تقصير ولاية المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية مبكّرة، وتعديل قانون المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وقد علم ان الرئيس سعد الحريري العائد قبل أيام قليلة من السفر لن يشارك في الجلسة التزاما بالحجر المنزلي، وتبقى الانظار الى ادارة الرئيس نبيه بري للجلسة والمساحة التي سيعطيها لنواب المعارضة في استهداف الحكومة. وقد سبق الجلسة التشريعية تحركات في عدد من المناطق ولا سيما في الطريق الجديدة وطرابلس والبقاع وصيدا احتجاجا على الغلاء الفاحش والأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار.

ثلاثة اسابيع حاسمة؟

في غضون ذلك لا تزال ارقام «كورونا» تبعث على الامل، حيث اعلنت وزارة الصحة امس تسجيل 4 حالات جديدة في المنية- الضنية من اصل 340 فحصا اجريت خلال الـ24 ساعة الماضية، رفعت الاصابات الى 677، وقد توزعت فرق وزارة الصحة على مناطق لبنانية عدة لإجراء فحوصات «الـبي سي آر» عشوائيا تنفيذا لخطة وزارة الصحة القاضية باجراء مسح شامل لكل الاقضية واجراء الفحوص للمواطنين على ان تستمر هذه الخطة لثلاثة اسابيع بعدها سيجري التقويم الاساسي للمرحلة المقبلة، حيث سيجري في ضوئها اتخاذ القرارات المناسبة بشأن «التعبئة العامة»..

وقد عقد اجتماع في السراي الحكومي للجنة الوطنية لمكافحة «كورونا»، وتم البحث في اجراءات «فتح» الاقتصاد بشكل تدريجي، وعلم في هذا الاطار ان الحذر كان سيد الموقف في اللقاء، وسط مخاوف من «موجة» ثانية من «الوباء»…

 الدولار يحلق مجددا

في هذا الوقت، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه وسجل بالامس 3250 ليرة، واليوم يعقد في مصرف لبنان اجتــماع برئاسة الحاكم رياض سلامة، مخصّص للشركات والمؤسسات غير المصرفية التي تقوم بالتحاويل النقدية عبر الوسائل الإلكترونية، لوضع آلية واضحة وملزِمة للتسعير اليومي وضبطه، ويهدف اجتماع اليوم إلى وضع آلية واضحة حول التسعير واسسه وقواعده خصوصا ان بعض المؤسسات مستمرة في تسليم التحاويل بالعملات الاجنبية بانتظار آلية واضحة لتعميم مصرف لبنان.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *