الرئيسية / صحف ومقالات / النهار:رغيف اللبنانيين معلّق… قبل أن تنفجر الأزمة؟
flag-big

النهار:رغيف اللبنانيين معلّق… قبل أن تنفجر الأزمة؟

إذا كان فيروس كورونا المستجد أشاح الانظار عن الهموم المعيشية والحياتية لفترة، فان ظروف الحجر التي أدت الى تفاقم الازمة، بدت في اليومين الاخيرين، معطوفة على معارضة سياسية متصاعدة، مرشحة الى الانفجار الاجتماعي الوشيك. فالتحركات في الايام الماضية من مجموعات معارضة وتحركات بدأت تكسر قرار السلطة بعدم التجمع، إن في طرابلس، أو في العبدة، أو في الطريق الجديدة، وسعدنايل في البقاع، وصولاً الى ساحة الشهداء أمام وزارة الاقتصاد، تنذر بتفلت الأمور مع اشتداد وطأة الجوع الذي بدأ يطل برأسه.

وإذا كانت أزمة الرغيف قد حلّت على زغل أمس، فان استقالة نقيب الأفران والمخابز كاظم إبراهيم المقررة اليوم، تشي بتصعيد لا يمكن ان يكون ابرهيم، وهو والد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، واجهته اذا تطور الخلاف، وانعكس سلبا على علاقة اصحاب الافران بالمواطنين، وبالبلديات التي قرر عدد منها اتخاذ اجراءات عقابية بحق الافران في نطاقها الجغرافي.

وكان اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان، قد أعلن امس تعليق قراره بوقف توزيع الخبز على المحال والسوبرماركت في المناطق اللبنانية حتى إشعار آخر. وجاء في بيان الاتحاد: “منذ اعلان اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان التوقف عن توزيع الخبز على المناطق اللبنانية كافة، كثرت الاتصالات والتدخلات من جهات وهيئات سياسية ونقابية واجتماعية لمعالجة أزمة الخبز. ونزولا عند رغبة هذه الجهات والهيئات وتمنياتها على الاتحاد بضرورة تأجيل تنفيذ قراره هذا ريثما تنتهي الاجتماعات مع وزارة الاقتصاد والتجارة، قرر الاتحاد تعليق قراره بوقف توزيع الخبز على المناطق اللبنانية حتى إشعار آخر”.

ميدانيًا، لليوم الرابع على التوالي، توافد المحتجون في طرابلس والمناطق الشمالية الأخرى إلى ساحة النور حيث قطعوا الطريق احتجاجاً على الغلاء وارتفاع سعر الدولار والتردي الاقتصادي المتمادي.

كذلك قطع محتجون على الأوضاع المعيشية الطريق عند مستديرة العبدة في عكار بالاطارات المشتعلة وعوائق لكن قوة من الجيش أعادت فتحها

وفي بيروت، توجهت مجموعات من الطريق الجديدة، في مسيرة على الدراجات النارية من منطقة الملعب البلدي باتجاه منزل الرئيس حسان دياب في تلة الخياط، وهتفوا مستنكرين “تردي الاوضاع الاقتصادية وانهيار العملة”.

وترافق التحرك مع بيان صدر عن “شباب 17 تشرين” توجهوا فيه الى السياسيين واصحاب المصارف وكبار الصرافين بعنوان “قادمون الى منازلكم”. وجاء في بيانهم “ان ازمة كورونا لن تستمر. ومتى انتهت ستجدوننا عند منازلكم. والثورة لن ترحم الفاسدين”.

وسواء كانت هذه التحركات عفوية، ام تدار من جهات سياسية معارضة، فانها تبلغ النتيجة نفسها، اي اشتداد اشكال المواجهة والتصدي للحكومة الغارقة في ازمات لا تحصى. وستبرز المعارضة السياسية باشكالها منذ الغد في الجلسات التشريعية لمجلس النواب.

في شأن متصل، تتوالى المواقف التي تحمل الحكومة مسؤولية الاوضاع داعية اياها الى ايلاء الشأن الاجتماعي والمالي الاولوية وعدم تحميل المواطنين اثمان اخطاء السياسيين. واذا كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا يؤيد “التحامل” على الحكومة للمحافظة على الاستقرار، لأن “فشل هذه الحكومة يرتد على جميع اللبنانيين ونجاحها كذلك، فلننجح معا”، لكنه حذّر “من أن نجعل الشعب كبش محرقة في الصراع بين أهل السياسة وجماعة المصارف. فما نشهده من تبادل اتهامات بقصد تضييع المسؤولية هو أمر معيب. ونهيب بالمسؤولين أن يضعوا حدا له ويحفظوا ودائع المودعين وأن يقوم القضاء بواجباته”.

بدوره، المطران الياس عوده قال في عظة الفصح :”انتفض شعبنا لأنه لم يعد يحتمل الاستغلال. انتفض لحريته وكرامته ومستقبل أولاده، للحفاظ على وطنه وتعبه. شعبنا يستحق الحياة، الحياة الكريمة، وأملنا أن تعمل هذه الحكومة على تأمينها بعيدا من الممارسات السابقة والأخطاء السابقة والتجارب السابقة. أنتم لكل الشعب لا لفئة أو طائفة، ولكل مكونات المجتمع، فلا تدعوا أي فئة تشعر بالغبن أو الظلم أو الغربة. لذا، وبانتظار الدولة المدنية التي نطمح جميعنا إليها، وبما أن دستورنا يكفل حقوق المواطنين كافة، وبما أننا ما زلنا في نظام طائفي، نأمل ألا يكون إجحاف بحق أبناء أي طائفة، وأن يعامل الجميع بالعدل والمساواة. وإذا كانت حكومتكم عابرة للطوائف، فلتكن المداورة في الوظائف سبيلكم، من الوزارات إلى كل المراكز، للحفاظ على حقوق الجميع، مع اعتماد الكفاءة والنزاهة والخبرة، وتطبيق المساءلة والمحاسبة على الجميع”.واكد انه “حرام مصادرة جنى عمر المواطن وإفقاره عوض الحفاظ على حقه الذي اقتناه بعرق جبينه”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *