الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : أسئلة مشروعة حول “جرعة السم”.. بري منزعج ‏وثلاثة أسابيع أمام دياب
الانباء

الأنباء : أسئلة مشروعة حول “جرعة السم”.. بري منزعج ‏وثلاثة أسابيع أمام دياب

كتبت صحيفة “الأنباء ” الالكترونية تقول : في حمأة الجهود التي تبذل من قبل المعنيين على كافة الأصعدة لمحاصرة وباء كورونا ‏الذي يضرب لبنان منذ حوالى الشهر حاصدًا المزيد من الاصابات التي بلغت 120 حالة ‏أمس وأربعة وفيات، وبعد سريان مفعول خطة التعبئة العامة التي أقرتها الحكومة ‏والاجراءات المتخذة للحد من تفشيه المخيف بالطلب من الناس ملازمة بيوتهم وتوخي ‏أعلى درجات الوقاية منعا لانتقال العدوى اليهم، وفيما تحاول الحكومة تكثيف ‏اجتماعاتها بحثا عن مخارج للأزمة الاقتصادية، وفي غمرة السجال القائم حول ‏التشكيلات القضائية وردها من قبل وزيرة العدل ماري كلود نجم وإصرار مجلس ‏القضاء الأعلى على الإبقاء عليها، وفي الوقت الذي تسعى فيه السلطة القضائية لإبعاد ‏السياسة عن القضاء، تعرّض الجسم القضائي، ومعه الضمير الوطني، لأكبر انتكاسة ‏في تاريخه تمثلت بالقرار الصادر عن المحكمة العسكرية بوقف التعقبات عن العميل ‏الإسرائيلي عامر الفاخوري وإسقاط الادعاءات بحقّه بفعل مرور الزمن العشري، ‏ليشكّل ذلك “جرعة السم للرئاسة‎”.‎
‎”‎جرعة السم” هذه التي أوجد لها “محامي الشيطان في مركز القرار والمزدوج ‏الولاءات”، الفتوى المناسبة، وفق ما عبّر عن ذلك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ‏وليد جنبلاط‎. ‎

فكيف تدرّجت قضية الفاخوري من متهم بالعمالة الى سقوط الدعاوى المقدمة بحقه ‏ووقف الملاحقة عنه واخلاء سبيله والسماح له بمغادرة لبنان؟ وهل صحيح ان ‏الاجراءات القضائية التي اتخذتها المحكمة في عملية إسقاط التهم عن الفاخوري التي ‏استندت الى تقارير المخابرات، أغفلت قضية الاسير علي حمزة المختفي قسرا قبل أن ‏تتم تصفيته من قبل الفاخوري؟ وهل صحيح ان جلسة محاكمة الفاخوري كانت مقررة ‏في شهر نيسان المقبل؟ فكيف تمت المحاكمة في منتصف آذار والطلب بإخلاء سبيله؟ ‏وما موقف رئيس المحكمة القاضي حسين عبدالله من هذا الحكم، وهو ابن بلدة الخيام ‏حيث كان العميل الملقب بالجزار يصدر أحكامه العرفية بحق المناضلين والمقاومين ‏الوطنيين للاحتلال الاسرائيلي؟ من يغطي هذا القرار الخطير؟

وفيما سعى الوزير السابق سليم جريصاتي الى نفي علاقة رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووزيرة الدفاع زينة عكر وقائد ‏الجيش جوزيف عون بهذا الموضوع، يتجدد طرح السؤال نفسه: “من المسؤول عما ‏جرى؟‎”. ‎
مصادر قضائية استغربت عبر “الأنباء” عدم صدور اي موقف من مجلس الوزراء ‏وتحديداً من قبل الرئيس حسان دياب بما يتعلق بهذه المسألة الخطيرة التي تشير بشكل ‏واضح الى تدخل السياسة بالقضاء. وتمنت المصادر على رئاسة مجلس القضاء الأعلى ‏اتخاذ الموقف المناسب وتوضيح ما جرى حرصا منها على استقلالية القضاء، سائلة ‏‏”هل اصبح الفاخوري خارج لبنان ام انه ما زال ينتظر قرار محكمة التمييز بعد النقض ‏المقدم من مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات؟‎”.‎

وفيما أصدر حزب الله بيانا أدان فيه بشدة ما جرى، سألت المصادر القضائية عما اذا ‏كان القاضي عبدالله سيتنحى قبل أن طالب حزب الله بإقالته؟

مصدر قيادي في تيار المستقبل ذكّر في حديث مع “الأنباء” بمسألتين “لأخذ العبرة”، ‏الأولى تتمثل بتوقيف حكومة الرئيس سعد الحريري للعميل فايز كرم لتتم بعدها تبرئته ‏وإسقاط تهمة العمالة. والثانية، عبر حكومة الرئيس سعد الحريري مرة جديدة التي ‏أوقفت العميل عامر الفاخوري، وهذه الحكومة توقف عنه كل الدعاوى وتخلي سبيله‎.‎
وقال المصدر من تيار “المستقبل: “هذا هو الفرق بين الفريق السيادي الذي يطالب ‏بلبنان دولة مستقلة وقضاء نزيه، وبين من يسخّر كل ما يملك من سلطة لتجيير الأمور ‏لصالحه، انه عهد الصفقات والسمسرات والعمالة‎”.‎

مصادر كتلة “التنمية والتحرير” لفتت في اتصال مع “الأنباء” إلى انزعاج كبير لدى ‏الرئيس نبيه بري تحديدا لما آلت اليه قضية العميل الفاخوري”، مؤكدة ان الرئاسة الثانية ‏والكتلة لن تسكتا عما جرى بعد ان تتكشف كل الحيثيات التي ادت الى قرار تخلية سبيله، ‏الذي وصفته بفضيحة الفضائح‎.‎

مصادر نيابية مستقلة ألقت في اتصال مع “الأنباء” باللائمة على فريق العهد الذي بات ‏فريق “مصادرة قرار الدولة ورهنه للفريق الممانع‎”.‎

وفيما تفشى وباء التسييس في مفاصل القضاء، كان فيروس كورونا يواصل انتشاره في ‏لبنان. وأعربت مصادر وزارة الصحة عبر “الأنباء” عن ارتياحها للاجراءات المتخذة ‏من قبل الحكومة وتجاوب اللبنانيين بحجز أنفسهم في المنازل لأن هذه التجربة أثبتت ‏نجاحها في كل الدول التي نجحت بتطويق الفيروس‎.‎

المصادر نقلت للأنباء ارتياحا رسميا لعمل الأجهزة التابعة للوزارة والتزامها بكل ‏الاجراءات المتبعة ومتابعة الطلبات التي ترد اليها من كافة المناطق اللبنانية‎.‎

ولفتت المصادر الى جهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة لاستقبال المصابين ابتداء ‏من مطلع الأسبوع المقبل، مؤكدة ان لا مشكلة في موضوع المضمونين وطريقة ‏معالجتهم في المستشفيات، وهذا الأمر كان مثار بحث بين وزير الصحة وأصحاب ‏المستشفيات‎. ‎

توازيا، افادت مصادر حكومية عبر “الأنباء” ان مباحثات مجلس الوزراء تركزت على ‏معالجة الازمة الاقتصادية من كافة جوانبها، مشيرة الى ان الرئيس دياب أعطى لنفسه ‏مهلة لمدة 3 اسابيع لمعالجة هذه الأزمة، فيما سُجل تقدم في الاتصالات بين وزير المالية ‏وجمعية المصارف أفضى الى استئناف المصارف عملها بطريقة تسمح باستمرار توفير ‏الخدمات المصرفية للمواطنين

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *