الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : “كورونا” تحت السيطرة راهنا… ومزيد من الاجراءات على ‏‏”طاولة” الحكومة
الديار لوغو0

الديار : “كورونا” تحت السيطرة راهنا… ومزيد من الاجراءات على ‏‏”طاولة” الحكومة

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : حتى الان تبدو حكومة “مواجهة التحديات” صامدة امام تحدي “كورونا” الذي ‏يتدحرج نحو التحول الى “وباء” عالمي، الاجراءات الاحترازية التي ستستكمل في ‏جلسة حكومية اليوم تبحث احتمال وقف الرحلات من الدول “المصابة”، “ونعمة” ‏انعدام الاصابات الجديدة بين الوافدين من الدول “الموبوءة”، يعطيها مساحة “للتنفس” ‏وسط ضغوط داخلية وخارجية لا تمنحها فرصة “لالتقاط” الانفاس، فقد غادر وفد ‏صندوق النقد الدولي بعد الاستماع الى الواقع المرير والخطيرعلى وقع وعود حكومية ‏بجهوزية خطة الانقاذ خلال اسبوع او عشرة ايام، وفيما حصل “توافق” حكومي على ‏التعامل مع “وصاياه” على “القطعة”، لا “تبادل للرسائل” بين بيروت والرياض او ‏واشنطن، الحكومة اللبنانية تعاني حصارا جديا حتى الان دون اي مؤشرات جدية على ‏اختراق “الجدار السميك” من العزلة الدولية والاقليمية، فيما لا تزال المحاولات ‏الفرنسية “لكسر الجليد” دون نتائج جدية حتى الان، وما يريده الفرنسيون من تحييد ‏للساحة اللبنانية عن “الكباش” الاميركي مع ايران، لم يلق اي استجابة من الدول ‏المعنية والتي تبدو مصرة على عدم تمرير اي مساعدات اقتصادية دون اثمان سياسية ‏لا يبدو ان لبنان جاهز لدفعها على الرغم من الانهيار الاقتصادي في البلاد، الا ان ‏الفرنسيين عبر وزير ماليتهم تحدثوا بالامس عن مساعدات عبر صندوق النقد الدولي، ‏وهو ما شكل “نقزة” في بيروت ازاء احتمال تراجعه عن مؤتمر “سيدر” وحصر ‏المساعدات “بالهيئات الدولية…‏
وبانتظار الجواب، لا يزال الفرنسيون مصرين على “شرف” المحاولة لاقناع الادارة ‏الاميركية برفع “الفيتو” عن حزمة من الاجراءات المفيدة لمنع الفوضى الحتمية على ‏الساحة اللبنانية، اذا لم يقتنع البيت الابيض بالضغط او السماح لحلفائه الخليجيين وفي ‏مقدمتهم السعودية برفع “الحرم” عن حكومة حسان دياب التي تحتاج برأي الاليزيه ‏لغطاء “سني” اقليمي يمنحها “شرعية” تفتقدها بفعل توصيفها بحكومة اللون الواحد ‏او حكومة حزب الله، وهو الامر الذي لا تراه باريس واقعيا، وتتسلح في هذا السياق ‏بالتقارير الديبلوماسية الصادرة عن السفارة الاميركية في عوكر والتي عكست توصيفا ‏‏”محترفا” يشير الى ان سيطرة الحزب على هذه الحكومة يعتبر اقل بكثير مما يحكى ‏عنه، او يعتبر اقل من “هيمنته” على الحكومات السابقة…‏

منع “القطيعة”‏
وفي هذا السياق، تتحدث اوساط دبلوماسية غربية عن سعي لدى باريس لمنع حصول ‏‏”قطيعة” بين الحكومة اللبنانية وإدارة الرئيس دونالد ترامب، وقد لمس الفرنسيون ‏غياب “المتفهمين” في الطاقم القريب وغياب الحميمية مع الادارة اللبنانية وخصوصا ‏رئاسة الجمهورية، حيث لا توجد رغبة لدى المؤسسة العميقة في واشنطن لتقديم اي ‏مساعدة “للعهد”، وهذه السلبية تنعكس على نحو واضح في التعامل مع الحكومة ‏الجديدة حيث لا تزال استراتيجية “التطنيش” هي السائدة في البيت الابيض وحتى في ‏الكونغرس، ولذلك تعمل فرنسا على نحو حثيث لاحداث خرق جدي يواكب وصول ‏السفيرة الاميركية الجديدة الى بيروت وتأمل ان تحمل معها اجوبة واضحة حول ‏الموقف من التعامل مع الواقع اللبناني في ظل الحكومة الراهنة…‏

لا “اختراقات”…!‏
ووفقا لتلك الاوساط، لم ينجح وزير المال الفرنسي برونو لومير في احداث “اختراق” ‏يبنى عليه في السعودية وما سمعه هناك كان مجرد “كلام” في العموم دون اي ‏مؤشرات ايجابية يمكن الرهان عليها، ويمكن القول ان “البرودة” السعودية لم تتغير ‏في التعامل مع الواقع اللبناني، وقد اوحى المسؤولون السعوديون خلال المحادثات بان ‏الملف اللبناني لم يعد اولوية في المملكة، وبات في عهدة الامارات التي تتابعه عن ‏‏”كثب”، وهذا ما دفع وزير المال السعودي الى لقاء المسؤولين الاماراتيين بالامس ‏حيث اعلن من ابو ظبي انه بحث الوضع في لبنان مع القيادة الإماراتية، وان بلاده، ‏تدرس خيارات مختلفة لدعم لبنان من بينها برنامج لصندوق النقد إذا طلبت الحكومة ‏اللبنانية ذلك…‏

‏ لا “دعسة ناقصة”‏
وفي هذا السياق، تسعى باريس الى عدم القيام “بدعسة ناقصة” تشبه ما حصل في ‏الاتفاق النووي الايراني الذي تعثر بسبب المواجهة المفتوحة مع واشنطن حوله، وحتى ‏الان لم تحصل على “الضوء الاخضر” المطلوب الذي يتيح لها الاندفاع نحو اجراءات ‏جدية وحاسمة، وهي الان تراهن على خطوات جدية من خارج “الصندوق” تاتي من ‏الحكومة اللبنانية لاستخدامها في دعم موقفها لزحزحة “التعنت” الاميركي ‏‏”والتطنيش” الخليجي، وقد كان السفير الفرنسي برونو فوشي واضحا في جولته ‏الاخيرة على المسؤولين حين قال لهم “ساعدونا لنساعدكم”…‏

‏ تبادل “رسائل” مع باريس؟
ووفقا لاوساط معنية بهذا الملف، تلقف رئيس الحكومة حسان دياب “الرسالة” الفرنسية ‏وهو يتعامل معها بجدية، وهو ناقش مضمونها مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ‏وكذلك مع وزراء اساسيين في الحكومة وخصوصا وزراء “الثنائي الشيعي”، ويبدو ‏ان التوجه القائم راهنا هو ايجاد “توازن” بين الاستفادة من استشارات صندوق النقد ‏الدولي بما يفيد “المصلحة” اللبنانية، وعدم الوقوع في “اسر” “شروطه” الصعبة ‏التي يمكن ان تؤدي الى “رهن” البلد لمطالب قد تؤدي الى ازمة سياسية قد تؤدي الى ‏انهيار شامل، ولذلك يمكن القول ان التعاون سيكون على “القطعة” مع تقديم ما يثبت ‏جدية غير مسبوقة في عملية الاصلاح الاقتصادي، وقد تم ابلاغ الفرنسيين “برسالة” ‏واضحة مفادها “لا خطوط حمراء امام الاصلاح ولكن لا تنازلات في السياسة”، وقد ‏كان الموقف اللبناني واضحا في حث الفرنسيين على عدم ربط مساعداتهم بصندوق ‏النقد لان الامر قد يحمل تعقيدات لا يمكن للبنان ان يتحملها، وحتى الان لم يأت الرد ‏الفرنسي حيال ما قصده وزير المال حول المساعدة من خلال “الصندوق” فهل ستكون ‏حصرا عبره؟ وهل تخلى الفرنسيون عن “سيدر” لا جواب حتى الان…‏

متى تنتهي الخطة الانقاذية؟
وفي هذا السياق، اجتمع رئيس الحكومة حسان دياب مع وفد صندوق النقد الذي غادر ‏بيروت، وقد جرى البحث بحسب اوساط متابعة، باعادة جدولة الدين بالتفاهم مع ‏الجهات المقرضة، وقد تم ابلاغ الوفد ان الخطة الاصلاحية ستكون جاهزة قبل الـ9 من ‏الشهر المقبل، ولبنان لن يتخذ أي قرار في شأن سندات “اليوروبوندز” الا بعد الاطلاع ‏على تقرير “وفد الصندوق”، فيما تتجه الحكومة الى تكليف” جوتليب ستين اند ‏هاملتون” لتقديم المشورة القانونية في شأن سندات دولية.ووفقا لمصادر مطلعة كانت ‏‏”الكهرباء” نجم المحادثات مع وفد الصندوق الذي وعد بتقديم المساعدة التقنية ‏المطلوبة لكنه شدد على ان لا مجال للخروج من الازمة البنيوية دون ايجاد حل نهائي ‏لمشكلة الكهرباء، عارضا بعد جوانب الحلول وفي مقدمتها استخدام الغاز ورفع ‏التعرفة.. وفي السياق، اطلع مصرف لبنان رئيس الحكومة على موجودات ‏‏”المركزي” وتلحظ، ميزانية البنك المركزي أكثر من 30 مليار دولار مجموع ‏احتياطي بالعملات الأجنبية…‏

‏ اجراءات خاصة في المطار…‏
في هذا الوقت لا تزال الحكومة مستنفرة لمواجهة “كورونا”، وعشية الجلسة الحكومية ‏التي تعقد اليوم للبحث في تحدي كورونا واجراءات مواجهته، ومن المفترض ان يتم ‏خلالها اتخاذ القرار في شأن وصول الطائرات من الدول المنكوبة بالوباء، اذا دعت ‏الحاجة، وحطت 3طائرات بالامس اثنتان من ايران وواحدة من ايطاليا، وقد اتخذت ‏الإجراءات اللازمة حيث تم اخضاع طاقمها وركابها للفحوصات الاحترازية، وقد تبين ‏عدم وجود اصابات بالفيروس على الرغم من وجود 13 شخصاً قادمين من ميلانو ‏التي تعد “مركز” “الوباء” في ايطاليا، وقد تم فحص 29 حالة في مستشفى رفيق ‏الحريري الرسمي وتبين انها سلبية… وقد وضعت الطائرات على مدرج بعيد ولم يدخل ‏ركابها المطار ودخل رجلان من الامن العام الى الطائرة واخذا جوازات السفر ثم ‏تسلموا حقائبهم من مكان خاص لهم.‏

‏ … وقرارات خلية الازمة
وبناء على توصيات “لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس الكورونا”، ‏ونظرا للتطورات الأخيرة في ما خص الفيروس، اتخذت خلية الأزمة الوزارية، برئاسة ‏دياب قرارات حاسمة “لعزل” الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة، ومنع ‏المواطنين اللبنانيين وسائر المقيمين في لبنان من السفر إلى المناطق التي سجلت ‏إصابات، وتكليف اللجنة بتزويد المديرية العامة للأمن العام بلائحة عن هذه المناطق ‏لتطبيق هذا المنع في كل الموانئ والمرافئ ومطار رفيق الحريري الدولي. وكذلك، ‏توقيف الرحلات الى المناطق المعزولة في الدول التالية: الصين، كوريا الجنوبية، إيران ‏وميلانو في إيطاليا ودول أخرى، على أن يستثنى من ذلك حالات السفر الضرورية ‏‏(طبابة، تعليم، عمل) وتكليف وزارتي الاقتصاد والصحة، منع تصدير معدات الوقاية ‏الفردية الطبية،وإحصاء المخزون المحلي منها وتأمين استيراد الكميات اللازمة. ‏وتكليف وزارة الصحة بتخصيص مستشفى حكومي في كل محافظة ليكون مركزا ‏حصريا لاستقبال أي حالة إصابة بالكورونا وتجهيزه بالمواصفات والمعدات المطلوبة.‏

‏ لماذا “السجال” مع كوبيش…؟
في هذا الوقت، لم تمر تغريدات المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش ‏مرور الكرام، حيث ردت الامانة العام لمجلس النواب عليه بالقول “لسنا بحاجة لدروس ‏في كيفية التشريع ولم يحصل في يوم من الايام ان شرعنا خلف ابواب موصدة، وذلك ‏ردا على تغريدة قال فيها انه يجب اقرار تشريعات ضد الفساد علنا وليس وراء “ابواب ‏موصدة”.. وقد لفتت اوساط نيابية مطلعة الى ان الرد جاء بعدما تجاوز كوبيش حدود ‏‏”اللياقة” الدبلوماسية وبات ينصب نفسه “وصيا” على لبنان، وكان من الضروري ‏وضع حد لعملية التضليل الممنهجة التي يكيلها لمجلس النواب الذي لم يتقاعص عن ‏القيام بواجباته…‏

وكان كوبيش قد حث صندوق النقد الدولي على توفير المشورة والمساعدة للحكومة ‏عندما تقوم بتحضير سلسلة من الإجراءات والإصلاحات القاسية المطلوبة من أجل ‏البدء في انتقال لبنان من الأزمة الوجودية إلى التنمية المستدامة، ولكن بطريقة مسؤولة ‏اجتماعيا”. ورأى في تغريدة أخرى أن “نجاح الإجراءات لإنقاذ لبنان من الانهيار يبدأ ‏بدعم القوى السياسية الممثلة في البرلمان. هناك ستظهر مصالحها الحقيقية، وليس في ‏المظاهرات الشعبوية أمام المصارف”. واضاف: “لقد قام حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة بالتبليغ أن مصرف لبنان يقدم الآن رسميًا للحكومة معلومات واقعية حول ‏الوضع في لبنان، بما في ذلك السيولة”، معتبراً ان “الشفافية الكاملة للجمهور ‏ضرورية أيضا لشرح أسباب التدابير المتوقعة، بعد زيارة صندوق النقد الدولي”.‏

البحث عن الغاز والنفط
وبعد أيام من تمركزها على بُعد 21 كلم تقريباً من الشاطئ، تصل اليوم إلى المياه ‏اللبنانية سفينة الحفر التي ستقوم بحفر البئر الاستكشافي الأول في الرقعة رقم 4. وستبدأ ‏السفينة أنشطة الحفر التي ستستمر حوالى ستين يوما، وستنقل المعدات الموجودة على ‏متن البواخر اللوجستية الراسية في مرفأ بيروت إلى متن سفينة الحفر، الأمر الذي ‏يتطلب أسبوعا كحد أقصى قبل المباشرة بعملية الحفر، حيث سيتم حفر بئر استكشافي ‏تجريبي على مدى شهرين، على أن يتم أخذ عينات من التربة والصخور وغيرها من ‏المواد الموجودة في قعر البحر وما دونه، لإخضاعها للتحاليل للتأكد من وجود غاز أو ‏نفط.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *