الرئيسية / سياسة / “نداء الوطن”: عون يستعجل “الطبخة”… و”نقزة” لدى “الثنائي الشيعي‎”‎ حكومة “بربارة‎” برئاسة سعد… الخطيب‎!‎
نداء الوطن

“نداء الوطن”: عون يستعجل “الطبخة”… و”نقزة” لدى “الثنائي الشيعي‎”‎ حكومة “بربارة‎” برئاسة سعد… الخطيب‎!‎

كتبت صحيفة “نداء الوطن ” تقول : ‎… ‎وفي عيد “البربارة” أطلّت السلطة بحلة جديدة تتلطى فيها خلف “قناع” حكومة تكنو – سياسية يصحّ ‏وصفها بتشكيلة “دُمى – قراطية”، يتنحى فيها صقور الأحزاب ليوزّروا على كراسيهم أتباعاً مموهين ‏بأقنعة اختصاصيين مع تلوينة من التكنوقراط والحراك، بهدف إلباسها لبوس الناس وثورة 17 تشرين. ‏أما المهندس سمير الخطيب، رئيس توليفة السلطة المكلّف عنوةً عن الدستور واستشاراته الملزمة، فبدا ‏بالأمس رئيساً رديفاً يتظلل بظلّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ويتوارى خلف عباءته، ‏أقله هكذا هو يقدّم ترشيحه وهكذا يتعاطى معه سياسيو 8 آذار بوصفه رئيساً بمرتبة وكيل لا أصيل لا ‏وزن له على كرسي “السراي” من دون رافعة “بيت الوسط‎”.

وقبل أن تحترق “طبخة” الخطيب، ظهرت دوائر قصر بعبدا مستعجلة في إنضاجها من خلال سلسلة ‏تسريبات وتصريحات بلغت ذروتها مع “الطوباوية” التي أطلّ فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران ‏باسيل زاهداً في الشكل بالمشاركة في الحكومة العتيدة وموجهاً في الجوهر سلسلة رسائل مرمّزة عبر ‏صندوق بريد رئيس الحكومة المستقيلة، على قاعدة التساوي معه في لعبة الخروج من السلطة التنفيذية ‏بقوله “كلنا رخاص والبلد غالي”، ومحمّلاً إياه مسؤولية “ميثاقية” مباشرة في تغطية الرئيس المكلف ‏الجديد وضمان تسميته ومنحه الثقة البرلمانية، وتحقيق الحكومة الجديدة إصلاحات وإنجازات بنيوية ‏وحيوية في الاقتصاد والمال والكهرباء والنفايات والنفط والغاز، وكل القطاعات الاستثمارية والإنشائية ‏بحيث يتحمل الحريري شخصياً وزر أي فشل للخطيب، حسبما فُهم من بين سطور كلام باسيل‎.

وإذا كانت قوى 8 آذار بمختلف تلاوينها تُجاري قلباً وقالباً مطالب بعبدا باستعجال التسوية التكنو – ‏سياسية، غير أن “الثنائي الشيعي” بقي متريثاً حتى ساعات الليل في تأكيد نضوج الحل، بانتظار تلقي ‏ضمانات قاطعة من الحريري بتغطية الخطيب وهو ما كان محور وهدف زيارة “الخليلين” إلى “بيت ‏الوسط” مساءً من دون أن ترشح عنه أي معلومة أكيدة من هذا القبيل، سوى تأكيد أوساط 8 آذار ‏لـ”نداء الوطن” وجود “نقزة” لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة “حزب الله” من عودة الأمور ‏إلى مربعها الأول، بعدما لم يُشفِ الحريري غليلهما بإصدار بيان مكتوب يعلن فيه تبنيه ترشيح الخطيب ‏ودعمه لرئاسة الحكومة، في وقت كانت الأمور تتسارع ميدانياً عبر اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية ‏على الأرض رفضاً لتشكيلة السلطة المطروحة، بدءاً من تحرك احتجاجي أمام منزل الخطيب في ‏المنارة مروراً بقطع للطرق في المناطق الشمالية والبقاعية وصولاً إلى قطع جسر الرينغ في العاصمة ‏وسط انتشار أمني كثيف حال دون تمكين المتظاهرين من قطع المسربين الشرقي والغربي للجسر‎.

أما الحريري، فاكتفى بالإعراب شفهياً عن دعمه لترشيح الخطيب رداً على أسئلة الصحافيين إثر ‏استقباله رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، رابطاً الدعم بعبارة “ولكن لا تزال هناك ‏بعض التفاصيل وإن شاء الله خيراً”، ومؤكداً في الوقت عينه أنه لن يشارك بشخصيات سياسية بل ‏باختصاصيين في الحكومة المرتقبة في حال تم التوافق على ولادتها‎.‎

وكذلك فعل جنبلاط بإشارته من “عين التينة” إلى أنّ “الاشتراكي” لن يشارك بحزبيين في الحكومة إنما ‏سيسمي لائحة من الكفاءات الدرزية ليختار منها “إما سعد الحريري أو سمير الخطيب”، مشدداً في ‏المقابل على كون ترشيح الخطيب “وكل ما يحصل اليوم يخالف الدستور والأصول إذ يجب أن تحصل ‏الاستشارات النيابية وعندها نسمي الخطيب أو لا نسميه‎”.

وفي المعلومات المتوافرة عن اتصالات الساعات الأخيرة، نقلت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات لـ”نداء ‏الوطن” أنّ جنبلاط وضع الحريري بأجواء لقائه مع بري وتداولا بالمستجدات الحاصلة حكومياً، في ‏حين أبلغ الثنائي الشيعي الحريري استعداده للتعاطي بمرونة مع الصيغة الحكومية التي يراها مناسبة ‏برئاسة الخطيب، إذا حظي بدعمه انطلاقاً من الاهتمام الأكيد بضرورة تجنّب الحساسيات السنية -‏الشيعية، فضلاً عن كون تجربة التعاون مع الحريري شخصياً في الحكومة المستقيلة تحفز “الثنائي ‏الشيعي” على التعاطي بإيجابية مع موقفه وطروحاته إزاء الحكومة المقبلة‎.

ولفتت المصادر الانتباه إلى أنّ خطوط التواصل بين الحريري و”الثنائي الشيعي” إنما تنطلق بشكل ‏أساس من وجوب أن تأخذ الحكومة بالاعتبار أنّ “ما بعد 17 تشرين ليس كما قبله في العمل ‏الحكومي”، على أن تبقى الأمور مرهونة في الآتي من الأيام بما إذا كان هذا المبدأ سيعتمد أم لا ليُبنى ‏على الشيء مقتضاه، مشددةً على أنّ الحريري يرتكز في جهوده على مسؤوليته الوطنية في المساهمة ‏إيجاباً في كل ما من شأنه تكوين حكومة تحاكي تطلعات الناس من جهة، وتوجّه من جهة ثانية رسائل ‏إيجابية للمجتمع الدولي تحفزه على مساعدة لبنان في الخروج من أزمته الاقتصادية‎.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *