الرئيسية / سياسة / “اللواء”: الفراغ الحكومي” يُفاقِم شُح السيولة ويهدِّد بأزمة سِلع ضرورية فتح الطرقات يفتح باب الإستشارات.. وواشنطن تدعو الجيش “لحماية المتظاهرين‎”‎‎
اللواء

“اللواء”: الفراغ الحكومي” يُفاقِم شُح السيولة ويهدِّد بأزمة سِلع ضرورية فتح الطرقات يفتح باب الإستشارات.. وواشنطن تدعو الجيش “لحماية المتظاهرين‎”‎‎

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : تتدافع الضغوطات في المشهد اللبناني، على وقع استمرار أزمة تحديد موعد الاستشارات النيابية، لتسمية رئيس جديد ‏لتأليف حكومة جديدة، وسط معلومات عن أزمة اتصالات، عبرت بعدم تحقيق خرق في لقاء “بيت الوسط” ليل أمس ‏الأوّل، بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، الذي ترتفع أصوات في بيئته تدعوه للخروج مع سواه من ‏أجل تسهيل إيجاد تسوية بحكومة انتقالية، حيادية، بعضها جاء ضمناً على لسان كريمة الرئيس ميشال عون السيّدة ‏كلودين عون روكز (زوجة النائب العميد شامل روكز)، وذلك عبر إطلالة تلفزيونية مساء أمس‎.‎
‎ ‎
‎1 – ‎الضغط الأمني وضغط الطرقات‎:‎
‎ ‎
نجح الجيش اللبناني في إعادة فتح طرقات اغلقها المتظاهرون في إطار استراتيجية، يتبعونها منذ بداية حراكهم لزيادة ‏الضغط على الطبقة السياسية، سواء في ذوق مصبح، أو طريق الناعمة، (أوتوستراد الدامور- بيروت) أو مستديرة ‏ايليا في صيدا، وصولاً إلى طريق الشمال، حيث بقيت طرابلس تحتضن أكبر تجمع منذ بدء احداث انتفاضة 17ت1‏‎.‎
‎ ‎
يُشار إلى ان قائد الجيش العماد جوزيف عون زار بعبدا السبت الماضي، وجرى البحث بالوضع السائد في البلاد‎.‎
‎ ‎
وعلمت “اللواء” ان قرار اتخذ بفتح الطرقات على نحو حاسم‎.‎
‎ ‎
وكان اللافت للانتباه ان الخارجية الأميركية رأت في بيان لها ان “الطبيعة غير الطائفية لتظاهرات لبنان تعكس تنامي ‏التوافق الوطني، كما تعكس مطالب الإصلاح ومحاربة الفساد”، داعية الحكومة اللبنانية إلى “احترام حقوق وأمن ‏المتظاهرين”، مشيرة الى “اننا نتوقع من الجيش اللبناني مواصلة دوره بحماية المتظاهرين‎”.‎
‎ ‎
اما الخارجية الروسية، فأكدت على لسان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ‏وشمال افريقيا على دعمها لسيادة لبنان ووحدة أراضيه، واستقراره، واجراء حوار شامل لضمان السلام والتوافق، ‏لدحض أي محاولات للتدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية‎.‎
‎ ‎
‎2- ‎ضغط المتظاهرين، الذين يتظاهرون عند الثامنة والنصف من صباح اليوم قرب قصر العدل في بيروت وامام ‏المدعي العام المالي‎.‎
‎ ‎
وكان المتظاهرون تظاهروا في بيروت ضد التكلفة المرتفعة للاتصالات التي تفرضها شركتي الاتصال الخليوي في ‏البلاد، ورفعوا امام شركة “ام تي سي” لافتات عدّة كتب على احداها “ألو ألو ألو بيروت، من سرقك يا عيني؟”، ‏حيث ما لبثت ان تراجعت أسعار التشريع‎.‎
‎ ‎
‎3- ‎وبالتزامن مع حراك شعبي مستمر، خفضت وكالة “موديز” امس التصنيف الائتماني للبنان مرة جديدة ليصبح ‏‏”سي إيه ايه – 2″. وكانت موديز خفضت في كانون الثاني، تصنيف لبنان الطويل الأجل للديون من “بي-3” إلى ‏‏”سي ايه ايه -1″، محذرة من تخفيض جديد. وقالت الوكالة في بيانها إنها خفضت تصنيف لبنان إلى “سي إيه إيه – ‏‏2″، مشيرة إلى أن التصنيف لا يزال قيد مراجعة باتجاه المزيد من التخفيض، على ان تستمر فترة المراجعة ثلاثة ‏أشهر. وأوضحت الوكالة أن هذا التخفيض “يعكس زيادة احتمالات إعادة جدولة الدين او إعادة النظر في طريقة إدارة ‏المستحقات” ما قد يزيد مخاطر تخلف الدولة عن دفع مستحقاتها، مضيفة أن “الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة، ‏واستقالة الحكومة وفقدان ثقة المستثمرين قوضت بشكل إضافي نموذج لبنان التمويلي التقليدي والقائم على التدفقات ‏الرأسمالية ونمو الودائع المصرفية‎”.‎
‎ ‎
‎4- ‎على ان الأخطر ما يواجهه التجار من صعوبات في سداد قيمة المواد المستوردة من المعكرونة إلى الحفاضات مع ‏فرض البنوك قيوداً على خطوط الائتمان استجابة للمخاوف من شح السيولة‎.‎
‎ ‎
وتلقى المستوردون إخطارات من عدة بنوك في الأيام الأخيرة، بأن خطوط الائتمان غير المستخدمة جُمدت مؤقتاً‎.‎
‎ ‎
وسببت الإخطارات، إزعاجاً كبيراً للمستوردين الذين يعتمدون على ممثّل تلك التسهيلات في سداد مقابل المنتجات ‏الواردة من الخارج‎.‎
‎ ‎
وقال المدير العام لشركة “بحصلي فودز” للأغذية هاني بحصلي: “إنها كارثة.. لدينا شحنات لنجلبها وفجأة لم نعد ‏نستطيع تحويل الأموال للموردين‎”.‎
‎ ‎
وتابع “أمس كان لدي مبلغ مستحق لشركة في مصر بنحو 35 ألف دولار، ولدي غداً آخر لشركة في تايلاند. كل شئ ‏مجمد حتى إشعار آخر‎”.‎
‎ ‎
سياسياً، استمرت الاتصالات على خط بيت الوسط – عين التينة – حارة حريك – بعبدا، من أجل الاتفاق على خارطة ‏طريق تقضي بتحريك العملية السياسية، بعد فتح الطرقات التي كانت شرطاً لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، ‏إذ من المتوقع ان لا يتأخر موعدها أبعد من الساعات القليلة المقبلة‎.‎
‎ ‎
صيغ باسيل للحكومة
‎ ‎
وفي هذا السياق، افادت مصادر سياسية مطلعة ان لقاء رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري مع وزير الخارجية ‏والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي اعاد اول من امس فتح خطوط التواصل بينهما هو لقاء ‏يستدعي متابعة ومن هنا يقوم الحديث عن ارجحية انعقاد اجتماع ثان بينهما في وقت لاحق‎.‎
‎ ‎
ولفتت المصادر الى ان الرئيس الحريري سيجري مشاوراته مع حلفائه وكذلك الوزير باسيل، واوضحت ان اللقاء ‏حرك الورقة الحكومية بالشقين المتعلقين بها اي التكليف والتأليف بعدما كانت الأمور جامدة‎.‎
‎ ‎
وافادت المصادر ان البحث تناول عدة مواضيع وكان حديث في الصيغ المطروحة حكوميا لكن ذلك سيستكمل. واذ ‏رأت انه ربما لم يتحقق شيء عملاني الا ان اللقاء اخرج الملف الحكومي من حالة الجمود‎.‎
‎ ‎
وفيما اعتصمت أوساط “بيت الوسط” بالصمت من دون ان ترشح عنها أي معلومات عن لقاء باسيل، باستثناء نفي ما ‏تمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن فحوى المناقشات التي جرت، مؤكدة انه “غير صحيح”، ذكرت ‏معلومات إلى محطة “او تي في” الناطقة بلسان “التيار الوطني الحر”: ان باسيل طرح على الحريري فكرة تشكيل ‏حكومة بلا وجوه سياسية اساسية على ان تشكلها القوى السياسية من اختصاصيين بملفاتهم الوزارية، التقنية ‏والاقتصادية، مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، على ان يطرح على الحراك الشعبي اختيار اسماء تمثله في الحكومة، ‏لتكون حكومة عمل اقتصادي وتقني، بعيداً عن المشاكل السياسية المعتادة، على ان تحظى التشكيلة بثقة عالية في ‏المجلس النيابي.أما بالنسبة الى رئاسة الحكومة، فكان الطرح بأن يسمي الحريري من يريد بموافقة جميع الافرقاء‎.‎
‎ ‎
‎”‎وطرح باسيل ايضاً فكرة الزام جميع المرشحين للتوزير برفع السرية المصرفية، وبالموافقة على كشف حركة ‏حساباتهم، تحقيقاً للشفافية، وتكريساً لمنطق الاصلاح‎”.‎
‎ ‎
وأكدت هذه المعلومات مصادر في “التيار الحر” التي كشفت ان باسيل تقدّم من الحريري بصيغة للحكومة، لا وجوه ‏سياسية بارزة فيها، في حين ذكرت معلومات أخرى، ان الحريري رفض أية شروط مسبقة، وأبلغ باسيل انه في حال ‏الإصرار على الشروط فهو لن يقبل ترؤس الحكومة المقبلة‎.‎
‎ ‎
ورشحت معلومات عممتها مصادر مطلعة لمحطة‎ L.B.C ‎وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن ‏لتولي رئاسة الحكومة في حال وافق الرئيس الحريري على ان يسمى شخصية أخرى لرئاسة الحكومة توافق عليها ‏القوى السياسية، على ان تسمى هذه القوى وزراء من أصحاب الاختصاص والكفاءات وان يكونوا محررين من القيود ‏السياسية للإسراع بإنجاز الإصلاحات‎.‎
‎ ‎
وقالت أيضاً ان باسيل قدم اقتراحاً آخر بتشكيل حكومة اختصاصيين بدون سياسيين وان يطرح على المجتمع المدني ‏ان يتمثل فيها، لكنها نقلت عن المصادر المطلعة تأكيد أن لا تقدم على صعيد حسم الاتفاق على مضمون الحكومة، لكن ‏اللقاء كسر الجمود السياسي ومن المتوقع أن يسرع عجلة التقدم في الملف الحكومي، مشيرة الى أن باسيل حمل نتائج ‏المشاورات الى بعبدا و”حزب الله‎” ‎عبر مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، والحريري ‏سيعرضها على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي‎” ‎وليد جنبلاط لبلورة صيغة ‏مشتركة‎.‎
‎ ‎
الثورة التشريعية
‎ ‎
اما التطور الثالث، فكان في الخطوة اللافتة في توقيتها ومضمونها والمثيرة للجدل الدستوري والسياسي في آن، والتي ‏أطلقها الرئيس نبيه برّي تحت عنوان “الثورة التشريعية” بهدف إقرار مجموعة من مشاريع واقتراحات القوانين التي ‏تعتبر إصلاحية، في الجلسة التي ستعقب جلسة الثلاثاء المقبل لانتخاب هيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان، حيث ‏رأت مصادر قريبة من بعبدا، بأنها تشكّل استجابة لمطالب الشعب، في حين تخوفت مصادر كتائبية معارضة ان تكون ‏من ضمن محاولات الهاء الرأي العام اللبناني بنقاشات نيابية ووعود تشريعية الهدف منها ليس تحقيق الإصلاح وإنما ‏إعادة إنتاج صفقة التسوية والمحاصصات باسماء وأساليب جديدة‎.‎
‎ ‎
وذكرت مصادرمجلسية لـ”اللواء” ان الرئيس بري واكب الحراك الشعبي بتلبية مطالبه المحقة فورا من خلال ‏المؤسسات والاطر الدستورية تأكيدا لسيادة دور الدولة، وذلك عبر ورشة تشريعية تقر القوانين الاصلاحية، وهو ‏استعمل صلاحياته بالنظام الداخلي وتجاوز اللجان المختصة ليحيل عددا من اقتراحات ومشاريع القوانين التي لم ‏تدرسها اللجان المختصة مباشرة الى اللجان المشتركة لسرعة البت بها. وهي: رفع السرية المصرفية. مكافحة تبييض ‏الاموال. واسترداد الاموال المنهوبة‎.‎
‎ ‎
انفراج في الطرقات
‎ ‎
وعلى هذا الصعيد، قال مصدر مطلع، في ان قرار فتح الطرقات متخذ وبشكل حاسم منذ الثلاثين من الشهر الماضي، ‏حيث أصدرت قيادة الجيش بيانا طلبت من جميع المتظاهرين في المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة ‏إلى طبيعتها ووصل كل المناطق ببعضها بعض تنفيذا للقانون والنظام العام‎.‎
‎ ‎
ولفت إلى ان الجيش أرتأى التوقيت لفتح الطريق، وما حصل يندرج ضمن تسهيل حياة المواطنين‎.‎
‎ ‎
وأدت مبادرة الجيش إلى فتح كل الطرقات المقطوعة إلى حركة انفراج واسعة في حركة السير في مختلف المناطق، ‏وتمت عملية فتح الطرقات بسلاسة، ما عدا مستديرة جل الديب حيث اصطدم الجيش برفض المتظاهرين هناك الذين ‏افترشوا الأرض وسط قرع اجراس الكنائس، لكن الجيش اوقف بعضهم، وجرت لاحقاً متابعات قضائية لاطلاق ‏الموقوفين‎.‎
‎ ‎
وازال الجيش الخيم والمعدات والعوائق التي تقفل الطرقات من صيدا الى خلدة والناعمة الى جل الديب والزوق ‏وصولا الى غزير وجبيل وشكا والبترون ومحيط طرابلس، فيما ابقى المحتجون طريق جسر الرينغ مفتوحا. وردّت ‏بعض المصادر قرار فتح الطرقات الى احتمال ان يكون ذلك مقدمة لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة وتمكين ‏النواب من الوصول الى القصر الجمهوري‎.‎
‎ ‎
وبسحر ساحر شهدت الطرقات حركة سير انسيابية طبيعية وتزايدت بعد الظهر وتحولت الى زحمة عادية، ‏بعدماعمدت وحدات الجيش المنتشرة على الارض، وبعد نزول وحدات مدرعة من اللواء الحادي عشر، لدعم القوات ‏الخاصة المنتشرة على الارض. وشملت حركة السير الطبيعية: مختلف احياء بيروت وصولا الى الحازمية صعودا الى ‏الجبل فالبقاع، ومن الخط الساحلي باتجاه الجنوب والشمال، عوّضت عن كل المعاناة التي عاناها المواطنون خلال ‏الاسبوعين الماضيين نتيجة الاقفال المزاجي للطرقات‎.‎
‎ ‎
في الاثناء كان المتظاهرون يركزون على اقفال بعض المصارف والمؤسسات العامة في وسط بيروت وفي صيدا ‏وطرابلس وبعض مناطق البقاع، خاصة فروع مصرف لبنان المركزي ومنعوا الموظفين من العمل‎.‎
‎ ‎
كماسجل مع بداية المساء، قطع طريق كورنيش المزرعة المسلك الغربي لبعض الوقت، وافترش المتظاهرون في ‏محيط مجلس النواب الارض وقطعوا الطريق بأجسامهم لمدة ربع ساعة.فيما عادت التجمعات في ساحة رياض الصلح، ‏كما ادت كثافة المتظاهرين في صيدا الى إقفال دوار ايليا، وشكّل متظاهرون عند مستديرة زحلة سلسلة بشرية وقطعوا ‏أحد المسارب‎.‎
‎ ‎
وليلاً استقدم الجيش قوة إضافية إلى البداوي شمالي طرابلس لابعاد المتظاهرين عن الأوتوستراد تمهيداً لفتحه امام ‏السيّارات، لكن الوضع متأزم، خاصة وان المتظاهرين قطعوا الطريق بالشاحنات‎.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *