الرئيسية / أخبار مميزة / اللواء : مؤتمر أبوظبي يُنعِش البورصة والإمارات ترفع حظر السفر الحريري “متفائل جداً”
اللواء

اللواء : مؤتمر أبوظبي يُنعِش البورصة والإمارات ترفع حظر السفر الحريري “متفائل جداً”

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : على إيقاع تجدد الحرب المدمرة في الشمال السوري، ودخول تركيا طرفاً بعد الانسحاب الأميركي المزمع من ‏‏”الحروب السخيفة” التي لا نهاية لها (في إشارة إلى سحب الولايات المتحدة قواتها من شمال شرق سوريا)، وتداعيات ‏المواجهة في العراق بين الحكومة العراقية ومحتجين بالآلاف على الفساد وعدم توفير فرص العمل، يندفع لبنان ‏الرسمي بقوة إلى التغلب على الوضع الاقتصادي الصعب، والوضع المالي الدقيق.. مستفيداً من سلسلة إجراءات محلية ‏عطّلت إضراب محطات البنزين، وساهمت باحتواء “هيجان الدولار” في سوق القطع، وسط تفاؤل مشوب بحذر من ‏إمكانية تجاوز أزمة الاكتتاب في السندات الدولارية، لتمويل الدين العام وتسديد مستحقاته قبل نهاية العام إفساحاً في ‏المجال امام تدفق مليارات “مؤتمر سيدر” حول البنية التحتية وانعاش الاقتصاد اللبناني‎.‎
‎ ‎ولعلّ المؤتمر الاستثماري اللبناني – الاماراتي الذي عقد في أبو ظبي أمس، عزّز التوقعات، بأن جهوداً وخطوات ‏ستبدأ للمساهمة في إطفاء القلق الاقتصادي والنقدي في لبنان‎..‎
‎وأول الغيث تأكيد ولي عهد أبو ظبي الأمير محمّد بن زايد أكثر خلال الاجتماع مع الرئيس سعد الحريري على ان ‏الإمارات “حريصة على دعم علاقاتها مع لبنان الشقيق على المستويات المختلفة وتقف إلى جانبه في كل ما يحفظ امنه ‏واستقراره ويحقق طموحات شعبه الشقيق إلى التنمية والتطور‎”.‎
‎اما الرئيس الحريري فقد عبر عبر “تويتر” “الإعلام اللبناني ينتظر مني ان أعلن عن مبادرة لكنني سأترك هذا الأمر ‏لدولة الإمارات.. رح تطلع إشاعات كثيرة بس الحمد لله الأجواء جيدة جدا‏‎”.‎
‎ ‎وكشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مداخلة له امام المؤتمر الاستثماري ان المصرف المركزي يؤمن ‏باستمرار الدولارات للأسواق اللبنانية بالأسعار الثابتة حالياً، نافياً ان يكون هناك سوقاً موازية للدولار في لبنان.. كاشفاً ‏ان الفوائد ارتفعت بمعدل 3% على الودائع أو على التسليفات، وقال‎: ‎موجودات لبنان بالعملات الأجنبية، باستثناء ‏الذهب هي بحدود 38.5 مليار دولار‎..‎
‎ ‎وكشف عن ان بورصة بيروت انتعشت بنسبة 0.5% بعد المؤتمر الاستثماري اللبناني – الاماراتي، مع الإشارة إلى ‏تحسن الإقبال على السندات الدولارية، الأمر الذي انعش الآمال أيضاً بإمكان تخطي الأزمة الراهنة‎.‎
‎ ‎
رفع الحظر
‎ ‎وكان أولى الثمار التي يفترض ان تكون مؤشراً لنجاح مؤتمر الاستثمار الاماراتي – اللبناني الذي أنهى اعماله أمس ‏في أبو ظبي، إعلان وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان “عن السماح لمواطني دولة الإمارات بالسفر إلى ‏الجمهورية اللبنانية الشقيقة اعتباراًمن الغد (اليوم‎)”.‎
‎ ‎واشار وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي خالد بالهول، بحسب ما اوردت وكالة انباء الامارات الرسمية، إلى أن ‏‏”هذا القرار يأتي بعد متابعة الوزارة المتعلقة بأمن المنافذ وضمانات الحكومة اللبنانية بهذا الخصوص، وتعزيزا ‏للعلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات بالجمهورية اللبنانية الشقيقة‎”.‎
‎ ‎ولم يعرف ما إذا كان هذا الإعلان برفع الحظر عن سفر الاماراتيين إلى لبنان، هو الذي قصده الرئيس الحريري، بعد ‏لقائه ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات الشيخ محمّد بن زايد، عندما اعرب ‏عن أمله بأن يكون هناك “خبر جيد”، معرباً عن شكره للامارات وقيادتها على “دعمهم المستمر للبنان والوقوف إلى ‏جانبه في مواجهة التحديات التي يتعرّض لها”، مشيراً إلى ان جو اللقاء الذي عقد على مدى 45 دقيقة في “قصر ‏البحر” كان “ايجابياً جداً”، ذلك انه كانت ثمة أحاديث ترددت في كواليس المؤتمر عن اتجاه لأن تشارك دولة ‏الإمارات في تقديم مساعدة مالية من خلال الاكتتاب في إصدار سندات الخزينة بالدولار أو من خلال وديعة مصرفية‎.‎
‎ ‎وقد أوحى الحريري بنفسه هذا التوجه حين اعرب في حديثه لوكالة “رويترز” عن أمل لبنان في تدبير يضخ سيولة ‏من الإمارات ويرغب في جذب استثمارات اماراتية من خلال شركات أجنبية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع سندات لبنان ‏السيادية المقومة بالدولار‎.‎
‎ ‎وبحسب بيانات “تريد ويب” كانت الاصدارات الاطول اجلاً هي الأكثر زيادة، إذ صعد إصدار استحقاق 2037 ‏بمقدار 0.6 سنت إلى 65.96 سنتاً للدولار، بينما ارتفع إصدار استحقاق 2032 بمقدار 0.5 سنت إلى 65.57 سنتاً ‏للدولار‎.‎
‎ ‎وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يُشارك في أعمال مؤتمر أبو ظبي بدوره هذه المعلومات، مشيراً إلى ان ‏هناك احتمالات عديدة ومناقشات، إنما الأمر متروك لرؤساء الدول، فهم يقررون ذلك‎”.‎
‎ ‎وأمل سلامة في ان تكون للمؤتمر مفاعيل منها نتائج إيجابية على الوضعين الاقتصادي والمالي، مشيراً إلى “وجود ‏نية لخلق علاقات مالية وثيقة مع البنك المركزي‎”.‎
‎ ‎
عشاء الجالية
‎ ‎وكان لافتاً “للانتباه، ان الحريري استهل الكلمة التي ألقاها خلال العشاء التكريمي الذي أقامه السفير اللبناني في ‏الإمارات فؤاد دندن، بالاشارة إلى ان الإعلام اللبناني ينتظر منه إعلان أمر ما”، لكنه قال انه “سيترك لدولة الإمارات ‏ان تعلنه بنفسها”، لافتاً إلى انه “ستخرج الآن مائة شائعة، لكن كل شيء سيكون ايجابياً بإذن الله‎”.‎
‎ ‎وقال ان “الإمارات كانت دائماً إلى جانب لبنان تساعده، ونحن بالنسبة لنا أي شيء يمس الإمارات يمسنا شخصياً، لأننا ‏نعتبر اننا شعب واحد‎”.‎
‎ ‎وكشف انه منذ شهرين يتحاور مع ولي عهد أبو ظبي من أجل مؤتمر الاستثمار، مشيراً إلى ان اللجنة العليا ستنعقد ‏قريباً في لبنان وسنحدِّد تاريخها قريباً مع الاتفاقيات التي ستوقع بين البلدين‎.‎
‎ ‎وقال: لا أحد ينفي ان لدينا أزمة اقتصادية، ونحن نعمل على موازنة حقيقية مع مستوى دين منخفض أكثر مع ‏إصلاحات بنيوية أساسية وقرارات صعبة، ومن هذه القرارات انه على الجميع التعامل لتخفيض الانفاق والتكاليف، ‏وهذه الإصلاحات في الضمان وهيكلية الدولة وإلغاء أو دمج مؤسسات‎.‎
‎ ‎وعزا الحريري أزمة الدولار في لبنان إلى المشكلات الاقتصادية في كل المنطقة، لافتاً إلى ان ما تقوم به الحكومة هو ‏اننا نحافظ على الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وفي الوقت نفسه نعمل على الموازنة والاصلاحات‎.‎
‎ ‎وقال: “نحن امام فترة 3 أشهر، اما ان نكون امام إصلاح حقيقي وقوانين متطورة تساعد بالاستثمار، كاشفا عن قانون ‏مناقصات جديد سيصبح اسمه قانون مشتريات، وبعده لن يفتح كل واحد على حسابه‎”.‎
‎ ‎
خطان للدعم
‎ ويبدو ان الوفد اللبناني إلى المؤتمر كان يعمل على خطين، خط الدعم المالي وخط رفع الحظر عن مجيء المواطنين ‏الاماراتيين إلى لبنان، وهذا الأمر كان من ضمن الأهداف الرئيسية التي عمل عليها الرئيس الحريري، أثناء التحضير ‏للمؤتمر، بدليل انه طلب من وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن ان تكون في عداد الوفد الوزاري، وهي اغتنمت ‏فرصة مشاركتها في مؤتمر أبو ظبي، وعقدت لقاءً كان مقرراً مسبقاً مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ ‏سيف بن زايد، وصفته الحسن بأنه “برد مخاوف الاماراتيين في ما يتعلق بما اعتبروه ثغرات أمنية في مطار ‏بيروت‎”.‎
‎ ‎وقالت ان هذا الأمر “سيؤثر حتماً إيجاباً في تطبيق رفع الحظر على سفر الرعايا الاماراتيين إلى لبنان‎”.‎
‎ وفي سياق متصل، ساهم بدوره في تبديد البرودة التي كانت تعتور العلاقات بين البلدين، أكّد الرئيس الحريري في ‏حوار مع وكالة انباء الإمارات (وام) ان حكومة لبنان تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي‎.‎
‎ ‎وقال: “أؤكد بصفتي رئيسا للحكومة، أنني أرفض أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا، كما أشدد على أن ‏الحكومة اللبنانية ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي‎”.‎
‎ ‎أضاف: “لقد اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، ‏ولكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار، ليس من قبل الحكومة ولكن من قبل أحد الأطراف السياسية المشاركة في ‏الحكومة”. وشدد الحريري على أنه ينبغي توجيه الاتهام إلى حزب الله بوصفه “جزءا من النظام الإقليمي وليس ‏بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية‎”.‎
‎ ‎وأمل الحريري، في المقابلة نفسها ان يساهم مؤتمر الاستثمار الاماراتي – اللبناني في جذب الإستثمارات الإماراتية إلى ‏لبنان ولا سيما في قطاعات الغذاء، والبنية التحتية، والنفط والغاز، والطاقة المتجددة‎”‎،
‎ ‎موضحاً “أن لبنان قدم برنامجا لاستثمار رأس المال في بلاده خلال مؤتمر “سيدر” الاقتصادي الذي انعقد بمشاركة ‏‏50 دولة بهدف دعم اقتصاد لبنان، في باريس العام الماضي”، مشيرا إلى “أن استثمارات بقيمة 17 مليار دولار ‏ستتدفق لدعم قطاع البنية التحتية خلال 8 إلى 10 سنوات من الآن‎”.‎
‎ ‎
مؤتمر الاستثمار
‎ ‎وفي كلمته امام المؤتمر، قال الحريري انه موجود في أبو ظبي “لتعزيز التعاون في ما بيننا من خلال خلق شراكات ‏أساسية بين القطاع الخاص اللبناني والقطاع الخاص الاماراتي، مشيراً إلى ان الحكومة اللبنانية قدمت في مؤتمر ‏‏”سيدر” رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والنمو وخلق فرص العمل عبر تأهيل البنى التحتية وتحديث ‏الإجراءات والتشريعات والنهوض بالقطاعات الانتاجية‎.‎
‎ ‎وإذ اعتبر ان فرص الاستثمار الموجودة في لبنان ليست متواجدة في العالم، مستشهداً بأن القطاع الخاص سيقوم بكل ‏مشاريع الكهرباء والنقل وسكك الحديد والمرافئ، قال “نحن نريد ان نعمل معاً ونصبح كدولة الإمارات، وان لبنان ‏يمكن ان يكون حجر الأساس لكل الشركات الاماراتية التي ستستثمر فيه بالكهرباء أو الغاز أو الطرقات أو المرافئ أو ‏المطار، وبالتعاون مع القطاع الخاص اللبناني، لكي تشارك في ما بعد بإعادة اعمار سوريا أو العراق‎.‎
‎ ‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *