الرئيسية / سياسة / الجمهورية: ساترفيلد إلى بيروت يُمهِّد لبومبيو.. وغراندي يُلاحق أزمة النزوح
الجمهورية

الجمهورية: ساترفيلد إلى بيروت يُمهِّد لبومبيو.. وغراندي يُلاحق أزمة النزوح

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: خطفت الأنباء عن وصول المساعد الأول لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الى لبنان في الساعات المقبلة الأضواء، كونها اول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى بعد تأليف الحكومة، حيث ستكون له لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين الكبار ومع وقيادات سياسية وحزبية لبنانية. وعلمت “الجمهورية”، انّ ساترفيلد، الذي كان آخر المكلّفين ملف الخلاف الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل على الخط الأزرق وفي المنطقة الإقتصادية الخالصة، يحضر الى بيروت هذه المرة عقب “مؤتمر وارسو” المخصّص لتعزيز العقوبات على ايران ولوضع اللبنانيين في نتائجه والتمهيد لزيارة تردّد انّ وزير خارجية بلاده مايكل بومبيو سيقوم بها الى لبنان للغاية نفسها، ومعاينة التطورات الجديدة جرّاء العقوبات الأميركية على “حزب الله” وما آلت اليه حتى الآن. وكان وصل مساء أمس الى بيروت المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في زيارة تستمر أياماً عدة يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانين تتعلق بموضوع اللاجئين السوريين، ثم ينتقل الى دمشق.

تنوّعت القضايا التي شهدها المسرح السياسي امس، ولكنها ظلت تراوح بالدرجة الأولى بين المضاعفات وردود الفعل التي تثيرها مسرحية الحرب المُعلنة على الفساد والإصطفافات السياسية التي أحدثها ولا تزال وما يرافقها من سجالات بين بعض الافرقاء، في الوقت الذي تشهد البلاد غداً وبعد غد أول جلسة تشريعية لمجلس النواب بعد منحه الحكومة الثقة، لن تغيب عن الاوراق الواردة أو بالأحرى المداخلات النيابية، فيها كل هذه القضايا المطروحة ومع ما قد يرافقها من سجال بين المعنيين تحت قبة البرلمان.

وبدا من جدول اعمال الجلسة التشريعية انه يتضمن بنوداً تتصل بمواضيع تتصل بنحو او بآخر بقضايا الفساد، الذي تعهّدت الحكومة معالجته في بيانها الوزاري. ويتضمن الجدول 36 بنداً، أهمها انتخاب أعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي الى الإجازة للحكومة اعتماد القاعدة الاثنتي عشرية الى حين صدور قانون موازنة 2019، اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى الاجازة للحكومة الاقتراض بالعملات الاجنبية، اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة طويلة الاجل، واقتراح القانون المتعلق بالموارد البترولية في الاراضي اللبنانية.

مجلس الوزراء
وما ان تنتهي الجلسة التشريعية بعد غد حتى تنعقد جلسة مجلس الوزراء عصراً في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وعلمت “الجمهورية”، أنّ الأمانة العامة لمجلس الوزراء ستوجّه اليوم الدعوة الى هذه الجلسة، وعلى جدول أعمالها 30 بنداً أبرزها التعيينات في رئاسة أركان الجيش والمجلس العسكري والأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع.

تعيينات عسكرية
وفي معلومات لـ”الجمهورية”، انّ المجلس سيقرّ سلّة التعيينات العسكرية في المراكز الشاغرة بإحالة الضباط الكبار الى التقاعد، ومن هذه التعيينات: العميد امين العرم (درزي) رئيساً لأركان الجيش، العميد ميلاد اسحق (ارثوذكسي) مفتشاً عاماً، العميد الياس شامية (كاثوليكي) عضو متفرّغ في المجلس العسكري، والعميد محمود الأسمر (سنّي) لمركز الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع.

وقالت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية”، إنّ الوعد الذي ناله رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بعد المصالحات الأخيرة التي أجراها وخصوصاً مع رئيس الجمهورية، ما زال قائماً، وان عون ملتزم ما تمّ التفاهم عليه.

الحريري و”النأي”
في غضون ذلك، ينأى رئيس الحكومة سعد الحريري بنفسه عن القضايا الداخلية في هذه المرحلة، وقد إنسحب نأيه على “محرّمات”، فلم تصدر حتى الآن أي إشارة منه تدلّ إلى وقوفه الى جانب الرئيس فؤاد السنيورة في وجه الحملة التي استهدفته أخيراً.

لكن “المقدمة الدفاعية” عن السنيورة التي بثها تلفزيون “المستقبل” مساء أمس الأول، دلّت الى أنّ الحريري كان على علم مُسبق بها، على رغم من أنّ البعض اعتبر أنّ هذا الرد جاء متأخّراً، وأنّ هذه المقدمة الإخبارية كانت رداً على مقدمة قناة “أو. تي. في” أكثر منها على “حزب الله”.

وجرى أمس اتصال هاتفي بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لتطويق ذيول الإشكالية التي نتجت من مضمون المقدمتين. وأكّدت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” أنّ “ما حصل في نهاية الأسبوع المنصرم “ليس إلّا “زوبعة” في فنجان ولم تؤثر على متانة العلاقة بين التيارين”.

الحريري و”الديمقراطي”
واجتمع الحريري في السراي الحكومي مساء أمس بوفد من “اللقاء الديمقراطي”، وتركّز النقاش خلال اللقاء حول خطة الكهرباء، حيث أبدى الوفد وجهة نظره وملاحظاته في شأنها. وبعد اللقاء، قال النائب هادي أبو الحسن: “زرنا دولة الرئيس، استكمالاً للمشاورات الدائمة، وتأكيداً للعلاقة الطيبة والمستمرة بين المختارة و”بيت الوسط”. وتمّ البحث في موضوع محدد، وهو ملف الكهرباء. وكان النقاش عميقاً ودقيقاً وعلمياً في حضور اختصاصيين في هذا الملف، وكان البحث مشتركاً، وتمّ الاتفاق على جملة خطوات”.

“حزب الله” وفرنجية
من جهة ثانية، زار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أمس رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في دارته في بنشعي حيث عقد اجتماع، شارك فيه النائب طوني فرنجية ووزير الاشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس، والمسؤول الاعلامي في “المردة” المحامي سليمان فرنجية، تخلله بحث في مختلف التطورات والاوضاع الراهنة.

وفي هذا السياق، أكّدت مصادر “حزب الله” أنّ “زيارة رعد لفرنجية تأتي في سياق التواصل والتنسيق الدوريين مع فرنجية ولا تحمل أي طابع استثنائي، خصوصاً أن ما يجمع “الحزب” و”المردة” هو حلف استراتيجي”.

بعبدا والنزوح
ولم يغب ملف النزوح عن رئاسة الجمهورية أمس، حيث ظلّ يحتل المساحة الأكبر من اهتماماتها. وأكّد عون في هذا الصدد، انّ “ملف النازحين السوريين هو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم الى بلادهم”. ولفت أمام وفد الرابطة المارونية برئاسة النقيب انطوان قليموس، الى لقائه الأخير مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وتأكيده امامها “استغراب لبنان للموقف الدولي الرافض استضافة النازحين او مساعدته على اعادتهم الى بلدهم، مشدداً في المقابل على تمسّك لبنان بموقفه السيادي من هذه القضية وعدم قبوله أي توصية في هذا الصدد”.

وعلمت “الجمهورية”، أنّ عون ماض في معركة إعادة النازحين حتى النهاية، فهو يعتبر “أنّ هذا الأمر لا يحتمل الدلع لأنه يمسّ السيادة الوطنية ويهدّد وجود لبنان القائم على التنوّع الطائفي والمذهبي. كما أنّ هناك تخوّفاً من أن يتكرّر سيناريو اللجوء الفلسطيني ما يدفع لبنان الى معارك جديدة هو في غنى عنها”.

وتحدث زوار بعبدا لـ”الجمهورية” عن “وجود غضب لبناني عارم من مواقف الموفدين الغربيين، والذين يتحدّثون في اتجاه مغاير تماماً لما يريده لبنان في مسألة النزوح، إذ إنهم لا يقدّرون هذا الخطر على بلادنا، وكأنهم يقولون للمسؤولين اللبنانيين إبقوا النازحين عندكم الى أجل غير مسمى، وخير دليل الى هذا الأمر ما عبّرت عنه موغيريني خلال لقائها عون، ومغادرتها قصر بعبدا منزعجة بعد الكلام الحازم والعالي اللهجة الذي سمعته منه، وتأكيد موقف لبنان من قضية النزوح وبأن لا مساومة عليها”.

“لبنان القوي”
وفي المواقف، أعلن وزراء تكتل “لبنان القوي” في مؤتمر صحافي أمس أهدافهم وخططهم للـ100 يوم. وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: “إننا نضع أهدافاً نعتقد أننا ملزمون بتحقيقها خلال المئة يوم، مثلاً، علينا تحديث خطة الكهرباء ولكن الحكومة هي من يجب أن يقرّها، وليس وزيرة الطاقة فقط، لكن عليها هي إنهاؤها في غضون المئة يوم المحددة”. وقال: “نحن نعلن اليوم هذا الأمر ونأمل بعد مئة يوم الوقوف أمامكم وأمام الرأي العام مجدداً لنعلن ما تمكنا من عمله، وما فشلنا في فعله وتحقيقه”. وكشف،”اننا وضعنا لأنفسنا 3 أولويات تصبّ في الاطار الاقتصادي وهي: موضوع الفساد، النازحون، وتفعيل الاقتصاد عبر اجراءات اقتصادية”.

جعجع
قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعد ترؤسه اجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، إنّ “الجميع تحدث عن مكافحة الفساد ولكن الفصل الأول من الحكومة أظهر ان لا جدية في هذه المكافحة”، مشيراً إلى انّ “موضوع أساتذة التربية والدرجات الست وضع من خارج جدول الأعمال من دون الملفات المُرفقة، ورتبنا على خزينة الدولة مبالغ إضافية، والأكثرية وافقت على إعطائهم الدرجات الست من دون معرفة من منهم ناجح ومن لا. اذا بدأنا بهذا الشكل، فكيف للمجتمع الدولي ان يصدّق التصرفات اللبنانية ويعطينا قروض “سيدر”، أتمنى على الرئيس عون رد المرسوم، وعلى مجلس النواب أن يتحمّل مسؤوليته”. وشدّد جعجع على انّ “الإصلاحات يجب ان تبدأ بقطاعي الكهرباء والاتصالات، ولسنا في وضع يسمح لنا ان نفوّت أي يوم من أيام الحكومة، الأرقام تشير الى تضخم في التوظيف في إدارات الدولة، علينا سد مكان الخلل وسد عجز الخزينة وإلاّ نحن ذاهبون للهلاك”.

دعم إيراني للحزب
من جهة ثانية، وصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الخطوة البريطانية بإدراج “حزب الله” على لائحة الارهاب بأنها “تشكّل خطأ استراتيجياً صارخاً”، داعياً الى “الإشادة بحزب الله وتثمين جهوده بدلاً من وضعه على لائحة الارهاب، لدوره الكبير في دحر الإرهاب ومنع انتشاره في المنطقة وحتى في اوروبا”. وأكّد “انّ حزب الله يشكّل جزءاً مهماً من لبنان وسيادته وبرلمانه، ومن القوى التي تمكنت خلال الأعوام الماضية من التصدّي للارهاب التكفيري وساعد الى حد كبير في دحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره في هذه المنطقة وحتى في اوروبا”. واعتبر “انّ هذا الخطأ البريطاني الاستراتيجي يمكنه أن يخلق مشكلات للبنان، ويتوجب على الحكومة البريطانية ان تتحمّل المسؤولية تجاه اي حوادث مريرة قد تقع مستقبلاً بسبب خطوتها هذه”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *