الرئيسية / سياسة / الرياشي في لقاء حواري في الدكوانة: الإعلام بات تواصلا ونريد وزارة لمد الجسور بين البشر ولتكن بيروت عاصمة حوار الدول
ملحم رياشي

الرياشي في لقاء حواري في الدكوانة: الإعلام بات تواصلا ونريد وزارة لمد الجسور بين البشر ولتكن بيروت عاصمة حوار الدول

نظم “ملتقى رجال الدين في ساحل المتن الشمالي”، لقاء حواريا مع وزير الإعلام ملحم الرياشي، في قاعة كنيسة الفادي المعمدانية في الدكوانة، حضره أعضاء اللقاء الذين ينتمون الى كل الطوائف والمذاهب الإسلامية والمسيحية وعدد كبير من المثقفين والمهتمين.

الحاج
بداية النشيد الوطني، ثم كانت كلمة للشيخ محمد علي الحاج العاملي الذي رحب بالوزير الرياشي، منوها بدوره في رعاية الحوار على كل المستويات لإبراز دور لبنان الثقافي والحضاري والفكري.

أيوب
ثم كانت كلمة الملتقى للقس نقولا ايوب ثمن فيها “جهود وزير الاعلام، وخصوصا في تقريب حزبين جمعهما تاريخ دموي على مدى سنوات”.

وإذ شدد ايوب على “ان لبنان بأمس الحاجة للحوار والتواصل الفعال “لأن كثيرين يتحادثون وقليلون يتواصلون”، طالب بان يكون للملتقى قاعة في الوزارة “لعقد الإجتماعات وتفعيل الحوار والتواصل مع جميع الأقطاب المؤثرين في المجتمع اللبناني، لأن الحوار هو الأساس لبناء مجتمع سليم يعيش بسلام”.

الرياشي
ثم تحدث الوزير الرياشي، فقال: “البعض ينظر الى لبنان وكأنه ساحة أو صحراء مشاكل، لكني أنظر اليه على انه بستان من الأشجار المثمرة والمتنوعة، وعلى هذا الأساس فإن من يدخل البستان لا يأكل من شجرة واحدة، بل من كل الأشجار ليتلذذ بالتنوع. ميزة لبنان هو التنوع والنموذج اللبناني يمكن أن يقدم للمنطقة، خصوصا وان هذه المنطقة فشلت في كل أنظمتها وبقي النظام اللبناني صامدا على الرغم من كثرة الشوائب التي تعتريه، فهو يقدم نموذجا في العيش معا، هذا النموذج الذي تقدمونه يوميا في ساحل المتن الشمالي”.

أضاف: “لماذا إلغاء وزارة الإعلام؟ ولماذا وزارة الحوار والتواصل؟ إلغاء وزارة الإعلام هو اليوم أمر طبيعي جدا، لأن هذه الوزارة تعود الى زمن غابر جدا لم يكن فيه الإعلام متواصلا مع المواطن كما هو عليه الآن، اليوم يمكن لكل مواطن أن يكون إعلاميا بمعنى من المعاني. في الزمن الماضي كنا نقول كل مواطن غفير، اليوم نقول كل مواطن غفير وإعلامي وهو وصي على مصلحة وطنه. لذلك يجب أن تلغى وزارة الإعلام لأنها من زمن غابر، ولأننا نريد أن ننقل لبنان الى القرن الواحد والعشرين، علينا أن نلغي وزارة الإعلام كأساس أولي”.

وتابع: “لماذا وزارة التواصل والحوار، لان التواصل يمكن ان يحصل بكل سهولة عبر هذه الآلة التي نحملها بين أيدينا، وقد نكون على أبواب ولادة آلات متطورة أكثر فأكثر، فنرى ونتكلم مع شخص عبر الشاشة وكأنه أمامنا، أو يمكن إجراء عملية جراحية من الولايات المتحدة الأميركية الى بيروت في الوقت نفسه. التواصل هو لغة العصر، وقد عرفنا في الماضي العصر النووي، ونعيش اليوم عصر التواصل، لذلك لا يمكن أن يكون الإعلام اليوم بمعنى الأخبار أو الأنباء، الإعلام اليوم بات تواصلا بمعنى أن أقول رأيا وأستمع الى الرأي الآخر، أقول ما أريد أن أقوله واستمع الى ردة فعل الآخر”.

واعتبر “ان قاعدة احترام الآخر وقبوله ولو كان مختلفا هي القاعدة الذهبية لحماية مستقبل العلاقات بين البشر، لأن كل آخر هو مختلف حتى لو كان أخا. شقيق من امي وأبي هو آخر لأنه مختلف في طريقة تفكيره وأدائه، حتى ان التوأم مختلفان عن بعضهما هما آخر وآخر، فكيف بالحري عندما نكبر ولا نعود ورقة بيضاء، بل ورقة يكتب عليها كل ما نشاء وما يشاء الغير من الآراء والعلاقات، هذه العلاقات التي تتسم بصفات جميلة ومفردات بشعة في بعض الأحيان تحمل في طياتها العنف والعدائية والتحريض على الكراهية، وكل هذا يجب تلافيه بواسطة الحوار، لا يمكن أن يكتمل التواصل إلا إذا اكتمل بالحوار الذي يضيف الى التواصل هذا الرونق وهذه المعاني الإيجابية، والتي يجب أن تحمل حضارة الحياة والسلم الطبيعي للوصول الى حضارة الحياة”.

وقال: “نحن في لبنان، يجب أن نكون الأوائل ورأس حربة تسويق حضارة الحياة في المجتمع العربي والمشرقي على أنواعه الإسلامية المسيحية والبوذية واليهودية والكردية والآزيدية. لذلك اخترت ان تكون الوزارة وزارةالتواصل في الجزء المتعلق بوسيط الجمهورية الذي يتواصل مع اللبنانيين وينقل مشاكلهم الى مجلس الوزراء ومجلس النواب والى الإدارات كلها دون استثناء”.

وأعلن ان “الشق الحواري الذي يعني حوار الحضارات، حوار المذاهب والأديان، الحوار المتنوع بين الأخ وأخيه، حوار الدول إذا شاءت أن تتحاور، فلتكن بيروت عاصمة هذا الحوار، لماذا يلتقي السوريون اليوم في كازاخستان أو جنيف أو الآستانة، يجب أن يلتقوا في بيروت، فهي المكان الطبيعي والواحة الطبيعية لهذا الحوار، غدا سيلتقي اليمنيون من أجل الحوار، لأنه بعد كل حرب يجب أن يكون سلام ولن يكون إلا بالحوار، فلماذا لا يلتقون في بيروت. يوما ما سيلتقي السعوديون والإيرانيون من أجل الحوار، لماذا لا يلتقون في بيروت. قد يلتقي “حزب الله” والقوات اللبنانية يوما ما للحوار، ويجب أن يكون هذا اللقاء في بيروت. من هنا فإن واحة الحوار الطبيعية، التي تتمتع ببيئة حاضنة كاملة من الشعب اللبناني المتفاعل مع بعضه البعض والمنفعل في إطار التكامل الطائفي والمذهبي والثقافي والتنوعي، هي بيروت”.

وقال: “ان وزارة الإعلام اليوم تمتلك بنية تحتية هائلة من نخب شباب وفتيات لبنان، ويمكن أن يتحولوا بسرعة هائلة الى بنية تحتية ولوجستية لتأمين كل متطلبات الحوار سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي. ومن جملة الأفكار المطروحة ان تعطى قاعات الحوار أسماء عظماء من لبنان أمثال عبدالله العلايلي، البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، الإمام موسى الصدر وسواهم من أسماء كبيرة حملت لبنان ورفعت رايته منذ عصر النهضة وقبلها وصولا الى اليوم”.

وتابع: “كلنا نعاني من مشاكل يومية كمواطنين، لكننا لا نتذكر من المسؤول عنها وزراء أو رؤساء حكومات أو مسؤولين. لكن لا أحد منا ينسى الأمير فخر الدين وجبران خليل جبران وابو الطيب المتنبي الذي خلد سيف الدولة، لذلك ستقوم هذه الوزارة على أكتاف هؤلاء العظماء من رجل دين وقلم وفكر ليقدموا لبنان كنموذج الى المنطقة، وما أحوج هذه المنطقة الى هذا اللبنان لمساعدتها في مأساتها للخروج منها. لن تخرج المنطقة التي تشبه لبنان من حروبها سليمة إلا إذا طبقت النموذج اللبناني او أساليب مشابهة له أكثر في دولها”.

وقال: “هذا هو مشروعي أعرضه أمامكم باختصار للنقاش، هو مشروع التواصل والحوار، وزارة مد الجسور بين البشر والذي يحتاج الى جهد كبير، وعليه سوف أخبركم قصة مختصرة وهي من الحرب العالمية الثانية بين تشرشل وموسوليني وهتلر، حين تنادوا الى تناول الغداء في باريس بعد احتلالها ليوقع تشرشل على وثيقة استسلام، فقالوا له استسلم لأن كل أوروبا سقطت ولم يبق إلا بريطانيا، قال لهما تشرشل: نحن نجلس قرب بركة ماء وفيها قرش، ومن يقتله يربح الحرب ونتوقف عن قتل بعضنا البعض. وقف الثلاثة، سحب هتلر سلاحه وأطلق النار على السمكة فانحرفت الرصاصة في المياه ولم تقتله، غطس موسوليني في المياه لكنه لمن يتمكن من قتله، تقدم تشرشل من البركة وقال لهما أنا سأنتصر في الحرب، سألا وكيف؟ رفع ملعقة الشاي وبدأ بتفريغ البركة من المياه، قالوا له: هل أنت مجنون، قال لهما: ان هذا سيأخذ وقتا كبيرا لكن المياه ستنتهي وسيموت القرش”.

واكد ان “علينا بالصبر على أعمالنا، علينا بالجهد والمثابرة، وحكما سوف ننتصر.
ما أعنيه من هذه الرواية هو ما أطلبه منكم من دعم ومؤازرة لنجاح هذه الخطة إذ لا يمكن الوصول الى وزارة التواصل والحوار، أي وزارة بكل ما تعني كلمة وزارة من معنى، وزارة بكل ما تقدمه من سلطة وتحصل عليه من سلطة من خلال مجلس الوزراء والدستور اللبناني، فهي تحتاج الى تعديلات قانونية واشتراع كبير في الدولة يحتاج الى دعم كبير وكثير، لأن أي منطق بعيد عن الحوار لا يشبه لبنان، لبنان ليس دولة نفطية ولا هو غني بالثروات المعدنية وليس هو من العالم الأول غني بالأسلحة والأموال، لبنان غني لأنه يحمل في طياته ما سماه البابا القديس بولي الثاني “لبنان أكثر من وطن، انه رسالة ويحمل في طياته رسالة حق وحرية، أي رسالة الحوار والتواصل، لا يمكن أن ننشر الحق والحرية بدون حوار وجسور تواصل”.

وتابع: “أخبركم قصة أخيرة، عمد الصينيون القدماء الى بناء السور العظيم لحماية بلادهم من الإحتياجات والذي مازال مستمرا، ولكن أثناء بنائه تم اجتياح الصين ثلاث مرات، ولم يحتج من اجتاحها الى ان يقفز فوق السور، بل كان يعمد الى أن يرشي الحراس، فرشوة الحراس كانت كافية ليفتحوا الأبواب ليدخل الغزاة الى الصين. اليوم هذه هي مهمة رجال الدين الكرام وهي ألا نكتفي ببناء الحجر بل أن نهتم ببناء البشر، لو اهتم الصينيون بالحارس لما تم اجتياح الصين، ولكانوا استغنوا عن السور العظيم. اليوم أدعوكم لمساعدتي لبناء الحراس، حراس هيكل الحرية، وعليه نستطيع حماية لبنان وحماية النموذج الفريد من نوعه في المنطقة والعالم”.

حوار
بعد ذلك، تم حوار بين الوزير ورجال الدين أعضاء الملتقى، فشدد الوزير رياشي على دور الإذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان في حماية الآداب الإعلامية، لافتا الى “ان الوزارة ستهتم بكل انواع الحوار، وان الحوار الديني والمذهبي الذي سيكون على طاولة الوزارة سيكون من ضمن مخطط الوزارة، لكن بدعوة من أصحاب الشأن، كأن يتحاورالروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك لتوحيد عيد الفصح”.

وعندما طالب البعض بعدم إلغاء وزارة الإعلام خوفا على الإعلام، شدد الوزير رياشي على “ان لا خوف من ذلك لأن صلاحيات الوزير ستنتقل الى المجلس الوطني للاعلام، كاشفا ان “الوكالة الوطنية للاعلام” ستتحول الى الوكالة اللبنانية للاعلام”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *