الرئيسية / أخبار مميزة / اختتام أعمال المؤتمر الثالث لوزارة الاعلام عن ثقافة الحوار وتشكيل لجنة لصياغة التوصيات
1488561783_

اختتام أعمال المؤتمر الثالث لوزارة الاعلام عن ثقافة الحوار وتشكيل لجنة لصياغة التوصيات

اختتمت مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية اعمال المؤتمر الثالث لوزارة الاعلام تحت عنوان “ثقافة الحوار ووسائل التواصل الاجتماعي”، الذي استمر على مدى يومين في الجامعة الاميركية في بيروت في مبنى “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” وبرعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي.

المحور الثاني
وكان المحور الثاني اليوم، بعنوان “وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة السياسية والامنية”، وقد ادار الجلسة الدكتور علي رمال الذي اشار الى ان “مشكلة الحضور الاجتماعي تعمل تحت معادلة ان لم تكن موجودا في وسائل التواصل فأنت غير موجود في المجتمع”، لافتا لى ان “وسائل التواصل قسمت الرأي العام واعطت له بعدا جغرافيا عالميا، والحيز العام لم يعد موجودا”.

اوسي
الكلمة الاولى كانت عن “وسائل التواصل الجتماعي وصناعة الرأي العام” للدكتور كريستيان اوسي رئيس قسم الاعلام في الجامعة اللبنانية الاميركية الذي اشار الى ان “وسائل التواصل غيرت اسلوب التواصل بين الافراد، والظاهر ان لهذه الوسائل ميزات في السرعة والكمية بإستثناء الجودة، ومن اخطر مميزاتها تخطي الخصوصية، عصبية الاثنية العرقية، كما ان لها تأثيرات سياسية كبيرة وقد تطال شخصيات مرموقة، فضلا عن دورها في تعظيم دور داعش والتطرف والارهاب”.

واعتبر ان “وسائل التواصل لا يمكن ان تخضع لاي قانون، ولا يمكن ان تؤطر في اي ضوابط، نظرا لطبيعة شيوعية وسائل التواصل”.

دندش
الكلمة الثانية تناولت “وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالامن الوطني” للعميد عزمي دندش من مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني الذي لفت الى ان “الامن القومي هو رؤية استخدام القدرات السياسة والاعلامية لحمايته”، معددا “وظائف الامن الاعلامي التي منها التثقيفية الملتصقة بوظيفة التنمية”. مشيرا الى “العلاقة الجدلية بين الاعلام الجديد والتخصصية”، مشددا على “ضرورة التقيد بالمهنية”، معتبرا ان “وسائل التواصل سلاح ذو حدين ومن هنا تكمن اهمية الدقة في استعمالها”.

فحص
الكلمة الثالثة كانت عن “التوظيف الامني لوسائل التواصل الاجتماعي”، للنقيب في الامن العام المهندس جهاد فحص الذي رأى ان “مكامن مواجهة الجرائم الالكترونية هي بالتثقيف والتوعية بعيدا عن اي شيء اخر”، وعن موضوع تجنيد الارهابيين عبر الانترنت، عرض لعدة وسائل مضادة منها “تحصين المعلومات والمعرفة الرقمية، وتحفيز المشاركة الايجابية للجمهور”. ودعا الى “ادارة مركزية للمعلومات تفاديا للجرائم الالكترونية”.

القادري
الكلمة الرابعة: “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الشباب وصناعة التغيير” للدكتورة نهوند القادري رئيسة مركز الدراسات الاعلامية في الجامعة اللبنانية التي اشارت الى انه “لا يجوز تحميل الواقع الافتراضي ما يحدث من اعمال عنيفة في واقعنا اليومي”، ودعت الى “عدم النظر الى فئة الشباب كفئة متجانسة”، وسألت: “هل الاطفال ذوي الـ11 عاما لا زالوا اطفالا في استخدامهم للانترنت ام اصبحوا شبابا”.

واعتبرت ان “كثرة المعلومات تعيق المعرفة، واقترحت التعاون بين مراكز الابحاث في الجامعات وبين وزارة التربية والاعلام والثقافة لمزيد من المعرفة الضرورية”.

الحاج
الكلمة الخامسة: “الاعلام الامني ودوره الرقابي” للمقدم سوزان الحاج رئيسة مكتب الجرائم الالكترونية التي اشارت الى “جرائم الابتزاز الجنسي وجرائم الاحتيال الالكتروني والتجنيد الارهابي والتشهير عبر الانترنت”، وميزت بين “حرية التعبير وحرية التشهير”، واعتبرت ان “الرقابة الامنية هي مسؤولية كل فرد”.

مسلم
كما تحدث العقيد جوزيف مسلم الذي اشار الى ان “الحرية محمية ضمن اطر القانون والدستور في حدود الحفاظ على النظام العام وهيبة الدولة”، مؤكدا ان “هدف قوى الامن تعزيز التواصل والثقة مع الجمهور”، ولفت الى ان “الحرية الاعلامية فرصة للمساءلة والمحاسبة”.
وشدد على ان “قوى الامن تشكل البيئة الحاضنة للحريات لا سيما حرية الراي والتعبير”.

المحور الثالث
المحور الثالث كان تحت عنوان “تقنيات ومفاهيم الحوار والتواصل الاجتماعي”، وادار الجلسة مدير الفرع الثاني في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور هاني صافي.

دجاني
الكلمة الاولى كانت بعنوان “آراء في دور الاعلام في ثقافة الحوار” لرئيس قسم الدراسات الاعلامية في الجامعة الاميركية في بيروت للدكتور نبيل دجاني الذي اشار الى “استغلال الاعلام من العاملين فيه ومن اهل السلطة ومن برامج الاعلام الجامعية”، وتحدث عن “دور سائل الاعلام في التأثير الجماهيري فكرا وممارسة”. ولفت الى “تواني وسائل الاعلام عن لعب دور المدافع عن المواطن”.

ورأى دجاني ان “الاعلام اهمل التعرض للفساد واهتم بالاثارة السياسية”، موضحا انه “لا يوجد سياسات اعلامية تضبط الفوضى الاعلامية اللبنانية وتعالج مشاكل المجتمع”.

توما
الكلمة الثانية عن “اهمية الاعلام في حوار الثقافات” للدكتور في الجامعة اليسوعية ورئيس تحرير صحيفة “الأوريان لوجور” الدكتور ميشال توما الذي رأى ان الاعلام “لا يمكن له ان يكون محايدا ولكن عليه ان يكون موضوعيا”، واعتبر ان “دور الاعلام في حوار الثقافات مرتبط بإلتزام الوسيلة الاعلامية بتأييد الحريات العامة وحقوق الانسان والاعتراف بالاخر”.

وشدد على “اهمية الموضوعية في نقل الخبر وعدم التعرض للوسائل الاعلامية الاخرى والزملاء الاعلاميين”.

نجم
الكلمة الثالثة كانت عن “الكراهية والحوار ووسائل التواصل الاجتماعي: مفاهيم، وظائف واستخدامات” لمدير الفرع الاول في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور رامي نجم الذي اشار الى ان “التطور التكنولوجي اصبح جزءا لا يتجزأ من يومياتنا ولا يمكن اخفاء تأثيره على حياتنا بكل تفاصيلها”، وتحدث عن “انقلاب مفاهيم الزمان والمكان بفعل وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتحدث عن “الفضاء التفاعلي لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره على المشاعر الانسانية، وفشل وسائل التواصل في ردم الهوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية وتحفيز مشاعر الكره والحسد عند الطبقات غير الميسورة، كما تفشي الظواهر الاجتماعية السلبية”، ورأى ان “المعرفة توسعت بين الناس الا انها اصبحت اكثر سطحية”، مشيرا الى “التفكك الاسري وتفشي الفردية”.

ابو زيد
الكلمة الرابعة عن “وسائل التواصل الاجتماعي: اداة صراع ام حوار ودورها في بناء المواطنية” للدكتورة ميرنا ابو زيد رئيسة قسم الاعلام والتواصل في جامعة الكسليك التي اشارت الى ان “وسائل التواصل الاجتماعي تعكس انتظاراتنا منها، فتكون اداة للحوار او الصراع بحسب ما نبتغيه منها، كما ان الصراعات والنقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس واقعنا السياسي والاجتماعي المأزوم وانقسامنا حول المفاهيم الاساسية”.، ورأت ان “وسائل التواصل غيرت مفهوم الاعلام، واصبح كل فرد في المجتمع مركزا للكون ولم يعد هناك مرجعية ومفاهيم”.

ودعت لانشاء تربية وتثقيف للشباب، وتوعية على ضرورة عدم الاجابة على خطاب الكراهية بالتهجم والردود الانفعالية وانما الرد بتحليل الافكار والمفاهيم”.

مجاهد
الكلمة الخامسة كانت عن “التواصل الاجتماعي ودراسة التحولات بين الاستخدامات السلبية والايجابية” للدكتور جمال مجاهد رئيس قسم الاعلام في جامعة بيروت العربية الذي اشار الى ان “وسائل التواصل الاجتماعي الغت كل الخصائص الاجتماعية والعمرية”، وسأل: “هل يساعد الاعلام الاجتماعي في الترقي الاجتماعي ام انه مضيعة للوقت؟ لا سيما اننا اصبحنا في عصر الجمهور الايجابي والمتحكم مع الاعلام الاجتماعي بعد ان كنا متلقين سلبيين مع الاعلام الجماهيري”.

اضاف: “مواقع التواصل الاجتماعي تؤمن التواصل العالمي اي اتصالات عمل وتوسيع القاعدة الشخصية واسرع وسيلة للحصول على المعلومات المختلفة والتشارك مع افراد لهم نفس الاهتمامات”.

زبيب
الكلمة السادسة عن “دور التقنيات الاعلامية الحديثة في خلق مناخ التواصل واطر حماية المجتمع” للدكتور عماد زبيب رئيس جامعة فينيسيا الذي اشار الى “امكانية تحويل الصراع الى حوار والنقمة الى نعمة اذا عرفنا كيف نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما ان هذه الوسائل جعلت الانسان فردانيا”، وشدد على “اهمية استعمال وسائل التواصل للاستفادة منا في مجالات الزراعة والصحة والتجارة والاعمال والابحاث”.

ورأى ان “المعلومة الالكترونية تفيد المستهلك لكنها تدخل الى خصوصيته في نفس الوقت”.

المحور الرابع
وكان المحور الرابع بعنوان “التنوع الطائفي ثروة تمايز لبنان وثقافته”، وأدار الجلسة عباس الحلبي، وتحدث في بدايتها مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم عن “الاعلام الديني ودوره في تعزيز الوحدة الانسانية وحوار الاديان”، وقال: “ان موضوع الحوار بين الأديان من شأنه أن يعزز الوحدة الإنسانية بين أبناء المجتمع الواحد، وبين شعوب المنطقة من منطلق الإتفاق على تعزيز قيم الإعتدال والتسامح والوسطية، ونشر ثقافة السلام والمحبة في مواجهة ثقافة العنف والتطرف الديني، وعليه إن الكنيسة تعتبر وسائل الإعلام خطرا وثروة في آن على المجتمع، ولا بد من تنشئة الثقافات والضمائر على استخدام وسائل الإعلام بغية الإفادة منها كثروة للمجتمع تكون في خدمة الإنسان وبنيانه وتسعى إلى تعزيز كرامة الشخص البشري، وأن تكون هذه الوسائل أبواب حقيقة وإيمان في حياة العائلة والمجتمع، وأن تكون أيضا في خدمة العدالة والسلام الحقيقي في ضوء سلام الأرض”.

ودعا الى “العمل على عدم إفساح المجال إعلاميا للخطاب الديني المتشدد، وعدم نشره على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي”، وقال: “هذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المسؤولين عن هذه المؤسسات، وفي المقابل إفساح المجال للخطاب الديني المعتدل والمتسامح والوسطي. ان تعزيز الوحدة الإنسانية وحوار الأديان عبر عملية نشر قيم التسامح والإعتدال والوسطية، ليست عملية شعارات، إنما هي عملية لها أهداف ومحاور يجب أن تتبناها كل وسائل الإعلام، ومن أهم هذه الأهداف: الإعتراف بالآخر وقبوله والتعايش معه، تعزيز الحوار والتسامح الديني العمل على تجديد الخطاب الديني، نشر ثقافة الإعتدال ونبذ كل أشكال التعصب والتطرف. وأخيرا ليس آخرا الفهم الصحيح لرسالة الأديان”.

فضل الله
ثم تحدث السيد علي فضل الله عن “اثر الحوار الديني وتأثيره على الحوار السياسي”، فأكد ان “منطق الحوار هو منطق الأنبياء الذين ينتسب إليهم المؤمنون برسالاتهم”. وقال: “لقد حاوروا كل الناس، حتى الذين شهروا في وجههم سيف العداوة، وأرادوا النيل منهم، كما أنهم اعتبروا أن الحوار ليس خيارا، بل هو واجب أساسي، ومن دونه ينتفي الدين، حيث لا إكراه في الدين، فالدين لا تظهر نتائجه إلا بزرع بذور الحوار الممزوج بالكلمة الطيبة”.

وشدد على ان الحوار الديني ضروري لمنع التوترات التي غالبا ما تنشأ عند الخلافات التي تترك تداعياتها على الأرض، على خلفية أن المختلف عنك دينيا على باطل، أو كافر، أو ضال، ويكون التوتر أشد والتداعيات أكثر، عندما يأتي من يستغل هذا الخلاف ويثيره ويكبره ويخلق هواجس منه”.

وقال: “قيمة الحوار تكمن في دوره في إزالة التوترات عندما يعرف كل طرف حقيقة ما هو موجود عند الآخر، من دون أية حمولات سلبية غالبا ما تحصل نتيجة التباعد، وهو يظهر مدى القواسم المشتركة في الأديان والمذاهب، ويزيل أية هواجس ومخاوف، أو يساهم بعدم حدوثها. كما أنه بالتأكيد يترك نتائجه على الأرض تكاملا وشراكة وعملا، ولن يستطيع المستغلون للخلاف الديني أو المذهبي أن يجدوا أرضا خصبة لهم، كما يحصل، لحساب مشاريعهم السياسية. طبعا، هذا يحصل عندما يكون الحوار جادا وحقيقيا، لا حوار المجاملات، أو حوار الديكور الذي اعتدنا عليه، كما أنه لن يحصل عندما يتحول الحوار من حوار ديني إلى حوار الطوائف، التي هي تجمعات بشرية تحمل عنوان الدين، لكن ليس بالضرورة مضمونه. وقد أنتجت مصالح لها من خلال الدين”.

ولفت الى ان “دور المرجعيات الدينية هو خلق أجواء الحوار، وتعزيز ثقافته، والحؤول دون استغلال المشاعر الدينية، والوقاية من الفتنة وتبريدها، إن حصلت، وبناء السلام الداخلي”.

وقال: “ستبقى مشكلتنا أننا نحول الدين، هذا المكون الأساسي في وجداننا الشرقي، من قيمة إنسانية ومن مثل أعلى، إلى طائفية عشائرية تلبس الحقد ثوب الدين، وإلى عصبية تحمل اسم الدين لا عمقه ومضمونه. ولن يجدي عندها الحوار، لأنه لا بد من أن يبدأ من الحب للآخر حتى يكون منتجا، فليس هناك حوار من دون دين، وليس هناك دين من دون حب. تلك نقاط أحببت أن أثيرها، لأشير إلى ما نتحمل مسؤوليته، وإلى ما نحن مدعوون إليه من مراجعة للذات دينيا وفكريا ومنهجيا، لمقاربة مشكلاتنا وقضايانا بالطريقة التي يتكامل فيها الديني والسياسي، وهي مراجعة، وإن كانت قاسية على الذات، إلا أنها من صميم إيماننا بالله، وهي مهمة تاريخية، والمهم أن تتوافر إرادة التخطيط والتغيير”.

متى
من جهته، أشار الدكتور انطوان متى الذي تحدث عن “الانفلات الاعلامي والاعلاني في وسائل التواصل الاجتماعي”، الى ان “الاستغلال الاعلاني لجسد المرأة قد تطور عبر المراحل، وقد تحولت الى نمط اجتماعي متبع بين الفتيات ما يشير الى خطورة الاعلام في بث الصور الاستهلاكية والنمطية المخالفة للقيم الاجتماعية”.

وتناول بعض البرامج التلفزيونية والمسرحيات التي “تثير الغرائز الجنسية غير الاخلاقية دون ان يبادر المجتمع المدني والقيمين على الاعلام الى مواجهة هذه البرامج المنفلتة”. وقال: “أخطر ما نواجه اليوم في لبنان ان الاعلام المتفلت قد اصبح بلا حسيب او رقيب او ضوابط، وان التلفت الاعلامي تحول الى اجتماعي لا سيما ما تبثه بعض الدراما على الشاشات”.

ودعا الى “وضع قيمة للوصول الى ما يسمى الامان الاعلاني لتحصين المجتمع والشباب”.

ضو
وقال رئيس مؤسسة “أديان” الاب فادي ضو في حديثه عن “الاعلام في مواجهة خطاب التطرف”: “ان مواجهة خطاب التطرف بنماذج متعددة من الخطابات أبرزها أربعة: الخطاب الأصيل، مثال “مرصد الأزهر” حيث يقدم الموقع موقف الإسلام “الأصيل” أو “الصحيح” من القضايا المرتبطة بالتطرف. إشكالية هذا النموذج، على أهميته في تبيان موقف المؤسسات الرسمية من القضايا الشائكة، أنه ينطلق من مبدأ الحقيقة الواحدة فتضيق مساحة الحوار وبالتالي هامش التفاعل وتبني نتائج هذا التفاعل”.

أضاف: “الخطاب المضاد، وهو الخطاب الذي يختار المضمون المتطرف ويعيد تصويبه بالإجابة المباشرة عليه. يقوم رصد الأزهر بهذا العمل أيضا ومواقع أخرى كموقع “صواب”. على سبيل المثال في مرصد الأزهر، في قسم “حملات توعية”، نجد صفحة مخصصة لهذا النوع من الخطاب تحت عنوان “يدعون ونصحح”. يؤدي هذا النوع من الخطاب دورا هاما في تصويب الأفكار لكنه يبقى أسير المتطرفين الذي يضعون هم الأجندة والعناوين والمرصد يجيب عليها بمحاولة تصويبها”.

وتابع: “أما الخطاب البديل، فهو الذي يسعى إلى تقديم المضمون القيمي الإيجابي بشكل غير مرتبط بخطاب التطرف. يعمل موقع “صواب” كثيرا في هذا الاتجاه. فنقرأ في إحدى التغريدات مثلا: “#حب #الحياة يولد الرغبة في تطوير النفس والمجتمع الأمر الذي يحقق #السعادة والاستقرار فكر بـ #إيجابية #تستطيع_التأثير”، وهدف هذه التغريدة إطلاق هاشتاغ للترويج للتفكير بإيجابية. يسهم هذا الخطاب في الترويج للقيم الإيجابية، لكن مستوى الإقناع يبقى متدنيا نسبيا لأن الفئات الشابة لا تهتم عامة بالخطاب الدعوي أو التلقيني بل تسعى أكثر للتماثل مع نماذج حية”.

وأردف: “ان الخطاب الوجودي، هو الذي اعتمده مؤسسة أديان في إطلاقها موقع تعددية، ويستند على إظهار النماذج الحياتية الإيجابية، التي تقدم اختبارات بحد ذاتها تقي من التطرف. فبدل اعتماد الأسلوب التعليمي أو الدفاعي أو التلقيني، نعتمد هنا الأسلوب القصصي والحواري حيث تصبح اختبارات الناس نفسها خطابا مقنعا لرفض العنف والتمسك بالقيم الإيجابية مثل احترام الاختلاف. يفتح أيضا هذا النموذج مساحة لتبادل الخبرات والحوار حول الأفكار، إذ لا أحد يدعي آحادية الحقيقة أو المعرفة بل يشارك خبرة إيجابية أو يطرح أفكارا للمناقشة”.

وختم: “لقد اعتمدنا في أديان وخاصة في موقع تعددية، هذا النموذج من الخطاب الوجودي لأنه يستند إلى حقيقة الحياة. فإذا كانت قوة المتطرف والإرهابي التأثيرية والتدميرية أنه يقوم بما يقول به، فلما لا تكون قوتنا الإعلامية التأثيرية البناءة في رصد المبادرات الحياتية والمواقف الواقعية التي تعبر أيضا عن الانسجام بين القول والفعل ولكن هنا في الاتجاه الإيجابي. هكذا يصبح الإعلام مساحة لتقديم القصص البناءة والخطاب المفتوح على التجارب الإنسانية والحوار المثمر”.

سعادة
واعتبر الدكتور غدير سعادة أنه “من السهل وضع قوانين لضبط الاعلام الا انه من الصعب تطبيق هذه القوانين، لا سيما ان الاعلام يلعب دورا كبيرا في صناعة الرأي العام، وللاعلام قوة الحاسم في الدورالديمقراطي”. وقال: “قريبا سننعى التلفزيون في مواجهة تطور الاعلام الرقمي”.

وشدد على “أهمية ميثاق الشرف الذي يقيم توازنا بين حق الانسان في المعرفة والمصلحة الوطنية العليا”، داعيا الى “التدقيق في المعلومات قبل نشرها، والاحتفاظ بسرية المصادر، وعدم تغليب المصلحة الشخصية”، مؤكدا “ضرورة عدم استغلال المنابر الاعلامية للوصول الى غايات اخرى، وعدم الجمع بين العمل في حملة انتخابية ما وعمل الاعلام”.

ماجد
وفي الختام، كانت كلمة لمدير الدراسات خضر ماجد الذي شكر لوزير الاعلام رعايته المؤتمر ومتابعة مستشاره لجميع الجلسات، وكذلك جميع المنتدين الذين “أثروا المؤتمر بكلماتهم”، وكذلك “جميع الحضور والمؤسسات المشاركة لا سيما وسائل الاعلام اللبنانية.

وتشكلت لجنة لصياغة التوصيات التي ستصدر قريبا في مؤتمر صحافي يعقده الرياشي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *