الرئيسية / صحف ومقالات / النهار: التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج “العودة”
النهار

النهار: التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج “العودة”

كتبت صحيفة “النهار” تقول: عكست الحركة المتزايدة التي واكبت عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان إيذانا بعودة سائر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي دلالات بارزة ومهمة تتجاوز اطار الحضور الخليجي عموما والسعودي خصوصا في مرحلة الانتخابات النيابية الى افاق أوسع مدى تتصل بالسعي الفعلي الى إعادة التوازن المفقود الى المشهد اللبناني عربيا وإقليميا وداخليا. وقد اتضح هذا البعد من خلال الحركة الناشطة والسريعة للسفير السعودي وليد البخاري غداة عودته الى بيروت اولا عبر جولته امس على رؤساء الطوائف اللبنانية وثانيا من خلال “الجمعة” السياسية الكبيرة التي شهدها الإفطار الذي أقامه مساء في دارته في اليرزة، واما البعد الأهم فكان من خلال المباحثات المباشرة التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع البخاري قبل الإفطار والتي بدا من خلالها ان هذا التطور يضع الحكومة امام عودة السفراء الخليجيين في اطار ثابت من التزام التعهدات التي قطعها الرئيس ميقاتي بما ينفي عن العودة الطابع الظرفي او حتى الانتخابي العابر . وقد أشار ميقاتي بوضوح الى انه سيقوم قريبا بزيارة للمملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان ولكن فهم ان الزيارة ستكون لاداء مناسك العمرة.

البعد المتعلق بالتزامات الحكومة برز من خلال اعلان ميقاتي بعد لقائه السفيرالبخاري في اليرزة انه سمع منه “حرص المملكة ، ملكا وولي عهد وقيادة،على دعم لبنان وان تكون دائما الى جانب لبنان. ولم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر احيانا بمطبات، ونحن لا نريد ان نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان”.

وكشف ان البخاري “تحدث عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان ، وقال ان عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني وهو التعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين. وقد اكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله ان تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين”.

وردا على سؤال قال : “لم اشعر يوما ان المملكة العربية السعودية اغلقت ابوابها امامي وامام اي لبناني، فنحن نعلم تماما ان اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة ، وانا باذن الله ساقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريبا جدا واذا اردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك”. وقال: “لقد اكدت في بياني الثوابت واننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان وفي الوقت ذاته الا يكون لبنان منصة او مصدر ازعاج لاي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس”.

وجمع إفطار السفير البخاري حشدا من الشخصيات السياسية تقدمها الرؤساء نجيب ميقاتي وامين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعدد من السفراء ابرزهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت.

إطلالة ثلاثية
واتخذت اطلالة إعلامية ثلاثية مشتركة من منزل السفير السعودي بعد الإفطار للسفير البخاري مع سفيرتي فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا دلالة معبرة وبارزة لجهة ما عكسته من تنسيق واضح ومعمق بين الدول الثلاث حول لبنان اذ من خلال “ترحيب” السفيرتين غريو وشيا بعودة البخاري اتضح تماما ان ابعاد عودة السفراء الخليجيين تستند الى اتفاق وتنسيق مسبقين بين الدول الثلاث . ولعل ما زاد المشهد توهجا ان السفراء كانوا يتحدثون تباعا ولو باقتضاب عن دلالات دعم دولهم للبنان في وقت كان فيه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله يتحدث بدوره في كلمة متلفزة مباشرة عن التطورات الداخلية.

واعتبر السفير البخاري انه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان وانما اجراء ديبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. واكد ان مرتكزات المملكة لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان. واعلن ان هناك لجنة تحضيرية مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني ولتنفيذ المشاريع في لبنان لان لبنان والشعب اللبناني يستحقان ذلك لان الوضع صعب في هذه المرحلة.

وتحدثت السفيرة غريو عن التنسيق الفرنسي السعودي حول صندوق الدعم الإنساني المشترك فيما رحبت السفيرة شيا بعودة السفير السعودي ولفتت الى المؤشرات الإيجابية التي حصلت ولا سيما الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

وكان البخاري قام بجولة على القيادات الروحية، شملت مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابي المنى، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

الحماوة الانتخابية
على صعيد اخر حافظ المشهد الانتخابي في لبنان على وتيرته التصاعدية في اطلاق المواقف السياسية خصوصا وسط الردود الحادة على الحملات الإعلامية الاخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وفي رعايته لاطلاق لائحة “القوات اللبنانية ” في زحلة امس توجّه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الى اللبنانيين عموما والناخب الشيعي خصوصا سائلا “هل تعلم انّك حين تنتخب “حزب الله” انت لا تنتخب “المقاومة” الراسخة في رأسك، بشكل نظيف وعفوي وصافٍ، وفي عاطفة ووجدان مُعيّن؟ فانت تنتخب شخصا اسمه جبران باسيل زرعه “حزب الله” في لوائحه على امتداد الوطن، ومع كل صوت تمنحه له او لمرشحيه المزروعين في لوائح “الحزب” ستزيد من حظوظه ورصيده كي “يتفرعن” عليك من جديد، ويدّعي انه هو ربّك الأعلى وحاميك من غدر القدر وهو من استضافك في منزله في حرب تموز، ليمنّنك مرة اخرى ويهاجمك ويبتزّك على القطعة”. واعتبر انه “ساعة يتّهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من زرعه في لوائحه تحديدا “انن ما خلّوه”، وانه هو الشريف الشفاف النظيف وهم المنغمسون في السرقة والفساد، فيما يصفهم ساعة اخرى بالـ”بلطجية ورموز الفساد”، انطلاقا من هنا، عليك ان تفكّر جيدا بكل هذه الامور حين تنتخب… فيا صديقي الناخب الشيعي، اذا كنت لا ترغب بانتخاب “القوات” فهذا حق لك، ولكن لا تنتخب من اوصلك واولادك وعائلتك في كل دقيقة الى قعر جهنم امام عيونك، بحجّة ان “القوات” هي “البعبع يللي بيكرهك”، بينما فعلياً “القوات” لا تكرهك انما تحترمك كما اي لبناني آخر”.

وأستذكر منع اميركا يومها “استصدار قرار من الأمم المتحدة لادانة اسرائيل في تلك المجزرة”.

في المقابل تحدث السيد نصرالله عن الانتخابات و التحضيرات لاجرائها، فأشار الى “نغمة جديدة بدأنا نسمعها منقولة عن أجواء السفارات وبعض القوى السياسية تقضي بأن فريقنا سيحافظ على الغالبية النيابية، وربما الثلثين كما ورد على لسان أحدهم”، مؤكدا أن “الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، كما أن رؤيتنا حول اي تغيير يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني ولا يحصل بالاستقواء بأغلبية أو بالشارع”. ورأى أن “هذا الكلام إنما هو من باب شد العصب الانتخابي لدى الفريق الآخر”. وتحدث عن “تشتت لوائح الفريق الآخر، ومنهم ما يعرف بالمجتمع المدني”، متوقفا عند “الهمس القائل بتمديد المجلس الحالي ربما من باب تقوية الفريق الآخر”. واتهم “السفارة الاميركية والفريق الآخر بمحاولة تعطيل العملية الانتخابية”، لافتا الى “اضراب القضاة والمعلمين والهيئات الديبلوماسية”. ووجه نداء الى الحكومة “لتستجيب لمطالب هؤلاء، ولكن ألا تجعلوا من مطالبكم سببا لوقف الاستحقاق الانتخابي، لا تجعلوا من مطالبكم المحقة رهينة وسببا لعدم اجراء الانتخابات”. وشدد على “ضرورة المشاركة بالعملية الانتخابية من مؤيدينا وبكل حماسة”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *