الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : الشروط الخليجية تدفع بلبنان الى حرب أهليّة من خلال العودة للقرارين ‏‏1559 و1701 هل ينكسر عمود من “قاعدة الاربعة” بخروج تيار المستقبل من ‏الانتخابات ؟ خريطة الانتخابات النيابية مواجهة بين حزب الله وأمل وحلفائهما ‏و”القوات” وحلفائها
الديار لوغو0

الديار : الشروط الخليجية تدفع بلبنان الى حرب أهليّة من خلال العودة للقرارين ‏‏1559 و1701 هل ينكسر عمود من “قاعدة الاربعة” بخروج تيار المستقبل من ‏الانتخابات ؟ خريطة الانتخابات النيابية مواجهة بين حزب الله وأمل وحلفائهما ‏و”القوات” وحلفائها

الشروط التي حملها وزير خارجية الكويت في زيارته للبنان هي مبادرة جيدة وايجابية في ان تسعى دول ‏الخليج الى التواصل مع لبنان. الوزير الصباح الكويتي، نقل رسالة فيها شروط خليجية، لكنه نقلها على ‏أنها رسالة من الدول الخليجية والعالم العربي والمجتمع الدولي، وفعليا الامر ليس كذلك، فهو يحمل ‏رسالة من مجلس التعاون الخليجي. اما بالنسبة للعالم العربي فهو منقسم، فالجزائر وتونس وسوريا ‏والعراق لهم موقف آخر، ومع ذلك حمل وزير الخارجية الكويتي شروط لعودة العلاقات بصورة ايجابية ‏بين لبنان ودول الخليج، والشروط التي حملها تتركز على عمل حزب الله بالتحديد، وهي تضع الحكومة ‏اللبنانية او الدولة اللبنانية في مواجهة مع حزب الله، كما يريد مجلس التعاون الخليجي، لان الوزير ‏الكويتي عاد لذكر القرار 1559 الذي يقول بانسحاب كل القوى الاجنبية من لبنان وان يبقى السلاح ‏الشرعي فقط بيد الجيش اللبناني ولن يقبل ببقاء السلاح لدى المقاومة اللبنانية في يد حزب الله كما العودة ‏الى القرار 1701، فهذا القرار تخرقه اسرائيل جوا يوميا فيما هنالك مراقبون من حزب الله موجودون ‏ضمن منطقة شمال الليطاني دون اي استفزاز او سلاح.‏
وحمل الوزير الكويتي معه شروطا بعدم تعاطي وتواجد حزب الله في اليمن حتى لو كانوا مستشارين ولا ‏في العراق ايضا ولا رعاية حزب الله لقوى معارضة مثل المؤتمر الذي انعقد في بيروت للمعارضة ‏البحرانية والمؤتمر الذي حصل في بيروت للمعارضة السعودية ويعتبر ذلك مجلس التعاون الخليجي ‏تدخلا في الشؤون الداخلية من قبل حزب الله وليس ان بيروت هي عاصمة بلد ديمقراطي واي مؤتمر ‏يحصل سلميا لا يعتبر تعديا على اي دولة في العالم. وتحدث وزير الكويتي قليلا عن تهريب المخدرات ‏حيث لقي جوابا واضحا، ان القوى الامنية في لبنان ستعمل على منع دخول المخدرات الى دول الخليج، ‏كما طلب الوزير الكويتي تعهدا بعدم حصول حملات اعلامية على دول الخليج، معتبرا ان اي موقف من ‏طرف لبناني وخاصة من حزب الله يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية ومجلس التعاون الخليجي ومطلوب ‏من السلطات اللبنانية منع هذا الامر.‏
ان الدعوة لتنفيذ القرار 1559 والحديث عن سلاح حزب الله ولو بشكل ديبلوماسي يعتبر تدخلا في ‏الشؤون اللبنانية ودفع الامور في لبنان الى انقسام عمودي بين الشعب اللبناني. واذا اخذنا مثلا واحدا ‏الحرب اليمنية لم يكن لبنان له علاقة بها ابدا بل ان السعودية وبعض دول مجلس التعاون هي التي شنت ‏حرب عاصفة الحزم على اليمن ولم تستطع تنفيذ اهدافها العسكرية وفشلت في هذا الامر ولم يكن لبنان او ‏حزب الله هو البادىء بارسال مستشارين او مسؤولين منه لزيارة اليمن والتواجد هناك، وحرب اليمن هي ‏عملية خاطئة ضربت الصف العربي كله حتى ان الرئيس الاميركي بايدن سحب التوصيف الارهابي ‏للحوثيين وطالب بحل ديبلوماسي بالتفاوض بين الطرفين المتصارعين في اليمن وخروج القوات الخليجية ‏بعد التوصل لحل للحرب اليمنية.‏
موقف الحريري والسنة من الانتخابات
اليوم سيعلن الرئيس الحريري موقفه من الانتخابات النيابية، وكل الاجواء السائدة تقول بانه سيعلن عدم ‏ترشحه للانتخابات، لكن يبقى الامر غير مؤكد بنسبة ضئيلة ولم يتم معرفة ما اذا كان الرئيس سعد ‏الحريري سيقاطع منفرداً او ان تيار المستقبل وهو اكبر تيار في الطائفة السنية سيقاطعها. هذا واذا اعلن ‏ذلك سيتم احراج دار الفتوى وشخصيات سنية خارج تيار المستقبل في الترشح للانتخابات. والطائفة السنية ‏هي عمود من اربعة اعمدة تستند اليها الانتخابات وهم الموارنة والشيعة والسنة والدروز لذلك حاول ‏الرئيس بري اقناع الرئيس الحريري بالترشح للانتخابات، لكن اجواء عين التينة ذكرت ان للحريري ‏اسبابه بعدم خوض الانتخابات، وسارع الوزير وليد جنبلاط الى زيارة الحريري ومن بعدها الى زيارة ‏بري لدراسة الوضع في حال قرر تيار المستقبل عدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، فهل تهتز ‏الانتخابات ولا تجري؟ ام تحصل الانتخابات النيابية بمقاطعة من اكبر قوة سنية في لبنان؟ وفي هذه الحال ‏لا يمكن التكهن بموقف الوزير وليد جنبلاط ولا موقف الرئيس بري. الا ان بري لا يمكن الا ان يكون مع ‏الانتخابات النيابية في موعدها، كونه رئيس مجلس النواب ويحافظ على تطبيق الدستور. اما حركة امل ‏فلها الخيار السياسي في الترشح للانتخابات او لا.‏
في هذه الاجواء، يبدو ان الانتخابات النيابية ستجري على جبهتين جبهة حزب الله وامل وحلفائهما، ومن ‏جهة اخرى جبهة القوات اللبنانية وحلفائها، بالاضافة الى الجهات التي تلتقي معها القوات في بعض ‏المواقف مثل حزب الكتائب اللبنانية والهيئات المدنية الناشطة في لبنان والمدعومة اميركيا وخليجيا، ذلك ‏ان السعودية باتت تعتمد على الدكتور سمير جعجع وحزب القوات ليشكلان جبهة في وجه حزب الله، ‏والانتخابات النيابية هذه ستقرر اي جبهة ستمتلك الاكثرية في المجلس النيابي المقبل.‏
سبعة ايام لاعطاء لبنان جوابه
هذا وطلب وزير الخارجية الكويتي من لبنان جوابا بشأن حزب الله والشروط الخليجية التي حملها بشأن ‏التدخل في الخليج وابداء الرأي بشأن الاوضاع في دول مجلس التعاون الخليجي او في الحرب اليمنية، ‏خاصة وان حرب اليمن توسعت من خلال القصف الجوي للتحالف على الحوثيين وما يقابله من قصف ‏الحوثيين للسعودية، بالاضافة الى القصف الاخير لامارة ابوظبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة التي ‏اصابت مراكز استراتيجية في امارة ابو ظبي وهو امر اعتبرته دول مجلس التعاون الخليجي امر خطير ‏جدا. وقال وزير الخارجية الكويتي ان حزب الله وايران ساعدا الحوثيين عبر تزويدهم بالتقنية اللازمة ‏والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اما بطريقة مباشرة او عبر تواجد مستشارين من حزب الله مع ‏الحوثيين.‏
ونهاية الشهر ينعقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب اي بعد 7 ايام تقريبا حيث سيشارك وزير خارجية لبنان ‏الدكتور عبدالله ابو حبيب في المؤتمر وتنتظر منه الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ان يحمل ‏الجواب على الشروط الخليجية التي تبلغها لبنان رسمياً أمس.‏
الاجوبة لا يستطيع لبنان الاجابة عنها، الا على بعضها اما الامور الدقيقة كمسألة “ان حزب الله ينفي ان ‏يكون يشارك في حرب اليمن، ودول مجلس التعاون الخليجي تصر على انه يشارك”، كما ان عقد ‏اجتماعات لاطراف معارضة لدول عربية لا يمكن للدولة اللبنانية منعها كلها الا اذا خالف اي مؤتمر مبدأ ‏عدم الحفاظ على حسن العلاقة والجوار مع هذه الدول.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *