الرئيسية / صحف ومقالات / النهار : الدوّامة العقيمة: الرهان مجدداً على ماكرون‎!‎
النهار

النهار : الدوّامة العقيمة: الرهان مجدداً على ماكرون‎!‎

وسط تفاقم الشلل الذي يطبع الواقع الحكومي والرسمي، ولو سعى رئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي الى ملء الفراغ القسري المفتعل والمتمادي في العمل الحكومي عبر اجتماعات ‏اللجان الوزارية، تبرز مجدداً معادلة الرهانات على أدوار دولية او خارجية لكسر الازمة بما ‏يعكس إستعصاء الجهود الآيلة الى حمل الثنائي الشيعي على إنهاء تعطيله لجلسات مجلس ‏الوزراء. وفيما يبدو واضحاً ان حظوظ توسيط رئيس الجمهورية ميشال عون لقطر في ‏السعي لدى الدول الخليجية الأخرى لـ”تطرية”مواقفها من السلطة اللبنانية، لن تكون أفضل ‏من مساع سابقة لدى دول عدة إقليمية وعربية وغربية، برزت مجدداً عودة الأوساط ‏الحكومية والرسمية الى الرهان على صاحب المبادرة الأم في الوضع اللبناني أي الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال الجولة التي سيقوم بها في الأيام القليلة المقبلة على ‏عدد من الدول الخليجية، علّه يحمل الملف اللبناني معه ويجدّد مساعيه لحلّ الازمة ‏الديبلوماسية الخطيرة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى. ومع ان ‏المعطيات الديبلوماسية الدقيقة تؤكد ان الرئيس ماكرون خصص حيزاً من المحادثات التي ‏سيجريها في جولته للملف اللبناني، فإن اوساطاً لبنانية معنية تبدي حذراً شديداً في الرهان ‏والتعويل على التحرك الفرنسي الجديد نظراً الى عقم التجارب التي جعلت أصدقاء لبنان من ‏الدول الغربية وفي مقدمها فرنسا والدول العربية تعرض عن تعليق الآمال على استجابة ‏لبنان للموجبات البديهية التي يستلزمها دعمه ومساعدته، ولو ان فرنسا تحديداً ستبقى ‏تحاول ولن تيأس من المحاولات ولو باتت مقتنعة بعجز المسؤولين عن مواجهة “حزب الله ” ‏وأجندته الإقليمية في التلاعب بواقع لبنان الكارثي‎.‎
‎ ‎
وسيتوجه الرئيس ماكرون في 3 و4 كانون الاول الى الخليج العربي في جولة تشمل ‏الامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية، وسيجري محادثات تباعاً مع ولي عهد ابو ظبي ‏الشيخ محمد بن زايد، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، وولي العهد السعودي الامير ‏محمد بن سلمان‎.‎
‎ ‎
وبالنسبة الى الملف اللبناني نقل مراسل “النهار” في باريس سمير تويني عن مصادر ‏الاليزيه ان “الرئيس ماكرون سيحمل هذا الملف الى الدول الخليجية وسيدعو هذه الدول ‏كما فعل سابقاً الى تعزيز التنسيق في ما بينها وفرنسا لدعم الشعب اللبناني الذي يعاني ‏من الانهيار في بلده”ز واضافت “سيعمل الرئيس ماكرون مع قادة الامارات وقطر ‏والسعودية لدعم لبنان وسيتناول العلاقات الديبلوماسية التي تربط هذه الدول مع لبنان ‏وسيطالب بتعزيزها بعد الازمة التي ادت الى مقاطعة هذه الدول للبنان” بعد تصريح وزير ‏الاعلام اللبناني جورج قرداحي‎.‎
‎ ‎
اما بالنسبة الى القمة الدولية المطروحة من اجل مساعدة لبنان على تخطي ازماته، فقالت ‏هذه المصادر “ان الرئيس الفرنسي جاهز للاستجابة للحالات الطارئة الانسانية والسياسية ‏ولكنه يعتبر ان المشكلة الحقيقية في لبنان هي مشكلة بنيوية. وتجب معالجتها من هذه ‏الزاوية”. واضافت “الأمر الطارئ ما زال الاستجابة والتعامل مع الازمة اللبنانية بكل جوانبها ‏السياسية والانسانية والاجتماعية‎”.‎
‎ ‎
وفي هذا السياق أكد أمس المستشار الديبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، أن ‏الإمارات لن تحظر دخول اللبنانيين إليها، في ضوء الأزمة الخليجية مع بيروت، بسبب ‏تصريحات أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي‎.‎
‎ ‎
وقال المسؤول الإماراتي إن بلاده ستواصل دعمها الإنساني للبنان، وإنها لا ترغب أن يعاني ‏الشعب اللبناني جراء الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلادهم‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
‎#‎الأمم المتحدة والجيش
‎ ‎
وفي غضون ذلك، برزت مؤشرات متزايدة على القلق الدولي على الوضع في لبنان ‏وانعكاسات أزمته على الجيش، عكسها إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو ‏غوتيريس، عن مخاوفه من استمرار التدهور الاجتماعي والاقتصادي، وعدم قدرة مؤسسات ‏الدولة اللبنانية على تقديم الخدمات الأساسية، مما يقوّض تنفيذ القرار 1701. ولفت، في ‏تقرير، إلى أن “تقلّص قدرة القوات المسلحة اللبنانية على مواصلة عملياتها في منطقة ‏عمليات اليونيفيل، هو مصدر قلق، وفي هذا السياق، يكتسي دعم المؤسسات الأمنية، ولا ‏سيما القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها القوة المسلحة الشرعيّة الوحيدة في لبنان، أهمية ‏قصوى‎”.‎
‎ ‎
والجدير بالذكر أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، الى جانب ‏رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا والمنسّقة الخاصة للأمم ‏المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، قدموا قبل يومين إحاطة لمجلس الأمن حول أنشطة ‏اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق، ومنع انتهاكات القرار 1701 ودعم ‏القوات المسلحة اللبنانية في ممارسة سلطتها في جنوب لبنان‎.‎
‎ ‎
وفي وقت آخر، سلّمت “اليونيفيل” أول شحنة شهرية من الوقود للقوات المسلحة اللبنانية، ‏وذلك في حفل أقيم في المقرّ العام لبعثة الأمم المتحدة في الناقورة، ويعتبر التبرّع بـ ‏‏35,000 ليتر من الوقود هو الأول من ست شحنات شهرية. ويأتي ذلك بعد طلب من ‏مجلس الأمن الدولي في آب الماضي لاتخاذ “إجراءات مؤقتة وخاصة” لدعم القوات ‏المسلحة اللبنانية بمواد مثل الغذاء والوقود والأدوية، بالإضافة إلى دعم لوجيستي آخر ‏لمدة ستة أشهر، وعليه، فقد بدأت البعثة في تقديم الدعم، بما في ذلك تقديم 500 ‏كيلوغرام من المواد الطبيّة والصحيّة في 28 تشرين الأول. وفي وقت لاحق من هذا ‏الأسبوع، ستتبرع بعثة الأمم المتحدة أيضاً بمواد غذائية للقوات المسلحة اللبنانية، والتي ‏ستشمل تقديم وجبة طعام واحدة يومياً لـ 27,000 فرد لمدة شهر‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
جنبلاط
‎ ‎
على صعيد الازمة الحكومية لم يبرز أي جديد فيما عاد رئيس الجمهورية ليلا من قطر‎.‎
‎ ‎
وتناول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط خلال تكريمه امس السفيرة ‏الفرنسية ان غريو الملف الداخلي والانتخابي فقال “بالنسبة للطعن في الانتخابات، فقد ‏يلغى تصويت المغتربين، وهذا اذا ما حصل والذهاب إلى انتخاب 6 نواب في الخارج ‏فلست أعلم كيف ستوزع القارات على هؤلاء سيكون في الامر طعن أيضا للعملية ‏الديموقراطية. لكن هذا لا يلغي أن تجتمع الحكومة مجدداً. وهذه الحكومة ولدت بعد جهد ‏كبير وبمساعدة كبيرة جداً من فرنسا ثم توقفت الان عند عتبة التحقيق وتجمّدت هناك. اما ‏في مسألة التحقيق في إنفجار المرفأ، فلست مع رفض التحقيق لتسيير عمل الحكومة، بل ‏مع اجتماع الحكومة كي تستطيع أن تقوم في ما تستطيعه من خلال المحادثات مع البنك ‏الدولي ومع المؤسسات الدولية من فرنسا وغيرها، من أجل وقف الإنهيار الذي نشهده كل ‏يوم‎”.‎
‎ ‎
‎ ‎
جعجع
‎ ‎
بدوره أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع أن “حزب الله” وحلفاءه يعملون على ‏تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة خشية خسارة الانتخابات، محذراً من أن هذه الخطوة ‏ستقود لبنان إلى مزيد من “الموت البطيء”. وفي مقابلة مع “رويترز” لفت جعجع إلى أن ‏‏”حزب الله” وحليفه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون سيعملان على ‏تأجيل الانتخابات أو تعطيلها “لأنهم شبه متأكدين أنهم سيخسرون الأكثرية النيابية التي ‏بحوزتهم”. وقال: “الوضع الحالي كما تسير الأمور.. مؤسسات الدولة وبالتالي الدولة إلى ‏تحلل يوما بعد يوم”. وتابع: “الاستمرار بالوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة وهذا هو ‏الموت الذي من الممكن أن نصل إليه… من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جدا ‏وهي عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أي وقت آخر”. وقال إن الانتخابات “بالدرجة الأولى ‏ستكون لصالح القوات اللبنانية وبالدرجة الثانية ستكون لصالح مستقلين عندهم السياسة ‏نفسها. وبالتالي على الجهتين نحن رابحين”. ومضى قائلا “أشك أن يخسر حزب الله كثيرا في ‏بيئته ولكن خسارته ستكون بالبيئات الأخرى‎”.‎
‎ ‎
ولم يستبعد جعجع تحالفات مماثلة لانتخابات 2018 التي خاضها مع تيار المستقبل بزعامة ‏الرئيس سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *