الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن : ميقاتي متمسّك بالحكومة… وباسيل فخور بالعهد: “ما خلّيناهم وما خلّونا‎..”!‎ الراعي يرفض “التركيع والتجويع”: “بأي صفة” يتحدث ‏نصر الله؟
نداء الوطن

نداء الوطن : ميقاتي متمسّك بالحكومة… وباسيل فخور بالعهد: “ما خلّيناهم وما خلّونا‎..”!‎ الراعي يرفض “التركيع والتجويع”: “بأي صفة” يتحدث ‏نصر الله؟

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : لا شك أنّ “الفتيل” الاجتماعي بلغ مداه ويكاد انفجاره يزلزل الأرض في أي لحظة، تحت وطأة ‏إمعان السلطة في تعميق أزمات الناس وتقطيع كل حبال النجاة الممدودة داخلياً وخارجياً ‏لإنقاذهم… ولربما كانت الطبقة الحاكمة تتحيّن بنفسها لحظة الانفجار وتستعجلها لإعادة فرض ‏إيقاعها وسطوتها على البلد بقوة الفوضى والانفلات الأمني بعدما أنجزت مهمة شلّ الدولة ‏ومؤسساتها وهدم ركائز النظام والكيان بمختلف أعمدته الدستورية والتنفيذية والقضائية، وها ‏هي اليوم تعدّ العدّة للانقضاض على الاستحقاق الانتخابي وتعميم أجندة التعطيل والفراغ، ‏حكومياً ونيابياً ورئاسياً… توصلاً إلى تحضير “مسرح الجريمة” أمام الطعنة القاتلة في قلب ‏‏”الصيغة والهوية‎”.

وتحسباً لتمكين أصحاب “أجندات التركيع والتجويع” من تنفيذ مخططهم التدميري “للسيطرة ‏على لبنان”، أطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي مساءً النفير الوطني في مواجهة من ‏يعمل على تغيير لبنان “شوي شوي” ليفرض عليه صيغة حكم جديدة “بالقوة أو الإقناع”، ‏رافضاً نهج “الاستقواء والسلاح والشاطر بشطارته والقوي بعضلاته” في مقاربة شؤون ‏الدولة، وندد في هذا الإطار بالإمعان الحاصل في تطويق القضاء ومحاولات تخضيعه في ملف ‏تحقيقات انفجار المرفأ، وقال: “القضاء أعطى جوابه في قضية المحقق العدلي، ولا يمكن لأحد ‏أن يتدخل وكأنه الحاكم الأكبر والديّان الأعظم”، متسائلاً رداً على سؤال عن توبيخ الأمين العام ‏لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للقضاء في إطلالته الأخيرة: “بأي صفة يتحدث؟ هل هو ‏أعلى من السلطة القضائية؟‎”.

وإذ حاذر القول إن لبنان “محتل إيرانياً”، أكد الراعي في الوقت عينه أنّ البلد واقع تحت “تأثير ‏كبير من حزب الله” لكنه سأل في المقابل: “أين الدولة وأين رئيس الجمهورية لماذا هم ‏خاضعون إذا كان هناك من يستقوي علينا؟”. كما صوّب على استمرار “حزب الله” في تعطيل ‏مجلس الوزراء لفرض تنحية القاضي طارق البيطار عن قضية انفجار المرفأ، مشدداً على أنّ ‏‏”المرجلة” ليست في تعطيل الحكومة “لأنّ من يعطّل هو عملياً يعطّل حياة الوطن ويجوّع ‏المواطنين”، مؤكداً أنّ بكركي “لا تستقبل المعطلين فليوقفوا التعطيل وبعدها أهلا وسهلا‎”.

وأشار الراعي في إطلالته المسائية عبر شاشة “أل بي سي” و”صوت بيروت انترناشونل” إلى ‏أنّ الرئيس نجيب ميقاتي كان قد أبدى له تخوفه من حصول “استقالات ومشاكل” وزارية في ‏حال دعا مجلس الوزراء للانعقاد من دون رضا الثنائي الشيعي، كما لفت في ما يتصل بالأزمة ‏الحاصلة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، إلى مواصلة “حزب الله” بشكل ‏دائم “إساءاته تجاه هذه الدول”، واصفاً وزير الإعلام جورج قرداحي بأنه كان بمثابة “كبسونة ‏في جفت محقون وكان لا بد من كبسونة ليطلع الضرب”. وفي هذا السياق، كشف البطريرك ‏الماروني أنه كان قد طالب قرداحي صراحة عند استدعائه إلى بكركي بأن يستقيل “ويعمل ‏بطل” لكنه “ما حب البطولة شو بعملو؟”، معرباً عن تعجبه وتأثره جراء رفض قرداحي ‏الاستقالة باعتباره “كان تلميذنا في اللويزة وجار الدير في فيطرون وأعرفه منذ كان صغيراً”، ‏لكنه بحسب ما بدا من موقفه آثر الانصياع لرغبة “حزب الله” بدل التجاوب مع تمنيات ‏بكركي‎.

وكان الراعي قد اختصر عظة الأحد إزاء مستجدات الواقع المتأزم في البلد بـ”ثلاث كلمات”: ‏الأولى تحذّر من “أي محاولة لإرجاء الانتخابات تحت ذرائع غير منطقية وغير وطنية”، ‏والثانية تنوّه بقرار الهيئة العامة التمييزية “الذي ثبّت أحقية المحقق العدلي وأحيا الأمل ‏باستكمال التحقيق في جريمة المرفأ”، والثالثة تندد باستمرار المعطلين في منع انعقاد الحكومة ‏مشدداً على أنه “لا يجوز لمجلس الوزراء أن يبقى مغيّباً ورهينة هذا أو ذاك‎”.

وعلى الضفة المقابلة، واصل “حزب الله” خلال نهاية الأسبوع تظهير مواقفه المتشددة إزاء ‏الملفين الحكومي والقضائي باعتباره يخوض معركة مع “المحور الإسرائيلي التطبيعي” في ‏لبنان كما عبّر رئيس كتلته النيابية محمد رعد، بينما كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران ‏باسيل يسترسل في طمأنة جمهور “التيار” إلى عدم وجود “احتلال إيراني” للبنان، معدداً في ‏المقابل مآثر وإنجازات “العهد القوي” وصولاً إلى دعوته العونيين إلى أن يتفاخروا ولا ‏يخجلوا: “فنحن طبعاً “ما خلّونا” ولكن أيضاً في المقابل “ما خلّيناهم”… ومحاولة تركيعنا لن ‏تمر‎”.

وفي خضم استمرار التأزم الحكومي على حاله، نقلت أوساط ميقاتي عشية عودته إلى بيروت ‏تمسكه بالحكومة وعدم وجود أي نية لديه للاستقالة أو الاعتكاف، مؤكدةً أنه “يصرّ على عدم ‏مقارعة أحد وفتح معارك لا تُجدي نفعاً انطلاقاً من قناعته بأن الصدام يضرّ ولا ينفع”، وأنه ‏مستمر في “إعطاء الأمور وقتها للوصول إلى صيغة تُرضي جميع الأطراف وتنقذ مجلس ‏الوزراء من الشلل”، مع الإقرار في الوقت نفسه بأنّ “الأمور لم تنضج بعد لكنّ آفاق الحل غير ‏مسدودة‎”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *