الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: احتفال بأي استقلال.. أين السيادة.. أين الحكومة؟!
الشرق

الشرق: احتفال بأي استقلال.. أين السيادة.. أين الحكومة؟!

فيما السيادة اللبنانية منتهكة حتى العظم، حيث تقف الدولة عاجزة عن بسط سيطرتها على اراضيها والحدود، وعن منع فريقٍ “سياسي – عسكري” بات أقوى منها سلطةً ونفوذا، من نقل الاسلحة والاموال والمحروقات الى الداخل، ومن تصدير المسلحين والثورة والمخدّرات والمواقف النارية ضد العرب، الى الخارج، وعن عقد جلسة وزارية في بلدٍ منهار اقتصاديا وماليا، يهاجر ابناؤه في قوارب موتٍ غير شرعية، إذا لم يحصل الفريق المذكور على ما يريد قضائيا و”ديبلوماسيا”… وسط هذه الاجواء “الموبوءة” التي تعكس كلّ شيء الا “السيادة”، حلّ عيد الاستقلال الـ78، بعدما تحوّل من عيد الى “ذكرى”.

عيد صامت
امس اقيم الاحتفال الرسمي بالعيد  ، واقامت قيادة الجيش العرض العسكري الرمزيّ، بحضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون، نجيب ميقاتي ونبيه برّي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الدفاع موريس سليم، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية.
وعقب العرض  توجّه كلّ من رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا، بعدما استقلّوا معًا سيارة الرئاسة الأولى.
هذا وقد عقد الرؤساء الثلاثة اجتماعًا في القصر الجمهوريّ، للبحث في الأوضاع الراهنة، وسبل حلّ للخروج من الأزمة.
بعد الاجتماع، وردًا على سؤال عمّا إذا كانت الأوضاع قد “تحلحلت”، قال الرئيس برّي وهو يغادر قصر بعبدا: إن شاء الله خير.
أمّا الرئيس ميقاتي، فأشار إلى أنّنا “لا نستطيع المحافظة على الاستقلال إن لم نكُن يدًا واحدة، والتفاهم هو الأساس”، مضيفًا: “البُعد جفا”، و”اللقاء الذي حصل اليوم كان حوارًا جديًا، وبإذن الله سيؤدي إلى الخير”.

موقف اميركي
وتقّدم وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن، بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، بـ”أطيب” تمنياته للشعب اللبناني بعيد استقلاله.
وأكد أن الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف إلى جانب شعب لبنان خلال هذه الايام الصعبة ودعم آماله في مستقبل أفضل ، لافتا في بيان إلى أن بلاده تعترف بالثقافة الثرية والمثابرة للشعب اللبناني، الذي واجه وتغلب على العديد من التحديات على مدار الـ 78 عام الماضية.
كان وفد من الكونغرس الاميركي جال على القيادات المحلية، مشددا على ضرورة وقف العرقلة السياسية والانكباب على معالجة الوضع الاقتصادي.
شدد الوفد الاميركي، على الوقوف الى جانب  لبنان على مختلف الصعد وعلى دعم جهود الحكومة اللبنانية”. كما شدد على” ضرورة انهاء الخلافات السياسية بما يتيح التركيز على معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.

الحل من الداخل
في الغضون، الحملة الخليجية ضد حزب الله على حالها، بينما الدولة “تتفرّج” وتقف غيرَ قادرة على اتخاذ خطوة واحدة، لوقف الاجراءات العقابية الخليجية المرشّحة لمزيد من الاشتداد في قابل الايام. اليوم، اشار وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الى ان على لبنان إثبات أن جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران “يمكنها تغيير سلوكها”، لرأب الصدع مع دول الخليج العربية. واعتبر ان “الأزمة الحالية في لبنان يجب حلها من داخل لبنان، وعلى اللبنانيين إبداء رغبتهم في تغيير سلوك حزب الله”. من جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، من المنامة أن “الولايات المتحدة الاميركية تقف مع الشعب اللبناني في هذا الوقت العصيب”.

رسالة عون
وتوقف رئيس الجمهورية في كلمة وجهها الى اللبنانيين عشية العيد الـ78 للاستقلال وبثتها وسائل الاعلام مساء اول امس عند ازمة توقف الحكومة التي “اختلط فيها القضاء بالامن بالسياسة”، اعتبر رئيس الجمهورية ان المخرج ليس بمستعص، “وقد أوجده لنا الدستور، وتحديدا في الفقرة “ه” من مقدمته التي تنص على أن النظام اللبناني قائم على مبدأ الفصل بين السلطات” متسائلا “هل نلتزم جميعنا سقف الدستور ونترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله، لتعود الحكومة الى ممارسة مهامها في هذه الظروف الضاغطة”؟ مشددا على إن هذا الوضع لا يجب أن يستمر.
اما عن الأزمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، فأعاد الرئيس عون تأكيد موقف لبنان الحريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما دول الخليج مؤكدا متابعته السعي لحل الازمة الأخيرة وآملا ان يكون ذلك قريبا.
واعتبر ان المعمعة الاتهامية التي يشهدها البلد ما كانت لتحصل “لو لم يتقاعس قضاؤنا وقام بواجباته، ولو رفعت يد السياسيين وغير السياسيين عنه، ولو تعززت استقلاليته بقانون لم ير النور بعد”. وشدد على انه “لا زال بإمكان القضاء أن يأخذ المبادرة، إن استطاع أن ينأى بنفسه عن كل المداخلات، ويلتزم النصوص القانونية”.
الحكومة؟
هل ستتدارك الطبقة السياسية الوضع قبل فوات الاوان؟ هل ستعاود الحكومة نشاطها غداة اعلان رئيسها نجيب ميقاتي انه سيوجّه دعوة الى جلسة وزارية الاسبوع المقبل؟ المعطيات في هذا الخصوص ضبابية ومتناقضة بشدة، مع ترجيح فرضية استمرار الشلل، اذا لم تتحقق شروط حزب الله: قبع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار وربما معه رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، وعدم اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي من منصبه. وهذه النقاط، ألمح اليها امس نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم… في المقابل، تدعو مصادر سياسية مطّلعة  الى ترقّب ما ستحمله الساعات المقبلة التي تسبق سفر كل من ميقاتي الى الفاتيكان غدا الاربعاء.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *