الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : تركيا وقطر تحاولان سد الفراغ في لبنان… واستقالة قرداحي توقف التصعيد ولا تحل الأزمة ؟ ‏”الثنائي الشيعي” يعول على كف يد البيطار من قبل محكمة التمييز هذا الأسبوع بيان هام لحاكم البنك المركزي سلامة اليوم … فما هو المضمون؟
الديار لوغو0

الديار : تركيا وقطر تحاولان سد الفراغ في لبنان… واستقالة قرداحي توقف التصعيد ولا تحل الأزمة ؟ ‏”الثنائي الشيعي” يعول على كف يد البيطار من قبل محكمة التمييز هذا الأسبوع بيان هام لحاكم البنك المركزي سلامة اليوم … فما هو المضمون؟

لم تثمر كل الحركة التي شهدتها الساحة اللبنانية يوم أمس اي انفراجات من شأنها ان تعيد عجلة الحكومة ‏الى الدوران، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل غير مسبوق وبخاصة مع صدور جداول ‏جديدة لأسعار الأدوية تبين أن أكثر من نصف اللبنانيين لم يعودوا قادرين على شرائها بشكل دوري، كما ‏مع استمرار عمليات صرف العمال والموظفين من المؤسسات والمصارف، ما يهدد بانفجار اجتماعي ‏غير مسبوق في حال لم يتم اعلان حالة استنفار للحد من مآسي اللبنانيين. والأخطر ان ما يحصل داخليا ‏يترافق مع كباش اقليمي ودولي يتخذ من الساحة اللبنانية حلبة صراع وتصفية حسابات، ما يؤكد ان الأزمة ‏مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سقف زمنيا لها، فلا انطلاق مفاوضات فيينا مجددا حول الملف النووي ‏الايراني من شأنه ان يشكل مفترق طرق ولا حتى الانتخابات النيابية المقبلة قد تضع البلد على سكة الحل ‏خاصة وان استطلاعات الرأي تؤكد ان المشهد لن يتغير كثيرا في مجلس النواب الجديد.‏
الكويت تتخذ اجراءات جديدة!‏
وكأن ما يرزحون تحته من ضغوط داخلية غير كاف، واصلت دول الخليج اجراءاتها التصعيدية بوجه ‏اللبنانيين، لاعتبارها ان السلطات اللبنانية تتجاهل الأزمة وتتعاطى معها وكأنها غير موجودة. وسجل أمس ‏وضع جهاز أمن الدولة في الكويت أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد ‏إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، ما يوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم. وقالت مصادر ‏أمنية مطلعة في الكويت لصحيفة “القبس” الكويتية إن “الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد ‏إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية، والباقون من جنسيات مختلفة وعديدة، أبرزها الإيرانية واليمنية ‏والسورية والعراقية والباكستانية والأفغانية والبنغالية والمصرية”. الاجراء الكويتي هذا، جاء بالتزامن مع ‏اعلان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ان “الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي في ‏لبنان هو الذي يدفعنا للاعتقاد بغياب الجدوى لوجود سفيرنا في لبنان” كما مع تحديث جديد نصحت فيه ‏بريطانيا  بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري.‏
واستهجنت مصادر “الثنائي الشيعي” ما قالت انه “مزايدة كويتية في الاجراءات المتخذة بحق لبنان ‏واللبنانيين لجهة حصارهم والتضييق عليهم”، معتبرة انه “حتى السعودية لم تتخذ التدابير التي اتخذتها ‏الكويت سواء من حيث التعامل مع المقيمين او من حيث التشدد في التحويلات المالية علما ان هناك ‏معلومات عن وقفها كليا”. وقالت المصادر لـ”الديار”:”كل ما يحصل يؤكد ان دول الخليج اتخذت من ‏موقف أعلنه وزير الاعلام جورج قرداحي قبل تبوئه منصبه حجة لشن هجوم غير مسبوق على اللبنانيين. ‏فبدل أن تقف الى جانبهم في محنتهم المالية والاقتصادية، اذا بها تعبث بالجرح وترش الملح عليها لتفاقم ‏الأوجاع”.‏
مساران للحل لا واحد!‏
وفيما جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس “دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة، الى التعاون ‏لاعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول ‏وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج”، داعيا الى “ابعاد ملف انفجار ‏مرفأ بيروت عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته”، ‏نفت مصادر سياسية مطلعة على الحراك الذي تشهده الساحة اللبنانية ان يكون هناك عمل على مقايضة ‏رأس المحقق العدلي القاضي طارق البيطار باعادة دوران عجلة مجلس الوزراء، وقالت لـ”الديار”:”يتم ‏حل كل ملف على حدة. بما يتعلق بقضية البيطار، يعول “الثنائي الشيعي” حاليا على القرار الذي سوف ‏تتخذه محكمة التمييز بالدعويَين المقدّمتَين من رئيس الحكومة السابق حسان دياب ومن النائب نهاد ‏المشنوق، لمخاصمة الدولة اللبنانية عمّا أسموه “الخطأ الجسيم” الناجم عن عمل القاضي البيطار، جرّاء ‏ملاحقتهما في هذه القضيّة. ويعتقد “الثنائي” ان قرارا بكف يد البيطار سيتخذ قبل يوم الخميس. اما بما ‏يتعلق بقضية قرداحي، فلا شيء يمنع تقديم استقالته في حال كانت تضع حدا للمسار التصعيدي الذي تتخذه ‏الاجراءات الخليجية، بعدما بات محسوما ان القرداحي ليس سبب الازمة وبالتالي استقالته لن تعيد الأمور ‏لما كانت عليه قبل اخراج تصريحات سابقة له للتداول”.‏
قطر وتركيا بديل للخليج؟
ويبدو ان المسؤولين اللبنانيين يتجهزون للتعايش مع واقع “القطيعة الخليجية” للبنان أقله حتى موعد ‏الانتخابات المقبلة، ما سيجعلهم يلجأون الى ملاقاة اي يد ممدودة لاغاثة لبنان. وبدا لافتا الاعلان عن ‏زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريبا الى قطر، فرغم وضع مصادر قريبة من عون ‏في حديث لـ”الديار” الزيارة في خانة “تلبية دعوة أمير الدولة للمشاركة في افتتاح بطولة كأس العرب ‏الفيفا 2021″، الا ان توقيت الزيارة يترك اكثر من علامة استفهام خاصة ان الرئيس عون لم يقم طوال ‏فترة ولايته الا بزيارات معدودة الى الخارج نظرا لسنه ووضعه الصحي.‏
ووضعت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل في لبنان وعلى جولة وزير الخارجية التركية مولود ‏جاويش اوغلو على المسؤولين اللبنانيين، ما يحصل في خانة “سعي قطر وتركيا لسد الفراغ الذي تتركه ‏الدول العربية في لبنان من خلال مد يد التعاون”، وقالت المصادر لـ”الديار”:”يبدو ان الطرفين اللبناني ‏من جهة والقطري والتركي من جهة أخرى يدسان النبض السعودي وما اذا كان اي انفتاح وتعاون قد ‏يؤدي لغضب سعودي اضافي”.‏
وأعلن أوغلو صراحة أمس توجيه دعوة الى ميقاتي لزيارة تركيا ودعم تركيا للاقتصاد اللبناني واستعدادها ‏للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج. وابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اوغلو، ان ‏‏”لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن ان تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين الى ديارهم التي ‏أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل ‏سوريا تشجيعا للعودة”، وايد الرئيس عون “تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن ‏والعراق”. واكد رئيس الجمهورية “الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في ‏المجالات كافة، خصوصا زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما وان الميزان التجاري يميل ‏حاليا لصالح تركيا”.‏
وكان الوزير اوغلو نقل الى الرئيس عون رسالة شفهية من نظيره اردوغان، اكد فيها “عمق العلاقات بين ‏لبنان وتركيا”، ورغبته في “تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة”، مهنئا بـ”قرب حلول عيد ‏الاستقلال”، وأشار الى ان “الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا ستكون ‏مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقا”. واعرب اردوغان عن امله ‏في ان “يتجاوز لبنان قريبا الازمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج”، واستعداد بلاده “لتقديم أي ‏مساعدة في هذا المجال”.‏
في هذا الوقت، أفادت المعلومات أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنجز بناء على طلب شركة تدقيق ‏خاصة جردة بكل حساباته المالية، وانه سيعلن في بيان خلال ساعات نتائج هذا التدقيق. وستكون له اطلالة ‏تلفزيونية ليشرح كل التفاصيل. ‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *