الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن: ميقاتي يحظى بالتكليف… ماذا عن التأليف؟
نداء الوطن

نداء الوطن: ميقاتي يحظى بالتكليف… ماذا عن التأليف؟

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : يتجنب الفريق الرئاسي اتهامه مرة أخرى بأنه يعطل تأليف الحكومة الجديدة بعد اعتذار ‏الرئيس سعد الحريري عن عدم تأليفها، ويصر على الاستشارات في موعدها ما لم يطرأ شيء ‏مخفي أو مستور، يؤدي إلى تحديد موعد آخر ليس ببعيد عن يوم الإثنين المقبل، بحجة ‏استكمال الصورة والمواقف‎.‎

يتعاطى بعض الوسط السياسي المعني في شأن تسمية الرئيس المكلف الجديد مع رجحان كفة ‏المرشح الأساسي رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لمهمة التأليف على أنه أمر بات ‏محسوما بدءاً من بعد ظهر أمس. وما يدفع هذا الوسط إلى هذا الترجيح أن ميقاتي يحظى بتأييد ‏خارجي من بعض الدول مثل فرنسا وعواصم أوروبية وعربية أخرى، ومن عدم ممانعة من ‏دول أخرى مثل أميركا. كما أنه يحظى بتأييد رئيس البرلمان نبيه بري، الذي كان تداول ‏بخياره مع الرئيس الحريري قبيل اعتذاره، والذي كان ميالاً له من الأساس. بل أن الحريري ‏حاول إقناع ميقاتي حين تردد الأخير وسأله ما التسهيلات التي سيحصل عليها لتأليف الحكومة ‏والتي لم يتمكن الحريري من الحصول عليها؟ حجة الحريري مع ميقاتي ومع جهات خارجية ‏كانت ترجيحه بأن الفريق الرئاسي ربما يقبل لغيره ما رفضه له نتيجة قرار الرئيس عون ‏وصهره النائب جبران باسيل رفض ترؤس زعيم “المستقبل” الحكومة. والسبب الثالث ‏لرجحان كفة ميقاتي أن “حزب الله” بعث بإشارة إلى رئيس الحكومة السابق بأنه لا يمانع في ‏توليه المهمة، فيما أدت اتصالات الحزب مع باسيل إلى موافقته على هذا الخيار الذي تبلغه ‏ميقاتي بدوره.‏

في الجواب على السؤال حول ماذا يمكن لميقاتي أن يحصل عليه ولم يحصل عليه الحريري، ‏يشير بعض الوسط السياسي إلى أنه بالإضافة إلى انتفاء التوتر فالذي ساد وما زال يسود ‏العلاقة الشخصية بين الحريري وبين الفريق الرئاسي، في حالة ترؤس ميقاتي الحكومة،هناك ‏عامل آخر يغير في المعادلة الحكومية، وربما يرضي عون و”التيار الوطني الحر” وهو أن ‏ميقاتي ينوي تأليف حكومة تكنو- سياسية من 24 وزير، تضم ستة وزراء يمثلون الأحزاب ‏الرئيسة، يتولى 4 منهم الحقائب السيادية الأربعة أي المالية، الداخلية، الخارجية والدفاع، بينما ‏يكون الوزيران السياسيان الآخران وزيري دولة، فيما يتم اختيار ال18 وزيرا الباقين من ‏الاختصاصيين التكنوقراط.‏

وفي وقت تشير المعطيات إلى أن البحث بدأ في الحقائب لعله يتم قطع شوط في شأنها في ‏الفترة الفاصلة مع الإثنين المقبل، فإن ما سبق التوافق المبدئي على ميقاتي من معلومات هو ‏أن الأخير لن يقبل بأقل من الثوابت التي وقف عندها الحريري وأيده فيها ميقاتي نفسه في ‏إطار اجتماعات نادي رؤساء الحكومات السابقين، أي لا ثلث معطلاً لأي فريق بحيث يتم ‏اعتماد مبدأ الثلاث ثمانيات، بحيث يكون للرئيس المكلف حق تسمية وزيرين مسيحيين غير ‏الوزراء المسيحيين السبعة من أصل الثمانية الذين يكونون من حصة رئيس الجمهورية وتبني ‏الإصلاحات وفق خريطة الطريق الفرنسية، مع التوزيع الذي جاء في تشكيلة الحريري الأخيرة ‏للحقائب السيادية الأربع أي المالية للشيعة، الداخلية للسنة، الخارجية للموارنة والدفاع للروم ‏الأرثوذكس.‏

لكن السؤال عما إذا كان التأليف سيكون بيسر التكليف لميقاتي، في ظل أسئلة يطرحها بعض ‏الذين واكبوا محاولة الحريري ومعاناته خلال 9 أشهر. هل سيتخلى الفريق الرئاسي عن ‏طموحه بالتحكم بالحكومة كونها الجهة الدستورية التي يمكن أن تتولى صلاحيات الرئاسة في ‏حال حصول فراغ فيها؟ فبصرف النظر عن تفاصيل العراقيل التي نُصبت في وجه الحريري، ‏يبقى هذا هو السؤال الجوهري، الذي تندرج تحته كل الأسئلة الأخرى الفرعية المتعلقة بما ‏سبق لرؤساء الحكومات السابقين أن طرحوه حول خرق الفريق الرئاسي للدستور، ضربه ‏بعرض الحائط اتفاق الطائف وعبثه بالصلاحيات عبر انكفاء حكومة تصريف الأعمال ‏والمجلس الأعلى للدفاع…‏

أما دور “حزب الله” فالأسئلة كثيرة حوله هو الآخر في ظل قناعة العارفين ممن يؤيدون خيار ‏ميقاتي، بأنه سيمارس القاعدة نفسها التي مارسها مع الحريري: تأييد الرئيس المكلف الجديد ‏وعدم الاختلاف مع الفريق الرئاسي الحليف. ولهذا حديث آخر.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *