الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: عناصر الانفجار الاجتماعي تكتمل.. والخلاف على جنس الملائكة الحكومية يعطل كل شيء
الانباء

الأنباء: عناصر الانفجار الاجتماعي تكتمل.. والخلاف على جنس الملائكة الحكومية يعطل كل شيء

كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : الأسبوع الأخير من شهر حزيران بداية لمرحلة جديدة ولمستقبل قاتم قد يعيشه اللبنانيون مع قرار رفع الدعم عن ‏المحروقات وعن العديد من السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، مع ما يمكن ان تحمله الساعات المقبلة من مظاهر ‏الانفجار الاجتماعي والفوضى التي بدأت مؤشراتها في الشارع وفي بعض المناطق، في ظل فشل السلطة باتخاذ ‏اجراءات لترشيد الدعم في الأشهر الماضية وتوجيهه الى مستحقيه من العائلات المحتاجة، قبل الوصول الى الرفع ‏التلقائي للدعم تزامنا مع دراسة بطاقة تمويلية غير واضحة التمويل ومناقشاتها الانتخابية بالدرجة الأولى‎.‎

بالتوازي فإن أهل الحل والربط في موضوع تشكيل الحكومة يرفضون كل التسويات ويختلفون على جنس الملائكة، ‏في ظل اتصالات ولقاءات لا تزال تراوح مكانها وتقف عند عقد لا ترقى الى مستوى ما يعيشه الشعب اللبناني من ‏مآس. وجميع المعنيين يتقاذفون تهم التعطيل وينشغلون بحروب بيانات لا تعطي المواطن حبة دواء ولا تعفيه من ‏طابور محطات الوقود‎.‎

في هذا السياق، وصف عضو “تكتل لبنان القوي” النائب ماريو عون الصورة بـ”أسوأ مما كانت عليه، والأمور ليست ‏ذاهبة الى نوع من الحلحلة في الملفات الاقتصادية والمالية، وهذا منتظر طالما لم تتشكل الحكومة، ولا توجد أية جهود ‏للعمل على التأليف”، متخوفًا من الفوضى الأمنية والاجتماعية كما حصل في طرابلس ليل الأول من أمس‎.‎

عون تساءل عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية حول “قدرة اللبنانيين على مواجهة هذه الأزمات المتلاحقة وقرار رفع ‏الدعم”، مضيفاً “نحن كتيار أكثر فريق سياسي قدّم التنازلات لتشكيل الحكومة، ولكن لم يكن هناك آذان صاغية لدى ‏الرئيس المكلف سعد الحريري لترجمة هذه التنازلات الى أفعال تساعد على التشكيل”، داعيا الحريري “للتوجه فورا الى ‏بعبدا للتفاهم مع الرئيس ميشال عون انطلاقا من الدستور حول التشكيلة الحكومية، لكن حسابات الرئيس المكلف ‏تختلف عن واقع الحال فهو يسعى لتكون هناك تطورات سلبية اكثر مما هي عليه دون أن يعلم ان الهيكل عندما يسقط ‏فسيقط على رؤوس الجميع‎”.‎

وقال عون: “لم ندع فرصة للتقارب مع الحريري الا وجربناها، لكنه بقي مصرا على موقفه التعطيلي”، مشيرا في ‏سياق متصل الى ما جرى في نقابة المهندسين “بعد التفاهمات التي جرت على لائحة تضم ائتلاف حزب الله وحركة ‏أمل وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر”، فاتهم عون “المستقبل” و”أمل” بالدخول في عملية “تشطيب منظمة ‏ضدنا”، داعيا الى اجراء مساءلة حول هذا الموضوع و”قد كانت النتيجة سقوط الجميع‎”. ‎

في المقابل، رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب وليد البعريني ان “ما نخشاه ونتخوف منه قد حصل”، وقال ان ‏‏”الحريري لم يدع مناسبة تساعد على تشكيل الحكومة الا وقدم فيها كل التنازلات المطلوبة، فمن الخطأ تحميله وزر ‏قضية لا علاقة له بها، فهو من 8 اشهر يطالب بتشكيل حكومة انقاذية موثوقة ولفترة استثنائية، لكنهم للأسف لم ‏يسهلوا له هذه المهمة فهو غير مسؤول عن العرقلة والجهات المعرقلة معروفة وليست بحاجة لبحث وتحر‎”.‎

وذكّر البعريني عبر “الأنباء” الالكترونية “بالعصا السحرية الموجودة في لبنان، وحل الأزمة وارد في أية لحظة اذا ‏صفت النيات، لكن واضح أن الظلمة قوية هذه الأيام والمواطن بدأ يفقد صبره وجنون الدولار وغلاء الاسعار جعله ‏امام خيار من اثنين اما الفوضى او أن تتشكل حكومة فورا لتبدأ معالجة الوضع الاقتصادي قبل دخول البلد في ‏المجهول‎”.‎

وأمام هذه الصورة السوداوية سياسيا، والتي تعكسها المواقف السياسية، رأى الخبير الاقتصادي نسيب غبريل ان ‏‏”الاتجاه هو لرفع الدعم عن كل شيء ما عدا الفيول للكهرباء”، لافتا الى “ناحية ايجابية وحيدة لهذا التدبير تتمثل بوقف ‏التهريب لأن فرق الأسعار شاسع بين لبنان وسوريا مما زاد من عمليات التهريب‎”.‎

غبريل توقع عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية ان “المحروقات والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ستكون متوفرة بعد ‏رفع الدعم أكثر مما كان يحصل أثناء الدعم، لكن سعرها سيكون مختلفا ما قد يضرّ بالقدرة الشرائية للمواطن”، معتبرا ‏ان “البطاقة التمويلية ما زالت حتى الان مجرد كلام ما لم يتم تحديد مصادر تمويلها لكن في حال تحققت ستساعد ‏كثيرا‎”.‎

غبريل اشار الى “العديد من الأخطاء التي ارتكبت في السنتين الماضيتين من ضمنها انتقاء الحكومة ل300 سلعة ‏والاشتراط على مصرف لبنان توفير الدعم لها حيث بدأ استنزاف احتياطي المركزي، هذا اضافة الى انه بعد تفشي ‏وباء كورونا طُلب اليه دعم المعدات الاستشفائية والمواد الأولية للزراعة والصناعة ثم استقالت الحكومة بعد انفجار ‏المرفأ ولغاية الآن ما زلنا في الفراغ القاتل”، واصفا الاجراءات المتخذة بالموضعية، مطالبا “بحل جذري وبالعمق يبدأ ‏بوضع خطة انقاذية اصلاحية شاملة تتضمن الية لتوحيد اسعار الدولار وتتضمن الية لترشيد الدعم والذهاب به الى ‏صندوق النقد الدولي والتفاوض معه وضح رؤوس أموال جديدة لدعم الاقتصاد اللبناني‎”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *