الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: مبادرة بري مستمرّة…والأزمات «عامَدّ عينك والنظر»  
الشرق

الشرق: مبادرة بري مستمرّة…والأزمات «عامَدّ عينك والنظر»  

ليست الاشكالات والحوادث التي وقعت على محطات البنزين في بعض المناطق سوى الوجه الخفي لما ينتظر اللبنانيين من ويلات ستتظهر تباعا منذرة بفوضى شاملة وثورة متجددة ولكن بوجه امني خطير يفجر الاحتقان المعتمل في نفوس اللبنانيين وقد بلغ سعر صرف عملتهم الوطنية مقابل الدولار الاميركي امس ما يفوق الـ 15 الف ليرة، فيما هم يصطفون في الطوابير على المحطات، عاجزين عن الحصول على دواء من صيدلية لم تعد تملكه، او دخول مستشفى حُجبت عنها المستلزمات الطبية، وقد باتت القطاعات كلها تئن وتحتضر. وليس مسلسل قطع الطرق الذي عاد يذر بقرنه تعبيرا عن الغضب الشعبي الا استكمالا لحلقة الغضب الذي لا بد سيتفجّر بأشكال مختلفة، لكن المهم ان تطال شظاياه اولا المسؤولين في البلاد لكثرة ما تسببوا بألم لشعب يستحق الحياة مازال يناضل حتى الرمق الاخير.

 

قطع طرق

رفع سعر صرف الدولار امس منسوب الشحن في نفوس المواطنين الى درجة اعادتهم الى الطرق لقطعها في مختلف المناطق من بيروت الى الشمال والبقاع ما اضطر القوى الامنية الى التدخل لاعادة فتحها في حين تنقلت الاشكالات الامنية بين محطة واخرى في حوادث متوقعة وقد بلغ السيل الزبى وفقد هؤلاء ما تبقى من آثار اعصابهم المهدورة اساسا في السوبرماركات ومحال بيع اللحوم والدجاج التي باتت خارج متناولهم.

 

القطاع الطبي

وفي السياق، وفي وقت نظمت مجموعة «القمصان البيض» التي تضم تحالف أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين، اعتصاما في الباحة الداخلية لمبنى وزارة الصحة، ووجهت نداء عاجلا إلى منظمة الصحة العالمية للتدخل مباشرة لتسلم زمام الأمور والضرب بيد من حديد، وإرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى لبنان للتحقيق ومنع الدمار المتزايد الذي لا يمكن وقفه من قبل الدولة الفاشلة، إنما من خلال التعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر والمراكز الطبية الخاصة والمستشفيات الجامعية»، دهم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عددا من مستودعات المستلزمات الطبية في المناطق لا سيما في الحازمية وسد البوشرية حيث ضبط  مخالفة تسعير مباشرة على الهواء.

 

الصيدليات تضرب

وتوازيا، ومع إنقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات وإلتزاماً بقرار تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان الذي دعا إلى إضراب امس واليوم بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان احتجاجاً على «ما آلت اليه اوضاع الدواء، ولاطلاق صرخة بان الامن الصحي اصبح مهددا بشكل جدي»، أقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان أمس، فيما ابقت قلة قليلة ابوابها مفتوحة في بعض المناطق.

 

هل فُرجت؟

وازاء استمرار واقع الاذلال هذا، وبعدما اعلن وزير الطاقة ريمون غجر وجود 66 مليون ليتر بنزين في خزانات الشركات المستوردة و109 مليون ليتر مازوت اضافة الى الكميات المتوافرة لدى محطات التوزيع وغير المحددة بما يكفي السوق لمدة تتراوح بين 10 ايام واسبوعين، ما يطرح تساؤلات منطقية ومشروعة عن سبب عدم الافراج عنها، وعن دور الوزير في هذا المجال، طمأن عضو نقابة المحطات في لبنان جورج البراكس أنّ «لا انقطاع لمادتيّ البنزين والمازوت في الوقت الحالي»، طالبًا من المواطنين «عدم اذلال أنفسهم في طوابير أمام المحطات، لأن المواد متوفّرة في المستودعات وهي كافية لـ15 يوم، وفي الأيام المقبلة بواخر عديدة ستصل إلى لبنان». وأعلن البراكس، أنّ «البيان الذي صدر من مصرف لبنان جديّ، وقد أعطى حلولًا للأزمة، وبدءًا من الساعات المقبلة سيعطي موافقات للبواخر التي ستبدأ بالتفريغ».

 

محروقات الى سوريا

وعلى امل الا تفرغ البواخر حمولتها فتُنقل الى دول الجوار، أوقفت وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال اعتباراً من تاريخ 8-6-2021 ولغاية 10-6-2021 ستة مواطنين وسورياً واحداً، وأحبطت تهريب كمية من المحروقات إلى الأراضي السورية قُدِّرت بـحوالى 9480 ليتراً من مادة البنزين و460 ليتراً من مادة المازوت، بالإضافة إلى 50 طناً من الطحين جميعها محملة في شاحنة وبيك أب و4 آلات من نوع فان ودراجة نارية . سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش.

 

يوم حداد

في مجال آخر وعشية الذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ في 4 آب  2020، وفيما تسير التحقيقات في الملف سير السلحفاة من دون توقيف اي من الرؤوس الكبيرة استفاقت السلطة السياسية فيما يبقى ضميرها في ثبات عميق، على وجوب تحديد يوم حداد وطني، فأعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم ٤ آب يوم حداد وطني. وقال دياب لوفد أهالي شهداء المرفأ: أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم. غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد.

 

مساعدات غير كافية

في مجال آخر، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية «لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية» ميمونة محمد شريف، خلال استقبالها ان «لبنان الذي يواجه ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ اشهر». واكد ان «المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى ما أصابه من اضرار، سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت او انتشار جائحة «كورونا»، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت اعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد اقفال الحدود اللبنانية – السورية وتعذر حركة تصدير المنتجات اللبنانية».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *